تفسير سفر العدد ٣١ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الحادى والثلاثين

حرب ضد المديانيين وتوزيع الغنائم

المديانيين هم نسل إبراهيم من خطورة وهم كانوا قبائل متعددة فمنهم جزء عاش جنوب كنعان وهؤلاء كان منهم يثرون حمى موسى وهؤلاء طلبوا على عبادتهم للرب ولكن كان هناك جزء عاش شرق كنعان وإنحدر هؤلاء للوثنية فكانوا أعداء لله وهم غالباً أصحاب التحالف النجس مع الموآبيين ضد الشعب الذين تحالفوا وتآمروا لتنفيذ مشورة بلعام. وفى هذه الحرب ضرب الشعب جزء من هذه القبائل فالمديانيين ظهروا بعد ذلك وضايقوا الشعب. لذلك كلمة ملوك مديان هنا تعنى رؤساء مديان كما جاء فى (يش 21:13)

وهذه الحرب ضد مديان لم تكن فى مخطط الحروب التى سيدخلها الشعب لإمتلاك الأرض بل هى حرب أمر بها الرب فى (17:25) نتيجة الخطية. وهكذا فنحن ندخل معارك لا لزوم لها بسبب الشهوات. ولأن هذه الحرب هى حرب روحية فلم يُذكر أن يشوع قائد الشعب فيها لكن ذكر أن الذى قاد هذه الحرب هو  فينحاس. ومادام القائد كاهناً فهدف الحرب هو إزالة العار الذى نشأ عن الخطية، هذا على الرغم من أن يشوع الذى سيخلف موسى ربما كان قائداً لهذه الحرب إلا أن ذكر فينحاس وعدم ذكر يشوع يعطى فكرة عن أن هذه الحرب هى ضد الخطية. كما أننا لا نسمع عن أسلحة سيوف ورماحالخ بل أن الأسلحة المستخدمة هى أمتعة القدس على الرغم أنه لا حرب بدون سيوف لكن عدم ذكرها أيضاً يعطى هذا المفهوم أنها حرب روحية. وفينحاس هو الذى غار غيرة الرب. إذاً هى حرب للرب أيضاً وهى قائد هذه الحرب الحقيقى لأننا نجد أن فينحاس أخذ معه الأوريم ليعرف مشورة الرب. ولأن الرب هو قائد هذه الحرب فلم يقتل منهم أحد الذين أعطيتنى حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا إبن الهلاك (يو12:17). والمعركة لم تكن معركة بسيطة فالعذارى المسببات كن 32.000

ونحن فى العالم نعثر كثيراً ونحتاج للخدمة الكهنوتية (قيادة فينحاس) فى حربنا ضد هذه العثرات. وضعاً كان يفضل أن نحيا منفصلين عن العالم وعثراته ولكن عملياً هذا لا يحدث ونحن فى هذا العالم…. بأنفسنا فى تيارات العالم وشهواته. ولكن عجيب هو الله الذى…. حلاوة….. هذه لحرب نجد الشعب وقد خرج بغنائم ونحن فى حروبنا الروحية بعد كل إنتصار مجد غنائم.

ونلاحظ أن هذه الحرب لم تكن تقليدية فموسى لم يرسل للمديانيين عارضاً عليهم أى عرض سلام ورفضه المديانيين. فالمديانيين هنا أشرار نعلن الحرب ضدهم ولا سلام مع الشرير (راجع تث 10:20). فالبشر لا تفاوض معهُ بل علينا أن نعلن الحرب ضده فهو لن يرحمنا.

ولاحظ ان الله قال لموسى نقمة إسرائيل وموسى قال نقمة الرب (آيات 3،2) إذاً هى نقمة واحدة بسبب وحدة اله مع شعبه.

إذاً هى حرب تقديس غايتها إبادة العثرة التى حطمت الشعب. لم يكن هدف الحرب هجومياً ولا سلب غنائم لكن قتل الذين إنصاغوا لكلمات بلعام. وهذا إشارة إلى ضرورة بتر العثرة فى حياة المؤمنين.

آية2:- 

ثم تضم إلى قومك :- من المؤكد ليس فى القبر فقبر موسى لا أحد يعلم مكانه. فالأموات نفوسهم فى مكان لا يعرفه سوى الله الذى ينسب نفسه لإبراهيم وإسحق ويعقوب وهم أحياء وليس أموات.

آية4:-

عدد المحاربين 12.000 بينما أن جيش إسرائيل أكثر من 600.000. ولكن العدد يشير بطريقة رمزية لشعب الله الذى يحيا حياة سماوية (3 = المؤمنين بالله، 4 = كل العالم إذاً 12 هم شعب الله، 1000 رقم السماويات) وبينما أن الشعب حين سقط فى الخطية مات منهم 24.000 بدون حرب ولا محاربين ظاهرين، أما الآن وقد تقدس الشعب فلا داعى لخروج الـ 600.000 فهى ليست حرب العدد الكبير ولا الأسلحة الحربية بل هى حرب القداسة حرب الحياة السماوية التى ترتفع فوق كل إغراءات العالم

آية6:-

فينحاس الغيور هو القائد وامتعة القدس خاصة التابوت يشير إلى حضرة الله كسر تقديسنا ونصرتنا. وأبواق الهتاف إشارة لكلمة الله (عب 12:4) إذاً الإعداد الحقيقى للحرب الروحية هو الحياة بفكر سماوى والشعور بحضرة الله الدائمة والتمسك بكلمة الله.

آية8:-

يبدو أن بلعام لم يرجع لشعبه فى أرام النهرين بل ذهب إلى مديان يتابغ نتيجة مشوراته الردية ليقبض المكافأة فكان جزاؤه الموت ولم تتحقق أمنيته أن يموت موت الأبرار. وهناك إحتمال آخر أن المديانيين حين شعروا أن الشعب سيحاربهم إستمعوا بلعام ليساعدهم وهذا إحتمال بعيد فالمسألة بين مديان وأرام النهرين كبيرة والملوك لخمسة يشيرو لل….. التى ينبغى أن…. عن الخطية ليتمتع بالحياة المقدسة وراجع (مت 29:5-30) وحينما يموت الملوك الخمسة لا يكون للشيطان سلطاناً على حواسنا وهناك معانى رمزية لأسماء الملوك الخمسة. فالملك آدى = يشير إسمه إلى أحد إحتمالين الرغبة أو حيوان مفترس ويكون المطلوب هو أن نجعل رغباتنا مقدسة وليست رغبات حيوانية متوحشة. والملك الثانى راقم = يعنى تلوين فمطلوب عدم التلون ومجاراة الناس أى لابين الفرقتين. والملك الثالث صور = صخرة ويعنى أنه يجب أن ننزع من داخلنا قلب الحجر (حز 26:36) ويكون لنا قلب لحم. والملك الرابع حور = طفل والمقصود أن نكون رجالاً فى حياتنا الروحية (1كو 13:16) ولا نمارس عبادتنا بإستهتار والملك الخامس رابع = الرابع ورقم 4 يشير للحياة الزمنية التى يجب أن لا ننجذب إليها 

آية9:-

كان المفروض أن يقتلوا النساء اللواتى كن سبباً فى سقوطهم وكان المسموح لليهود أن يكون لهم جوارى وكان يمكن لهم أن يتزوجوا منهم.

آية10:-

حرق المدن والحصون حتى لا يعودوا يسكنون فيها بعد ذلك. والمعنى الروحى هو تنظيف القلب تماماً من الشر حتى لا نعود إليه.

آية16:-

حسب الناموس فالزانية والزانى كلاهما يقتلان وقد قتل الله الزناة من رجال إسرائيل بالوبأ، وكان يجب قتل الزانيات اللواتى كن سبب عثرة للشعب، لهذا فقد أمر موسى بقتل كل إمرأة قدمت جسدها للشر للشعب وأعثرته

آية17:-

الذكر يقتلون لأنه حين يكبر سيحارب الشعب. ويكون أن قتل الذكور والزانيات وحرق المدن لهُ نفس المعنى قتل كل ما يمكن أن يكون سبباً فى الحرب ضد الإنسان أى رفضه.

آية20:-

كل هذه الأشياء يجب تطهيرها فهى إستعملت بواسطة الوثنيين أو هىمع موتى من قتلى الحرب. نجد هنا صورة رمزية رائعة لجيش الله الروحى الذى غلب الخطية منطلقاً إلى السماء (رمزها المحلة وفيها موسى الذى أتوا لهُ بالغنائم) ليستريحوا مع عريسهم يحملون معهم غنائمهم من ذهب (حياة سماوية) وفضة (كرازة بكلمة الله) وثياب (أجسادنا التى تقدست فى دم المسيح). والعجيب أن الشريعة حسبت هؤلاء المجاهدين الذين صارعوا مع الخطية وأنهم فى حالة نجاسة، ويلزمهم أن…. ثيابهم فى اليوم السابع ليدخلوا المحلة. كأن الرب أراد أن يؤكد أن كل المجاهدين مهما بلغت قامتهم الروحية يتعرضون للضعف وهم محتاجون إلى التستر فى دم المسيح المطهر من كل خطية إنهم وإن حسبوا أبطالاً لكن دخولهم المحلة (السماء) لن يكون قانونياً إلا خلال المسيح الذى يطهر.

طريقة توزيع الغنائم

 

الغنم 675.000                   للجند 337.500      نصيب الله من الجنود          675

                                   للشعب 337.500    نصيب اللاويين من الشعب   6750

 

البقر 72.000                    للجند  36.000       نصيب الله من الجنود            72

                                  للشعب 36.000       نصيب اللاويين من الشعب    720

 

الحمير 61.000                 للجند 30.500        نصيب الله من الجنود             61

                                 للشعب 30.500      نصيب اللاويين من الشعب     610

 

الأشخاص 32.000             للجند 16.000         نصيب الله من الجنود             32

                                 للشعب 16.000       نصيب اللاويين من الشعب     320

 

1-    نصف الغنائم توزع على رجال الحرب (12.000) والنصف يوزع على باقى الشعب (600.000) أى أن الرجل الذى حارب وجاهد يأخذه 50 ضعف من لم يحارب، هكذا يكلل المجاهدين الغالبين بإمتيازات خاصة (يو2:14) + (1كو14:15)

2-    كل من حصل على شىء يجب أن يعطى لله مما أخ1ه أى زكاة أو رفائع للرب المجاهدين يقدمون 500:1 مما أخذوه أما الشعب فيقدم 50:1 مما أخذوه ورقم 500،50 يذكران بمثل السيد المسيح (لو 42،41:7) هما رقمان يشيران للحرية. كأن ما يدفعه هؤلاء يجعلهم أحراراً فى تصرفهم فيما تبقى لهم.

آية48:-

كون أنه لم يفقد منهم إنسان فهذا يظهر يد الله التى حاربت معهم. فهذا إعجاز إلهى. لذلك هم قدموا كل ما هو ذهب لله فالذهب يشير للحياة السماوية

آية50:-

حجول = خلا خيل

زر الذهاب إلى الأعلى