تفسير رسالة رومية اصحاح 11 للأنبا أثناسيوس
الأصحاح الحادي عشر
الباب المفتوح
يؤخذ هذا الأصحاح وحدة واحدة لأن القضية الواحدة تشمله من أوله لآخره. وهي قضيه أنه سيأتي وقت ويدخل يهود كثيرون إلى الإيمان.
(1) ليس كلهم قد رفضوا الإيمان 11: 1-5 . كما حدث سابقا أيام إيليا أنه ظن أن الشعب كله قد ضل فكان الصوت إليه ان للرب سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبه لبعل 1مل19: 10-18 ومهما قل العدد فالله يمكنه ان يقيم منه شعبا كبيرا مثلما دخل مصر سبعون نفسا وخرجوا مليونين ، ومثلما حدث بعد تجسس الارض أن تراجع الشعب كله وثبت اثنان فقط هما يشوع بن نون وكالب بن يفنة ( سفر العدد 14 ) وأعاد الرب تجديد الشعب . وجاء في تاريخ القديس مقاريوس كبير الأسقيط ، انه رأى ملاكا قال له أنه تأتى أيام يفرغ فيها الأسقيط من الرهبان ، فقال له القديس لا يا سيدى لا تقل هذا على أولادى . فأن العنقود وان بقى فيه حبتان ، الرب قادر أن يحييه ويملأه مرة أخرى والحمد الله في هذه الأيام تتم هذه النبوءة للقديس مقاريوس ، وفي ايام الرسول بولس دخل كثيرون من بني اسرائيـل إلى الإيمان المسيحي وهو منهم ، ، وأن سمی نفسه “سقطاً “. (1كو5: 8)
(۲) رو11: 6 – 24 أمـا قـولـه إن الله أعـطـى البـعض روح سبات ( نوم ) فلا يعني اكثر من أنهم ( تقسوا ) آية 7 فالإنسان هو الذي يبنى وضعه من الإيمان . والرب حين يقـول “أنا ماض لأعـد لـكـم مكاناً ومتی أعددته أتى وأخـذكم إلى” (يو14: 2) أن الإنسان هو الذي يحدد مركزه في الأبدية والرب يقرر المكان حسب تصرف الإنسان. فهو لا يفرض للأنسان مكانا غير الذي تبنيه له حياته على الأرض.
(3) ولما كانوا يغلقون الباب في وجه الرسل ، وكان الرسل يتوجهون إلى الأمم . لأن الرب قد أوصاهم بأن يشهدوا بين اليهود اولا و تكونون لي شـهـوداً في اورشليم واليهودية والسامرة والى أقصى الأرض ( 1أع1: 8) كما سبق وأرسل الاثني عشر إلى اليهودية قائلا « الى طريق أمم لا تمضـوا والی مـدينة للسـامـريين لا تدخلوا ، بل اذهبـوا بالحـرى إلى خـراف بيت اسرائيل الضـالـة ،، ( مت10: 5 – 6 ) . ثم ارسل السبعين إلى كل مدينة وقرية كان مزمعا ان يذهب (لو10: 1). ونجد في سفر الأعمال أنه مهما كانت الصعوبات التي قابلها الرسل من يهود بلد ما ، فأنهم في البلد التالية لابد ان يبدأوا باليـهـود . وعلى سبيل المثال خاطب الرسـول يـهـود أنطاكية بيسيدية (اع 13: 14-47) . ولما رفضوهم « جاهر بولس وبرنابا وقالا كان يجب أن تكلموا أنتم أولاً بكلمة الله ، ولكن اذ دفعتموها عنكم وحكمتم انكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجه الى الامم ، لان هكذا اوصانا الرب (اع13: 46-47).
(4) لا يتكبر الذين من الامم على اليهود لان الفرع الذي نبت من ابراهيم واسحق ويعـقـوب مكرم من أجل الآباء ولابد ان تعـود الاغـصـان للاخضرار ان كان الاصل مقدساً فكذلك الاغصان ،، . (رو11: 61).
(5) ولا يستكين المؤمنون ويتكاسلون عن الجهاد “لانه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك أيضا” آیه 21 وكـقـولـه لاهـل كـورنـثـوس ، “إذا مـن يظـن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط” (1کو10: 12).
(6) هناك وعد لعودتهم فأن القساوة حصلت جزئيا منهم ووقتيا إلى أن يدخل ملء الأمم ولكنهم سيخلصـون بعد ذلك 25-26 ولكن متى؟ في علم الله . ولا تليق الاقوال بالربط بين محاولاتهم لبناء هيكلهم وبين عودتهم . لان الرب حكم على ذلك الهيكل بالهدم وربما تكون هذه فرصة لـقـسـاوة جـديدة. لانه « مـا أبعـد احكامـه عن الفحص وطرقـه عن الاستقصاء » .
تفسير رومية 10 | تفسير رسالة رومية | تفسير العهد الجديد | تفسير رومية 12 |
الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف |
|||
تفاسير رسالة رومية | تفاسير العهد الجديد |