تعليقات لامعة على سفر التكوين للقديس كيرلس الكبير

المقالة السابعة: عن بركة يعقوب لأبنائه – عن اشير

 

« أشير خبزه سمين وهو يعطي لذات مُلوك » ( تك 20:49)

اسم أشير يعني « الغني » . لأن هذا هو ترجمة الاسم حرفياً. وأعتقد يشير إلى ذاك « المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم » ( کو۳:۲) ، أقصد المسيح الذي هو « كنز مخفي في الحقل » ( مت 44:13 ) ، « والجوهرة كثيرة الثمن » والذي يقول بفم الحكيم : « عندي الغني والكرامة . قنية فاخرة وحظ »( أمثال ۱۸:۸) . إنه ذاك الذي قال عنه داود : « تعهدت الأرض وجعلتها تفيض » ( مز 9:65 ) . أيضا بولس الحكيم يكتب لنا عنه ، قائلا : « أشكر إلهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح . إنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة و كل علم » ( 1 کو 4:1، 5 ). لأنه افتقر معنا أيضاً بالرغم من أنه غني ؛ حتى بفقره نصير نحن أغنياء. لأن هذا يعني، على أية حال ، « الخبز الوفير» ، أي الغني الكثير والمغدي . لأن ربنا يسوع المسيح يغذي ، ليس بالن المادي ، مثلما أعطاه قديماً لبني إسرائيل ، لكن بأن يعطي ذاته في نفوس الذين يؤمنون به بواسطة الروح القدس.

لأجل هذا قال لليهود : « الحق الحق أقول لكم ليس موسی أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم » ( يو 32:6 – 33) وأيضا : « أنا هو خبز الحياة » ( يو 30:6) . لكن الخبز يُدرك على أنه مُحيي سرائرياً. ويعطي غذاء للملوك . وأستطيع أن أقول إن العروش والسلاطين والرؤساء والقوات والملائكة ورؤساء الملائكة وكل الخليقة المقدسة والعاقلة يعرفون المسيح بكونه طعامهم[1] وهكذا يجب أن يدرك هذا الأمر . و أيضا يمنح معلمي الرعية الأرضية طعاماً روحياً بإعلان الأسرار الإلهية ، بمعرفة كل فضيلة حتى يطعم هؤلاء شعوبهم بكلمات الحياة . لأنه يقول لهم : « مجاناً أخذتم ، مجاناً أعطوا » ( مت ۸:۱۰ ) . وكذلك في موضع آخر يقول : « فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العُلوفة في حينها . طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا . بالحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله » ( لو 42:12 – 44 ) . هذا ما يفعله معلمو الكنائس ، وهكذا فعل من قبلهم الرسل القديسون . لأن بولس الطوباوي يكتب للبعض ، قائلا : « مشتاق أن أراكم ، لكي أمنحكم هبة روحية لثباتكم » ( رو 11:1 ) . إنهم ينالون التعضيد من الله ، إذ يملأهم من الخيرات السماوية ويطعمهم بوفرة بعطايا الروح . بالتالي « أشير » يشير إلى المسيح ، أو لهؤلاء الذين لهم المسيح بكونه غناهم ، إذ يصير الخبز هو الغني بالنسبة لهم.

فاصل

  1. قد سبق أن شرح العلامة هيبوليتس هذه النبوة كما شرحها القديس كيرلس ، إذ يقول : “ هذا الأمر ” نأخذه رمزاً لدعوتنا ، لأن كلمة “ سمين ” تعني “ غني ” . وأي خبز غني سوى خبزنا ؟ لأن الرب هو خبزنا ، كما قال هو عن نفسه : “ أنا هو خبز الحياة ” ( يو 30:6 ) . ومن هو الذي يعطي لذات ملوك إلا ربنا يسوع المسيح ؟ وليس فقط للمؤمنين من الأمم ، بل وأيضا لأولئك الذين من الختان ، الذين هم في الإيمان أولاً، للآباء والأنبياء ، ولكل الذين آمنوا باسمه وآلامه ” 166.A.N.F.pol.V , p.

فاصل

عن جاد

المقالة السابعة 

عن نفتالي

تعليقات لامعة على سفر التكوين
البابا كيرلس عمود الدين

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى