تفسير سفر الرؤيا أصحاح 2 لابن كاتب قيصر
الإصحاح الثاني
الفصل الثاني
رؤ2: 1-7
11- (1) فاكتب إلى ملاك الكنيسة التي لأفسس هذا ما يقول الذي في يده اليمنى السبعة النجوم الماشي في وسط سبع المنائر الذهب (2) إنى عارف بأعمالك وتعبك وصبرك لأنه لا استطاعة لك أن تحمل الشر وصرت مجربا للذين يقال لهم رسل وليس هم شيئا ووجدتهم رسل كذب (3) وهناك لك صبر وحملت هذه من أجل اسمى ولم تتعب (4) لكن لي عليك أن المحبة في الأول تركتها خلفك (5) فاذكر كيف سقطت وتب لئلا آتي إليك وأزعزع منارتك من موضعها إذا لم تتب (6) ولكن هذا الذي لك أنك تبغض أعمال المشاغبين الذين أنا أبغضهم أيضا (7) من له أذنان أن يسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس ومن يغلب أعطه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس إلهى.
مدينة أفسس[1] التي بها الكنيسة هي رأس الكرسي الذي بشر فيه يوحنا الرسول قبل انتقال الرئاسة منها إلى القسطنطينية في أيام قسطنطين الكبير . ويقصد بالنجوم رؤساء الكنائس ، والمنائر هي الكنائس . فكأن تقدير الخطاب لرئيس كنيسة أفسس تلميذه : هذا ما يقوله الذي في قبضته الرؤساء وتحت حكمه الكنائس . قوله : « أنا أعرف أعمالك وتعبك وصبرك» ، الأعمال يريد بها اجتهاده في العبادة والنسك والزهد . والتعب يريد به النصب(الاجتهاد، التعب) في العلم والدأب(السعي، الاستمرار) في التعليم وإيداعه أذهان شعبه ، والصبر يريد به احتمال أرباب البدع ، وهؤلاء قوم من اليهود ثاروا في أيام الرسل بكل مكان يدعون الرسالة ، ويدعون إلى آراء رديئة ، وأن يتمسك بفرائض العتيقة(العهد القديم) كالختان ، وحفظ السبت ، والتعبيد في رؤوس الشهور ، وتنجيس مآكل وزيجات ، إلى غير ذلك. وقد تنبأ على هؤلاء بولس الرسول في كتاب أعمال الرسل ، في آواخر مملكة نيرون الكبير ، وتمت نبوته بعد نيف وثلاثين سنة في أواخر مملكة دمطيانوس ؛ ذلك أنه أرسل من بالطيس إلى أفسس يطلب شيوخ الكنيسة ، ثم قال لهم : «على أنفسكم وعلى جميع القطيع الذي ترككم روح القدس أساقفة مفتقدين له وقال أنا أعلم أنه من بعد مضيى سيدخل إليكم ذئاب صعبة ولا يشفقون على القطيع ، وسيقوم أناس منكم يقبلون كلاما مقلوبا ليجتذبوا التلاميذ خلفهم »
وقد شكا جماعة الرسل كيطرس ويوحنا وبولس وغيرهم من مثل هؤلاء كثيرا في رسائلهم . وإنهم يتابعون آثار الرسل في كل جهة ، ويفسدون ضمائر المؤمنين بعدة مقاصد ، منها التصدر للتعليم واجتلاب الناس لطاعتهم ومنها إنهم يجعلون ذلك معاشا وبطنة وفسادا ، ومنها تعصبهم لليهودية فيدفعون إلى العمل بوصاياها ، ومنها أن يفسده ما رتبه الرسل ، إلى غير ذلك من الآراء الدنيئة والبدع الرديئة . ولهذا نطق الوعي في حق هذا الرئيس الذي لأفسس بأنك وإن كنت قد صبرت على هؤلاء واحتملتهم بدعة وتواضع من أجل اسمى ، فقد استعملت ذلك في غير مكانه ، وسقطت إذ أفسدت حال المؤمنين ومكنت الذئاب من الرعية حقيقة إن المحبة في الله والغيرة له تقتضي الإشفاق عليها والدفاع عنها ، ولكنك آثرت الراحة ، ولم تر الموافقة بل الامتناع * ، فذلك قوله : « لأنه لا استطاعة لك أن تحمل الشر» ، وإن كان احتمال هذا الشر خيرا في نفس الأمر ، وتجشمت(احتملت) الإغضاء(التغافل) لهم تواضعا كما ظننت ، وإنما خلدت إلى الراحة ، فذلك قوله : « وحملت هذه من أجل اسمى ولم تتعب» ، وبهذا الاعتماد فقد فرطت ولم تقم بشروط المحبة كما كنت ، فذلك قوله : «لكن لي عليك أن المحبة الأولى تركتها خلفك فاذكر كيف سقطت وتب» ، أي فتنبه لهذه السقطة وعد عنها وانتقل منها ، وإلا نزعت رئاستك إذا لم تحفظ شروطها ، وذلك قوله : «لئلا آتي إليك وأزعزع منارتك من موضعها إذا لم تتب» ، والمنارة ، وإن كان قد تقدم تفسير الفص لها بأنها الكنيسة ، فمراده بها رئاسة الكنيسة . فأطلق اسم المضاف إليه على المضاف ودليله القرائن.
وقوله : « ولكن هذا الذي لك أنك تبغض أعمال المشاغبين الذين أنا أبغضهم أيضا » ، تقدير القول أما الذي عليك من المؤاخذة – وقد ألقيت عليك بسببها – فهي وإن كنت لم تحاجهم وتنبذهم فأنت كاره لهم . والمشاغبون هم المحاورون محاورة مستقبحة سفيهة بغير أدب ، وباستعمال ما لا يدخل في المطلوب . وهذه هي المشاغبة ، والقصد منها المغالبة والقهر ، لا طلب الصواب والحق ، وإليها أشار القديس يعقوب الرسول في رسالته بقوله : «ولا تفتخروا وتكذبوا على الحق فهذا العلم ليس من فوق بل من أسفل أرضى نفسانی شیطانی». وهذه هي العلة التي تغاضى هذا الأسقف عنها لأرباب البدع لأنه يحتاج في الأكثر أن يشابههم في أسلوبهم وهو مكره ، كما تقدم ، لكن أشد كراهة منه تمكين الذئاب من القطيع ، وعن مثل ذلك قيل «الطاعة أفضل من القرابين » .
أما قوله : « من سمع له أذنان أن يسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس» ، فتفسيره : من كانت له حاستا سليمتان وهو مقبل على السماع ، فليسمع ما يقوله الروح القدس للكنائس . وأما قوله : «ومن يغلب أعطه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس إلهي» يريد بهذه الغلبة ، الغلبة الروحانية ، وتجمع في ثلاثة أمور ، الأول : طاعة الله بعمل وصاياه ، والثاني : قهر الشيطان والإعراض عن غوايته ، والثالث : نصرة الحق ودفع الباطل عنه . أما قوله شجرة الحياة وقوله فردوس إلهى ، أورشليم السمائية ، فسيأتي الكلام عنها في مكانه بمشيئة الله
رؤ2: 8-11
الفصل الثالث
12- (8) واكتب إلى ملاك كنيسة اسمرنا هذا يقوله الأول والآخر الذي مات وعاش (9) أنا أعرف شدتك ومسكنتك ولكنك غنى ولم أجد واحدا من الذين يقال لهم إنهم قوم يهود وليس هم قوم بل جماعة الشيطان (10) فلا تخف من الآلام التي تقبلها هوذا إبليس يطرح قوما منكم في السجن کی تحزنوا وتضطهدوا عشرة أيام كن مؤمنا حتى الموت وأنا أعطيك إكليل الحياة (11) من له أذنان أن يسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس لأن من يغلب فلا يقهره الموت الثاني .
هو ملاك كنيسة اسمرنا[2] أسقفها فيلفاريوس تلميذ الرسول والأول والآخر الذي مات وعاش قد مضى تفسيره . قوله : « أنا أعرف شدتك ومسكنتك ولكنك غنى» ، شدته هي مجاهدته على الإيمان لأنه استشهد أخيرا ومسكنته لأنه كان فقيرا لا يملك من حطام الدنيا شيئا وغناه ثروته بالفضائل ، وثباته في الشدائد.
وقوله : « ولم أجد واحدا من الذين يقال لهم إنهم قوم يهود » لفظة یهودی تطلق على خمس معان بالاشتراك ، أولها : اليهودي بالنسب ، وهو أحد بني يهوذا ابن يعقوب إذا نُسب إلى يهوذا والثاني : اليهودي باللحوق ، وهو من كان من أحد بقية الأسباط ، فإنه يطلق عليه بالقول العام یهودی ، وإن لم يكن ابنا ليهوذا . والثالث : بالمجاز ، وهو الدخيل في بني إسرائيل ، فإنه يطلق عليه یهودی الرابع : اليهودي بالوضع الشرعي وهو المؤمن بالله ونبوة موسى والعامل بوصايا التوراة والخامس : اليهودي بالاسم، وهو المنتسب إلى مذهب اليهودية وليس بعامل به سواء كان من بنى إسرائيل أو من غيرهم . وإذ بان هذا ، فيكون تقدير قوله ولم أجد واحدا يهوديا بالمعنى الرابع الوضعي ، أو من الذين يقال لهم يهود بالمعنى الخامس الإسمى ؛ وإلى هذين المعنيين أشار بولس الرسول بقوله : « لأنه ليس اليهودي الذي في الظاهر هو اليهودي بل اليهودي في الباطن هو اليهودي. أي يهودي بالوضع الشرعي» . وقوله : «وليس هم قوم» ، إن من الناس من ينغمس في استعمال القوة الشهوانية فتقوى فيه حتى يكون أشبه بالحمير والخنازير ، ومن الناس من يتجه إلى استعمال القوة الغضبية فتقوي فيه حتى يكون أشبه بالسباع والبغاث؛ وأما من استولت نفسه الناطقة على قوتيه الشهوانية والغضبية ، واستعملهما فيما يجب كما يجب حيث يجب ، فهذا هو الإنسان الفاضل بالحقيقة . ومن كان من الصنفين الأولين فهو أميل إلى البهيمية من الإنسانية وإليه الإشارة بقوله : «وليس هم قوم» ، أي ليس فيهم إنسانية يعتد بها وفي العرف ، إذا مدح إنسان فاضل ، قيل : هذا إنسان بالحقيقة ، وإذا ذم إنسان شرير ، قبل : ليس هذا إنسان أصلا . فبهذا الاعتبار قال : «وليس هم قوم »
وقوله : «بل جماعة الشيطان»، أي هم آلة يحركها الشيطان في الفساد والشرور ، ولذلك أضيفوا إليه إضافة اختصاص . وقوله : «لا تخف من الآلام التي تقبلها » ، هذه نبوة على استشهاد هذا الأسقف المذكور وتشجيع له على قبولها وقوله : «هوذا إبليس يطرح قوما منكم في السجن کی تحزنوا وتضطهدوا عشرة أيام» ، هذه نبوة ثانية عليه واعلم أن تجربة الأبرار وامتحانهم قد تطلق لإبليس ليظهر بها الجوهر الخالص من المدلس والصابر من الجازع كما في قصة أيوب الصديق ، وكما مثل الإنجيل بالزرع الذي وقع على الصفاء ، فقال: «وعند المضائق يشكون لأنهم لا أصل لهم ولا ثرى».
وكما قال أيضا : «هوذا الشيطان يغربلكم كالحنطة» . وقال: « ويضل كثيرا من المختارين» . وقال(: «ومن يصبر إلى المنتهى يخلص »
وهذا الأسقف فيلفاروس اعتقل وجماعة معه بتحريك من الشيطان وأخيرا خلصوا وأحرق الأسقف ، فلهذا قال له الوحي : «كن مؤمنا حتى الموت وأنا أعطيك إكليل الحياة» ، فاإكليل إنذار بشهادته وعلامة لمنزلته ، لأن سيدنا قال : «المنازل في بيت أبي كثيرة» ، ولذلك كان الإكليل علامة لشرف منزلة الشهداء في ملك السماء . وإضافته الإكليل إلى الحياة إضافة تعريف ، والحياة سعادة الأبرار وبهجتهم الدائمة في الآخرة ، وأيضا لأن لفظتا التاج والإكليل معناهما واحد . وقد أتى ذلك علامة ورمز على سبعة أشياء أولها الملك ، والثاني الحكم ، والثالث الشهادة ، والرابع النبوة ، والخامس الرسالة ، والسادس الكهنوت ، كما قالت التوراة في السفر الثاني ) : « وشدوا إكليل القدس فوق العمامة» ، والسابع المدح ، كما قال أرميا : «قد رفع عن رؤوسكم إكليل مدحكم» وسيأتي كل منهم في مكانه . وقد مضى تفسير : «من له أذنان أن يسمع فليسمع» وما يليه . وكذلك قوله : «من يغلب » فأما «الموت الثاني» فإنه عذاب الأشرار في الآخرة لشدته ودوامه ، سماه موتا بدليل ما بينه في الفص المائة والعشرين من هذه الرؤيا بقوله إن جميع الخطاة يكون نصيبهم في البحيرة النار والكبريت في الموت الثاني.
رؤ2: 12-17
13- (12) واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في برغامس هذه التي يقولها من له السيف الذي يضرب بفمين (13) إنني أعرف أين كنت حيث كرسي الشيطان كائن فيه واعتقدت باسمى ولم تجحد إيماني في الأيام التي قاومت الشهيد الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان كائن فيه (14) لكن ثم لي أسماء أخر قلائل عندك متمسكون بتعاليم بلعام الذي كان علم بالاق أن يلقى شكا أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ذبائح الأوثان ويزنوا (15) هكذا أنت متمسك بتعليم المشاغبين (16) فتب لئلا آتيك سريعا وأحارب معهم بسيف فمی (17) من له أذنان أن يسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس ومن يغلب أنا أعطيه من المن المخفي وأعطيه فصا أبيض وعلى الفص اسم جديد مكتوب عليه لا يدركه أحد إلا من أخذه.
نعلم من ذلك أن ملاك كنيسة برغامس[3] هو رئيسها . وأن السيف الذي يضرب بفمين رمز على قوة الانتقام الإلهية.
قوله : «إنني أعرف أين كنت حيث كرسي الشيطان كائن فيه» وكلمتا «أين» و «حيث» إشارة إلى بيت المقدس التي هي أورشليم الأرضية بدليل قوله بعد ذلك : «الشهيد الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان كائن فيه» . وهذا الشهيد هو الرب يسوع المسيح له المجد ، ومقتله كان بأورشليم . وأما ذكره أنها محل الشيطان فظاهر لأنه ظهر للسيد عند التجربة هناك ، وأقام بها ووضع كرسيه فيها ، الذي هو رمز على استيلائه ، لأن أهم الأمور عنده في ذلك الوقت هو ذلك الصقع الذي فيه قام اليهود بتلك الفتنة النادرة في العالم وهي صلب سيد الكل ، وتأليب الرؤساء على الرسل والمؤمنين ، وكأنه يشير إلى أن هذا الرئيس قد آمن من جملة يهود أورشليم ، وأنه قبل إيمانه كانت له شركة في التشهير بالسيد المسيح ، ومقاومته مع متعمدي ذلك من اليهود الموجودين بها ، بدليل قوله : «في الأيام التي قاومت الشهيد الأمين» ، فکشف الوحي الإلهي عن سيرته الرديئة الأولى.
قوله : « واعتقدت باسمى ولم تجحد إيماني» إشارة إلى صبره بعد إيمانه وتمسكه ، واعترافه بالسيد المسيح ، وجهاده على الإيمان به . وقوله : «في الأيام التي قاومت الشهيد الأمين[4]، وما يليه ذكر الزمان بقوله في الأيام الفلانية بعد ما ذكر المكان من قبل ، لأن العادة في تحقيق الأمور ذكر مكانها وزمانها ، وذلك لتمام الإنباء والإخبار بما سلف وكان خفيا عن بقية السامعين الذي يقوم ذكره مقام الإخبار بمستقبل لاشتراكهما في الخفاء . ولما بين حاله قبل إيمانه وبعد إيمانه ، استدرك بأن قال : «لكن ثم لى أسماء أخر قلائل عندك متمسكون بتعاليم بلعام) الذي كان علم بالاق أن يلقى شكا أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ذبائح الأوثان ويزنوا » . فقوله : «أسماء أخر» ، أي غير أولئك المقاومين الذين كانوا بأورشليم لما كنت من جملتهم . وقد فسر تعليم بلعام ما هو ، وأنه تسبب في عبادة الأوثان والزنا ، لأن بالاق الملك لما خاف عسكر الإسرائيليين سير إلى بلعام العراف فأحضره ليلعنهم ، فأوحى إليه من جهة الله أن يباركهم ، واعتقد بسوء رأيه أن الله يرجع عن نصرتهم بالكلية ، فقرب قرابين وأصعد ذبائح فأنطق قهرا ببركتهم وأن لا يلعنهم أصلا . ولطمعه في الفضة التي هي أصل كل الشرور ، تخيل إذا علم بالاق الملك أن يزين نساء وتطلق في عسكر الإسرائيليين ، فإذا اعترضهم بنو إسرائيل آبوا عليهم حتى يأكلوا معهم ذبائح الأوثان ويواقعوهن ، فكان هذا سببا لغضب الله على الإسرائيليين . والأسماء يريد بها المسميين وهم أرباب البدع الذين كانوا بكل مكان يتعقبون آثار الرسل ويفسدون قلوب المؤمنين وأحوالهم ويدنسون عفة النساء . قوله : «هكذا أنت متمسك بتعليم المشاغبين » قد سری فساد هؤلاء المبتدعين في الآراء والأقوال والأفعال حتى بلغ إلى الرؤساء المعلمين.
وينبغي أن تفهم أن هؤلاء القوم لهم معنيان ، وكلاهما مموهان خادعان أحدهما : رأيهم المدعي الذي ينصرونه باستدلالهم ، والآخر : نفس استدلالهم وطريقهم فيه كما بينا ذلك متقدما . فانفعل هذا الرئيس وصغا(مال إلى) جميع قلبه واستسلم ادعوه ، فلذلك قال : « أنا متمسك بتعليمهم لا بطريقتهم في التعليم . »
قوله : «فتب لئلا آتيك سريعا وأحارب معهم بسيف فمی» ، توعده بالإتيان إله فقط ، لأنه يكفيه هذا القدر من التهديد في إقلاعه وتوبته وعوده عن هذا الرأي السقيم ، وأن يتيقظ لمحل الشبهة . أما هم فلم يكن الإتيان كافيا في ازدجارهم حتى يقهرهم بالانتقام ويبكتهم بالفعل دون الملام. فبذلك قال : «وأحارب معهم بسيف فمي» ، وقد سبق تفسير سيف فمه.
قوله : «ومن يغلب أنا أعطيه من المن المخفى» ، يريد بالمن المخفى جسد سيدنا يسوع المسيح متحدا بلاهوته الذي يتناوله المؤمنون والدليل على أن مراده ذلك ، قول هذا الرسول يوحنا في الفصل السادس عشر من إنجيله(يو6: 48و49): «أنا هو الخبز النازل من السماء ليس كالمن الذي أكله آباؤكم في البرية وماتوا» . فقوله «ليس كالمن» مشعر بأنه سماه منا ولكن ليس كالمن المأكول في البرية ، فجهة المشابهة لهما باسم المن ووجهة الفرق بينهما أن ذاك من ظاهر باللفظ والمعنى ، وقد مات أكلوه وهذا من مخفى يفوز من يستحق أكله ، وآكله ، بحلول الابن فيه في الدنيا مع خلوده في الحياة الأبدية ، بدليل قوله : «من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد فقد ظهر أنه سماه على الترادف بالمن المخفي ، وبالخبز النازل من السماء ، وبخبز الحياة ، كل ذلك باللغة الروحانية.
واعلم أنه ليس يلزمنا تفسير بعض النصوص الغامضة لأمرين ، أحدهما أن ذلك يطول ويتسلسل ، والثاني أن لكل مقام مقال ، ولكن علينا بيان المعنى الذي نستشهد به إن كان غامضا لشرح لواحقه (ما يلحقه).
فأما قوله : « وأعطيه فصا أبيض وعلى الفص اسم جديد مكتوب عليه لا يدركه أحد إلا أخذه » ، أظنه يريد بالفص الملكوت ، فإن كان اللفظ على ظاهره فمعناه رمز عليها ، وإن كان اللفظ على غير ظاهره فهو باللغة الروحانية عبارة عنها . وأستنبط هذا التأويل مما أعده الله لمختاريه في الملكوت ، فلذلك رجحناه على ما سواه . أما الاسم الجديد المكتوب عليه ، فيشير به إلى جملة المواهب التي أعدت في الملكوت كما قال بولس الرسول : «ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر » الأمر الذي لا يدركه إلا من بلغ إليه ، فلذلك قال : «لا يدركه أحد إلا من أخذه » ، وسواء عاد الضمير في كلمة «أخذه» على الفص أو على الاسم فإنهما متلازمان والغرض واحد ، والإدراك هنا يعني الرؤيا كما قلنا متقدما وعلى أية حال ، فإن الفص في هذا النص من غوامض الكتاب ، والله المهدي إلى الصواب.
رؤ2: 18-29
14- (18) واكتب إلى ملاك كنيسة ثياديرا أن هذا يقوله ابن الله الذي له عيناه مثـل لهيب النار ورجلاه مثل نحاس لبنان (19) إنني عارف بأعمالك ومحبتك وإيمانك وخدمتك وصبرك وأعمالك الأخيرة أصلح من الأولى (20) لكن لي عليك أنك وضعت المرأة إزبال القائلة أنا نبي ومعلم وهي مضلة لعبيدي ليزنوا ويأكلوا ذبائح للأوثان (21) وأعطيتها زمانـا لـتـتـوب فلم تـرد أن تتـوب من زناها (22) هوذا ألقيها على سرير والذين زنوا معها إلى شدة عظيمة وإذا لم تتب من أعمالها (23) أنا أقتل أبناءها بالموت وتعلم جميع الكنائس أنى أنا هو الفاحص القلوب والكلى وأجازي واحدا واحدا كأعماله (24) وأنتم أقول لكم أيها البقية الذين بثياديرا الذين ليس فيهم هذا التعليم ولم يعلموا عمق الشيطان كما يقولون لا ألقى ثقلا آخر علیکم (25) بل الذي معكم تمسكوا به حتى آتى (26) ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى الانقضاء أعطيه سلطانا على الأمم (27) ويرعاهم بقضيب من حديد ومثل آنية الفخار يسحقهم (28) وكما أخذت أنا أبي أعطيه النجم المشرق في الغدوات (29) من له أذنان أن يسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من
ملاك ثياديرا[5] هو رئيسها كما مضى مثله ، وثياديرا هي المدينة الرابعة التي كتب الرسول إليها.
قوله : « أن هذا يقوله ابن الله الذي له عيناه مثل لهيب النار ورجلاه مثل نحاس لبنان» قد سلف الكلام فيه ، وكذلك قوله : «إنني عارف بأعمالك ومحبتك وإيمانك وخدمتك وصبرك» قد فسر في فص ما كتب إلى كنيسة أفسس ، ولم يتغير فيه شيء سوى أنه جعل هنا خدمته موضع تعبه هناك. وزاد عليها «محبتك وإيمانك» ، وهما ظاهران ثم قال : « وأعمالك الأخيرة أصلح من الأولى» . هذا ضد ما قبل لرئيس كنيسة أفسس : « أن المحبة الأولى تركتها خلفك » وهنا قال : « أعمالك الأخيرة أصلح من الأولى » والذي شكره عليه الآن خمسة أشياء هي : العبادة والإيمان والمحبة والخدمة في التعليم والصبر على شقاق أرباب البدع . واستدرك من جملة صبره على مقاومة أصحاب البدع بأن قال : «لكن لى عليك أنك وضعت المرأة إزبال القائلة أنا نبي ومعلم» ، من الغرائب سمو هذه المرأة المبدعة للتصدر والتعليم ، وهذا يدل على أنها متظاهرة بالنصرانية ، وإلا لما وضعها هذا الرئيس للتعليم وأنها عرافة في الباطن ، وإلا لما ادعت النبوة ، وأن لها خبرة بالنواميس الوثنية ، وإلا لما ادعت التعليم ، بل إنها استمالت قوما إلى رأيها . واعلم أن هذه النواميس بعضها ينطوى على الزنا ورذائل أخرى مثل تقديم الذبائح والقرابين للأوثان والأكل منها ، وأما تسمية الرؤيا لها إزبال فمن جهة أن أفعالها شابهت أفعال إزبال امرأة آخاب الملك قديما ، والتي كانت على خمس خصال : كافرة ، قاتلة ، زانية ، جريئة ، محتالة . أما كفرها : فلأنها ابنة الملك صيدان من الأمم ، وقد تزوجها آخاب ملك إسرائيل ، ففتحت بيوت الأوثان ودعت إلى عبادتها . وأما أنها قاتلة : فلأنها قتلت كثيرا من أنبياء الله ، وطلبت إيليا النبي لتقتله، فلم تظفر به . وأما زناها : ففي عبادة الأوثان ما ينطوي على الزنا كما قلنا . وأما جرأتها : فإن زوجها آخاب لما تغاضی عن قضية نابوت صاحب الكرم ، سألته : « أنت تصلح أن تكون ملك إسرائيل ؟ قم كل خبزك وأنا أعطيك الكرم . » وأما احتيالها : فإنها احتالت أهل القرية على نابوت المذكور بأن يقيموا شهود زور عليه بأنه سب الآلهة والملك ، ورجموه حتى مات ظلما.
وإزبال هذه المشبهة بتلك ، فيها ذات الخمس خصال . أما كفرها : فإنها دعت إلى عبادة الأوثان بتعليمها الباطن . وأما أنها قاتلة : فبإهلاكها نفوس من أضلتهم . وأما زناها : فقد تقدم بيانه . وأما جرأتها : فلإقدامها على ما يعجز عنه فحول الرجال وأما حيلها : فلأنها تظاهرت بالنصرانية وأبطنت الوثنية ، وذلك أشد الخبث وأعظم الخداع والحيل.
قوله : «وأعطيتها زمانا لتتوب فلم ترد أن تتوب من زناها » : من المعروف أن القوة الشهوانية تقوى في الشبيبة وتضعف مع الكهولة وتقدم السن وتذهب في الهرم . فمن الرأفة الإلهية أن أفسح في مدة عمرها لتضعف منها شهوة الزنا فتسهل لها التوبة . لكن هذه المرأة استمرت بإرادتها في فكرتها الرديئة مع النجاسة بالرغم من تقدم سنها . فلأنها لم تتنازل بإرادتها وعزمها لإمضاء الشهوة ، ولأن الطبيعة متحركة متتابعة لما اعتادت عليه ، ساكنة معرضة عما لم تعود ، فلذلك لم ترد أن تتوب من زناها ، فكان عقابها : «هوذا ألقيها على سرير » يريد بهذا الإلقاء البلوى ببعض الأمراض الشديدة ، لأن المرضى يلازمون الأسرة ، ولذلك قال المزمور : « ويرحمك على سرير وجعك ». وذلك أيضا من الألطاف الإلهية بها أن تتيقظ بالأدب فإن أصرت ولم تتب ، أدبت بأدب أشد وهو موت أولادها الطبيعيين قدامها وذلك أشد الآلام وأنكاها لاسيما على النساء ، فذلك قوله : «وإذا لم تتب من أعمالها أنا أقتل أبناءها بالموت ».
قوله : « والذين زنوا معها إلى شدة عظيمة» ، هذا معطوف على قوله : « وألقيها على سرير» ، كأنه قال : ألقيها على سرير وألقى الذين زنوا معها إلى شدة عظيمة ، أي بلوى يعجز عنها صبرهم . ويجوز أن يفهم الزنا فيها وفيهم إنه عبادة الأوثان ، وقد ورد هذا كثيرا في كتب الأنبياء لكن رجحنا ما تأولناه بالقرائن التي هي العمدة(محصل القول) في مثل ذلك.
قوله : «وتعلم جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص القلوب والكلى وأجازي واحدا واحدا كأعماله» أي أجعل المرأة ومن تابعها بما يجرى عليها وعليهم عبرة وموعظة لسائر أهل الكنائس ، وبذلك يعلمون إنى إنما جازيتهم بأعمالهم التي كانوا يبطنونها ويسترونها . وأيضا يتبين إنه تعالى فاحص القلوب والكلى . أما القلوب : فعن الاعتقادات جيدها ورديئها . وأما والكلى : فإن مبدأها حركة الشهوة ، ويعلم منها العفة والزنا.
قوله : « وأنتم أقول لكم أيها البقية الذين بثياديرا الذين ليس فيهم هذا التعليم ولم يعلموا عمق الشيطان كما يقولون» ، يريد بالتعليم : تعليم هذه المرأة التي تبطنه وعمق الشيطان هو إظهار ما ليس في الباطن ، وإبطان ما ليس في الظاهر ، كما فعلت هذه المرأة ومن تابعها . وأما قوله : « كما يقولون» فمعناه : إنكم كما تسرون(٢) كذلك تقولون من غير خبث ولا رياء ولا نفاق ولا كذب . قوله : «لا ألقى ثقلا آخر عليكم بل الذي معكم تمسكوا به حتى آتی» ، أي لا أزيدكم وصية أخرى ، بل احفظوا ما قبلتم . وإتيانه قد جاء بمعنى الوعد وجاء بمعنى الوعيد ، لأنه عند إتيانه يجازي كل واحد كنحو عمله إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا فلذلك نقسم الإتيان بانقسام المجازاة .
قوله : «ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى الانقضاء أعطيه سلطانا على الأمم ويرعاهم بقضيب من حديد ومثل آنية الفخار يسحقهم» قد فسر الغلب ما هو ، والمراد «من يغلب» يكون من المسلطين على الأمم في دولة الألف سنة التي للصديقين ، وسيأتي تقرير الكلام عليها في مكانه وهذه النبوة في المزمور الثاني لداود ، أعنى قوله « أعطيك سلطانا على الأمم وترعاهم بقضيب من حديد » وعنى بها سيدنا المسيح نفسه له المجد . فمن استحق تلك الوليمة كانت له شركة في دولتها ، فكأنه جعل هذه النبوة كالمثل العام ، وهو واضح لمن تأمله سواء قال بإشارة خاصة أو لم يقل.
والدليل على صحة هذا التأويل أن هذا الوعد ليس في هذه الدنيا فقوله : « من يغلب ويحفظ أعمالي إلى الانقضاء أعطيه سلطانا » فإعطاؤه السلطان بحسب مساق القول بعد الانقضاء ، ولا يجوز أن يكون في الاخرة ، فإنه لا تسلط فيها على الأمم ، فإنها دار مجازاة ولكل بنفسه شغل ، فتعين أن يكون لوعد في وليمة الألف سنة ، والرعاية بقضيب من حديد هي الانتقام من دولة الدجال ؛ وصرح النص بذلك في الفص المائة وأربعة بقوله : « یا جميع الطيور الطائرة في وسط السماء تعالى اجتمعي في الوليمة العظمى التي للرب الإله لتأكلي لحوم الملوك ولحوم قواد الألوف ولحوم الجبابرة ولحوم الخيل والراكبين عليها ولحوم الأحرار والعبيد والصغار والكبار » ومثل كسرهم أو سحقهم بآنية الفخار لأن كسرها لا يجبر وسحقها لا يلتئم منه شيء ينتتفع به
قوله : «وكما أخذت أنا من أبي أعطيه النجم المشرق في الغدوات » هذا النجم يريد به معنيين : أحدهما السيد المسيح له المجد ، بدليل قوله في الفص مائة وسبعة وثلاثين : « أنا أصل داود ونسله كوكب الصبح المنير»(رؤ22: 16) ، والآخر الرئاسة والمشاركة في الملك والاستيلاء والبهجة والسعادة بدلائل عدة ، منها قوله : «وكما أخذت من أبي أنا أعطيه» ، والذي أخذه من أبيه هو ما ذكره دانيال النبی : «وكنت أرى على مزن السماء مثل ابن البشر أقبل فانتهى إلى عتيق الأيام وإياه أعطى السلطان والملك والكرامة» ، ونها قول أشعياء النبي: «اجتمعوا جميعا على أسير الجب ويتخلص بعد أيام وتجزيء الشمس ويفتضح القمر» ، يريد بهما الملك الكبير والملك الصغير وغير ذلك كثير والمعنى الثاني هو المراد هنا ، ومنتهى القصد إليه دليل قوله : «وكما أخذت من أبي أنا أعطيه» ، وبقية الفص قد مضى تفسيره.
- مدينة عظيمة واقعة غرب الأناضول ، وكانت أيام تسلط الرومانيين عاصمة آسيا الصغرى . ولما كانت واقعة على الطريق السلطاني بين رومه وآسيا ، فقد كانت مركزا عظيما لملتقى التجار والغرباء فيها . وكانت شهرتها عظيمة بذلك الهيكل البديع الذي خصص لـ «ديانا » التي تدعى « أرطاميس» . وهذا الهيكل كان أحد عجائب الدنيا السبع ، حيث كان طوله 450 قدما وعرضه 220 ، وبه 126 عمودا من الرخام ارتفاع الواحد 70 قدما ، وقد قضوا في بنائه 220 سنة ، وقد حرقه أحمق يريد بذلك إشهار اسمه ، وكان هذا الحادث سببا في إيجاد هذا المثل القائل : «الأحمق الذي لا يقدر على اصطناع قفص حقير يقدر على خراب هيكل عظیم كبير» . واشتهر أهل أفسس قديما بالانصراف إلى اللذات والأعمال السحرية ، ولكنهم تحولوا من هذه الأمور الشائنة إلى الحياة المسيحية الطاهرة ، وذلك بعد تبشير بولس الرسول لهم وتأسيسه كنيسة بها في سنة 54م ، وقد رافق بولس في الكرازة هناك أكبلا وبريسكلا (أع 18 و 19).
أما الآن ، فقد جار عليها الزمن وأفقدها مجدها القديم وأصبحت مرعى للغنم والذين بها الآن فقراء جدا وليس بينهم مسيحي واحد ، فتأمل واعجب؟! - اسمونا ومعناها «مر» ، وهي المعروفة الآن بأزمير ، واقعة في آسيا الصغرى غربي الأناضول ، وبناها تيسيوس سنة 1312ق .م وأطلق عليها اسم امرأته سميرنا . وقد استشهد فيها القديس بوليكريس سنة 155م ولا يزال قبره معروفا على تل هناك إلى اليوم .
- برغامس ، ومعناها «موضع العرس» ، وتدعى الآن برغامو واقعة غرب الأناضول من أعمال آسيا الصغرى ، وهي مسقط رأس جالينوس إمام الأطباء وبها تربى . ودعاها الرب بـ «كرسي الشيطان» لكثرة المعلمين الكذبة بها وكانت ذات شهرة كبيرة بمبانيها العظيمة ، ولا تزال بعض آثار هذه المباني تشهد بما كانت عليه من عظمة ومجد . وبها قبر أنتيباس الشهيد.
- يلاحظ القارىء أن المفسر قد ذهب إلى أن قوله «الشاهد الأمين» هو عن السيد المسيح له المجد . وقد اتفق معه على هذا الرأي مفسر الرؤيا المخطوطة بالمتحف القبطى وهذا بخلاف رأى الكاثوليك والروم الأرثوذكس والپروتستانت الذين ذكروا شخصا معينا هو أنتيباس ، والسبب في ذلك أن النسخة القبطية لم تذكر هذا الشخص
وهاك نص العدد 13 بالقبطى وترجمته إلى العربية كما هو في النسخ القديمة المخطوطة وكما هو في هذا التفسير :
وترجمته : «إنني أعرف أين كنت حيث كرسي الشيطان كائن فيه واعتقدت باسمى ولم تجحد إيماني في الأيام التي قاومت الشهيد الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان كائن فيه »
أما ترجمة الكاثوليك ، فهي كما في كتاب تفسير الرؤيا للقس يوسف الماروني الحلبي : «… وفي تلك الأيام أنتيباس شهيدي الأمين الذي قتل عندكم إلخ » . وفي نسخة الروم الأرثوذكس ، كما في كتاب تفسير الرؤيا لأنثيموس بطريرك أورشليم ، ترجمة الخوري يوحنا حزبون : «… وفي تلك الأيام التي فيها كان أنتيباس شهيدي الأمين الذي قتل عندكم إلخ » وهكذا في ترجمة الپروتستانت . فالمفسر الكاثوليكي يقول عن أنتيباس هذا إنه كان أسقفا على برغامس وقد عذبه دومتيانوس قيصر حيث وضعه في ثور من نحاس يتقد نارا حتى أسلم روحه الطاهرة في 11 نيسان (ص ۱۱۹ و ۱۲۰) . والمفسر الأورشليمي يقول : «وفي هذه المدينة قد نال القديس أنتيباس إكليل الشهادة (ص 19) . أما الپروتستانت فيقولون إنه شخص مجهول ( ص 638 من كتاب العهد الجديد مع الحواشي والشواهد ، طبع بيروت سنة ١٨٧٧) . - ثياتيرا مدينة في الأناضول ، وتدعى الآن [اك حصـار اكهسار ، أق حصار ، وهي واقعة في سهل متسع على فرع من نهر ليكوس إلى الجنوب الشرقي من أزمير ، وكانت قديما تبعة لبرغاموس ، وكان اسمها أولا سلوكية . نسبة إلى بانيها سلوكس بن نيقاتور ، ثم سماها هو ثياتيرا حين بشر بميلاد ابنة لم لأن معنى ثباتيرا باللغة اليونانية «بنت » وفي أيام الرسل كان بها امرأة بائعة أرجوان تسمى ليديا وهذه قد آمنت على يد القديس بولس الرسول وأخذته ومن معه إلى بيتها.
واشتهرت نساء هذه المدينة بصبغ الأحمر والأرجواني ، وقيل أنهم يحتفظون هناك بكتابات تدل على إتقان هذه الصناعة في تلك الأيام . واليوم لا يوجد بها إلا عدد قليل من المسيحيين.
تفسير رؤيا 1 | تفسير سفر الرؤيا | تفسير العهد الجديد | تفسير رؤيا 3 |
ابن كاتب قيصر | |||
تفاسير سفر الرؤيا | تفاسير العهد الجديد |