الذي عنده وصاياي ويحفظها
“الذي عنده وصاياي ويحفظها ، فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي ، وأنا أحبه ، وأُظهر له ذاتي” (يو21:14)
آية اختبارية يطرحها المسيح أمام عُشاق الحب الإلهي ، ليستكمل فيهم ظهوره الإلهي . لم يقلها المسيح عفوياً ، وكأنه يسند قلبهم بالكلمة ، ولكنه كان فعلاً وحقاً على وعد مع المحبين والعاشقين وحافظي عهده ووصاياه.
وهل للرب وصايا فوق بساطة المحبة ، التي لا تعرف أن تفرق بين صديق وعدو ، أو تميز بين جميل وذميم ، أو تفضل مادحاً على قادح . أو هل له وصية أقوى من اتضاع الإخلاء الصادق من كل كرامة ومجد دنيوي ؟؟
لقد أوصى الرب وأكد على أهمية الصلاة بدون ملل حتى تُستعلن قوتها ، ولمح على حتمية الطلبة ليل قبل نهار ، حتى ينسكب الروح القدس الحامل لكل أسرار الحياة . لقد شرح الرب وبالتمثيل كيف تقوم الكرازة على أيدي الكارزين حينما يغسلون أرجل بعضهم البعض ليؤمن العالم أنهم تلاميذ الرب حقاً.
لقد أوصى الرب الذين ثَّبتوا وجههم نحو أورشليم العليا أن لا يلتفتوا إلى الوراء ليودعوا الأهل والأقرباء ، مُحذرا إياهم أن أعداء الإنسان هم أهل بيته . وأنه بقدر ما يترك الإنسان من مباهج الحياة وعواطف اللحم والدم ؛ بقدر ما يأخذ مائة ضعف ، من مباهج الحياة الأبدية .
وصايا الرب تُمسك بعضها ببعض ، والواحدة تجر الأخرى ، لأن قوة خفية تنبع منها ، لا تسكت ولا تهدأ ، حتى تأتي على الكل .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين