تفسير سفر الرؤيا اصحاح 9 للأنبا بولس البوشي

الأصحاح التاسع

 من الرؤيا: قال «وسمعت نسراً في وسط السماء قائلاً: الويل الويل لسكان الأرض من بقية أصوات الملائكة إذا صرخوا» (رؤ8: 13).

والملاك الخامس صوت بالبوق، فرأيت نجماً سقط من السماء على الأرض. فأعطي مفتاح العمق. فصعد من البئر دخان كدخان قامين[1]  عظيم. فأظلمت الشمس والقمر والجو من دخان البئر. ووقع على الأرض جراد، وأعطوا سلطاناً كسلطان العقارب على الأرض، وقيل لهم لا تفسدوا عشب الأرض ولا الأشجار بل الناس الذين ليس على جبهتهم سمة الله. وأمرهم ألا يقتلوهم، بل يعذبوهم خمسة أشهر، ويكون عذابهم كألم العقارب إذا لسعت إنساناً. وفي تلك الأيام يطلب الناس الموت ولا يجدونه، ويشتهون الموت فيهرب منهم. وشبه ذلك الجراد كشبه خيل تركض في القتال، على رأس كل واحد منهم إكليل شبه الذهب، ووجوههم شبه وجوه الناس، وشعورهم كشعور النساء، وأجنحتهم كمناشير الحديد، وأصوات أجنحتهم كأصوات الخيل التي تصهل في القتال، ولهم أذناب كشبه أذناب العقارب، وفيها شوك. وسلطانهم في أذنابهم يعذبون بها الناس خمسة أشهر. ويتقدمهم ملك العمق واسمه بالعبرانية مقادود[2] وبالرومية المفسد[3] هذا الويل الأول قد  مضى، والويل الثاني يأتي سريعا» (رؤ9: 1-12).

«ثم بعد هذا صرخ الملاك السادس بالبوق. فسمعت صوتا من قرن المذبح الذهب الذي أمام الكرسي قائلاً للملاك الذي معه البوق: حل عن الملائكة الأربعة (المقيدين عند نهر الفرات العظيم. فانفك الملائكة الأربعة)[4] الذين هم مستعدون لليوم والساعة والشهر والسنة، ليقتلوا ثلث الناس. وعدد العساكر التي على الحيوان ربوات ربوات مضاعفة، (وأنا) سمعت عددهم هكذا. ورأيت الخيل في الرؤيا وركابها عليهم (لهم) صدور نار شبه النجادي[5] والكبريت، ورؤوس الخيل كرؤوس الأسد، ويخرج من أفواهها نار ودخان وكبريت. ومات من هذه الثلاث ضربات ثلت الناس من النار والدخان والكبريت. وكان ذلك النار يخرج من أفواهها[6]، وسلطانها في أذنابها وأفواهها. وكانت أذنابها كشبة الأفعى، ولها رؤوس يعذبون بها الناس خمسة أشهر. وبقية الناس الذين لم يموتوا من هذه الضربات لم يتوبوا من أعمال أيديهم لكي يتركوا السجود للشياطين والأوثان الذهب والفضة والنحاس والخشب والحجارة، التي لا تبصر ولا تسمع ولا تشم ولا تنطق، ولم يتوبوا من قتلهم وزناهم وسحرهم ونجاستهم وسرقتهم» (رؤ9: 13-21).

  1. أي أتون نار، ومنها كلمة قمينة لحرق الطوب. وكلمة قامين من الكلمة القبطية  وباليونانية، وهي تعني فرن أو أتون أو تنور أو قمينة.
  2. يأتي في النص اليوناني لسفر الرؤيا: اسمه بالعبرانية «أبدون»، وتأتي في النص القبطي البحيري الكلمة التي أوردها النص هنا. 

  3. يأتي في النص اليوناني لسفر الرؤيا: وله باليونانية اسم «أبوليون» ومعناها المهلك. وتأتي في النص القبطي البحيري  ومعناها المفسد، وهي الكلمة التي اعتمد عليها المفسر هنا.

  4. لا تأتي هذه العبارة في النص القبطي البحيري لسفر الرؤيا (في بعض النسخ) لذلك لم يوردها المفسر، لكنها ترد في النص القبطي الصعيدي. 

  5. النجد: ما يزين به البيت من فرش وستور، وجمعها أنجاد (المعجم الوسيط). والمقصود هنا اللون الأحمر الذي تتميز به هذه الستور.

  6.  مضاف في الهامش: يعني الخيل.

 تفسير رؤيا 8 تفسير سفر الرؤيا تفسير العهد الجديد  تفسير رؤيا 10
الأنبا بولس البوشي
تفاسير سفر الرؤيا تفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى