تفسير صموئيل الثاني ١ للقمص تادرس يعقوب

الباب الأول

انتصارات داود النبي

 

١. نصرته على بيت شاول               [١-٤].

٢. نصرته على اليبوسيين والفلسطينيين [٥].

٣. إحضار تابوت العهد                   [٦-٧].

٤. نصرته على الأمم المقاومة له        [٨-١٠].

 

في السفر السابق ظهر داود النبي كرجل الله الحق، الذي غلب وانتصر، لا على الآخرين، بل في حياته الداخلية. لقد سقط شاول الملك مطارده بين يديه على الأقل مرتين ولم يقبل أن يمد يده على مسيح الرب. وعندما ثار على نابل الأحمق وعزم أن ينتقم لنفسه سمع لمشورة أبيجايل الحكيمة وباركها لأنها منعته عن الانتقام لنفسه. الآن، سقط شاول وبنيه في الحرب، فانكشف بالأكثر اتساع قلب داود بالحب الخالص. لقد نسى إساءات شاول واضطهاداته المستمر، كما لم ينشغل بنفسه بكونه نستحقًا أن يتولى عرش المملكة، إنما رثى شاول ويوناثان، متذكرًا الجوانب الطيبة فيهما، فحسبهما حلوين. وكان يرثيهما بقلبه ودموعه كما بلسانه وشفتيه.

استحق صاحب هذا القلب الكبير أن يتمتع بنصرات مستمرة على الأمم المحيطة به والمقاولة حيث ثبتت مملكته، لا ليتسلمها سليمان ابنه من بعده فحسب، إنما بالحري ليأتي من نسله المسيا المخلص يملك إلى الأبد على قلوب مؤمنينه، مقيمًا ملكوت الله داخلهم.

 

الأصحاح الأول

داود يرثي شعبه

انتصر داود على عماليق وردّ المسبيين وعاد يحمل الغنائم الوافرة ليوزع منها على شيوخ يهوذا، ويجدد المساكن بعد حرق صقلغ (١ صم ٣٠)، أما قلبه فكان ملتهبًا من جهة شعبه، إذ يعلم كيف ضعف الجيش وفارق روح الرب شاول بينما اتسم جيش الفلسطينيين بالقوة والنظام… في اليوم الثالث من وصوله إلى صقلغ جاء عماليقي يبشره بموت شاول مسيح الرب، وكان ينتظر مكافأة مدعيًا أنه ضرب شاول في أنفاسه الأخيرة فنال عقوبة، ورثى داود شاول ويوناثان وكل الشعب.

١. عماليقي يبشر بموت شاول       [١-١٠].

٢. داود يبكي شعبه                   [١١-١٣].

٣. داود يعاقب العماليقي              [١٤-١٦].

٤. مرثاة لشاول ويوناثان            [١٧-٢٦].

١. عماليقي يبشر بموت شاول:

في اليوم الثالث من وصول داود إلى صقلغ بينما كان مهتمًا بإعادة بنائها كان قلبه يئن مع ضيقة شعبه، متوقعًا بين لحظة وأخرى أن تصله أنباء عن المعركة، وإن كانت الأنباء متوقعة مقدمًا. جاءه غلام بثياب ممزقة وعلى رأسه تراب يخبره بنتائج المعركة.

لا ندهش من عدم إرسال داود جاسوسًا إلى أرض المعركة ليأتيه بالأخبار، إذ كان يعلم ما سيحدث مقدمًا، وقد خشى أن يظن أحد أنه متهلف على تولي العرش بموت شاول ورجاله.

أما قصة هذا الغلام العماليقي، فبحسب التقليد اليهودي هو ابن دواغ الأدومي: شعر أن داود سيملك لا محالة، فأرسل ابنه كغلام عماليقي يكون أول مبشر له بخبر موت شاول ويوناثان، وهو الذي أعطاه الإكليل الذي على رأس شاول – عصابة ضيقة من الذهب حول خوذته – والسوار الذي على ذراعه. غالبًا ما رواه الغلام كان كذبًا، لكنه أراد أن يكسب ود داود. فمن جهة جاء بثياب ممزقة والتراب على رأسه معتبرًا نفسه واحدًا من شعب داود كان يخدم أحد العاملين في الجيش، أمينًا في مشاعره حتي بعد هزيمة سيده. ومن جهة أخرى أخبره بأن شاول ويوناثان ابنه ماتا، وكأنه لم يصر هناك وارث على العرش سواه. إذ كان شاول وحده دون يوناثان يطارد داود، لأن يوناثان كان يحب داود كنفسه، لهذا قال عن شاول فقط: “فوقفت عليه وقتلته”. رأى علامات الضيق والحزن على وجه داود فأكمل حديثه: “لأني علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه”. أخيرًا أراد أن يهنئه بالمُلك كوارث لشاول، فقدم له إكليل شاول وسواره لأنه هو أولى من يستلمهما.

في الآثار الأشورية غالبًا ما يُصور المحاربون وقد لبسوا حليًَّا خاصة أسورة على أذرعتهم.

واضح من القصة أنها مُختلفة، فإنه جاء في (١ صم 31: ٣) الخ “أصاب الرماة شاول فانجرح، فطلب من حامل سلاحه أن يستل سيفه ويطعنه حتى لا يُقبِّحه الغُلف. رفض حامل السلاح إذ خاف جدًا فأخذ شاول السيف وسقط عليه. إنه ليس من المقبول أو المنطقي أن يطلب الملك من رجل غريب عابر طريق لا يعرفه أن يقف عليه ويقتله”.

صورة مؤلمة لقصة أحكم الغلام أو أبوه حبكها لكي يكسب ودّ داود أو ينال مكافأة، إذ ظن أن داود ينتظر المُلك متلهفًا، لكن داود الحلو في حبه وإخلاصه حكم على الغلام من فمه كقاتل لمسيح الرب. لقد كذب العماليقي، وجنى ثمرة كذبه قتله لنفسه (إذ ارتكب سلسلة خطايا منها الكذب والطمع…) كما دفع حياته الجسدية للهلاك عوض المكافأة.

يتحدث السيد المسيح عن إبليس قائلاً: “ليس فيه حق، متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذَّاب وأبو الكذاب” (يو ٨: ٤٥). كما قيل: “كراهة الرب شفتا كذب، أما العاملون بالصدق فرضاه” (أم ١٢: ٢٢).

v     الكذب ممنوع بعبارات قوية مملؤة تهديدًا، كقول النبي: “تهلك كل الناطقين بالكذب” (مز ٥: ٧) و”الفم الكاذب يقتل النفس” (حك ١: ١1).

الأب يوسف[2]

v     منذ اليوم الذي فيه دُعي اسم المسيح عليّ لم يخرج كذب من فمي.

أنبا آنوب[3]

٢. داود يبكي شعبه:

لم يفكر داود ولا رجاله في التشفي في شاول المقاوم لهم زمانًا طويلاً، ولا فيمن يستلم الحكم من بعده، ولا في المجد الذي يعود عليهم بعد قتل شاول ويوناثان؛ وإنما ندبوا وبكوا وصاموا إلى المساء من أجل موت شاول ويوناثان ومن أجل موت الكثير من الشعب وانكساره.

بكى داود الرقيق في مشاعره، وقد تعلم منه ابنه سليمان هذا الفكر، فقال: “لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر، لئلا يرى الرب ويسوء ذلك في عينيه فيرد عنه غضبه” (أم ٢٤: ١٧-١٨)؛ “الفرحان ببلية لا يتبرأ” (أم ١٧: ٥).

الإنسان الروحي لا يفرح بما يحل بأعدائه من متاعب وإنما بقلبه المتسع يئن مع أنَّات الجميع، ليس فقط مع أنات البشر المقاومين له بل حتى مع أنَّات الحيوانات الضارة. إنه يطلب سلام كل الخليقة وسعادتها! قلبه متسع بالحب للكل!

لم يوجد من يبكي شاول ويرثيه من الأعماق إلا ذاك الرجل الذي أبغضه شاول لسنوات طويلة ومعه رجاله… لقد حمل داود ظلاً للسيد المسيح الذي بكى على أورشليم الساقطة بينما كانت تستخدم كل طاقتها لقتله (مت ٢٣: ٣٧؛ لو ١٣: ٣٤)!

أعداؤنا أحوج إلى دموعنا من كل صديق، فإننا إذ نحبهم نبكي فيهم فقدانهم الخلاص بسبب عداوتهم، طالبين أن يعمل الله في الكل لخلاص الجميع.

إننا ندهش مما صنعه داود – الملك الحقيقي الممسوح خفية بيد صموئيل النبي كطلب الله – حينما سمع بقتل الملك المرفوض شاول مضطهده، فإنه لم يدنه ولا شهَّر به بل رثاه ومدحه، فكم تكون خطيتنا نحن حين ندين الغير، خاصة الرعاة الذي أقامهم الرب لخدمة  شعبه؟!

٣. داود يعاقب العماليقي:

تعجب داود كيف يتجاسر إنسان مفتخرًا أنه قتل مسيح الرب وهو جريح في المعركة، لذا سأل الغلام: “من أين أنت؟” فقال له “أنا ابن رجل غريب عماليقي”، أي أن والده غريب الجنس سكن في وسط الشعب فصار دخيلاً. عاد ليسأله “كيف لم تخف أن تمد يدك لتهلك مسيح الرب؟”. إذ لم يكن يتوقع مثل هذا السؤال صمت، فحكم بصمته على نفسه: “دمك على رأسك لأن فمك شهد عليك قائلاً: أنا قتلت مسيح الرب”.

٤. مرثاة لشاول ويوناثان:

تقف كل نفس أمينة أمام هذه المرثاة العجيبة في خشوع لتحيّي الحب الصادق النابع من قلب داود تجاه مضطهده شاول وصديقه يوناثان. تهتز كل مشاعر داود أمام نبأ قتلهما فلم يقدر أن يحبس دموعه ولا أن يصمت بلسانه فسجل لنا هذه المرثاة.

يقول القديس أمبروسيوس: [إستبقاء حياة (شاول) يُعتبر أمرًا صغيرًا أمام حزن داود عليه عندما قُتل في الحرب، إذ ناح عليه بدموع، قائلاً: “يا جبال جلبوع لا يكن طلّ ولا مطر عليكن… الخ”. أي أم تبكي على وحيدها كما بكى داود على عدوه؟! من يقدر أن يمتدح من قدم له خيرًا مثلما مدح (داود) ذاك الذي خطط ضد حياته؟! لقد حزن عليه بكل عواطفه، انتحبه بمشاعر عميقة! الجبال جفت عند لعنة النبي… الطبيعة نفسها قدمت تأديبًا شهادة لموت الملك[4]].

عبّر داود النبي عن مشاعره الصادقة الأمينة بمرثاة لشاول ويوناثان، وقد طلب من بني يهوذا أن يتعلموها لكي تبقى ذكراهما دائمة. سُجلت في كتاب شعري مشهور في ذلك الحين يُسمى “سفر ياشر” وهو كتاب أدبي وليس سفرًا من أسفار الكتاب المقدس (يش ١٠: ١٣؛ مل ٨: ٣٥).

دعا داود مرثاته “نشيد القوس” ربما من أجل ذكره قوس يوناثان المحبوب لديه [٢٢]. وربما يشير هذه اللقب: “نشيد القوس” إلى أن “الرب رجل الحرب” (خر ١٥: ٣)، قوسه هم رجاله الذين يستخدمهم لحساب ملكوته كما جاء في (زك ٩: ٣) “لأني أوترت يهوذا لنفسي وملأت القوس أفرايم”[5]… كان هذا النشيد الذي رثى به داود شاول ويوناثان إنما هو نشيد “قوس الرب” الذي يبعث الغيرة في حياة كل مؤمن ليجاهد روحيًا فيكون قوسًا في يد الرب.

هذا النشيد أو هذه المرثاة ليست مزمورًا مُوحى به بل هي قصيدة شعرية تكشف عن مشاعر حب وإخلاص[6].

الظبي يا إسرائيل مقتول على شوامخك[١٩] ربما قصد بالظبي يوناثان، إذ كانت سرعة الحركة من أعظم سمات المحارب؛ فكان يوناثان سريعًا في حركته كالظبي، لكنه وُجد مقتولاً على شوامخ إسرائيل، أي على جبال جلبوع الشامخة.

كيف سقط الجبابرة؟!”: ربما كان هذا القول قرارًا في النشيد[7]، فقد دعا شاول وابنه ورجالهما جبابرة لم يُنتظر سقوطهم، كانوا سندًا للكثيرين، لكنهم سقطوا فسقط الجميع وراءهم.

لا تخبروا في جت؛ لا تبشروا في أسواق أشلقون، لئلا تفرح بنات الفلسطينيين، لئلا تشمت بنات الغلف[٢٠]. اختار جت بكونها أعظم مدن الفلسطينيين واشقلون المدينة التي فيها أعظم هياكل عشتاروت ربما أُرسل إليها سلاح شاول ويوناثان (١ صم ٣١: ١٠).

يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكن ولا حقول تقدمات، لأنه هناك طرح مجن الجبابرة مجن شاول بلا مسح بالدهن. من دم القتلى من شحم الجبابرة لم ترجع قوس يوناثان إلى الوراء وسيف شاول لم يرجع خائبًا” [٢١-٢٢]. هذه جميعها اصطلاحات شعرية تصور خطورة الكارثة التي حلت على جبال جلبوع حيث تلطخت بدماء ملوكية، دماء جبابرة بأس. يطلب ألا يكون عليها طل ولا مطر فتجف وتصير قفرًا بعد موت الجبابرة، لا يكون بها حقول تأتي بثمار يُقدم منها تقدمات للرب أو ما يستحق أن يقدم عنها عشور أو بكور حيث حل بها الخراب، فقد سقطت أسلحة الجبابرة. سيف شاول لم يمسح بالدهن ليقاتل به (كانت العادة أن يمسح السيف قبل استعماله)، لقد سقط عليه وتلطخ بدمه عوض الدهن. كانت قوس يوناثان وأيضًا سيف شاول دائمي العمل في قتل الجبابرة أما الآن فتوقفا!

تذكر داود انتصارات شاول الكثيرة وغلبته على أعدائه (١ صم ١٤: ٤٧).

“شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان في حياتهما لم يفترقا في موتهما. أخف من النسور وأشد من الأسود” [٢٣]. أظهر داود نقاوة قلبه الداخلية فإنه لم ينطق بكلمة واحدة تُسئ إلى شاول، ولا حتى بالتلميح، إنما امتدحه مع محبوبه يوناثان. تطلع إليهما كمحبوبين، فقد أحب يوناثان أباه شاول وبقى سندًا له في البلاط، أمينًا في عمله، حلوًا في تصرفاته، ملاصقًا له حتى لحظات الموت وإن كان لم يسترح لحسد أبيه نحو داود ولم يشترك معه في التصرفات الخاطئة. إنه لم يخن أباه لكنه كان صريحًا معه ومطيعًا له في الحق. أما شاول فكان مملوءًا حبًا لابنه يبذل كل الجهد ليسلمه العرش من بعده.

مدحهما داود على سرعتهما في الحركة وشجاعتهما في القتال مشبهًا إياهما بالنسور والأسود.

يا بنات إسرائيل ابكين شاول الذي ألبسكن قرمزًا بالتنعم، وجعل الذهب على ملابسكن[٢٤].

كانت لشاول خطاياه من عصيان وعناد وجنون وحسد لكن داود تجاهل هذا كله في مرثاته، مذكرًا النسوة الباكيات بأعماله الجبارة، فقد حارب وغلب، واسقرت البلاد في أيامه حتى لبست النساء القرمز متنعمات وتحلين بالذهب لأنهن في أمان من الأعداء والسبي.

“لقد تضايقتُ عليك يا أخي يوناثان. كنت حلوًا لي جدًا. محبتك لي أعجب من محبة النساء” [٢٦]. محبة النساء لرجالهن عجيبة، إذ يتركن بيوت آبائهن وأهلهن ويلتصقن برجالهن، إن مرضوا يخدمنهن… إما حب يوناثان فكان أعذب وأحلى. لقد بقى في بيت أبيه محتملاً التعييرات بسبب داود. كان يعلم أن داود يحتل عرشه، فكان يهيئ له الطريق بفرح مقدمًا حياته فدية عنه. كان بحق حلوًا في حبه! أي شيء أعذب من الحب الأخوي الخالص الذي لا يطلب ما لنفسه بل ما لصديقه!

يُعبِّر القديس يوحنا الذهبي الفم عن حب يوناثان الحلو لداود، قائلاً: [ماذا إذن، هل حسد (يوناثان) داود؟ قطعًا لا، مع أنه كان يوجد سبب للحسد. لقد أدرك خلال الأحداث أن المملكة تعبر عنه إليه، ومع هذا لم يحمل شيئًا من الحسد. لم يقل: إنه يحرمني من المُلك الموروث عن والدي. بل بالحري فضل أن يجتاز إليه المُلك، وفي نفس الوقت لم يتخلَّ عن أبيه بسبب صديقه. لا يظن أحد أنه كان خائنًا لأبيه، فإنه لم يؤُذِ والده وإنما بقى يقاوم محاولاته الظالمة… لم يسمح لأبيه أن يكون قاتلاً ظالمًا، فقد أراد في مرات كثيرة أن يموت من أجل صديقه، مقاومًا اتهامات أبيه.

عوض الحسد كان يعمل ليستلم (داود) المُلك… لقد ضحى بحياته لأجله. من أجل صديقه لم يخش حتى والده الذي دبر خططًا ظالمة.

كان ضميره حرًا… و هكذا ارتبط العدل بالصداقة[8]].

أما عن مقابلة داود حب يوناثان بالحب، فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم:

[لم تكن أمامه فرصة ليرد المكافأة… فقد أُخذ (يوناثان) قبل أن يملك داود، وذُبح قبل أن يستلم مَنْ خَدَمه المُلك.

ماذا إذًا؟ لقد أعلن هذا البار صداقته قدر ما سُمح له؛ قدر طاقته، إذ يقول: كنت مفرحًا لي يا يوناثان، لقد جُرحت حتى الموت!

هل هذا هو كل ما فعله؟… غالبًا ما أنقذ ابنه وحفيده من الخطر بسبب لطف الأب، وبقي داود يسند ويحمي أبناءه كما لو كانوا أبناءه هو. هكذا أراد أن يتمتع الكل بصداقة تجاه الأحياء والأموات[9]].

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى