تفسير سفر أيوب أصحاح 22 للقديس يوحنا ذهبي الفم
الإصحاح الثاني والعشرون
الحديث الثالث لأليفاز
هل تظن (يا أيوب) أن سلوكك له أهمية عظيمة في عينى الله؟
1- ” أجاب اليفاز وقال: أليس الرب هو الذي يعطى الفطنة والمعرفة؟” (22: 1، 2)
إن أليفاز بدوره قد أقرّ بهزيمته. فحيث أن ما قيل يتيح الاستنتاج بأن أيوب لم يكن شريراً، وأنه لا ينبغى أن يُحكم على سلوكه بمقتضى العقوبات التي حلت به لذلك كان عليه على الأقل أن يسكت، ولكن هذا لم يحدث). فلاحظ بأى غدر سيمضى أليفاز هكذا إلى تناسى العناية الإلهية (حرفياً إبطالها).
2 – ما الذي يهم الرب فى أن تكون بلا لوم في أعمالك؟ (3:22).
أى هذا لن ينفع الله في شيء.
«أم هل توجد منفعة (للرب) من استقامة مسلكك (تابع22: 3)، أي لا تذهب إلى القول أن هذا سيجلب منفعة للرب.
وحيث أن أيوب قال بكل اللهجات أن الله هو الذي عمل هذا وأنه بسببه يعاني، فإن أليفاز يريد إظهار أن هذه البلايا لم تأت من قبل الله.
3- “هل ستصر وتحتج عن قضيتك وهل سيدخل معك في المحاكمة؟”.(4:22)
نعم فأنت عبثاً حاولت أن تكون باراً، وهذا كان أمراً قليل الأهمية بالنسبة له، وهو لم يعطك أي اعتبار ، أى أن هذا الأمر لا يستحق اهتماماً كثيراً في عيني الله.
4- فضلا عن ذلك لو أراد الله أن يحاكمك سيجد فيك أخطاء كثيرة. “أليس شرك عظيماً، وآثامك بلا عدد؟ ألم تطلب من إخوتك رهونات ظالمة إنك جردت من الملابس من كانوا عرايا. ماء لم تسق العطشان وعن الجوعان منعت خبزاً. وأحياناً كنت تحابى الوجوه. وتركت الفقراء ينامون على الأرض، والأرامل أرسلتهن فارغات الأيدي، وأسأت معاملة اليتامى لهذا السبب شملتك الفخاخ وحرب مربعة قامت ضدك”(22: 5-10)
ومن أين تجزم بهذا؟
فيجيب (أليفاز) : لأنك عوقبت فحتماً أنت اقترفت هذه الجرائم).
«النور تحول إلى ظلمة بالنسبة لك والماء غطاك أثناء نومك» (11:22)، أي هوذا أنت في العزلة، في العراء، تائهاً ومنفياً وبلا مأوى.
لكن الله يرى كل شيء من فوق
5-” ألا يلاحظك الذى يسكن في الأعالي؟ الذى يزل الذين يتركون أنفسهم يرتفعون بالتكبر؟ وأنت قلت: ماذا يعلم القدير سوى أن يحكم (يدين) في الظلمة؟ السحاب يخفيه فلا يمكن رؤيته وعلى دائرة السموات يتمشى هل ستكون أميناً على الطريق القديم الذى وطأة الأبرار الذين خُطفوا مبكراً؟ أساساتهم تشبه نهراً يجري. من قالوا: ماذا يستطيع الله أن يصنع لنا، أو ما الذي يمكن للقدير أن يثيره ضدنا؟ وهو قد ملأ بيوتهم خيرات، لكن مشورة الأشرار كانت بعيدة عنه. يضحك الأبرار عند رؤيتهم والذي بلا عيب يستهزئ بهم، إن لم يدمر مالهم، حينئذ ستلتهم النار ما تبقى منه. فكن ثابتاً: لو استطعت أن تصبر، ستجنى السعادة بالتأكيد. وتنال تصريحاً من فمه، وتضع كلماته في قلبك” (12:22- 22).
أى لا تجيبه مواجهة إن استطعت أن تصبر.
تب وستعرف السعادة
6- ولو تبت وتواضعت أمام الرب، حينئذ ستبعد الظلم عن مسكنك، وستكنز لك (كنزا) يبقى، وذهبك سيصير مثل صخر السيل، والقدير سينجدك فيُبعد أعداءك (عنك) وسيطهرك مثل الفضة المجربة بالنار. حينئذ إن تكلمت بكل صراحة أمام الرب رافعاً ببهجة ناظريك نحوه، وإن وجهت له صلواتك سيُصغى إليك وسيمنحك القوة على إتمام نذورك. وسيقيم لك بيتا من البر. وسيكون لك نوراً على طرقك. ولأنك تواضعت، ستقول حينئذ أن الإنسان قد تصرف بكبرياء، لكن الله سيخلص المنخفض العين، وسينجي البرئ وستخلص بفضل طهارة يديك(22: 23-30)
تفسير أيوب 21 | سفر أيوب 22 | تفسير سفر أيوب |
تفسير العهد القديم |
تفسير أيوب 23 |
القديس يوحنا ذهبي الفم | ||||
تفاسير سفر أيوب 22 | تفاسير سفر أيوب | تفاسير العهد القديم |