تفسير سفر أعمال الرسل أصحاح 14 الأب متى المسكين

ﺍﻷﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ  
ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ
ﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ – ﻟﺴﺘﺮﺓ – ﺩﺭﺑﺔ

ﻓﻲ ﺇﻳﻘﻮﻧﻴــﺔ 1-7

1:14 »ﻭﺣﺪَﺙَ ﻓﻲ ﺇِﻳﻘُﻮﻧﻴَﺔَ ﺃَﻧﱠﻬُﻤﺎ ﺩﺧﻼ ﻣﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻊِ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩِ ﻭﺗﻜﻠﱠﻤﺎ ﺣﺘﱠﻰ ﺁﻣَﻦَ ﺟُﻤﻬُﻮﺭٌ  ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻴﻬُﻮﺩِ ﻭﺍﻟﻴُﻮﻧﺎﻧﻴﱢﻴﻦ.«

ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﺘﻜﻠﱠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻌﺪ 120 ﻣﻴﻼً ﻋﻦ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ . ﻭﺍﻵﻥ ﺗﺴﻤﱠﻰ – ﻗﻮﻧﻴﺔ – ﻭﺟﻮﱡﻫﺎ ﺟﻤﻴﻞ ﺇﺫ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﺟﺒﺎﻝ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﻭﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﻭﺝ ﺧﻀﺮﺍء ﻭﺣﺪﺍﺋﻖ ﻏﻨﱠﺎء.

ﻭﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺷﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻤﺖ ﻭﺗﺪﻟﱠﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺑـ”ﺃﺗﺎ ﺗﺮﻙ“ ﻭ”ﺃﺗﺎ“ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ”ﺃﺑﻮ“ ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﺗﺎ ﺗﺮﻙ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺣﺪﻳﺪﻳﺎً، ﻗﻠﺐ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺑﺎ.

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺯﺍﺭﻫﺎ ﻕ . ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻨﻬﺎ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻳﻔﺨﺮﻭﻥ ﺑﻤﺴﺮﺣﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻭﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻳﻔﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺿﺒﱠﺎﻁ ﺭﻭﻣﺎﻥ ﺑﺒﺰﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﻄﺮﺳﺔ ﻭﺗﻌﺎﻝٍ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻬﻤﺞ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ . ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﻜﺪﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺒﺎﻩٍ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺤﻲ! ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﺪ ﺑﻮﻟﺲ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻼ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.

2:14 »ﻭﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺩﺧﻼ ﻣﻌﺎً:«

ﺗُﺮﺟﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺦ “ﻭﺣﺪﺙ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲء ﻓﻲ إيقوﻧﻴﺔ”، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻛﺄﻭﻝ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﻜﺮﺍﺯﺓ ﺣﺴﺐ ﻋﺎﺩﺓ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻛﻤﺎ ﺻﻨﻊ ﻓﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺑﻴﺴﻴﺪﻳﺔ. ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺑﻘﻴﺎ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺁﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ. ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ، ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻗﻠﻮﺑﺎً ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍء. ﻓﻼ ﺻﻼﺑﺔ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻴﻮﻋﺔ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﻦ، ﺣﺪٌ ﻟﻠﻘﺴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓ ﻭﺣﺪٌ ﻟﻼﻫﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻫﻨﻴﻦ، ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻭﺗﻮﺣﱢﺪ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺮﺍﺕ، ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻷُﻣﻢ ﺻﺎﺭﺍ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ، ﻣﻦ ﻳﺼﺪﱢﻕ؟

ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ؟

ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻳﺎ ﻣَﻦْ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻙ ﺍﻟﻤﻘﺪﱠﺱ ﻟﻴﺼﻴﺮﺍ ﻣﻌﺎً ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻘﺪﱠﺳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺭﺳﻮﻟﻴﺔ، ﺍﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻴﺼﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ: »ﻷﻧﻨﺎ ﺃﻋﻀﺎء ﺟﺴﻤﻪ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﻪ ﻭﻣﻦ ﻋﻈﺎﻣﻪ « (ﺃﻑ 30:5). ﻫﻞ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻡ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ؟

 

3،2:14 »ﻭﻟﻜﻦﱠ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩَ ﻏﻴﺮَ ﺍﻟﻤُﺆﻣِﻨِﻴﻦَ ﻏﺮﱡﻭﺍ ﻭﺃَﻓﺴﺪﻭﺍ ﻧﻔُﻮﺱَ ﺍﻷُﻣﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻮﺓ. ﻓﺄَﻗﺎﻣﺎ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﻳُﺠﺎﻫِﺮَﺍﻥِ ﺑﺎﻟﺮﱠﺏﱢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥَ ﻳَﺸﻬَﺪُ ﻟﻜﻠﻤَﺔِ ﻧﻌﻤﺘَﻪ ﻭﻳُﻌﻄِﻲ ﺃَن ﺗُﺠﺮَﻯ ﺁﻳﺎﺕٌ ﻭﻋﺠﺎﺋِﺐُ ﻋﻠﻰ ﺃَﻳﺪﻳﻬِﻤَﺎ.«

ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟﻬﺎﺗﻴﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﺟﺎءﺕ ﺭﻛﻴﻜﺔ ﻓﺼﻌﱠﺒﺖ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ. ﻭﺣﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺿﺢٌ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﺿﻄﺮ ﻕ . ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ.

ﻭﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﻥ ﺗُﺠﺮﻯ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍً ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍلمقاﻭﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍء ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ.

ﻏﺮﱡﻭﺍ ﻭﺃﻓﺴﺪﻭﺍ:

ﺃﺗﺖ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ: ”ﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﻭﺳﻤﱠﻤﻮﺍ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ.“

ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻏﺮﱡﻭﺍ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﻣﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﺷﺮﻳﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﻘﻠﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻠﻘﻴﻨﻬﻢ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺳﻲء ﻭﻣﻀﺮّ.

ﺃﻣﱠﺎ ﻛﻠﻤﺔ ”ﺃﻓﺴﺪﻭﺍ“ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮﻫﻢ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺡ. ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻘﻨﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﺭﺳﺨﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ.

»ﻓﺄﻗﺎﻣﺎ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﻳﺠﺎﻫﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﺮﺏ:«

ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻹﻓﺴﺎﺩ ﺫﻫﻦ ﺍﻷُﻣﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ، ﻭﻗﻒ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﻭﻕ. ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻳﺠﺎﻫﺮﺍﻥ، ﺃﻱ ﻳﻜﺮﺯﺍﻥ ﺑﻌﻼﻧﻴﺔ ﻭﻗﻮﺓ ﻭﻭﺿﻮﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻤﺨﱢﻠﺺ . ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻟﺬﻫﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﻭﻕ. ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﻮﺿﺤﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻳﻜﺮﺭﺍﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺳﱢﺨﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳَﺪْﺣﻀﺎ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ.

»ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻌﻤﺘﻪ:«

ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺑﺪﻳﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ. ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﻻﱠ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻒ ﻳﺆﺍﺯﺭ ﺇﻧﺠﻴﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺄﻥ ﺃﺟﺮﻯ ﺁﻳﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻔﺤﻤﺔ ﺣﺖﻯ ﻳُﺨﺮﺱ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ . ﻭﻫﻨﺎ ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻏﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻓﺴﻨﺪﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﻼﻧﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻟﻴﺴﻨﺪ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺇﺯﺍء ﺗﻜﺎﻟﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﺰﻭﻳﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻓﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺑﺄﻓﻮﺍﻩ ﺭﺳﻮﻟﻴﺔ ﻭﺑﺎﻵﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻤﺎ.

14 :4 -7 »ﻓﺎﻧﺸﻖﱠ ﺟُﻤﻬُﻮﺭُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨَﺔِ ﻓﻜﺎﻥَ ﺑَﻌﻀﻬُﻢ ﻣﻊَ ﺍﻟﻴﻬُﻮﺩِ ﻭﺑَﻌﻀﻬُﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳُﻮﻟﻴﻦِ. ﻓﻠﻤﱠﺎ ﺣﺼَﻞَ ﻣِﻦَ ﺍﻷُﻣﻢِ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩِ ﻣﻊَ ﺭُﺅَﺳﺎﺋِﻬِﻢ ﻫﺠُﻮﻡٌ ﻟﻴﺒﻐُﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬِﻤﺎ ﻭﻳﺮﺟﻤُﻮﻫُﻤﺎ ﺷﻌَﺮﺍ ﺑﻪِ ﻓَﻬﺮَﺑَﺎ ﺇِﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘَﻲ ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﱠﺔَ ﻟِﺴﺘﺮﺓَ ﻭﺩَﺭﺑَﺔَ ﻭﺇِﻟﻰ ﺍﻟﻜُﻮﺭَﺓِ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄَﺔِ. ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻫُﻨﺎﻙَ ﻳﺒﺸﱢﺮﺍﻥِ«

ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻕ. ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﺭﺳﻮﻻً ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺣﺴﺒﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻳﻦ (ﺃﻉ 15:1). ﻭﻳﻜﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻋﺎﺷﺮ ﻇﻬﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺏ، ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻨﻪ: »ﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ«. (ﻏﻞ ٢ :٩)

ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﻭﻕ .ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﺋﺘﻼﻑ ﺭﺅﺳﺎء ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷُﻣﻢ ﻣﻊ ﺭﺅﺳﺎء ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻱ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ، ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.

»ﻫﺠﻮﻡٌ ﻟﻴﺒﻐﻮﺍ:«

ﺍﺻﻄﻼﺡ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻓﻬﻮ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻟﺘﺘﻤﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ، ﺇﺫ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ.

ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺸﺎء ﺍﷲ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻗﺒﻞ ﺇﺗﻤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻫﻮ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻭﻳﻬﺮﺑﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ ﻟﺴﺘﺮﺓ.

ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ:

ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻕ. ﻟﻮﻗﺎ ﻻ ﻳﺸﺎء ﺃﺑﺪﺍً ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻡ، ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺩﺧﻞ ﻟﻬﺎ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻷﻥ »ﻗﻮﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺗُﻜْﻤَﻞُ« (٢ﻛﻮ9:12)، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺼﻤﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺑﺮﻭﺱ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺑﻮﻛﺮﻳﻔﺎ ﻟﻪ ﻭﺯﻧﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻭﺻﻒ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻔﻢ ﺷﺨﺺ ﺍﺳﻤﻪ ﺃﻭﻧﻴﺴﻴﻔﻮﺭﻭﺱ Onesiphorus ﻣﻦ ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﺳﻤﻪ ”ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ“: ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻭﻧﻴﺴﻴﻔﻮﺭﺱ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﱠﺎ ﺧﺮﺝ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻮﻟﺲ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ [ﺭﺃﻯ ﺑﻮﻟﺲ ﻗﺎﺩﻣﺎً ﺭﺟﻼً ﺑﺤﺠﻢ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺫﺍ ﺣﺎﺟﺒﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﻴﻦ ﻭﺃﻧﻒ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎً ﺃﻣﱠﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺘﻨﻢ ﻋﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺭﺟﻼﻩ ﻣﻘﻮﺳﺘﺎﻥ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻭﻣﻤﺘﻠﺊ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﻼﻙ ﻭﺃﺣﻴﺎناً ﺇﻧﺴﺎﻥ .]

ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺩﻳﺪ ﻳﻘﺮﺃ ﻟﺮﺍﻣﺰﻱ.

»ﻓﻬﺮﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﻭﺩﺭﺑﺔ:«

ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻫﻲ ﻫﻜﺬﺍ: ”ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻥ ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﻭﺩﺭﺑﺔ.“ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﻃﻮﺭﻭﺱ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻛﻴﻠﻴﻜﻴﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺗﻼﻝ ﻛﺒﺪﻭﻛﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺴﻄﱠﺢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﺳِﻴﱠﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ.

ﺃﻣﱠﺎ ﻣﺪﻳﻨﺘﺎ ﺩﺭﺑﺔ ﻭﻟﺴﺘﺮﺓ ﻓﻬﻤﺎ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻷﺳﻮﺩ. ﻭﻓﻲ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﻳُﻈَﻦﱡ ﺃﻥ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺧﺘﱠﻦ ﺗﻴﻤﻮﺛﺎﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎً.

ﺃﻣﱠﺎ ﺩﺭﺑﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ”ﻏﺎﻳﺲ“ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ.

ﺃﻣﱠﺎ ﻟﻴﻜﺄﻭينة ﻓﺮﻳﺠﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺬ 450 ﺳﻨﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺄﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ”ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻳﻮﺳﺘﻴﻦ“ ﺳﻨﺔ 165ﻡ.  

ﺃﻣﱠﺎ ﻟﺴﺘﺮﺓ Lystra ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﻭﻏﺴﻄﺲ ﺳﻨﺔ 6م. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﺗﺘﺼﻞ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺑﻴﺴﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ 180ﻣﻴﻼً، ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺣﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﻤﺮ ﻭﺳﻂ ﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺻﱠﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺝ.ﺭ.ﺱ ﺳﺘﺮﺭﺕ Sterrett سنة 1885م ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺧﺎﻃﻴﻦ ﺳﺎﺭﺍﻱ.

فاصل

ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﺴﺘﺮﺓ 14: 8-18

»ﻭﻛﺎﻥَ ﻳﺠﻠِﺲُ ﻓﻲ ﻟِﺴﺘْﺮَﺓَ ﺭَﺟُﻞٌ ﻋﺎﺟِﺰُ ﺍﻟﺮﱢﺟﻠَﻴﻦِ ﻣُﻘْﻌَﺪٌ من ﺑَﻄﻦِ ﺃُﻣﱢﻪِ ﻭﻟَﻢ ﻳَﻤْﺶِ ﻗَﻂﱡ.« (14: 8)

ﺭﺟﻞ ﻋﺎﺟﺰ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ
ﻣﻘﻌﺪ
ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺃُﻣﱢﻪ
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺶِ ﻗﻂ

ﺛﻼﺙ ﻋﻠﻞ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺸﻔﺎء ﺑﺘﺎﺗﺎً ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ.

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻛﻴﺪ ﺍﻟﻤﺜﻠﺚ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻫﻮ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﷲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻴﺄﺗﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺎً ﺷﺮﻭﻃﻪ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺪﺍ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺃﻥ ﻳﺜﻨّﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻗﻮﻻً : “ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ”، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﻂ، ﺃﻣﱠﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻷُﻣﻢ ﻓﻤﺎ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺴﺎﻣﺮﻳﺔ : “ﺻﺪﱢﻗﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ” (ﻳﻮ21:4) ”ﻓﺼﺪﱠﻗﺘﻪ“ ﻭﻗﺎﻟﺖ:”ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻚ ﻧﺒﻲ “(ﻳﻮ 19:4) ﺃﻣﱠﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : “ﺃﻟﺴﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺣﺴﻨﺎً ﺇﻧﻚ ﺳﺎﻣﺮﻱ ﻭﺑﻚ ﺷﻴﻄﺎﻥ “(ﻳﻮ 48:8) “ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﻳُﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ”(ﻣﺖ 12: 35).

ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳُﻠﺰﻡ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﱢﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺪﺍﻓﻌﺎً ﺃﻭ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ: [ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻻ ﺷﻲء ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ] ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺏ: “ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻗﻮﻝ”.

ﻭﻳُﻼﺣَﻆ ﺃﻥ ﻕ. ﻟﻮﻗﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ عمَّا ﺗﻢﱠ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﻭﺍﺛﺒﺎً ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻤﺸﻲ، ﺃﻭﺭﺩ ﺃﻧﻪ »ﻟﻢ ﻳﻤﺶِ ﻗﻂ« ﻟﻴﻨﺒﱢﻪ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ.

14: 10،9 »ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥَ ﻳﺴﻤَﻊُ ﺑﻮﻟُﺲَ ﻳﺘﻜﻠﱠﻢُ، ﻓﺸَﺨَﺺَ ﺇِﻟﻴﻪِ ﻭﺇِﺫ ﺭﺃﻯ ﺃَﻥﱠ ﻟﻪُ ﺇِﻳﻤﺎﻧﺎً ﻟﻴُﺸﻔَﻰ ﻗﺎﻝَ ﺑﺼَﻮﺕٍ ﻋﻈﻴﻢٍ ﻗُﻢْ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠَﻴﻚَ ﻣُﻨﺘَﺼِﺒﺎً، ﻓﻮﺛﺐَ ﻭﺻﺎﺭَ ﻳَﻤﺸِﻲ.«

ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻟﻴُﺸﻔَﻰ:

ﻟﻴُﺸﻔَﻰ: 

ﻫﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻜﺸﻒ ﻣﺎ ﻭﺭﺍء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ “ﻟﻴُﺸﻔَﻰ” ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗِﻴﻠَﺖ ﺑﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻑ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻠﺸﻔﺎء!؟

ﻓﺎﻟﻌﻤﻖ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ naiءswq  ﻓﻬﻲ ﻭﺇﻥ كاﻧﺖ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻼﺑﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ﺇﻻﱠ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺭﺍﻣﺰﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺩﻓﻴﻨﺎً، ﻓﻬﻲ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ   swthr…aj ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎءﺕ في (أع17:16) ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻼص : ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ”ﺻﺤﺔ“ ﺃﻭ ”ﺧﻼﺻﺎً.“

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻠﻪ الكلمة ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎءﺕ ﻋﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﻳﻮﺿﱢﺢ ﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺒﱠﻬﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺸﻔﺎء ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻆ ﻭﻫﻮ ﺣﺎﺭ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻐﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ، ﻓﺄﺣﺲ ﺃﻥ ﺭﻭﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﺘﺄﺟﱠﺞ ﻓﻴﻪ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺨﻼص، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺨﻼص ﻟﻴﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎء ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻼص ﺑﺂﻥ ﻭﺍﺣﺪ.  ﻓﺒﻮﻟﺲ ﺷﻔﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﺨﻠﱢﺺ ﻛﻄﺎﻟﺐ ﺧﻼص ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷُﻭﻟﻰ، ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: “ﻗﻢ”، ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ “ﻗﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻓﻴﻀﻲء ﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ”. (ﺃﻑ 14:5)

ﺃﻣﱠﺎ ﻛﻠﻤﺔ “ﻭﺛﺐ” ﺃﻱ ”ﻧﻂّ“ ﻓﺘﻌﻨﻲ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻭﻫﻲ ﻓﻌﻼً ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺷﻤﻠﺖ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﺟﺴﺪ ﻭﺭﻭﺡ ﻣﻌﺎً.

12،11:14 »ﻓﺎﻟﺠﻤُﻮﻉُ ﻟﻤﱠﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﻣﺎ ﻓﻌَﻞَ ﺑﻮﻟُﺲ ﺭَﻓَﻌُﻮﺍ ﺻﻮﺗَﻬُﻢ ﺑِﻠُﻐَﺔِ ﻟﻴﻜَﺄُﻭﻧﻴﱠﺔ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦَ ﺇﻥﱠ ﺍﻵﻟﻬﺔِ ﺗﺸﺒﱠﻬُﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱِ ﻭﻧَﺰَﻟُﻮﺍ ﺇِﻟﻴﻨﺎ . ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳَﺪﻋُﻮﻥَ ﺑَﺮْﻧَﺎﺑَﺎ ﺯَﻓْﺲَ ﻭﺑﻮﻟُﺲَ ﻫَﺮْﻣَﺲَ ﺇِﺫ ﻛﺎﻥَ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﱢﻡَ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡِ«

ﻳُﻼﺣَﻆ ﺃﻥ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻜﻠﱠﻤﻮﻥ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ “ﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ”، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﻭﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻮﻗﻮﻥ ﺫﺑﺎﺋﺤﻬﻢ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺇﻻﱠ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﻌﺪﻭﻥ ﻟﺬﺑﺢ ﺫﺑﺎﺋﺤﻬﻢ ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺒﻄﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎء.

ﻭﻳﺸﺎء ﺍﷲ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﻟﻨﺎ ﺻﺪﻕ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻕ . ﻟﻮﻗﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺜﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﻭ .ﻡ. ﻛﺎﻟﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺮﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ لسترﺓ ﺗﺬﻛﺮ ﺗﻤﺜﺎﻻً ﻟﻬﺮﻣﺲ ﻭﻧﺼﺒﺎً ﻟﺰﻓﺲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﺷﺨﺎص ﻟﻬﻢ ﺃﺳﻤﺎء ﻟﻜﻴﺄُﻭﻧﻴﺔ ﻭﻛﻬﻨﺔ ﻟﺰﻓﺲ . ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻛﺘُﺸِﻒ ﻣﺬﺑﺢٌ ﺣﺠﺮﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﻭ. ﺑﻜﻠﺮ ﺳﻨﺔ 1926م ﻣﻜﺮﱠﺱ ”ﻟﺴﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ“ ﺃﻱ ﺍﻹﻟﻪ ﺯﻓﺲ.

»ﺯﻓﺲ:« Zeus (ﻭﻫﻮ ﺟﻮﺑﺘﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ(، (ﻭﻫﻮ ﺃﻭﺯﻭﺭﻳﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ): ﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻊ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ= ﺍﻟﺒﺎﻧﺜﻴﻮﻥ = Pantheon ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ.

ﻫﺮﻣﺲ:

ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺯﻓﺲ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﺎ Maia ﻭﻫﻮ ﺑﺸﻴﺮ ﺍﻵﻟﻬﺔ (ﻭﻳُﺪﻋﻰ ﻣﺮﻛﻮﺭﻳﻮﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ).

ﻓﺒﺮﻧﺎﺑﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺇﻧﻪ “ﺯﻓﺲ” ﻷﻥ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﻭﺷﻜﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻭﺳﺎﻣﺔ ﻭﻋﻈﻤﺔ. ﺃمَّا ﺑﻮﻟﺲ ﻓﻸﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﱢﻢ ﻭﺍﻟﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﱢﻙ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺩﻋﻮﻩ “ﻫﺮﻣﺲ”. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺮﻣﺲ ﺭﻓﻴﻖ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺯﻓﺲ ﻟﻸﺭﺽ ﺩﺍﺋﻤﺎً. ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻧﻪ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ.

13:14 »ﻓﺄَﺗﻰ ﻛﺎﻫِﻦُ ﺯَﻓْﺲَ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥَ ﻗُﺪﱠﺍﻡَ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔِ ﺑﺜِﻴﺮَﺍﻥٍ ﻭﺃَﻛﺎﻟﻴﻞَ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻷَﺑﻮﺍﺏِ ﻣﻊَ ﺍﻟﺠﻤُﻮﻉِ ﻭﻛﺎﻥَ ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﻳﺬﺑَﺢَ.«

ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮﺍً ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻗﺪ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺃﻗﻠﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ . ﻓﺄﺗﻰ ﻛﺎﻫﻦ ﺯﻓﺲ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺷﺪﺓ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻴﻜﻞ ﺯﻓﺲ ﻓﻲ ﻣ ﱢﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ  ﺗﻮﺿﱢﺢ ﺫﻟﻚ Zeus Propolis ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺟﻤﺖ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺍﻷﺻﺢ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﱢﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻸﺑﻮﺍﺏ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ. ﻷﻥ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﺎﺭﺳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻥ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﱠﻡ ﺫﺑﺎﺋﺢ ﻳُﻠﺒِﺴﻮﻧﻬﺎ ﺃﻛﺎﻟﻴﻞ ﺣﻮﻝ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺍﻟﻤﺠﺪﻭﻝ ﻛﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺬﺑﻴﺤﺔ ﺍﻹﻟﻪ. ﺃﻣﱠﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻪ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ.

15،14:14 »ﻓﻠﻤﱠﺎ ﺳَﻤِﻊَ ﺍﻟﺮﺳﻮﻻﻥِ ﺑَﺮْﻧَﺎﺑَﺎ ﻭﺑﻮﻟُﺲ ﻣﺰﱠﻗﺎ ﺛﻴﺎﺑَﻬُﻤﺎ ﻭﺍﻧﺪﻓَﻌَﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠَﻤﻊِ ﺻﺎﺭﺧَﻴْﻦِ ﻭﻗﺎﺋِﻠَﻴﻦِ ﺃَﻳﱡﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝُ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌَﻠُﻮﻥَ ﻫﺬﺍ؟ ﻧﺤﻦُ ﺃَﻳﻀﺎً َﺑﺸَﺮٌ ﺗﺤﺖَ ﺁﻻﻡٍ ﻣِﺜﻠﻜﻢ ﻧُﺒﺸﱢﺮﻛﻢ َﺃﻥ ﺗﺮﺟﻌُﻮﺍ  ِﻣﻦْ ﻫﺬﻩ ﺍﻷَﺑﺎﻃﻴِﻞِ ﺇﻟﻰ ﺍﻹِﻟﻪِ ﺍﻟﺤﻲﱢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﺴﱠﻤَﺎءَ ﻭﺍﻷَﺭﺽَ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮَ ﻭﻛُﻞﱠ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ.«

“ﻣﺰﱠﻗﺎ ﺛﻴﺎﺑﻬﻤﺎ”:

ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﺇﺯﺍء ﺍﺗﻬﺎﻣﻬﻤﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻘﺒﻼﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻟﻬﻤﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺠﺪﻳﻒ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﺠﺪﻳﻒ، ﻓﻜﻞ ﺗﺠﺪﻳﻒ ﻳﻠﺰﻡ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ ﻟﻜﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺤﺪﻩ ﻭﻻ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﱢﻕ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣَﻦْ ﻳﺠﺪﱢﻑ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺟﺪﱠﻑ (ﻣﺮ 63:14).

ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻓﺮﺁﻡ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ ﺇﻧﻬﻢ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻟﻤﺬﺑﻮﺡ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﺒﻮﻟﺲ ﻭﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﺍ ﺑﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺛﻴﺎﺑﻬﻤﺎ.

“ﻧﺤﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺸﺮ ﺗﺤﺖ ﺁﻻﻡ ﻣﺜﻠﻜﻢ”:

ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻨﺎ ﻣﺨﻔﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ ﻭﻫﻮ : “ﻧﺤﻦ ﺑﺸﺮ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﺁﻟﻬﺔ “، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻤﺰﻗﻮﻥ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ ﺇﺫ ﺣﺴﺒﻮﻫﻢ ﺁﻟﻬﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻠﻤﺤﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: “ﻧﺤﻦ ﺑﺸﺮ ﻣﺜﻠﻜﻢ” ﺃﻱ ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﺁﻟﻬﺔ ﻳُﺬﺑﺢ ﻟﻨﺎ!!

ﺍﻷﺑﺎﻃﻴﻞ:

ﻫﻲ ﻟﻔﻈﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻭﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻭﻻ ﺗﺘﺤﺮﱠﻙ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﱡﺩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻫﻨﺎ ﻭﺍﺿﺢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ.

ﻫﻨﺎ ﻛﺮﺍﺯﺓ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷُﻣﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﱢﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻄﺮﱠﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ، ﻓﺎﻟﺘﺪﺭﱡﺝ ﻫﻨﺎ ﺣﺘﻤﻲ . ﺃﻣﱠﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻤﱠﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ﺃﻣﱠﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺘﻴﻦ.

17،16:14 “ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝِ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔِ ﺗَ َﺮﻙَ ﺟﻤﻴﻊَ ﺍﻷُﻣﻢِ ﻳﺴﻠﻜُﻮﻥَ ﻓﻲ ﻃُﺮُﻗِﻬﻢ. ﻣﻊ ﺃَﻧﱠﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺮُﻙ ﻧﻔﺴﻪُ ﺑِﻼ ﺷﺎﻫِﺪٍ ﻭﻫﻮَ ﻳﻔﻌَﻞُ ﺧﻴﺮﺍً ﻳُﻌﻄﻴﻨَﺎ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴﱠﻤﺎءِ ﺃَﻣﻄَﺎﺭﺍً ﻭﺃَﺯﻣِﻨَﺔً ﻣُﺜﻤِﺮَﺓً ﻭﻳﻤﻸُ ﻗﻠﻮﺑَﻨَﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻭﺳﺮﻭﺭﺍً”.

 ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷُﻣﻢ ﻳﺴﻠﻜﻮﻥ ﺣﺴﺐ ﻫﻮﺍﻫﻢ؟ ﻳﺮﺩ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﺤﺎﺡ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺭﻭﻣﻴﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻭﻗﻄﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﻼ ﺷﺎﻫﺪ، ﻓﺎﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺍﷲ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﻞ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻬﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﱠﺎ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺍﷲ ﻟﻢ ﻳﻤﺠﺪﻭﻩ ﺑﻞ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺃﻫﻮﺍء ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻣﺸﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺃﻭﺍ ﺍﻟﺨﻄﻴﺔ ﻓﺄﺳﻠﻤﻬﻢ ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻦ ﻣﺮﻓﻮﺽ، ﻟﻴﻔﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ، ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺷﺄﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻤﱠﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﱢﺳﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺳﻠﻤﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩﻭﺍ ﺯﻳﻐﺎﻧﺎً.

ﻫﻜﺬﺍ ﷲ ﻳﻌﺮﱢﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻭﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻃﺎﻉ ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﺨﺎﻓﺔ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻭﺳﻬﱠﻞ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻛﺮﻧﻴﻠﻴﻮﺱ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺧَﺼِﻲّ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ . ﻭﺇﺫ ﻋﺎﻧﺪ ﻭﻗﺎﻭﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺠﱢﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻪ ﺳﺤﻘﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻣﻠﻚ ﻣﺼﺮ.

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻪ ﻫﻨﺎ ﻛﺮﺭﻩ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻷﻫﻞ ﺃﺛﻴﻨﺎ:
+ “ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮﺍﺋﻜﻢ ﺃﻳﻀﺎً: ﻷﻧﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺫﺭﻳﺘﻪ. ﻓﺈﺫ ﻧﺤﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﷲ، ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺬﻫﺐ ﺃﻭ ﻓﻀﺔ ﺃﻭ ﺣﺠﺮ ﻧﻘﺶ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺇﻧﺴﺎﻥ. ﻓﺎﷲ ﺍﻵﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ، ﻣﺘﻐﺎﺿﻴﺎً ﻋﻦ ﺃﺯﻣﻨﺔﺍﻟﺠﻬﻞ. ﻷﻧﻪ ﺃﻗﺎﻡ ﻳﻮﻣﺎً ﻫﻮ ﻣﺰﻣﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ” (ﺃﻉ 17: 28-31)

ﻭﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺘﺠﺴﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﺟﻬﻞ ﺍﻷﻣﻢ.

“ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻼ ﺷﺎﻫﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻌﻞ ﺧﻴﺮﺍً”:

ﻣَﻦْ ﻳﺪﺭﺱ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺳﻮﺍء ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺃﻭ ﺑﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃُﻋﻄﻲ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺗﺪﺭﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﺍﷲ . ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻧﻈﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺛﻤﺎﺭ، ﻷﺩﺭﻙ ﺍﷲ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ، ﻷﻥ ﷲ ﻳُﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻪ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﷲ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻟﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ. ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻣﻌﺎً ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﷲ ﻭﺧﻴﺮﻳﺘﻪ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷﺷﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻼﻥ ﺍﷲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺪﺭﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺸﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻟﻪ ﻛﻘﻀﻴﺔ ﻣﺴﻠﱠﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪء ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻘﺎﺏ ﺍﻷُﻭﻟﻰ . ﻓﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﷲ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﻛﺎﻣﻼً ﻳﺨﺎﻑ ﺍﷲ : “ﺳﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻭﻛﻦ ﻛﺎﻣﻼً” (ﺗﻚ 17: 1) ﻓﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺳﺘﻌﻠﻦ ﺍﷲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻪ. ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻊ ﺃﻳﻮﺏ.

ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻗﺮﺭ ﺃﻧﻪ ﺗﻐﺎﺿﻰ ﻋﻦ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺼﻴﺺ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻗﺘﺎﻡ ﺍﻟﻈﻼﻡ!!

ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟبوﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷُﻣﻢ ﺳﻮﺍء ﻓﻲ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﺛﻴﻨﺎ.

ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﺘﻜﻠﱠﻢ ﻫﻨﺎ ﻣﻊ ﻭﺛﻨﻴﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﺴﺮﱠﺓ ﺍﷲ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻓﺮﺡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺴﺮﱠﺓ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺳﺮﻭﺭﺍً. ﻓﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﻣﺴﺮﱠﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻷﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺴﺮﱠﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ.

 

18:14 “ﻭﺑﻘﻮﻟِﻬِﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﱠﺎ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉَ ﺑﺎﻟﺠَﻬﺪِ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﺑَﺤُﻮﺍ ﻟَﻬُﻤﺎ”.

ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﻤﺎﺳﻬﺎ.
ﻭﺟﻬﺎﺩ ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻭﺑﻮﻟﺲ ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﻣﺎً ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﻒ ﺇﻥ ﻫﻢ ﺫﺑﺤﻮﺍ ﻟﻬﻤﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻤﺎﺗﺎ ﻭﺑﺬﻻ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻬﺪﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﱡﻮﺍ، ﺣﺘﻰ ﻛﻔﱡﻮﺍ.

فاصل

ﺑﻮﻟﺲ ﺭُﺟِﻢ ﻓﻲ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺇﻏﻤﺎءﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﻧﺠﱠﻰ:

20،19:14 “ﺛﻢ ﺃﺗﻰَ ﻳﻬُﻮﺩٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻧﻄﺎﻛﻴﺔَ ﻭﺇِﻳﻘﻮﻧﻴّﺔ ﻭﺃَﻗﻨَﻌُﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤُﻮﻉَ ﻓﺮَﺟَﻤُﻮﺍ ﺑُﻮﻟُﺲَ ﻭﺟَﺮﱡﻭﻩُ ﺧﺎﺭِﺝَ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨَﺔِ ﻇﺎﻧﱢﻴﻦَ ﺃَﻧﱠﻪُ ﻗﺪ ﻣﺎﺕَ . ﻭﻟﻜﻦ ﺇِﺫ ﺃَﺣﺎﻁَ ﺑﻪِ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬُ ﻗﺎﻡَ ﻭﺩَﺧَﻞَ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔَ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐَﺪِ ﺧَﺮَﺝَ ﻣﻊ ﺑَﺮﻧَﺎﺑَﺎ ﺇﻟﻰ ﺩَﺭﺑَﺔَ”.

ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻕ. ﻟﻮﻗﺎ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻫﻨﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺷﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﺗﻮﺟﺪ ﻧﺴﺨﺔ “ﻏﺮﺑﻴﺔ” ﺗﻘﻮﻝ: “ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻳﻌﻠﱢﻤﻮﻥ ﺟﺎء ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ ﻭﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ …”

ﺃﻣﱠﺎ ﻛﻴﻒ ﺍﺑﺘﺪﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻭﻛﻴﻒ ﻭﻗﻊ ﻕ . ﺑﻮﻟﺲ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻯ ﻕ . ﻟﻮﻗﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﻳﺤﻜﻲ ﻛﺸﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎﻥ ﺳﻮﻯ ﻕ. ﺗﻴﻤﻮﺛﺎﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.

ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺂﺳﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻇﻠﺖ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﺟﺴﻤﻪ: “ﻷﻧﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ”.(ﻏﻞ 17:6).

ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻏﻤﺎءﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺃُﺧﺬﺕ ﺭﻭﺣﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻭﺭﺃﻯ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻣِﻦْ ﺃﻣﺠﺎﺩ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ ﻳﻘﺼﺮ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ: “ﻻ ﻳﺴﻮﻍ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﱠﻢ ﺑﻬﺎ”. (٢ﻛﻮ 4:12)

ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ :”ﺃﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺃﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻟﺴﺖ ﺃﻋﻠﻢ. ﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ”(٢ﻛﻮ 3:12)
ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺃثناء ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻭﻳُﺤﻔﻆ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﻭﺗﺠﻲء ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻏﻤﻮﺽ ﺷﺪﻳﺪ (٢ﻛﻮ 4:12)

ﻭﻟﻤﱠﺎ ﺍﺣﺘﺎﻁ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﺮﻭﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ، ﻗﺎﻡ، ﻓﻴﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﺻﻠﻮﺍ ﺑﻠﺠﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﷲ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﺄﻋﺎﺩﻫﺎ.

ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻷﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻢ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﻴﻒ ﺟﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﺮﺍ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻔﻴﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﺇﻻﱠ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻫﺔ ﻷﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﺣﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻌﻼً، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ : “ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻊ ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺑﺔ ” (ﺃﻉ20:14 )، ﺃﻱ ﺳﺎفر ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻟﻴﺒﺸﱢﺮ !! ﻫﺬﺍ ﻋﺠﺐٌ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﷲ!

+ “ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺠﱠﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺠﱢﻲ. ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻨﺎ ﺭﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻨﺠﱢﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.” (٢ﻛﻮ 10:1)

 

22،21:14 “ﻓﺒﺸﱠﺮﺍ ﻓﻲ ﺗﻠﻚَ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨَﺔِ ﻭﺗﻠﻤﺬَﺍ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦَ، ﺛُﻢﱠ ﺭﺟﻌَﺎ ﺇﻟﻰ ﻟِﺴﺘﺮﺓَ ﻭﺇِﻳﻘُﻮﻧِﻴَﺔَ ﻭﺃَﻧﻄﺎﻛﻴﺔَ ﻳﺸﺪﱢﺩﺍﻥِ ﺃَﻧﻔُﺲَ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬِ ﻭﻳَﻌِﻈَﺎﻧِﻬِﻢ ﺃَﻥْ ﻳﺜﺒُﺘُﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻹِﻳﻤﺎﻥِ ﻭﺃَﻧﱠﻪُ ﺑﻀﻴﻘَﺎﺕٍ ﻛﺜﻴﺮﺓٍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃَﻥْ ﻧَﺪﺧُﻞَ ﻣﻠﻜُﻮﺕَ ﺍﷲ.”

ﺃﻣﱠﺎ ﺫﻫﺎﺑﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺑﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺎ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ ﻭﻓﻌﻼً ﺃﻗﺎﻣﺎ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺫ ﺗﻠﻤﺬﺍ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ.

ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺑﺄﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﱠﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﻔﺘﻘﺪ ﻣَﻦْ ﻗَﺒِﻠﻮﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺩﻭﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﻘﺎﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ :”ﻭﻣﺘﻰ ﻃﺮﺩﻭﻛﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﻫﺮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ” (ﻣﺖ23:10)  ﻭﻟﻜﻦ ﻕ . ﺑﻮﻟﺲ ﻳﻌﻮﺩ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺩﻭﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ. ﺇﺫﺍً، ﻓﻬﺬﻩ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺭﻭﺣﻴﺔ ﻭﺃﺩﺑﻴﺔ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﺤﺪﱟ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﺤﺪﱟ ﻭﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ. ﻷﻥ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﻭﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ ﻭﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺑﻴﺴﻴﺪﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻮﻟﺲ ﺃﻋﺪﺍء ﻳﻀﻤﺮﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍء ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳَﺨَﻒْ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺒﻴﱠﺖ ﻟﻪ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻇﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻣَﻦْ ﺳﻠﱠﻤﻬﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺜﺒﻴﺘﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻇﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺺ ﺑﻪ . ﻓﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻣﻦ ﺟﺮﺍء ﺗﻌﺼﱡﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﻲ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻟﻴﺜﺒﺘﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﱡﺐ ﻭﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ.

ﻟﻘﺪ ﺻﺢﱠ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: “ﺃﻛﻤﱢﻞ ﻧﻘﺎﺋﺺ ﺷﺪﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻲ” (ﻛﻮ24:1 )، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻟﻶﻻﻡ ﺑﻌﺪ ﺑﻞ ﺳﻌﻲ ﻭﺭﺍءﻫﺎ.

ﻟﺬﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻕ . ﺑﻮﻟﺲ ﻳﻘﻮﻝ: “ﺃﻧﻪ ﺑﻀﻴﻘﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻞ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﷲ”، ﻳﻬﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻠﻪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ، ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ “ﻳﻨﺒﻐﻲ” ﺟﺎءﺕ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ¹m©j de‹، ﻭﻗﺪ ﺗُﺮﺟﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻴﻦ ﺍﻷُﻭﻟﻰ ﺃﻧﻪ ”ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻨﺎ  It behoves us“ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ”ﻳﺘﺤﺘﱠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ “must، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺘﻴﻦ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ﺑﻞ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻧﻄﻠﺒﻬﺎ ﻭﻧﻔﺮﺡ ﺑﻬﺎ، ﺑﻞ ﻭﻧﺘﻨﻌﱠﻢ ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﻤﻠﻜﻮﺕ ﻣﺰﻳﱠﻦ ﺑﺼﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ. ﺍﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : “ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺗﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ” (يو 27:12). ﻟﻘﺪ ﺳﻌﻰ ﻭﺍﻧﺤﺪﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ، ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻦ ﺍﻷﺑﻮﻱ ﻧﺰﻝ ﻟﻴﺤﻤﻞ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ، ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺠﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺗﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﻌﻼ ﺍﻧﺤﺪﺭ ﻟﺘﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﺎﺕ ﺃُﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭ!!
+ “ﺍﻵﻥ ﺃﻓﺮﺡ ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻲ ﻷﺟﻠﻜﻢ”. (ﻛﻮ 24:1)
+ “ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺒﻠﺘﻢ ﺳﻠﺐ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺑﻔﺮﺡ. (ﻋﺐ 34:10)
+ “ﺍﺣﺴﺒﻮﻩ ﻛﻞ ﻓﺮﺡ ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ”. (ﻳﻊ 2:1)

ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻮﱢﻟﻮﻥ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻓﺮﺣﺎً ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﻭﺳﻠﺐ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﻠﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻳﻦ ﻓﻴﻪ.

ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻫﻞ ﺗﺴﺎﻟﻮﻧﻴﻜﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻮﺯﻭﻥ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩﺍً ﻭﺿﻴﻘﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ:

+ “ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺻﺒﺮﻛﻢ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩﺍتكم ﻭﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻤﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﻴﱢﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎء ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﺆﻫﻠﻮﻥ ﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻷﺟﻠﻪ ﺗﺘﺄﻟﻤﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎً “(2ﺗﺲ5،4:1)

ﺑﻞ ﻭﻳﻌﺒﱢﺮ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: “ﺇﻥ ﻛﻨﱠﺎ ﻧﺘﺄﻟﱠﻢ ﻣﻌﻪ ﻟﻜﻲ ﻧﺘﻤﺠﱠﺪ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻌﻪ “(ﺭﻭ 18:7.) ﻻﺣِﻆ ﻫﻨﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﺄﻟﱠﻢ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﺳﻌﻴﺎً ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ. ﺇﺫﺍً، ﻓﻬﻮ ﺳﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺗﺮﻗﺐ!!

ﻭﺇﻥ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻵﻻﻡ ﺣﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻴﺎ ﻧﻌﻴﻤﻨﺎ : “ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﻨﱠﺎ ﻗﺪ ﻣﺘﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﺴﻨﺤﻴﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻌﻪ، ﺇﻥ ﻛﻨﱠﺎ ﻧﺼﺒﺮ ﻓﺴﻨﻤﻠﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻌﻪ.” (٢ﺗﻲ 12،11:2)

ﺇﻥ ﺳﺮّ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﻼص ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ.

14: 23 “ﻭﺍﻧﺘﺨﺒَﺎ ﻟﻬُﻢْ ﻗﺴُﻮﺳﺎً ﻓﻲ ﻛُﻞﱢ ﻛﻨﻴﺴﺔٍ ﺛﻢﱠ ﺻَﻠﱠﻴَﺎ ﺑﺄﺻﻮﺍﻡٍ ﻭﺍﺳﺘﻮﺩَﻋَﺎﻫُﻢ ﻟﻠﺮﱠﺏﱢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧُﻮﺍ ﻗﺪ ﺁﻣﻨُﻮﺍ ﺑِﻪِ”.

ﻻﺣِﻆ ﻫﻨﺎ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻘﺴﻮﺱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻻ ﺑﺎﻟﻘﺮﻋﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﺑﻞ ﺑﺼﻮﻡ ﻭﺻﻼﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻃﻮﻳﻠﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻣَﻦْ ﻫﻮ ﻻﺋﻖ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤُﻨﺘَﺨِﺒﻴﻦ ﻛُﻠﱠﻬﻢ ﺣﺪﻳﺜﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻷﺷﺨﺎص، ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ.

ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﺟﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺿﻢ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻳﻮﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﺮناﺑﺎ ﻭﺷﺎﻭﻝ (ﺃﻉ 13: 3،2)، ﻓﻴﻜﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷُﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺻﻼﺓ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺑﻬﺎ ﺻﻮﻡ . ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷُﻭﻟﻰ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﺻﻮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻻ ﻳﺬﺍﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻻﱠ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺃﻱ ﻳﻄﻮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺷﺮﺍﺏ.

ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻣَﻦْ ﺍﺧﺘﺎﺭ، ﺍﻃﻤﺄﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻻﻥ ﻭﺍﺳﺘﻮﺩﻋﺎ ﺍﻟﻘﺴﻮﺱ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﺛﻘﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺳﺘﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺧﻮﻑ ﷲ ﺗﻤﺘﺪ ﻭﺗُﺒﻨﻰ.

 

14: 25،24 “ﻭﻟﻤﱠﺎ ﺍﺟﺘﺎﺯَﺍ ﻓﻲ ﺑِﻴﺴِﻴﺪِﻳﱠﺔَ ﺃَﺗﻴَﺎ ﺇِﻟﻰ ﺑَﻤﻔﻴﻠﻴﱠﺔَ . ﻭﺗﻜﻠﱠﻤَﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔِ ﻓﻲ ﺑَﺮْﺟَﺔَ ﺛُﻢﱠ ﻧَﺰَﻻَ ﺇِﻟﻰ ﺃَﺗﺎﻟﻴَﺔَ”.

ﻻﺣِﻆ ﻫﻨﺎ ﺧﻂ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺩﺭﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﻜﺎﺅﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺑﻴﺴﻴﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻤﻔﻴﻠﻴﺔ ﺛﻢ ﺑﺮﺟﺔ ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻟﻴﺔ. ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ

ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﺟﺘﺎﺯﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺍﺭﺍﻫﺎ ﺃﻭﻻً ﻭﻭﻋﻈﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻃُﺮﺩﺍ ﻣﻨﻬﺎ، ﺇﻻﱠ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﻤﺎ ﺣﻞﱠ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﺎﺩﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎً ﻭﺍﺟﺘﺎﺯﺍﻫﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺳﻴﺮ ﻣﻮﺍﺯﻱ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎء ﺃﺗﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺪﻋﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﺘﺎﻟﻴﺎ .Attalia ﻭﺃﺗﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺰﻭﺭﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻴﺌﻬﻤﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺃﺧﺬﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ . ﻭﺃﺗﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺐ نهر ﻣﺪﻋﻮ ﻛﺘﺎﺭﺍﻛﺘﺲ Catarrhactes ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺃﺛﺎﻟﺲ ﻓﻴﻼﺩﻟﻔﺲ ﻣﻠﻚ ﺑﺮﻏﺎﻣﺲ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻵﻥ ﻣﻴﻨﺎءً ﺫﻭ ﺷﺄﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ.

 

26:14 “ﻭﻣِﻦْ ﻫﻨﺎﻙَ ﺳﺎﻓَﺮَﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮِ ﺇﻟﻰ ﺃَﻧﻄﺎﻛﻴَﺔَ ﺣﻴﺚُ ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﺃُﺳِﻠﻤَﺎ ﺇِﻟﻰ ﻧﻌﻤَﺔِ ﺍﷲِ ﻟﻠﻌﻤَﻞِ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻤﻼَﻩُ”.

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻟﻘﻴﺎ ﻋﺼﺎ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪﻋﻮﻳﻦ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻷُﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻤﺘﻌﺔ. ﻭﺑﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮﺭ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺳﻼﻣﻴﺲ ﻭﺑﺎﻓﻮﺱ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻗﺒﺮص، ﺛﻢ برﺟﺔ ﻭﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺑﻴﺴﻴﺪﻳﺔ ﻭﺇﻳﻘﻮﻧﻴﺔ، ﺛﻢ ﻟﺴﺘﺮﺓ ﻭﺩﺭﺑﺔ ﻭﺃﺗﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﺳِﻴﱠﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺑﻤﻔﻴﻠﻴﺔ ﻭﺑﻴﺴﻴﺪﻳﺔ ﻭﻟﻴﻜﺄﻭﻧﻴﺔ.

ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﻣﻔﺮﺣﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﱠﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻭﺃﻗﺎﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻣﺬﺍﺑﺢ ﻭﺫﺑﺎﺋﺢ ﻭﻃﻘﻮﺱ ﺩﺍﻋﺮﺓ ﺃﻓﺴﺪﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﺟﻴﺎﻻً ﻭﺭﺍء ﺃﺟﻴﺎﻝ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺷﻌﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺃﺿﺎءﺕ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﱠﺳﺖ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻭﻣﺬﺍﺑﺢ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻻﺳﻤﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ.

28،27:14 ﻭﻟ ﱠﻤﺎ  َﺣﻀَﺮﺍ ﻭﺟَﻤﻌﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔَ َﺃﺧﺒﺮﺍ ﺑﻜُﻞﱢ ﻣﺎ ﺻَﻨَﻊَ ﷲُ ﻣﻌﻪُ   ﻣَﺎ ﻭﺃَﻧﱠﻪُ ﻓﺘﺢَ ﻟﻸُﻣﻢِ ﺑﺎﺏَ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥِ. ﻭﺃَﻗﺎﻣﺎ ﻫُﻨﺎﻙَ ﺯﻣﺎﻧﺎً ﻟﻴﺲَ ﺑﻘﻠﻴﻞٍ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬِ”.

ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﻴﱠﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺻﻮﺍﻡ ﻭﺻﻠﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻭﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﻌﻠﱢﻤﻴﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ:
+ »”ﺍﻓﺮﺯﻭﺍ ﻟﻲ ﺑﺮﻧﺎﺑﺎ ﻭﺷﺎﻭﻝ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﻮﺗﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ”. (ﺃﻉ 13:2 )

ﻟﻬﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻀﺮ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮﺍﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻃﺎﺭ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛُﻠﱢﻬﺎ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﻋﺠﺐ ﻗﺼﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻤﺎﻋﻬﻢ، ﻛﻴﻒ ﻗﺒﻞ ﺍﻷُﻣﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺃُﻗﻴﻤﺖ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻭﺗﻌﻴﱠﻦ ﺍﻟﻘﺴﻮﺱ ﻭﺍﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ  للوﺛﻨﻴﻴﻦ.

ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺗﻀﺎﺭﻉ ﻗﺼﺔ ﺧﺮﻭﺝ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺼﺮ، ﻓﻬﻲ ﺍﻧﻌﺘﺎﻕ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺳﺨﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺑﻼﺩ.

ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻥ ﻕ. ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻳﻌﻠﱢﻢ ﻭﻳﻜﺮﺯ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ.

زر الذهاب إلى الأعلى