تفسير سفر نحميا ٥ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الخامس

قد تكون احداث هذا الإصحاح حدثت أثناء حكم نحميا بعد أن تم بناء السور. ولكنها بدأت فى الظهور، والشكاوى بدأت تظهر أثناء بناء السور ووضع هذا الإصحاح هنا لنعرف أن عمل الله له مقاومين من الخارج والداخل فنحميا عانى من الحروب الخارجية والحروب الداخلية. فبينما كان هناك شعب كثير مشغول بالبناء والحرب كان هناك فى داخل الشعب من هو مشغول بالحصول على الربا من إخوته الفقراء. وأحداث هذا الإصحاح يصعب أن نحدث خلال 52 يوماً لكنها بدأت خلالها. فالشعب الذى إنشغل بالبناء أهمل أعماله الخاصة فإضطروا للإستدانة ليأكلوا فإستغلهم الآخرون بالربا.

 

الآيات 1-5:

– وكان صراخ الشعب ونسائهم عظيما على اخوتهم اليهودو كان من يقول بنونا وبناتنا نحن كثيرون دعنا ناخذ قمحا فناكل ونحيا. وكان من يقول حقولنا وكرومنا وبيوتنا نحن راهنوها حتى ناخذ قمحا في الجوع. وكان من يقول قد استقرضنا فضة لخراج الملك على حقولنا وكرومناو الان لحمنا كلحم اخوتنا وبنونا كبنيهم وها نحن نخضع بنينا وبناتنا عبيدا ويوجد من بناتنا مستعبدات وليس شيء في طاقة يدنا وحقولنا وكرومنا للاخرين.

وكان صراخ = من قلة الأمان فى الخارج وكثرة العمل فى ترميم الأسوار أهملوا أعمالهم العادية كالعمل فى الأرض والتجارة فإفتقروا وإضطروا للإقتراض من إخوتهم اليهود الذين إستغلوا الظرف وأقرضوهم بالربا. وفى (2) دعنا نأخذ قمحاً = هم لم يجدوا طعاماً لأنفسهم ولبيوتهم. وهنا نجدهم يطلبون الطعام ليحيبوا. هذا بينما إخوتهم يفتنون على حسابهم. وفى (4) خراج الملك = أى أن الضرائب كانت ثقيلة عليهم بالإضافة للديون والربا. وفى (5) لحمنا كلحم إخوتنا = هنا يشتكى الشعب أنهم بسبب الديون إضطروا أن يبيعوا حقولهم وبيوتهم بل حتى أولادهم ومعنى شكواهم هل يليق هذا أن يشترى إخوتنا اليهود أولادنا ولحمنا كلحمهم أى كلنا شعب واحد. وكلنا نحتاج للطعام والشراب.

 

الآيات 6-13:

– فغضبت جدا حين سمعت صراخهم وهذا الكلام. فشاورت قلبي في وبكت العظماء والولاة وقلت لهم انكم تاخذون الربا كل واحد من اخيه واقمت عليهم جماعة عظيمة. وقلت لهم نحن اشترينا اخوتنا اليهود الذين بيعوا للامم حسب طاقتنا وانتم ايضا تبيعون اخوتكم فيباعون لنا فسكتوا ولم يجدوا جوابا. وقلت ليس حسنا الامر الذي تعملونه اما تسيرون بخوف الهنا بسبب تعيير الامم اعدائنا. وانا ايضا واخوتي وغلماني اقرضناهم فضة وقمحا فلنترك هذا الربا. ردوا لهم هذا اليوم حقولهم وكرومهم وزيتونهم وبيوتهم والجزء من مئة الفضة والقمح والخمر والزيت الذي تاخذونه منهم ربا. فقالوا نرد ولا نطلب منهم هكذا نفعل كما تقول فدعوت الكهنة واستحلفتهم ان يعملوا حسب هذا الكلام. ثم نفضت حجري وقلت هكذا ينفض الله كل انسان لا يقيم هذا الكلام من بيته ومن تعبه وهكذا يكون منفوضا وفارغا فقال كل الجماعة امين وسبحوا الرب وعمل الشعب حسب هذا الكلام.

هذه المشكلة لا تنتظر حتى إتمام السور فماذا فعل نحميا؟” العدل لا يؤجل “

1-   غضبت جداً. . . . . . آية 6 إظهار الغضب ليخيف المخطىء

2-   فشاورت قلبى. . . . . آية 7 أى تفكير بحكمة وليس بإنفعال

3-   بكت العظماء. . . . . . آية 7 هو بكت الأغنياء سبب المشكلة والغنى عليه أن يرحم أخيه

4-   أقمت عليهم جماعة عظيمة آية 7 هنا يشهد عليهم جماعة عظيمة ليشهدوا على ما قالهُ

5-   أنا. . . وغلمانى أقرضناهم آية 10 هنا نحميا يصير مثلاً لهم

6-   ردوا لهم. . . حقولهم. . . آية 11 هذا عمل إيجابى

7-   دعوت الكهنة واستحلفتهم آية 12 هنا يشهد الكهنة عليهم

وفى (7) جماعة عظيمة = أى عدداً كبيراً من الشعب. وفى (8) نحن إشترينا إخوتنا = ربما يشير إلى ما كانوا قد عملوه فى مكان السبى أى أنهم إفتدوا إخوتهم من العبودية. وهذا ليبكتهم إذ إستعبدوا هم إخوتهم الفقراء. وفى (10) نجد نحميا يقرض المحتاجين منهم بدون ربا أو يعطيهم مجاناً بقدر ما أمكنه ليكون قدوة لكل قادر. ويمكن تفسير هذه الآية أن نحميا هنا يعترف بأن غلمانه فعلوا نفس الشىء أى أقرضوا الشعب بالربا. والجزء من مئة آية11 معناها الفائدة 1% شهرياً أى 12% سنوياً ولقد وافق الجميع فأشهد عليهم الكهنة (12) وفى (13) نفضت حجرى= عمل رمزى يشير أن الله يرفض وينفض عنه من لا يعمل بموجب هذا الكلام الذى تم الإتفاق عليه ويكون محروماً فى إسرائيل. وسبحوا الرب = لأنه خلصهم من ضيقهم وخلصهم من الإنشقاق.

الآيات 14-19:

–  وايضا من اليوم الذي اوصيت فيه ان اكون واليهم في ارض يهوذا من السنة العشرين الى السنة الثانية والثلاثين لارتحشستا الملك اثنتي عشرة سنة لم اكل انا ولا اخوتي خبز الوالي. ولكن الولاة الاولون الذين قبلي ثقلوا على الشعب واخذوا منهم خبزا وخمرا فضلا عن اربعين شاقلا من الفضة حتى ان غلمانهم تسلطوا على الشعب واما انا فلم افعل هكذا من اجل خوف الله. وتمسكت ايضا بشغل هذا السور ولم اشتر حقلا وكان جميع غلماني مجتمعين هناك على العمل. وكان على مائدتي من اليهود والولاة مئة وخمسون رجلا فضلا عن الاتين الينا من الامم الذين حولنا. وكان ما يعمل ليوم واحد ثورا وستة خراف مختارة وكان يعمل لي طيور وفي كل عشرة ايام كل نوع من الخمر بكثرة ومع هذا لم اطلب خبز الوالي لان العبودية كانت ثقيلة على هذا الشعب. اذكر لي يا الهي للخير كل ما عملت لهذا الشعب.

خبز الوالى = كناية عن كل ما كان على الشعب أن يقدموه للوالى. وهو يقول هذا عن نفسه ليصير مثلاً لكل حاكم. وفى (15) أربعين شاقلاً = كان ذلك مطلوباً من الشعب كل يوم نقداً. وغلمانهم تسلطوا = بلا رحمة وكان ذلك بعلم سادتهم. وأما نحميا فقام بنفقاته ولم يثقل على الشعب وكان كريماً وأضاف كثيرين بل تمسك هو وغلمانه بشغل السور ولم أشتر حقلاً = كان لهُ فرصة ليمتلك حقولاً لكنه أنفق نقوده على المتضايقين وفى (17) اليهود والولاة = اليهود الذين أتوا من بابل ليسكنوا أورشليم. والولاة كانوا يهوداً وأجانب وكان نحميا يصرف على هذه الولائم من مرتبه كوالى وساقى للملك وما إدخره من وجوده بالقصر. وفى (19) اذكر لى يا إلهى = هو لا يطلب مقابل من إنسان بل من الله.

فاصل

فاصل

تفسير سفر نحميا 4 تفسير سفر نحميا 
القمص أنطونيوس فكري
تفسير سفر نحميا 6
تفسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى