تفسير سفر صموئيل الأول ٢٩ للقمص أنطونيوس فكري

شرح 1 صموئيل – الإصحاح التاسع والعشرون

الآيات (1-11) :-

و جمع الفلسطينيون جميع جيوشهم الى افيق و كان الاسرائيليون نازلين على العين التي في يزرعيل. و عبر اقطاب الفلسطينيين مئات و الوفا و عبر داود و رجاله في الساقة مع اخيش. فقال رؤساء الفلسطينيين ما هؤلاء العبرانيون فقال اخيش لرؤساء الفلسطينيين اليس هذا داود عبد شاول ملك اسرائيل الذي كان معي هذه الايام او هذه السنين و لم اجد فيه شيئا من يوم نزوله الى هذا اليوم. و سخط عليه رؤساء الفلسطينيين و قال له رؤساء الفلسطينيين ارجع الرجل فيرجع الى موضعه الذي عينت له و لا ينزل معنا الى الحرب و لا يكون لنا عدوا في الحرب فبماذا يرضي هذا سيده اليس برؤوس اولئك الرجال. اليس هذا هو داود الذي غنين له بالرقص قائلات ضرب شاول الوفه و داود ربواته.فدعا اخيش داود و قال له حي هو الرب انك انت مستقيم و خروجك و دخولك معي في الجيش صالح في عيني لاني لم اجد فيك شرا من يوم جئت الي الى اليوم و اما في اعين الاقطاب فلست بصالح.فالان ارجع و اذهب بسلام و لا تفعل سوءا في اعين اقطاب الفلسطينيين. فقال داود لاخيش فماذا عملت و ماذا وجدت في عبدك من يوم صرت امامك الى اليوم حتى لا اتي و احارب اعداء سيدي الملك. فاجاب اخيش و قال لداود علمت انك صالح في عيني كملاك الله الا ان رؤساء الفلسطينيين قالوا لا يصعد معنا الى الحرب. و الان فبكر صباحا مع عبيد سيدك الذين جاءوا معك و اذا بكرتم صباحا و اضاء لكم فاذهبوا. فبكر داود هو و رجاله لكي يذهبوا صباحا و يرجعوا الى ارض الفلسطينيين و اما الفلسطينيون فصعدوا الى يزرعيل.

وصلت المشكلة التى وضع داود نفسه فيها إلى ذروتها. فقد وضع نفسه فى مأزق رهيب فهو الأن مطالب بأن يحارب شعبه تحت قيادة ملك وثنى إستضافه وهو فى ضيقته والآن يطالبه برد الجميل. والمأزق إن لم يحارب داود فى صف الفلسطينيين فهو خائن لمن إستضافه وإن حارب معهم ضد شعبه لصار مكروهاً فى إسرائيل ويرفضونهُ كملك. والله وحده الذى يستطيع حل هذه المشكلة التى وضع نفسه فيها وقد فعل، فداود قلبه مستقيم مع الله. الله أدّبه على تركه يهوذا لكن الله لا يسمح بأن تزيد التجربة على إحتمال أولاده (1كو13:10). والحل تمثل فى رفض أقطاب الفلسطينيين لداود وإعتبروه غير أميناً فى علاقته معهم وأنه لو دخل الحرب فمن المؤكد أنه سينقلب على الفلسطينيين ويقف فى صف شعبه.

وفى آية(2) :-فى الساقة = أى فى مؤخرة الجيش لذلك لم يلاحظ قادة الجيش الفلسطينى وجود داود منذ البداية.

وفى آية(4) :-أليس برؤوس أولئك الرجال = هو يرضى سيده أى إلهه أو ملكه بأن يستدير ويقتل الفلسطينيين فى الحرب فهو الأن يناصرنا ظاهرياً ولكن فى الحرب سيسلمنا ليدهم. وكان أخيش يحب داود لكنه هو واحد وسط خمسة أقطاب فنزل على رأى الأغلبية وطلب من داود الرجوع. ولاحظ تأثير داود على أخيش فترة وجودهُ عندهُ ففى الآية(6) نجد أخيش يحلف بالرب حىّ هو الرب وفى آية(9) يشبه داود بملاك الله فمن أين أتى أخيش بهذه الكلمات إلاّ من داود. ولاحظ أن كلمة الرب التى إستخدمها أخيش فى الأصل يهوة. فمن أين أتى أخيش بهذه الإصطلاحات إلاّ من داود فواضح أن تأثير داود رجل الإيمان على من حولهُ تأثير عظيم جبار. أو لو كان أخيش يجامل داود بهذه الألفاظ الدينية الإسرائيلية فهذا لأنه أحبه وإحترم إلهه وإعتبره كإله يمكن أن يحلف بإسمه وهذه عموماً أول خطوة فى طريق الإيمان. وراجع آية(6) لترى كم كان أخيش محباً لداود وما أعظم شهادة غير المؤمنين للمؤمنين. وآية(8) داود يرد المجاملة ومن المؤكد كان قلبه يطير من الفرح إذ تخلص من المأزق وعَلِمَ أنه لن يحارب شعبه.

فاصل

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى