تفسير رسالة يوحنا الأولي أصحاح ١ للقديس أغسطينوس
العظة الأولى ( 1 يو 1:1 – 11:2)
* الجزء الأول من العظة الأولى (تفسير رسالة القديس يوحنا الأولى أصحاح 1)
الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الأب وأظهرت لنا الذي رأيناه وسمعناه ونخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا واما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ونكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً، وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ان الله نور وليس فيه ظلمة البته إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق ولكن أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية أن قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا وليس الحق فينا ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم ان قلنا اننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا ، با أولادي أكتب اليكم هذا لكي لاتخطئوا وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضاً، بهذا نعرف اننا قد عرفناه أن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه واما من حفظ كلمته فحقاً في هذا قد تكملت محبة الله بهذا نعرف اننا فيه ، من قال انه ثابت فيه بنبعی انه کما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضاً ايها الاخوة لست اكتب لكم وصية جديدة بل وصية قديمة كانت عندكم منذ البدء. الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها منذ البدء وصية جديدة أكتب اليكم ماهو حق فيه وفيكم ان الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الان يضئ . من قال انه في النور وهو يبغض أخاه فهو الى الآن في الظلمة ، من يحب اخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة واما من يبغض اخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم اين يمضى لأن الظلمة أعمت عينه “ ( 1يو 1:1 – 11:2 ) .
التجسد الالهی :
1- ” الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة ” . من كان يستطيع ان يلمس الكلمة لولا أن “الكلمة صار جسداً” ( يو 1: 14).
لقد صار الكلمة جسداً ولمسناه منذ أن تجسد من العذراء ، ولكن وجوده لم يبدأ من ذلك الحين لان الرسول يقول ” الذي كان من البدء ” ( 1يو 1:1). لاحظوا كيف تدعم رسالته شهادة أنجيله حيث يقول ” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة ” ( يو 1:1). وربما يأخذ احد عبارة ” من جهة كلمة الحياة” انها نوع من التعبير اللغوي عن المسيح ولا يقصد بها جسد المسيح الذي لمسناه بايدينا. لنرى ماذا قال الرسول بعد ذلك ” الحياة اظهرت” ، المسيح اذن هو كلمة الحياة ولكن أين ظهرت وبای شکل؟ انه كان من البدء ولم يظهر للبشر فقط ولكن للملائكة الذين نظروه واقتاتوا به كطعام لحياتهم ولكن ماذا يقول الكتاب “أكل الناس طعام الملائكة” ( مز 25:78) الحياة أظهرت في الجسد لانها استعلنت وصارت ظاهرة ، وهكذا صار الذي كان لايمكن رؤيته الا بالقلب ، صار ممکناً ان نراه بعيوننا لكي يشفي قلوبنا ، بالقلب فقط يمكننا أن نرى الكلمة ولكن الجسد يمكن أن نراه بالاعين ، كان لنا الوسيلة التي يمكنها ان ترى ( الجسد ) ولكن بنفس الوسيلة لا يمكن ان نرى الكلمة ، لقد صار الكلمة جسداً لکی نراه بعيوننا فيشفي داخلنا ما نستطيع به أن نرى الكلمة.
۲- “وقد رأينا ونشهد” الذين لايعرفون اللغة اليونانية لايفهمون معنى كلمة نشهد. إنها كلمة يستخدمها الجميع ولها تقدیس روحی أيضاً وتوقیر دینی لان الذين ندعوهم في لغتنا شهوداً يطلق عليهم باليونانية “شهداء”. هل يوجد انسان لم يسمع عن الشهداء؟ هل يوجد إنسان مسیحی لا يردد اسم الشهداء بفمه طول اليوم وكل يوم؟ ليت أسماءهم تسكن في قلوبنا ايضاً حتى نتمثل بألامهم ولا يتجرعون كأس الالام مرة ثانية بخطايانا.
“لقد رأينا ونشهد” كأن يقول “لقد رأينا وصرنا شهداء” أي أنه من أجل الشهادة التي نحملها لما رأيناه ، والشهاده التي نحملها لما سمعناه من أولئك الذين شاهدوا ، تحملنا الام الشهداء ، هكذا احتمل الشهداء الكثير لان شهادتهم كانت تثير عليهم غضب وغيظ الذين شهدوا أمامهم، الشهداء هم “شهود لله” والله يفرح كثيراً أن يكون له شهود من بني البشر ويكون هو ايضاً شاهداً لهم.
” رأينا ونشهد” يقول الرسول “رأينا” این رأوا ما رأوه ؟ في الظهور! في الاستعلان ! ماذا يعني ذلك ؟
في وضح النهار في نور الشمس ، کیف امكننا أن نراه في نور الشمس ذلك الذي هو خالق الشمس ؟ لولا أنه ” جعل في الشمس مظلته وهو مثل العريس الخارج من خدره يتهلل مثل الجبار المسرع في طريقه ” ( مز 5:19) هو قبل الشمس وقبل النجوم وقبل کوکب الصبح، قبل الملائکه ، الخالق الحقيقي “لان به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان” ولكن لكي تراه عيوننا الجسدية التي ترى نور الشمس جعل في الشمس مظلته أي انه ظهر في جسده في نور النهار وحجال العرس هو رحم العذراء، لان في هذا الرحم اتحد الاثنان العريس والعروس ، العريس هو الكلمة والعروس هي الطبيعة الجسدية ، لانه مکتوب “ويكون الاثنان جسدا واحد “ ( تك 2: 24 ) والرب قال في الانجيل ” اذا ليسا بعد اثنين بل جسداً واحداً ” ( مت 6:19) واشعياء يتكلم عن هذين الاثنين في حديثه عن المسيح ويقول “کسانی رداء البر مثل عريس يتزين بعمامته ومثل عروس تتزين بحليها “ ( اش10:61).
المتكلم هنا يجعل نفسه في وقت واحد العريس والعروس لانه ليس بعد اثنين بل جسداً واحداً “لأن الكلمة صار جسداً وحل فينا ” الى هذا الجسد قد انضمت الكنيسة كلها وبذلك صار المسيح الواحد كله “الرأس والجسد”.
شركة في الإيمان والنور:
3- “نشهد ونخبركم عن الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا ” لذلك ما رأيناه وسمعناه نخبركم به.
أولئك رأوا الرب نفسه متجسداً وسمعوا الكلمات من فمه واخبرونا بها وعلى ذلك فنحن سمعنا ولكننا لم نر فهل نكون أقل فرحاً من الذين رأوا وسمعوا؟ ثم كيف يضيف الرسول قائلاً “لكي يكون لكم شركة معنا“؟
أولئك رأوا ونحن لم نر ومع ذلك لنا شركة معهم ، ذلك لاننا نملك الايمان الواحد ، لانه حتى مع الرؤيا هناك إنسان لم يؤمن واحتاج أن يلمس وهكذا آمن بعد ان قال “إن لم أر اثر المسامير وأضع اصبعي في جنبه لا أومن ” . لقد وضع نفسه فترة من الزمان في متناول بني البشر ليلمسوه وهو الذي يراه الملائكة كلهم ، وهذا التلميذ قد لمسه وشهد واعلن “ربي والهي” لانه لمس الجسد اعترف بالاله الحقيقي. والرب لكي يفرح قلوبنا ويعزينا نحن الذين لا يمكن ان نلمسه بأيدينا لانه الآن جالس في السماء ولكننا نصل اليه بالايمان ، قال ” لانك رأيتني أمنت طوبي للذين أمنوا ولم يروا ” هنا الرب يشير الينا ويصفنا ، ليتنا نكون مستحقين لهذا التطويب الذي سبق الرب واخبر به ، ليتنا نتمسك جيداً بهذا الذي لم نره فإن الرسل أخبرونا أنهم رأوه واننا “لنا شركة معهم “؟ .
ولكن ما أهمية أن يكون لنا شركة مع البشر؟
لاتحتقروا ذلك ولاحظوا أنه أضاف “اما شرکتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ” ثم يقول الرسول ” اننا نكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً” ، الفرح الكامل يتحقق في هذه الشركة ، في هذه المحبة ، في هذه الوحدانية.
4- وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ، ما هو؟ لقد رأوا ولمسوا بأيديهم كلمة الحياة ، كان ” منذ البدء” وصار لفترة من الزمان مرئياً ومحسوساً وهو ابن الله الوحيد الجنس.
أذا لماذا أتى ؟ ما هو الشي الجديد الذي اخبرنا به ؟ ماذا تعلمنا منه و لاي سبب صار الكلمة جسداً وهو ” الله الذي فوق الكل” (رو 5:9) لاي سبب كان لابد له أن يتقبل الاهانات من بني البشر وان يحتمل اللطم على خده باليد التي خلقها هو نفسه ؟ ماذا يعلمنا ؟ ماذا يرينا ؟ ماذا يعلن لنا ؟.
ما لم تثمر قصة تجسد المسيح وميلاده و آلامه فينا تكون قصته مربكة ومحيرة لعقولنا وليست سبب قوة لنا .
ماذا سمعتم من اشياء عظيمة ؟ ماذا جنيتم من ثمار سماعكم هذا الخبر؟
يقول الرسول “الله نور” وليس فيه ظلمة البته . “الله نور” ولكن الكلمات مظلمة ! ليت النور الذي اخبرنا عنه الرسول يضئ قلوبنا لندرك ماذا يقول. الله نور وليس فيه ظلمة البته. نعم من الذي يجسر أن يقول ان الله فيه ظلمة ؟ ولكن ما هو النور وما هي الظلمة ؟ نخشى ان نصادف أحدأ يتكلم عن هذه الامور بطريقة جسدية فبعض الناس حين يسمع “الله نور” يقولون الشمس أيضاً نور والقمر نور والشمعة نور، إن الله اعظم من ذلك كله ، أعلى من ذلك كله ، فائق عن هذا كله . ما أعظم الفرق بين الله وخليقته ، بین الصانع ومصنوعاته ، ما أبعد الفرق بين الحكمة وبين المصنوع بیدی الحكمة ، هذا النور متعال جداً عن كل الأشياء.
ربما نستطيع ان نقترب من هذا النور اذا عرفنا جوهره وقدمنا أنفسنا له لكي نستنير به لاننا في أنفسنا ظلمة واذا استنرنا به نصیر نوراً ولا نعود نرتبك بعد لاننا نرتبك ونتعثر في أنفسنا.
من الذي يتعثر في نفسه وحياته ؟ إنه الإنسان الذي يعرف ويرى في نفسه انه خاطئ ، من هو هذا الذي حينما نقترب منه نتخلص من ارتباك الخطية ؟ من هو الذي نستنير به من هو الانسان الذي يحتاج ان يستنير؟
إنه الإنسان الذي يرى في نفسه ظلمة بسبب الخطيئه ، ويريد أن يستنير فيقترب من النور كما يقول المزمور : ” تقدموا اليه واستنيروا ولا تخزى وجوهكم ” ( مز 5:34). سوف لاتخزون به حين يظهر لكم أنانيتكم . وانانيتنا المفرطة سوف تخجلنا وتثيرنا فنتقبل جماله ، وهذا ما يريد ان يعلمنا اياه .
5- هل اسرفنا في هذا الذي قلناه و أذا لنسمع الرسول نفسه يوضح لنا ذلك فيما يلي من آیات ولنتذكر ما قلناه في بداية الحديث « ان هذه الرسالة تحثنا على المحبة » .
يقول الرسول : ” الله نور وليس فيه ظلمة البتة ” ماذا يقول قبل ذلك ؟ ” ليكون لكم شركة معنا اما شركتنا فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ” .
ان كان الله نوراً وليس فيه ظلمة البتة ، واننا لابد ان يكون لنا شركة فان الظلمة تطرد من حياتنا ، سوف يخلق فينا نوراً جديداً لان الظلمة لا يمكن ان يكون لها شركة مع النور لذا يقول الرسول : ” ان قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نکذیب” وهذا ما عبر عنه الرسول بولس قائلا : ” اية شركة للنور مع الظلمة “ ( 2کو 6: 14) لذلك فالذي يقول ان له شركة مع الله مع ويمشي في الظلمة يكذب لأن الله نور وليس فيه ظلمة البته ولا يمكن أن تكون هناك شركة بين النور والظلمة.
وهنا ربما يتساءل الانسان مع نفسه ماذا أفعل ؟ كيف يمكنني ان أكون نوراً؟ انني أعيش في الخطايا والضعفات ، انني احس اليأس والحزن يتسلل إلى نفسي . لايوجد خلاص الا في الشركة مع الله . الله نور وليس فيه ظلمة البتة ، الخطية ظلمة كما قال الرسول عن الشيطان وملانئکته إنهم ” سلاطين الظلمة” ( أفس 12:6) لم يدعهم سلاطين الظلمة ألا لانهم سلاطين الخطية ، لهم السلطان على کلی الخطايا والاثام ، اذا ماذا نفعل یا اخوتي ؟ لابد أن يكون لنا شركة مع الله وإلا فلیس لنا رجاء في الحياة الابدية ولكن “الله نور والخطايا ظلمة “، اننا ننجذب إلى اسفل بالخطايا والضعفات ولا يمكننا أن یکون لنا شركة الله . ما هو رجاؤنا أذا ؟
ألم أعدكم انني سأتحدث معكم عن اشياء تفرح قلوبكم ؟
لقد منحنا الله التعزية ورفعنا إلى فوق واعطانا رجاء حتى لا نخور في الطريق ، لاننا نركض إلى مدينتنا، واذا تملكنا اليأس من الوصول سوف نفشل ، ولكن ذاك الذي كل ارادته ومشيئته ان نصل الى المدينة يحفظنا في امان ويقوينا في الطريق . “اذا قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا فی الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق ، فاذا كنا نسلك في الظلمه لا يمكن أن نقول أن لنا شركة معه، اذا سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ” . لنسر اذا في النور كما هو في النور لكي يمكن أن يكون لنا شركة معه. ولكن ماذا نفعل تجاه خطايانا ؟ اسمع ما يقوله “دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية”، ما أعظم الضمان الذي أعطاه الله لنا !
اننا سوف نحتفل بعيد الفصح حيث سفك الرب دمه عنا الذي به نغتسل “من كل خطیه ” لاننا نثق أن ” صك العداوه “ ( کو 14:2) ، وقيد العبودية الذي يمسكنا الشيطان به قد محي وتحطم بدم المسيح . يقول الرسول : الدم ” دم ابنه يطهرنا من كل خطية “.
ماذا يعني”من كل خطية” ؟ انظر وتعجب فان الذين اعترفوا باسم المسيح وتعمدوا والذين دعوا أطفالا قد اغتسلوا من كل خطية . أتوا بالقديم وخرجوا بالجديد . كيف أتوا رجالاً وشيوخاً وخرجوا أطفالاً صغاراً؟.
الشيخوخة هي الحياة القديمة والحياة الجديدة هي طفولة التجديد .
الخطايا القديمة قد غفرت ليس لهؤلاء فقط ولكن الخطية تغفر لنا نحن ايضا ، بعد الغفران ( بالمعمودية ) ومحو كل الخطايا ، فاننا بحياتنا في هذا العالم وسط التجارب تلتصق بنا بعض الخطايا ولو رغما عنا ( مصادفة ) ولكن ماذا يستطيع الانسان ان يفعل ؟ ليته يعترف بما هو فيه لكي يشفى بذاك الذي لا يتغیر ( غير الفاسد ) . المسيح يبقى هو هو “امسا واليوم والى الابد” ولكننا نحن الذين نتغير.
الاعتراف بالخطية بدايه الاتضاع :
6- يقول الرسول إن قلنا إننا بلا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا ، إذا اعترفت انك انسان خاطئ فأن الحق يكون ساكناً فيك والحق نفسه نور . حياتكم لم تشرق بعد بالضياء الكامل لان الخطية لازالت فيكم ولكن الاستنارة بدأت فعلاً فيكم لانكم ابتدأتم تعترفون بالخطايا لذلك ” أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم ” ليس فقط في الماضي ولكن ايضاً الآن اذا اصابتنا شرور من هذه الحياة لان الانسان طالما هو في الجسد فانه لا يستطيع ان يتخلص من كل الخطايا الكبيرة والصغيرة ، ولكن لاحظ ان التي تدعوها خطيئة صغيرة ليست هكذا في اثرها الان خطايا وهفوات صغيره تؤدي إلى خطايا عظيمة في النهاية . فان حبات صغيرة تكون كومة كبيرة . این رجاؤنا اذا ؟
قبل كل شئ : الاعتراف ، لئلا يظن احد انه بار ولئلا يرفع احد رأسه أمام الله الذي يعرف من هو الانسان فهو يعرف خطايانا كلها – قبل كل شي الاعتراف . ثم بعد الاعتراف المحبة لان “المحبة تستر کثرة من الخطايا” ( 1بط4: 8) ، انظروا كيف يوصينا بالمحبة في معرض حديثه عن الخطايا التي تقع فيها لان المحبة وحدها تطفئ الخطية .
الافتخار يطفئ المحبة والاتضاع يقوى المحبة ويدعمها والمحبة تطفئ الخطايا . والاتضاع يسير جنباً الى جنب مع الاعتراف ، الاتضاع يجعلنا ندرك أننا خطاة وأن نعترف بذلك ، هذا هو الاتضاع الحقيقي. الاتضاع ليس أن نقول ذلك بألسنتنا كما لو كنت تريد أن تتجنب ان تغضب الناس اذا قلت انك بار ، انه الشر بعينه وحماقة العقل أن نقول :”انا اعلم حقا انني بار ولكن ماذا أقول امام الناس اذا قلت عن نفسي انني بار من يحتمل ذلك ، اذا سأدع بري يكون معروفاً عند الله فقط ، على أي حال سوف أقول انني خاطئ حتى لا أكون متعجرفا ” ! .
أعلن حقیقتك للناس واعلنها ايضاً أمام الله ، اذا لم تعلن حقيقة حالتك أمام الله فسوف يدين ما يجده فيك . اذا كنت تريد أن تنجو من دينونة الله ؟ دن نفسك الان ، وإذا كنت تريد أن يُغفر لك ؟ ليتك تقدر ان تقول امام الله “اصرف وجهك عن خطایای “، قل له ايضا الكلمات الموجوده في نفس المزمور “لأني عارف بأثمی ” ( مز 50) ،” إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم، إن قلنا إننا لم نخطىء نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا “ (1يو 1: 9، 10).
اذا قلت إنك بلا خطية تكذب وتجعله كاذباً ( لکی نجعل نفسك صادقاً) ، كيف يمكن أن يكون الله كاذباً والانسان صادقاً بينما الكتب المقدسة تقول العكس”لكن الله صادقاً وكل انسان كاذباً” ( رو 3 : 4) . وبالتالي فالله صادق في نفسه وانت صادق في الله لانك في نفسك كاذب .
7- ولئلا يظن أحد أنه يعطى السماح بالخطية حين يقول : “هو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل أثم” وعلى ذلك يقول الناس لأنفسهم لنخطئ اذاً، لنفعل بأطمئنان ما نريده ، والمسيح يطهرنا أنه أمين وعادل ، يطهرنا من كل أثم . أنه يأخذ منكم هذا الامان الكاذب ويضع فيكم خوفاً مقدماً، اذا سكنت المخافه قلوبكم كانت نفوسكم في أطمئنان لانه “امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا”. لابد أن نقاوم أنفسنا دائما ونغصبها ولنتغير باستمرار لنصل إلى الكمال . لأجل ذلك يكمل الرسول قائلا : ” يا أولادي أكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا”
*تكملة العظة الأولى في تفسير الأصحاح الثاني