تفسير اخبار الأيام الثاني ٢١ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الحادى والعشرون

الآيات 1-11:- واضطجع يهوشافاط مع ابائه فدفن مع ابائه في مدينة داود وملك يهورام ابنه عوضا عنه. و كان له اخوة بنو يهوشافاط عزريا ويحيئيل وزكريا وعزرياهو وميخائيل وشفطيا كل هؤلاء بنو يهوشافاط ملك اسرائيل.و اعطاهم ابوهم عطايا كثيرة من فضة وذهب وتحف مع مدن حصينة في يهوذا واما المملكة فاعطاها ليهورام لانه البكر.فقام يهورام على مملكة ابيه وتشدد وقتل جميع اخوته بالسيف وايضا بعضا من رؤساء اسرائيل.كان يهورام ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك وملك ثماني سنين في اورشليم.و سار في طريق ملوك اسرائيل كما فعل بيت اخاب لان بنت اخاب كانت له امراة وعمل الشر في عيني الرب ولم يشا الرب ان يبيد بيت داود لاجل العهد الذي قطعه مع داود ولانه قال انه يعطيه وبنيه سراجا كل الايام. في ايامه عصى ادوم من تحت يد يهوذا وملكوا على انفسهم ملكا.و عبر يهورام مع رؤسائه وجميع المركبات معه وقام ليلا وضرب ادوم المحيط به ورؤساء المركبات.فعصى ادوم من تحت يد يهوذا الى هذا اليوم حينئذ عصت لبنة في ذلك الوقت من تحت يده لانه ترك الرب اله ابائه.و هو ايضا عمل مرتفعات في جبال يهوذا وجعل سكان اورشليم يزنون وطوح يهوذا.

يهوشافاط عمل بالحكمة إذ أعطى أولاده عطايا وفرقهم عن بعضهم حتى لا تحدث صراعات إلا أن إبنه يهورام قتلهم كلهم بعد موت أبيه يهوشافاط فهو خاف من مقاومتهم لهُ وهو صنع هذا غالباً بتأثير من زوجته عثليا (فقتل إخوة الملك عادة وثنية) وكان ذلك تمهيداً لإقامة عبادة البعل. لذلك هو تخلص من بعض الرؤساء الذين كان من الممكن أن يقاوموه.وفى (11) جعل سكان إسرائيل يزنون = عبادة الأوثان تسمى زنا روحى إلا أن عبادة البعل كان من طقوسها الزنى الجسدى. وطوح يهوذا = أى جعلهم يضلون.

 

الآيات 12-20:- واتت اليه كتابة من ايليا النبي تقول هكذا قال الرب اله داود ابيك من اجل انك لم تسلك في طرق يهوشافاط ابيك وطرق اسا ملك يهوذا.بل سلكت في طرق ملوك اسرائيل وجعلت يهوذا وسكان اورشليم يزنون كزنى بيت اخاب وقتلت ايضا اخوتك من بيت ابيك الذين هم افضل منك.هوذا يضرب الرب شعبك وبنيك ونساءك وكل ما لك ضربة عظيمة.و اياك بامراض كثيرة بداء امعائك حتى تخرج امعاؤك بسبب المرض يوما فيوم.و اهاج الرب على يهورام روح الفلسطينيين والعرب الذين بجانب الكوشيين.فصعدوا الى يهوذا وافتتحوها وسبوا كل الاموال الموجودة في بيت الملك مع بنيه ونسائه ايضا ولم يبقى له ابن الا يهواحاز اصغر بنيه.و بعد هذا كله ضربه الرب في امعائه بمرض ليس له شفاء.و كان من يوم الى يوم وحسب ذهاب المدة عند نهاية سنتين ان امعاءه خرجت بسبب مرضه فمات بامراض ردية ولم يعمل له شعبه حريقة كحريقة ابائه.كان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك وملك ثماني سنين في اورشليم وذهب غير ماسوف عليه ودفنوه في مدينة داود ولكن ليس في قبور الملوك.

فى آية (16) العرب الذين بجانب الكوشيين = وُجدت كوش فى مكانين فهناك كوش فى بلاد العرب (ومنها زارح الكوشى) وهناك كوش فى إفريقيا وهى النوبة والسودان حتى إثيوبيا. والمقصود هنا من هم فى بلاد العرب. يهوأحاز = (آية 17) هو نفسه أخزيا (1:22) وهو عزريا (6:22) ويهوأحاز هو نفس إسم أخزيا بمعنى الرب أخذ ولنلاحظ عقوبة يهورام فالدم عوض الدم فهو قتل إخوته والكوشيين قتلوا أولاده. ويوضح الكتاب أن الإنتقام كان شخصياً وموجهاً لبيت يهورام فهم لم يسبوا أو يضربوا سوى بيت يهورام، أو هذا ما ركز عليه كاتب الأيام. لم يعمل لهُ شعبه حريقة = بخور وأطياب فهم لم يحزنوا عليه لكثرة شروره. وكان سبب فساده هو زوجته ” فحتى الصالح يفسد من المعاشرات الرديئة” على أن الخطأ فى هذه الزيجة كان خطأ يهوشافاط أبيه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى