تفسير سفر الملوك الأول 4 للقمص تادرس يعقوب ملطي

سلطان سليمان وغناه وحكمته

إذ تولَّى سليمان العرش بدأ عمله بالالتقاء مع الله ملك الملوك، الذي اختاره ملكًا على شعبه. وكأنَّه بالوكيل الذي يلجأ إلى موكِّله قبل أن يبدأ العمل، حتى يتمِّم إرادته. قدَّم سليمان محرقات وذبائح سلامة ليُعلن عن حبُّه لمن أقامه ويشكره، كما قدَّم صلوات طوال النهار يسأله فيها أن يهبه الحكمة السماويَّة، وإذ ترآى له الرب لم يطلب شيئًا سوى الحكمة.

الآن يبدأ عمله بإقامة مجلسٍ يشبه مجلس الوزراء لكي يعمل من خلالهم. فقد اتَّسعت مملكة سليمان، وتحقَّقت الوعود الإلهيَّة المقدِّمة للآباء البطاركة، خاصة إبراهيم. وأعطاه الله نعمة في أعين الملوك المحيطين به. اتَّسم عهده بالسلام والخير الوفير. ودخل في مشروعات ضخمة، وصارت له شهرة بسبب حكمته وإنتاجه الأدبي، فقد كتب 3000 مثلًا، 1005 أغنية، وأعمالًا علميَّة عن النباتات والحيوانات (4: 33) كما وضع بعض الأسفار المقدَّسة بإعلان الروح القدس، وبنى أيضًا الهيكل.

 

1. مجلس وزراء سليمان:

أقام سليمان الحكيم أشبه بمجلس وزراء، إن صحَّ التعبير، يدير شئون الدولة تحت رعايته، ومعهم اثنا عشر وكيلًا على جميع إسرائيل [7]. تكوَّن مجلس وزراء سليمان من الآتي:

*     عزرياهو بن صادوق الكاهن رئيس لمجلس الوزراء.

*     اليحورف وأخيّا سكرتيريان لشئون الدولة.

*     يهوشافاط المسئول عن سجلات التاريخ الخاصة بالأحداث الملكيَّة.

*     بناياهو رئيس للجيش المسئول عن الدفاع عن الدولة.

*     صادوق وأبياثار كاهنان يشرفان على الأمور الدينيَّة وحفظ الشريعة.

*     عزرياهو الرئيس العام على الاثني عشر وكيلًا أو محافظًا.

*     زابود أمين سرّ الملك، ومشيره في أموره الخاصة.

*     أخيشار مدير القصر الملكي، يهتم باحتياجات الجناح الملكي.

*     أدونيرام مدير القوى العاملة.

ظهرت حكمة سليمان في وضع نظامٍ دقيقٍ لتدبير أمور المملكة في كل جوانبها. ويلاحظ إنَّه لم يُعطِ الأولويَّة للعمل العسكري كما في أيَّام أبيه داود.

“وكان الملك سليمان ملكًا على جميع إسرائيل” [1].

لم يكن مثل والده داود النبي الذي صار ملكًا على يهوذا وحدها لمدَّة سبع سنوات ونصف.

“وهؤلاء هم الرؤساء الذين له: عزرياهو بن صادوق الكاهن” [2].

عزريا أو عزرياهو، اسم عبري معناه “من أعانه يهوه”. وهو أخو أخيمعص. يرى البعض إنَّه لا يمكن أن يكون حفيدًا لصادوق رئيس الكهنة معضّد سليمان، وإنَّما صادوق هنا آخر غير رئيس الكهنة.

كلمة “الكاهن hakoheen” هنا تعني كاهنًا، وأيضًا تعادل كلمة “أمير”، وجاءت ترجمتها في النسخة الكلدانيَّة Chaldee version “أمير”.

واضح إنَّه وُجد كهنة في مجلس الوزراء يمارسون عملهم الكهنوتي، وفي نفس الوقت يمارسون دورهم كأصدقاء ومشيرين للملك، كما كان يحدث مع بعض الأنبياء والكهنة في العصور المتأخرة.

يرى البعض أن وضعه في رأس القائمة يُشير إلى اختياره رئيسًا لمجلس الوزراء، كما كان رئيسًا للكهنة (1 أي 6: 10)، وأن كلمة “الكاهن” في النص تُشير إلى عزريا لا صادوق.

“واليحورف وأخيّا ابنا شيشا كاتبان،

ويهوشافاط بن أخيلود المسجل” [3].

أليحورف اسم عبري ربَّما يعني “الله يُعطي الخريف المثمر”.

أخيّا اسم عبري معناه “أخ أو صديق يهوه”.

شيشا اسم أرامي ربَّما معناه “الشمس”، يدعى أيضًا شوشا (1 أي 18: 16)، وربَّما هو نفسه شيشا (1 مل 4: 3)، وسراريا (2 صم 8: 17)، وشيوا (2 صم 20: 25).

أقيما كاتبين، أشبه بالسكرتيرين لشئون الدولة. ينشران قوانين الملك، ويكتبان رسائله، وربَّما يدبران شئونه الماليَّة (1 مل 12: 10)، يعتبران من أهم مشيريه، أصحاب نفوذ. في أيَّام داود الملك كان كاتب واحد. أمَّا وقد اتَّسعت شئون المملكة فصارت الحاجة إلى عدد أكبر لإقامة قسم خاص بالسكرتاريَّة العامة لشئون الدولة.

يهوشافاط اسم عبري معناه “يهوه يقضي”. يهوشافاط بن أخيلود المسجل، الذي عضّد داود (2 صم 8: 16؛ 20: 24). كان مسئولًا عن سجلاَّت التاريخ الخاصة بالأحداث الملكيَّة. خدم يهوشافاط المسجِّل داود وسليمان (2 صم 8: 16-18). عمله أن يذِّكر الملك بالأحداث السابقة، ويحتفظ بقرارات الملك والأحداث السابقة والأحداث المعاصرة كسجل للتاريخ تنتفع بها الأجيال المقبلة. وهو في هذا يشبه السكرتير العمومي في مجالس الحكومة والقضاة، والمؤرخ الرسمي.

“وبناياهو بن يهوياداع على الجيش،

وصادوق وأبياثار كاهنان” [4].

بناياهو اسم عبري معناه “من بناء يهوه”. سند بناياهو بن يهوياداع سليمان في اعتلاء العرش (1 مل 1: 8). اشتهر بشجاعته وإقدامه مرارًا كثيرة (2 صم 23: 20-23). صار رئيسًا للجيش، احتلَّ مركز يوآب. وهو مسئول عن الدفاع عن الدولة. يهتم بالعدة الحربيَّة من مركبات وخيول، وتنظيم الجيش وتحرُّكاته، كما هو مسئول عن حماية القصر الملكي وملحقاته.

صادوق وأبياثار كاهنان، يشرفان على الأمور الدينيَّة وحفظ الشريعة. صادوق اسم عبري معناه “صادق” أو “عادل” أو “بار”. وهو ابن أخيطوب من نسل اليعازر ابن هرون (1 أي 24: 3). على الأرجح هو الغلام الذي جاء إلى داود في حبرون مع رؤساء بني إسرائيل ليحوِّلوا مملكة شاول إلى داود (1 أي 12: 27-28). كان مع أبياثار بن أخيمالك، هربا مع داود من أورشليم وهما يحملان تابوت العهد، لكن الملك رغب أن يعودا بالتابوت إلى العاصمة ويقيما فيها حتى ينتهي النزاع (2 صم 15: 24-29). وبعد موت إبشالوم أرسل داود إليهما طالبًا منهما أن يقنعا شيوخ يهوذا بإرجاعه إلى الحكم (2 صم 19: 11).

كيف يرد اسم أبياثار كرئيس كهنة مع صادوق وقد استبعده سليمان إلى قرية عناثوث ليبقى في حقوله (1 مل 2: 27)؟ تفسير ذلك أن سليمان منعه من ممارسة العمل الكهنوتي لكنَّه لم يحرمه من كرامة الكهنوت ولقبه. يرى كثير من الدارسين أن سليمان ترك لأبياثار اللقب دون العمل. ويرى بعض اليهود أن صادوق كان رئيسًا للكهنة وأبياثار نائبًا عنه، كما كان حنانيا مع قيافا في أيَّام السيِّد المسيح. الرأي الساند هو أن شاول أقام صادوق رئيس كهنة وأبياثار أقامه داود، وأنَّه من الجانب السياسي استحسن وجود الاثنين معًا.

أبياثار اسم عبري معناه “أبو الفضل” أو “أبو التفوق” أو “الأب الفاضل”. أشار إليه السيِّد المسيح بقوله: “كيف دخل (داود) بيت الله في أيَّام أبياثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلاَّ للكهنة وأعطى الذين كانوا معه أيضًا؟” (مر 2: 26). بقي أمينًا لداود أثناء عصيان ابنه إبشالوم عليه، لكنَّه اشترك مع يوآب وشمعي في تمرُّد أدونيَّا ومحاولته الاستيلاء على الحكم.

“وعزرياهو بن ناثان على الوكلاء،

وزابود بن ناثان كاهن وصاحب الملك” [5].

أقام سليمان عزرياهو وكيلًا عامًا ورئيسًا عامًا على الاثني عشر وكيلًا أو محافظًا [7]. وهو ابن ناثان، ولم يعرف على وجه التحديد هل هو ناثان النبي أحد معضِّدي سليمان، أم هو ابن داود. غير أن كلمة الوكيل الرئيسي هنا cohen أو kohen كان يحملها أبناء داود (2 صم 8: 18)، ممَّا يرجَّح أنَّه ابن لابن داود (2 صم 5: 14). أكثر من أن يكون ابنًا لناثان النبي.

زابود بن ناثان، زابود اسم عبري معناه “موهوب”. أمين سرّ الملك، مشير للملك في أموره الخاصة.

“وأخيشار على البيت،

وأدونيرام بن عبدًا على التسخير” [6].

أخيشار اسم عبري معناه “أخو الرجل المستقيم”، أو “أخو المرنِّم”. كان مديرًا للقصر الملكي، يرعى شئون القصر ويهتم باحتياجات الجناح الملكي. تظهر أهميَّة هذا المركز ممَّا ورد في (2 مل 18: 18)، عندما أرسل ملك أشور جيشًا عظيمًا إلى أورشليم ودُعي الملك، فخرج إليهم ألياقيم الذي على البيت، وقد ورد اسمه قبل الكاتب والمسجِّل، وكأن الملك اعتبره مندوبه الأول الرسمي للحوار في الأمور الخطيرة التي تمس كيان الدولة. وأيضًا ممَّا ورد في إشعياء (22: 15-25).

أدونيرام أو أدورام (2صم 20: 24، 1 مل 12: 18) أو هدورام (2 أي 10: 18). وهو ابن عبدًا. مدير القوى العاملة، يدير شئون المشاريع الملكيَّة. بقي في مركزه إلى عصر رحبعام. أرسله رحبعام إلى العصاة الذين تمرَّدوا عليه، فرجموه بالحجارة ومات (1 مل 12: 18، 2 أي 10: 18).

“وكان لسليمان اثنا عشر وكيلًا على جميع إسرائيل،

يمتارون للملك وبيته،

كان على الواحد أن يمتار شهرًا في السنة” [7].

استخدم سليمان الحكيم نظامًا أشبه بنظام المحافظات. فقسّم إسرائيل إلى اثنتي عشر محافظة، وأقام محافظًا أو وكيلًا على كل قسم. عمل المحافظ الرئيسي هو أن يمد القصر الملكي بالمواد الغذائية [27]، وأن يجمع الضرائب من أجل مشروعات سليمان [22-23]، وللإنفاق على الجيش الضخم [26، 28] وبناء الهيكل، وإن كان داود أبوه قد أعدَّ له الكثير من مواد البناء والإمكانيَّات للتنفيذ.

كانت كل محافظة تُعرف بالمدينة الكبرى (العاصمة). ويُلاحظ إنَّه لم يُقم محافظًا على نصيب يهوذا، ربَّما كنوعٍ من الامتياز للسبط الملكي.

لم يكن الاثنا عشر مسئولًا حكَّامًا تحت سلطان الملك “chamberlains“، ولا كانوا مدبِّرين لشئون المملكة، لكنَّهم كانوا قادة لجمع الضرائب، هذه الضريبة كانت جزءً من المحاصيل وليست مبلغًا من المال. كانت أبنية سليمان ونفقات قصره مع كثرة زائريه وسخائه العظيم وفخامة ملابسه وملابس رجال القصر على نفقة الشعب، وقد سبَّبت كثرة الضرائب نوعًا من التذمُّر. الأمر الذي حذّر منه صموئيل النبي الشعب عندما طلبوا ملكًا كسائر الأمم (1 صم 8: 12، 15، 17) تحقَّق الآن بواسطة سليمان نفسه.

يقول المؤرِّخ يوسيفوس إنَّهم بحكم عملهم هذا كان لهم نوع من السلطة.

“وهذه أسماؤهم ابن حور في جبل أفرايم” [8].

يليق بنا هنا أن نسجل لسليمان الملك مع حكمته وقدرته على النظام والتدبير إنَّه اتَّسم بروح التواضع. نلاحظ أن نسبة عالية من رجال دولته المختارين سبق فعينهم داود أبوه. إنَّه لم يحمل روح العجرفة أو التشامخ فيتجاهل حكمة والده ومعرفته بالأمور. كثير من الأبناء يظنون أن قوَّة شخصيَّتهم تتجلَّى في التغيير الشامل لما ورثوه عن والديهم أو ما تسلَّموه من رؤساء أو قادة سابقين له. فالقائد الناجح هو الذي يمزج حكمته بالتواضع، فلا يحتقر عمل السابقين.

هذا وقد عيّن مجموعة ليست بقليلة من أبناء الكهنة والأنبياء. فقد ورث عن والده النبي والكاهن ثقته في رجال الله، وإيمانه ببركة الرب في تدبير كل الأمور.

ابن حور” لازال في بعض البلاد الصعيد وفي سوريا يشيرون إلى الشخص لا باسمه بل بأنَّه ابن (فلان). يرى البعض أن هؤلاء الوكلاء كانوا من الشباب، نالوا هذه المراكز إكرامًا لآبائهم.

كانت مقاطعة ابن حور هي في جبل أفرايم، أي في بلاد أفرايم الممتدَّة من أورشليم شمالاَ إلى يزرعيل، وهي أرض مخصبة، سمِّيت السامرة في العهد الجديد.

“ابن دقر في ماقص وشعلبيم وبيت شمس وأيلون بيت حانان” [9].

دقر اسم عبري معناه “طرف”.

شعليم اسم عبري معناه ربَّما “ثعالب”. يُطلق على مقاطعة في إفرايم، اجتازها شاول الملك بعد أن ترك شليشة بحثًا عن الحمير التائهة (1 صم 9: 4).

إيلون بيت حانان يرجَّح أنَّها كانت في دان.

“ابن حسد في أربوت كانت له سوكوه وكل أرض حافر” [10].

حسد اسم عبري معناه “رحمة، نعمة”.

أربوت كلمة عبريَّة معناها “طاقات”. يظن أن موضعها الآن “عرابة” بالقرب من دوثان وبلدة جنين الأردنيَّة.

سوكوه أو سوكو كلمة عبريَّة معناها “أشواق”. يدعى هذا المكان اليوم خربة الشويكة حيث ينحني وادي الشور إلى الغرب ويصير اسمه وادي السنط، على بعد تسعة أميال من بيت جبرين.

حافر: اسم عبري معناه “حفرة” أو “بئر”. وهي مدينة غرب الأردن (يش 12: 17)، والاسم لمقاطعة بجوار سوكوة. يرى البعض إنَّها تل بيشار على وادي الحوارث في سهل شارون، وآخرون إنَّها المشهد الحاليَّة في يهوذا.

“ابن أبيناداب في كل مرتفعات دور، كانت طافة بنت سليمان له امرأة” [11]

أبيناداب: اسم عبري معناه “الأب كريم أو منتدب”. من عادة بعض الحكام الشرقيِّين أن يقيموا علاقات أسريَّة قويَّة مع من ينالون مراكز رئيسيَّة في الدولة، بتقديم بعض الفتيات من الأسرة الملكيَّة زوجات لهم. هكذا تزوَّج أبيناداب طافة بنت سليمان، وهو غالبًا ابن عم الملك. ربَّما كان من سياسة الملك تكوين علاقات أسريَّة مع وزرائه. وكان ذلك بعد جلوسه ملكًا بزمانٍ، حيث أقيم ملكًا في العشرين من عمره.

دور: اسم كنعاني معناه “مسكن”. تبعد حوالي ثمانية أميال شمالي قيصريَّة، هزم يشوع ملكها (يش 12: 1، 23)، في نصيب أشير، ولكنَّها أُعطيت لمنسَّى (يش 17: 11). توجد بقايا دور في البرج شمال بلدة الطنطور بقليل.

طافة: اسم عبري معناه “قطرة”.

“بعنا بن أخيلود في تعنك ومجدو،

وكل بيت شأن التي بجانب صرتان تحت يزرعيل،

من بيت شأن إلى آبل محولة إلى معبر يقمعام” [12].

بعنا [12]: اسم عبري معناه “ابن الضيق”، كان وكيلًا في المقاطعة الجنوبيَّة في سهل يزرعيل من مجدو إلى الأردن، ربَّما كان أخًا ليهوشافاط المسجِّل.

تعنك: اسم كنعاني معناه “أرض رمليَّة”. تقع في حدود يسَّاكر، لكنَّها أُعطيت لمنسَّى (يش 17: 11، 1 أي 7: 29) ثم للآويِّين (يش 21: 15). وإذ لم يستطع منسَّى طرد الكنعانيِّين فرض عليهم ضريبة (قض 1: 27). ربَّما هي عانير (1 أي 6: 70). وتل تعنك هو موضع المدينة القديمة، يقع بين التلال المنخفضة على الطرف الجنوبي من سهل يزرعيل خمسة أميال جنوب شرقيّ مجدو القديمة.

مجدو أو مجدون: مدينة لمنسَّى ضمن تخوم يساكر. سُمِّيت هرمجدون (رؤ 16: 16) أي تل مجدون. مكانها الآن هو تل المتسلِّم، يبعد حوالي عشرين ميلًا جنوب شرقيّ حيفا في الطرف الجنوبي من سلسلة الجبال التي تنتهي بجبل الكرمل في الشمال. اكتُشفت نقوش تكشف عن ثقافة الكنعانيِّين ومدينتهم. كما كشف التنقيب عن سرداب شق في الطرف يصل إلى نبع ماء ممَّا يظهر مهارتهم الهندسيَّة. كما اكتشفت إسطبلات بها أربعمائة وخمسون مَعْلفًا ترجع إلى عصر سليمان أو آخاب.

بيت شان: اسم عبري معناه “بيت السكون”. مدينة تبعد حوالي خمسة أميال غرب نهر الأردن. بعد السبيّ صارت رئيسة المدن العشر، ودُعيت سكيثوبولس. مكانها حاليًا تل الحصن بالقرب من بيسان. بقايا آثارها تدل على عظمتها الأصليَّة. كبقايا هياكل وأروقة ومسارح وميادين لسباق الخيل. كما اكتشف فيها بعض آثار قدماء المصريِّين مثل نصب سيتي الأول ونصب رعمسيس الثاني.

صرتان: قرية شرقي يزرعيل بين مدينتي بيت شان وادام (يش 3: 16) في أرض منسَّى. في أرض الخزف في غور الأردن بين سكوت. دعيت أيضًا صردة (قض 7: 22؛ 2 أي 1: 17). يرى البعض أن موقعها الآن قرن صرطبة، وآخرون تل سليخات، وفريق ثالث بأن مكانها تل السعيديَّة.

آبل محولة: اسم عبري معناه “مرج الرقص”، يبدو أنَّه كان يقع في وادي الأردن. هناك أقام إليشع النبي (1 مل 19: 16). يرى القديس جيروم أنَّه على بعد عشرة أميال رومانيَّة جنوب بيسان. غالبًا ما كان يقع بالقرب من تل أبي سفري عند التقاء وادي المالح بوادي الحلوة.

يقمعام: اسم عبري معناه “ليقم الشعب”. وهو معبر للأردن قرب بيت شان.

“ابن جابر في راموت جلعاد له حووت يائير،

ابن منسَّى التي في جلعاد وله كورة أرجوب التي في باشان،

ستُّون مدينة عظيمة بأسوار وعوارض من نحاس” [13].

جابَر: معناه “رجل” أو “بطل”.

راموت جلعاد: اسم عبري معناه “مرتفعات جلعاد”.  من أشهر مدن الجاديِّين، تقع شرقي الأردن. أُعطيت للآويِّين وعينت مدينة للملجأ (تث 4: 43؛ يش 20: 8). وتدعى أيضًا الرامة (2 أي 22: 6). يُرجَّح أنَّها تل راميت الحاليَّة.

حووت يائير: اسم عبري معناه “قرى أو مخيَّمات أو معسكرات يائير”. وهي مدن بدون أسوار، شمال غرب باشان، في منطقة الأرجوب. استولى عليها يائير من سبط منسَّى. تُذكر أحيانًا لتمثِّل البلاد الشرقيَّة للمسافر في وادي الأردن أو في كنعان غرب النهر. وأحيانًا تستخدم بتوسُّع للأرض المرتفعة كلُّها شرق النهر. كثيرًا ما يكون للاسم عدَّة دلالات متنوِّعة للأرض (1 أي 1: 21-23؛ عد 32: 40-41؛ 1 مل 4: 13).

أرجوب: اسم عبري معناه “كتلة من الطين”. تقع على حدود جشور ومعكة. كانت ضمن ممتلكات عوج أثناء دخول إسرائيل كنعان. هذا الإقليم يضم 60 مدينة حصينة في ذلك الحين. استولى عليه يائير الذي من سبط منسَّى، لذا دُعي حؤوت يائير (تث 3: 4، 13-14، يش 13: 30).

باشان: اسم عبري معناه “أرض ممهَّدة”، تقع شرقي الأردن ما بين جبليّ حرمون وجلعاد (عد 21: 33). تشمل حوران والجولان واللجاء، كلُّها مؤلَّفة من صخور وأتربة بركانيَّة. تربتها خصبة للغاية، وماؤها غزير. يخترق جانبها الشرقي جبل الدروز، وهو جبل باشان القديم. ذكرت حوالي 60 مرة في الكتاب المقدَّس.

“أخيناداب بن عدو في محنايم” [14].

أخيناداب: اسم عبري معناه “أخي نبيل أو كريم”.

محنايم: اسم عبري معناه “محلَّتان”. وهي مدينة شرق الأردن أعطيت لجاد (يش 13: 30). ولنصف سبط منسَّى (يش 13: 30). ربَّما كانت منقسمة إلى حيِّين، أحدهما لجاد والآخر لمنسَّى. قسم جاد أُعطي لبني مراري فصار مدينة ملجأ (يش 21: 38؛ 1 أي 6: 80). كانت شمال يبوق. كان لها شهرتها في أيَّام الملوك حيث سكن فيها أيشبوشث بن شاول (2 صم 2: 8، 12)، ولجأ إليها داود عند هروبه من إبشالوم (2 صم 17: 24؛ 1 أي 2: 8). ربَّما يُشار إليها في نشيد الأناشيد (6: 13)، عندما ذكر “صفين” أي محنايم. حاليًا غالبًا هي خربة محنة شمال عجلون.

“أخيمعص في نفتالي،

وهو أيضًا أخذ باسمة بنت سليمان امرأة” [15].

أخيمعص: اسم عبري معناه “أخو الامتعاض أو الغضب”. يظن البعض أنَّه هو نفسه أخيمعص ابن صادوق رئيس الكهنة. وقد بقي مع أبياثار في أورشليم أثناء عصيان إبشالوم (2 صم 15: 27؛ 17: 15-21). وهو أول من أخبر داود بهزيمة إبشالوم (2 صم 18: 19-30).

باسمه أو “بسمة“: اسم عبري معناه “رائحة ذكيَّة”.

“بعنا بن حوشاي في أشير وبعلوت” [16].

بعنا [16]: بن حوشاي، ربَّما كان هوشاي الصديق المخلص والمشير الحكيم لداود (2 صم 15: 32؛ 17: 5 إلخ.).

أشير: اسم عبري معناه “سعيد” أو “مغبوط”.

بعلوت: جمع بعلة، وتعني “سيِّدة”. وهي موضع من نصيب أشير.

“ويهوشافاط بن فاروح في يساكر” [17].

يهوشافاط ابن فاروح: اسم عبري معناه “يهوه يقضي”.

“شمعي بن أيلا في بنيامين” [18].

شمعي ابن أيلا: اسم عبري معناه “يهوه يسمع”. وهو بنياميني، كان من أبطال داود.

“جابر بن أوري في أرض جلعاد أرض سيحون ملك الأموريِّين،

وعوج ملك باشان،

ووكيل واحد الذي في الأرض” [19].

جلعاد: اسم عبري معناه “صلب” أو “خشن”. وهو قطر جبلي شرق الأردن، يمتد إلى بلاد العرب، يشمل البلقاء الحديثة. أرضه صخريَّة وعرة (تث 34: 1؛ 2 صم 2: 9). كان يخرج في جلعاد نوع من الشجر يخرج مادة حمضيَّة تُدعى بلسان جلعاد، ذات خواص طبيَّة (إر 8: 22، 46: 11). عصير البلسان يشبه الحليب اللزج يتجمَّد بسرعة، وكان يستخدم لعلاج الالتهابات. في أيَّام الإسكندر الأكبر كانت قيمته تعادل ضعفيّ وزنه فضَّة.

جابِر بن أوري: ربَّما هو نفسه جابرَ الوارد في [13].

“وكان يهوذا وإسرائيل كثيرين كالرمل الذي على البحر في الكثرة،

يأكلون ويشربون ويفرحون” [20].

2. التدبير المادي للدولة:

“وكان سليمان متسلَّطًا على جميع الممالك من النهر إلى أرض فلسطين وإلى تخوم مصر،

كانوا يقدِّمون الهدايا،

ويخدمون سليمان كل أيَّام حياته” [21].

كانت إمبراطوريَّة سليمان كسائر إمبراطوريَّات آسيا في أيَّام فارس، تتكوَّن من جماعات من الممالك الصغيرة يحكمها ملوكهم، ويقدِّمون هدايا سنويَّة.

من النهر: أي من نهر الفرات امتدَّت المملكة حيث تحقَّق الوعد الإلهي لإبراهيم وموسى النبي ويشوع ابن نون. كانت أهم الممالك هي سوريا وموآب وعمون هذه التي ما بين نهر الفرات وساحل البحر الأبيض المتوسِّط، شمال حدود مصر.

كان تقديم الهدايا يُعادل تقديم جزية كما جاء في (2 صم 2: 8 إلخ).

كانت صور مدينة لها شهرتها التجاريَّة، ملاصقة للبحر، على حدود إسرائيل. يبدو أن سكانها كتجَّار كانوا يميلون إلى السِلم، فلم يدخلوا في عداوة مع إسرائيل. أمَّا ملكها حيرام فكان معجبًا بشخصيَّة داود النبي والملك، وكان محبًا له على الدوام. يرى البعض أنَّه قد تأثَّر به فعبد الله الحيّ ورذل الأوثان. إذ مات داود بعث بإرساليَّة من الأمراء وكبار رجال الدولة لتعزية سليمان، وتهنئته على تولّيه العرش، وتجديد العهد معه. لقد أراد أن يعيش في سِلم وحب مع ملك إسرائيل.

“وكان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كرّ سميذ وستِّين كرّ دقيق” [22].

الكرّ: هو معيار مثل الحومر، يرى يوسيفوس إنَّه يعادل 86 جالونًا إنجليزيًا، وأمَّا حاخامات اليهود فيرون إنَّه يعادل 44. بعض الدارسين يروا إنَّه يعادل 67 جالونًا.

الثلاثون كرًا تعادل حوالي 33 جوالًا من السميذ، والستُّون كرّ 66 جوالًا من الدقيق، هذه الكميَّة من الدقيق تحسب مؤونة حوالي 10 آلاف شخصًا في البيوت الملكيَّة، للملك وأهل بيته ورجاله العاملين معه وحرّاسه وزائريه إلخ.

“وعشرة ثيران مسمَّنة وعشرين ثورًا من المراعي ومائة خروف،

ما عدا الأيائل والظباء واليحامير والأوز المسمَّن”.

“لأنَّه كان متسلَّطا على كل ما عبر النهر من تفسح إلى غزة،

على كل ملوك عبر النهر،

وكان له صلح من جميع جوانبه حواليه” [23-24].

تفسح أو تفساح: اسم عبري معناه “مخاضة” أو “قمر”. وهي مدينة كانت آخر حدود أملاك سليمان في اتجاه الفرات. هي ثبتكس الواقعة على الضفة الغربيَّة للفرات فوق مصب بليخ. وهي من أهم الممرات في المجرى الأوسط للفرات. تسمَّى الآن دبسة.

“وسكن يهوذا وإسرائيل آمنين، كل واحد تحت كرمته وتحت تينته،

من دان إلى بئر سبع كل أيَّام سليمان” [25].

لم يكونوا ملتزمين أن يسكنوا في مدن حصينة خشية هجوم الأعداء، بل انتشروا في كل موضع، يأكلون ثمر تعبهم دون أن يغتصبه عدو منهم. لازالت هذه العادة قائمة في كثير من قرى الشرق الأوسط حيث يجلس الشخص أو يستلقي تحت كرمة أو تينة ينعم بالظل مع الهواء النقي. هذا التعبير يشير إلى عدم الارتباك أثناء التمتُّع بإنتاج الأرض الغزير (2 مل 18: 31)، ولهذا يستخدمه الأنبياء كرمز يُشير إلى سعادة العصر المسياني (مي 4: 4؛ زك  3: 10).

“وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته، واثنا عشر ألف فارس” [26].

عادة كل ثلاثة خيول (أو كل اثنين) يأكلون من مذود واحد. كان الملوك اليهود ممنوعين من استخدام كثرة من الخيول (تث 17: 16).

يرى البعض أن رقم 40000 حمل خطأ في النسخ وأن الرقم هو 4000 مذودًا.

“وهؤلاء الوكلاء كانوا يمتارون للملك سليمان.

ولكل من تقدَّم إلى مائدة الملك سليمان،

كل واحد في شهره لم يكونوا يحتاجون إلى شيء”.

“وكانوا يأتون بشعير وتبن للخيل والجياد إلى الموضع الذي يكون فيه كل واحد حسب قضائه” [27-28].

لازال الشعير المخلوط بالتبن يعتبر الغذاء الرئيسي للخيول في منطقة الشرق الأوسط.

3. شهرة سليمان الفائقة:

“وأعطى الله سليمان حكمة وفهمًا كثيرًا جدًا ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر” [29].

سرّ مجد سليمان هو في الحكمة التي تقبُّلها عطيَّة من الله، أكثر من الغنى. اختبرها سليمان كعطيَّة إلهيَّة إذ يقول: “لأن الرب يُعطي حكمة؛ من فمه المعرفة والفهم” (أم 2: 6). وجاء في سفر أيوب: “من وضع في الطخاء حكمة أو من أظهر في الشُهب فطنة؟‍”)أي 38: 36).

يرى البعض أن رحبة القلب هنا تُشير إلى اتِّساع معرفته وعلومه، كما تُشير إلى اتِّساع قلبه وكأنَّه لا يحمل ضيقًا، بل في كل شيء يسلك بشجاعة وجُرأة دون تخوُّف أو قلقٍ. ولعلَّ رحبة القلب تُشير إلى اتِّساعه ليقبل من يديّ الله كل شيء بفرحٍ وسرورٍ، فلا يضيق قلبه أمام أي حدث أو من جهة أي إنسان. يقول المرتِّل: “في طريق وصاياك أجري، لأنَّك تُرحب قلبي” (مز 119: 32).

يشبه رحبة قلبه برمل شاطئ البحر. فإن الرمل حجمه يضم بحرًا متَّسعًا للغاية، هكذا يضم ذهن سليمان متَّسعًا فائقًا من المعرفة والحكمة.

*     نعم ليس فقط كمال الفن بل وأيضًا حكمة الله ساعدت في هذا البناء(41).

القديس يوحنا الذهبي الفم

“وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر” [30].

يقصد بأبناء الشرق القبائل العربيَّة القاطنة في شرق كنعان المنتشرة حتى نهر الفرات (قض 6: 3؛ 7: 12؛ 8: 10؛ أي 1: 3؛ إش 11: 15)، وأيضًا الكلدانيُّون الذين كانوا يعتزُّون بمعرفتهم للفلك والتنجيم. كانت حكمة المصريِّين مضرب الأمثال(42) (إش 19: 11؛ 31: 2؛ أع 7: 22). فقد نبغوا في فروع كثيرة للمعرفة مثل العمارة والفلك والتنجيم والتحنيط والنحت بجانب شهرتهم بالأدوية النباتيَّة.

“وكان أحكم من جميع الناس،

من إيثان الأزراحي وهيمان وكلكول ودردع بني ماحول،

وكان صيته في جميع الأمم حواليه” [31].

ربَّما كان هؤلاء الأشخاص معاصرين للملك سليمان، وقد اشتهروا بالحكمة. ربَّما كان الأربعة موسيقيِّين وواضعي أناشيد، وقد فاقهم سليمان في هذا المجال.

إيثان الأرزاحي: إيثان اسم عبري معناه “ثابت” (1 أي 6: 44). يظهر من عنوان مزمور 89 أنَّه كاتب هذا المزمور.

هيمان: اسم عبري معناه “أمين” (1 أي 15: 17-19). وهو ناظم المزمور 88.

كلكول: اسم عبري معناه “قصير وسريع”.

دردع أو دارع: اسم عبري ربَّما كان معناه “شوك”.

ماحول: اسم عبري معناه “رقص”، وهو والد هؤلاء الثلاثة حكماء، من عشيرة زارح من سبط يهوذا.

“وتكلم بثلاثة آلاف مثل وكانت نشائده ألفًا وخمسًا” [32].

من بين الأمثال لدينا ما ورد في سفر الأمثال، ومن بين الأناشيد لدينا مع سفر نشيد الأناشيد المزموران (72، 127).

يرى القديس هيبوليتس الروماني أن سفر نشيد الأناشيد ليس أحد الكتب بين الخمسة آلاف أنشودة التي وضعها سليمان، بل هو أنشودة الأناشيد. لقد كتب سليمان في أمثاله وأناشيده عن النباتات والحيوانات والهواء والبحر وشفاء الأمراض. لكن الكنيسة بإعلان الروح القدس قبلت ما هو لشفاء النفس، ولم تضم ما يخص شفاء الجسد لئلاَّ ينشغل الشعب بشفاء أجسادهم ويهملون البحث عن شفائهم روحيًا من الرب(43).

“وتكلَّم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط،

وتكلَّم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك” [33].

تحدَّث عن كل النباتات من أرز لبنان المتشامخ إلى الزوفا وهو نبات ضعيف جدًا يتسلق على الجدران. كان الحكماء قديمًا يهتمُّون بالنباتات لمعرفة فوائدها الطبِّيَّة.

يقسِّم اليهود مملكة الحيوانات إلى أربعة أصناف: الحيوانات، الطيور، الزواحف، والأسماك. جاء في كثير من الروايات أن سليمان كان يتحدَّث مع الحيوانات بلغتها.

يَعتبر البعض سليمان الحكيم أول مؤرِّخ طبيعي أو عالم في الطبيعيَّات في العالم. لقد ضاعت أعماله الخاصة. أنَّها خسارة عظيمة‍. هكذا كان سليمان ملكًا، وقاضيًا عادلًا، وحكيمًا، شاعرًا، وموسيقارًا، وفيلسوفًا، وعالمًا في الطبيعيَّات، وكاتبًا.

“وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته” [34].

اتَّسم سليمان بالحكمة والفهم الموهوبين له من قِبل الله، ونجح في عمله السياسي حيث استقرت إمبراطوريَّته واتَّسم عصره بالسلام مع الدول المجاورة له. كما كان أديبًا موهوبًا وموسيقارًا، فكتب أمثالًا ووضع أناشيد قام بعزفها، فنال شهرة عالميَّة فائقة.

كانت مملكة سليمان كما استعرضها هذا الأصحاح تُشير إلى مملكة السيِّد المسيح:

*     من جهة اتِّساعها، من النهر إلى البحر (مز 72: 8-11)، تُشير إلى مملكة المسيح من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها، حيث قبل الأمم ميراثًا له ويسجد له الملوك (إش 49: 6-7، 53: 12).

*     اتَّسمت المملكة بالخير الكثير مع السلام والأمان.

*     من يلتصق بالملك يشبع ويرتوي ويمرح [20]. مملكة مفرحة، تُشبع نفوس المؤمنين.

*     مملكة مجيدة، يطوّبها كل من حولها.

*     ينبوع كل حكمة ومصدر كمالها.

*     جاء في الأصحاح العاشر أن ملكة سبأ إحدى القادمات للاستماع لسليمان وربَّما أعظم القادمين. إنَّنا نعجب أن عظماء وعامة من كل الأمم المحيطة يقدِّمون إلى شخص اتَّسم بالحكمة ليسمعوا له، الأمر الذي لا نجده حتى في الدول المتقدِّمة وبين الأشخاص المتعلِّمين، وإن وُجد فليس بهذه الصورة العجيبة. واضح أن القادمين إليه جاءوا لا حُبًا في الاستطلاع بل رغبة في التمتُّع بحكمته لبنيانهم.

*     يظهر سليمان هنا كرمزٍ للسيِّد المسيح الذي تختفي فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة، تختفي فيه لبنياننا، إذ يقول الرسول بولس: “صار لنا حكمة”.

 

من وحي 1 ملوك 4

هب لي روح التدبير والفهم!

 

*     لأقتنيك يا حكمة الله فأصير بك حكيمًا.

هب لي مع سليمان روح التدبير،

فأسلك بروحك، روح النظام لا التشويش.

*      بروحك أتمتَّع بانسجامٍ داخلي،

انسجام بين النفس وكل طاقاتها وقدراتها.

انسجام بين الفكر والعاطفة والإحساس.

يقيم روحك لي قيادات داخليَّة مدبِّرة حسنًا.

*      وهبت سليمان حكمة وتدبيرًا حسنًا وموهبة الشعر.

لتفتح فمي فأنطق بأمثال سماويَّة.

وليضرب روحك القدُّوس على أوتار قلبي.

فينشد مع سليمان ألفًا وخمسًا من الأناشيد.

ينسجم سلوكي العملي مع كلماتي المقدَّسة فيك.

وتنسجم كلماتي مع تهليل قلبي بك.

أنت واهب الحكمة، أنت معطي التسبيح والفرح!

فاصل

فاصل

تفسير ملوك الأول 3 تفسير ملوك الأول 
القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير ملوك الأول 5
تفسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى