تفسير سفر الخروج 26 للقمص أنطونيوس فكري

الآيات (1-6): “«وَأَمَّا الْمَسْكَنُ فَتَصْنَعُهُ مِنْ عَشَرِ شُقَقِ بُوصٍ مَبْرُومٍ وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ. بِكَرُوبِيمَ صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِق تَصْنَعُهَا. طُولُ الشُّقَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُ الشُّقَّةِ الْوَاحِدَةِ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. قِيَاسًا وَاحِدًا لِجَمِيعِ الشُّقَقِ. تَكُونُ خَمْسٌ مِنَ الشُّقَقِ بَعْضُهَا مَوْصُولٌ بِبَعْضٍ، وَخَمْسُ شُقَق بَعْضُهَا مَوْصُولٌ بِبَعْضٍ. وَتَصْنَعُ عُرًى مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ عَلَى حَاشِيَةِ الشُّقَّةِ الْوَاحِدَةِ فِي الطَّرَفِ مِنَ الْمُوَصَّلِ الْوَاحِدِ. وَكَذلِكَ تَصْنَعُ فِي حَاشِيَةِ الشُّقَّةِ الطَّرَفِيَّةِ مِنَ الْمُوَصَّلِ الثَّانِي. خَمْسِينَ عُرْوَةً تَصْنَعُ فِي الشُّقَّةِ الْوَاحِدَةِ، وَخَمْسِينَ عُرْوَةً تَصْنَعُ فِي طَرَفِ الشُّقَّةِ الَّذِي فِي الْمُوَصَّلِ الثَّانِي. تَكُونُ الْعُرَى بَعْضُهَا مُقَابِلٌ لِبَعْضٍ. وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ شِظَاظًا مِنْ ذَهَبٍ، وَتَصِلُ الشُّقَّتَيْنِ بَعْضَهُمَا بِبَعْضٍ بِالأَشِظَّةِ. فَيَصِيرُ الْمَسْكَنُ وَاحِدًا.”

 

الشقق الملونة:

تتكون الخيمة من 48 لوح مقسمة إلى 3 جوانب 20،8،20 لوح وطول اللوح 10 أذرع. وسنأتي لطريقة تثبيتها في الأرض، وتثبيتها معًا. وتغطى هذه الألواح بالشقق الملونة. وحيث أن محيط المبنى 10+10+10=30 ذراع فهذا يعني أن الشقق لن تغطي ذراع من الألواح من كل ناحية.

أما طول الشقق وهو 40 ذراع فيكفي تمامًا لتغطية المسكن فطول المسكن 30 ذراع وارتفاع المسكن 10 أذرع. والشقق الملونة تغطى المسكن كله أي كل الألواح وتترك المدخل.

 

أما طول الشقق وهو 40 ذراع فيكفي تمامًا لتغطية المسكن فطول المسكن 30 ذراع وارتفاع المسكن 10 أذرع. والشقق الملونة تغطى المسكن كله أي كل الألواح وتترك المدخل. وبالتالي تتدلى هذه الشقة على ألواح المؤخرة وتغطيها تمامًا. أما ألواح الأجناب العشرون فيتبقى منها ذراع غير مغطى.

ويأتي فوق الشقق الملونة شقق أخرى من شعر المعزى.

ويأتي فوق شقق شعر المعزى غطاء من جلود كباش محمرة.

ويأتي فوق غطاء جلود الكباش المحمرة غطاء من جلود تخس وهو الخارجي.

إذن يغطي المسكن أربعة طبقات من الشقق والأغطية والأخيرة للحماية من الشمس والمطر.

أبعاد الخيمة كلها بالذراع:

والذراع يقاس من الكوع إلى الإصبع الأوسط. إذًا وحدات القياس مأخوذة بحسب جسدنا البشري فالله ليس إلهًا غامضًا بل يريد أن يعلن كل شيء للبشر، ولأن الخيمة تشير للمسيح المتجسد. ولكن على قدر ما يحتملون. والذراع بالعبرية AMMAH ومعناها ذراع الأم فهذه الخيمة تشير للمسيح المتجسد من العذراء الأم. والذراع يساوي 45سم تقريبًا.

الشقق الملونة تحيط بالمسكن:

ولاحظ أن الشظاظ الذهبية تأتي فوق الحجاب. فطول القدس 20ذراع وطول الشقق اليسرى 20 ذراع.

كل مجد ابنة الملك من داخل:

ماذا يرى الكاهن الواقف داخل القدس؟ حينما ينظر يمينًا أو يسارًا يرى الألواح الذهبية وإذا نظر لأعلى يرى الشقق الملونة ونور المنارة يسطع على القطع الذهبية أي المائدة ومذبح البخور والألواح الذهبية. والشقق محلاة برسم الكاروبيم فالملائكة والبشر مجتمعون في وحدة لتسبيح الله الواحد الذي يحبونه كلهم. وراجع معنى الألوان والمواد في مقدمة الدراسة. والشقق هي كتان أبيض مطرز بألوان.

هذه الشقق (الستائر) تشير للكنيسة جسد المسيح. والمسيح فيها. كيف أرادها المسيح وماذا عمل لها.

معنى الأرقام:

الشقق الملونة هي 10 شقق مقسمة لخمسة وخمسة. وكل خمسة موصولة معًا وتسمى كل خمسة موصَّل، وغالبًا طريقة وصلهم عادية أي بحياكتهم بالإبرة. وتصبح الأبعاد النهائية للشقق 28×40 ذراع.

إجمالي عدد الشقق 10 كمثل إجمالي عدد الأصابع (أصابع اليد تشير لأعمال الإنسان، وأصابع القدم تشير لاتجاهاته. والوصايا 10 فنفهم أن تنفيذ الوصايا هي المسئولية الكاملة للبشر. ولكن رقم5 يشير أيضًا للنعمة فهناك النعمة التي تعين الإنسان على حفظ الوصية عندما يقرر التنفيذ. إذًا رقم5 يشير إلى النعمة المسئولة.

والوصايا كانت على لوحين. الأول يمثل الإلتزام نحو الله والثاني ما هو نحو الإنسان. وهكذا مجموعتي الشقق هما يشيران لعمل المسيح تجاه الله (اللوح الأول) وعمله تجاه الإنسان (اللوح الثاني). فهو كان طعامه أن يصنع مشيئة الآب الذي أرسله. لذلك قال عنه الآب “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” ، فهو كان الكمال المطلق للإنسان أمام الله. وأيضًا هو كان الكمال المطلق لله تجاه الإنسان، فهو الذي أطاع حتى يقدم للبشر حبًا عجيبًا، بل صار أيضًا للبشر الطريق ليصبحوا كاملين أمام الله فيخلصوا “لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلًا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ” و”بلا لوم” و”بلا دينونة” (كو1: 28 + أف1: 6 + رو8: 1). بذلك يطلب المسيح منا “إثبتوا فيَّ” (يو15: 4).

ونجد هذا التقسيم في الشقق، فالشقق تنقسم لموصلين مرتبطين بـ50 شظاظ. والأشظة تأتي فوق الحجاب تمامًا والموصل الأول يغطى قدس الأقداس بمعنى أن خمس شقق تعبر عن عمل المسيح وطاعته أمام الآب، والموصل الثاني يغطى القدس أي الكنيسة في هذا العالم. إذًا فهو يعبر عن إلتزام المسيح من نحو الكنيسة جسده أو تجاه الإنسان عمومًا. فهو أطاع كل الوصايا بكمال إنساني مطلق، وهذا معنى قول بولس الرسول أن المسيح مولودًا تحت الناموس أي أنه كان ملتزما بكل وصايا الناموس “لَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ ٱلزَّمَانِ، أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ ٱمْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ” (غل4: 4).

وكل الشقق لها نفس المقاس فكمال المسيح كان قياسي في كل الاتجاهات. أما الإنسان العادي فقد يطيع وصية ما ولا يطيع وصية أخرى، ونحن في المسيح نحسب كاملين (كو1: 28). وهذا معنى أن المسيح إلتزم بالناموس، أننا فيه نُحسب كاملين، هو قدَّم لنا طريق الكمال. ولكن من لا يثبت في المسيح حينئذ يسمع “من أن أخطأ في واحدة فقد صار مجرمًا في الكل” (يع10:2). والشقتين تم جمعهما بجانب بعضهم بواسطة شظاظ على التوازي فهو كان يطيع إرادة الآب في حب كامل له وللإنسان على التوازي (1يو21:4).

معنى أن رقم الشظاظ 50:

1) كانت الشظاظ 50 = ورقم50 = 2×5×5 فهو تشديد على أن المسيح المتجسد (رقم2) تحمل المسئولية كاملة نحو الله والناس. رقم5 بالنسبة للبشر يشير للنعمة المسئولة، أي أن من يلتزم تسانده النعمة. أما بالنسبة للمسيح فرقم5×5 يشير لأن المسيح كان مملوءًا من النعمة (يو1: 14)، ولأنه تحمل المسئولية تجاه الله الآب وتجاه كنيسته.

2) 50 = 10×5 و10 هي الوصايا و5 = هي المسئولية فالمسيح أطاع حتى الموت (فى2: 8) وكان بلا خطية (8: 46). وتحمل المسئولية تمامًا في أن يكمل لشعبه طريق السلوك في البر “لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر” (مت3: 15). وكان ذلك بالفداء وتأسيس المعمودية وبهذا أعطانا حياته.

3) والشظاظ من ذهب وعددها 50 فهي تشير للروح القدس الذي حل يوم الخمسين وهو ذهب لم يدخله خشب فالروح القدس لم يتجسد. وهذه الشظاظ تقع فوق الحجاب مباشرة فعمل الروح القدس مبنى على عمل المسيح فالحجاب هو جسد المسيح (عب20:10). والروح القدس هو المفاصل التي تربط جسد الكنيسة (أف22:2+ 4:4 ، 16 + كو19:2). فالروح القدس الذي جسَّد المسيح في بطن العذراء هو مازال يجمع جسده أي الكنيسة، ويربط بينه كأعضاء، وبين الأعضاء والرأس المسيح.

الشظاظ والعرى:

الشظاظ هي مثل الأزرار التي تربط في عرى أكمام القميص وهي من ذهب والعرى من إسمانجوني وهي تشير للمسيح فكل حياته ظاهر فيها طابعه السماوي الذي يلفت حتى غير المؤمنين. فهو كان السماوي الذي وضع نفسه تحت أمر الآب كخاضع له، ووضع نفسه في خدمة البشر. وهو “طأطأ السموات ونزل” (مز18: 9) ليأتي لنا بالسماويات على الأرض، فتكون لنا الحياة السماوية (فى3: 20 + أف2:6). ومن له هذه الحياة السماوية يعطيه الروح القدس أن يترابط بمحبة مع الجميع (الأشظة).

ونجد أن أصل كلمة شظاظ في العبرية تعني الصداقة والرفقة، فهنا نجد الوحدة في مخافة الله أي الوحدة بين الشقتين أو الموصلين (مز11:86). والكنيسة التي جمعها الروح القدس هي من الأمم واليهود، سمائيين وأرضيين هو جعل الاثنين واحدًا. ولاحظ أن الكهنة وحدهم هم الذين يروا الشقق الملونة والجمال من الداخل أما من هم من خارج فلا يرون إلا جزء من شقق شعر المعزى الأسود وأغطية الجلد. والكهنوت العام الآن هو لمن يقدم نفسه ذبيحة حية ويقدم ذبائح التسبيح والشكر، هذا يعاين الأمجاد الداخلية لذلك يقول يوحنا رأينا مجده (يو14:1) وراجع (مز45).

أبعاد الشقق 28 × 40 ذراع:

وكل شقة 28 × 4 ذراع (الذراع يشير لتنازل ابن الله وإعلان ذاته بطريقة ندركها كبشر).

رقم 28 = 7×4 هو المسيح الكامل حينما أتى ليعيش في العالم ويبذل نفسه عنه. كان دخول المسيح إلى العالم يشبه تماما إلقاء موسى لشجرة في المياه المرة فتتحول المياه المرة إلى مياه حلوة (خر15: 22-26). هكذا تغير حال المؤمنين بالمسيح إلى فرح وسلام (غل5: 22-23). أتى المسيح إلى العالم وصار في ضعف مثل سائر البشر وهو الذي أطعم 5000 جاع وعطش وتألم، ولكنه جاء ليشفى الآخرين. ومات وهو الذي أقام الموتى ليعلن أن لنا قيامة وحياة أبدية. وأدين كخاطئ وهو الذي لم يدين المرأة الخاطئة ليعلن رفع الدينونة عن كل من يثبت فيه.

28 × 40 = رأينا في معاني الأرقام أن رقم 40 يشير لأن العالم كله (4) كسر كل الوصايا (10). فكان رقم 40 هو فترة إنتظار يتخللها بعض التأديبات. ومن يتوب يخلص ومن يعاند يهلك. والله أرسل يونان ليعطي لنينوى إنذار ليتوبوا، وإن لم يتوبوا فإن الله سيهلك نينوى بعد 40 يوما. وتاب أهل نينوى فخلصوا. أما المسيح أتى وتجسد ليعيش وسط العالم (28) لا لينذر بل ليجدد حياة العالم، ليعطي لِمَنْ يقبل حياة جديدة “إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، ٱلْأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا” (2كو5: 17). ومن يثبت في هذه الحياة الجديدة، أي يثبت فيه يحيا للأبد. ولكن من يرفضه ويقاومه فهذا يهلك. وكانت هذه نبوة سمعان الشيخ “هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلَامَةٍ تُقَاوَمُ” (لو2: 34). ولما كان من المستحيل أن يتغير الإنسان بعد أن فسدت طبيعته “هَلْ يُغَيِّرُ ٱلْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ ٱلنَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْرًا أَيُّهَا ٱلْمُتَعَلِّمُونَ ٱلشَّرَّ” (إر13: 23). جاء المسيح ليعطينا خليقة جديدة وحياة أبدية.

* الشقق عشر شقق، فنحن كجسد المسيح علينا مسئولية حفظ الوصايا في غربة هذا العالم وأن يكون لنا الفكر السماوي (العرى من أسمانجوني) فيربطنا الروح القدس في وحدة.

إذًا الخيمة في حقيقتها عبارة عن ستارة ضخمة تغطى السقف بل هي السقف، وتغطى الجانبين ولكنها لا تتلامس مع الأرض فهي ترتفع بمقدار ذراع من كل جانب. وهي مصنوعة من الكتان الأبيض المحلي بتطريز من خيوط أسمانجونية وقرمزية وأرجوانية وعليها كاروبيم برسم حاذق.

وهي عبارة عن موصلين متصلين بخمسين شظاظ خلال 50 عروة في كل موصل فتصير الخيمة كأنها قطعة واحدة كلها. الموصل الأول يغطى القدس وجانبيه والموصل الثاني يغطي قدس الأقداس بجانبيه والجانب الغربي (الظهر). وكون الشقق لا تصل للأرض فهذا إعلان أن من يريد أن يحيا في أمجاد السماويات عليه أن لا يتلامس مع تراب هذا العالم.

ملحوظة: شقق شعر المعزى طولها 30 ذراع وهي بذلك تصل للأرض هذه يمكن أن تصل للأرض على أساس الانفصال عن الخطية، أي أحيا في العالم لكن لا أحيا في خطايا العالم (راجع مواد الخيمة).

الآيات (7-13): “«وَتَصْنَعُ شُقَقًا مِنْ شَعْرِ مِعْزَى خَيْمَةً عَلَى الْمَسْكَنِ. إِحْدَى عَشْرَةَ شُقَّةً تَصْنَعُهَا. طُولُ الشُّقَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُ الشُّقَّةِ الْوَاحِدَةِ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. قِيَاسًا وَاحِدًا لِلإِحْدَى عَشْرَةَ شُقَّةً. وَتَصِلُ خَمْسًا مِنَ الشُّقَقِ وَحْدَهَا، وَسِتًّا مِنَ الشُّقَقِ وَحْدَهَا. وَتَثْنِي الشُّقَّةَ السَّادِسَةَ فِي وَجْهِ الْخَيْمَةِ. وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ الشُّقَّةِ الْوَاحِدَةِ الطَّرَفِيَّةِ مِنَ الْمُوَصَّلِ الْوَاحِدِ، وَخَمْسِينَ عُرْوَةً عَلَى حَاشِيَةِ الشُّقَّةِ مِنَ الْمُوَصَّلِ الثَّانِي. وَتَصْنَعُ خَمْسِينَ شِظَاظًا مِنْ نُحَاسٍ، وَتُدْخِلُ الأَشِظَّةَ فِي الْعُرَى، وَتَصِلُ الْخَيْمَةَ فَتَصِيرُ وَاحِدَةً. وَأَمَّا الْمُدَلَّى الْفَاضِلُ مِنْ شُقَقِ الْخَيْمَةِ، نِصْفُ الشُّقَّةِ الْمُوَصَّلَةِ الْفَاضِلُ، فَيُدَلَّى عَلَى مُؤَخَّرِ الْمَسْكَنِ. وَالذِّرَاعُ مِنْ هُنَا وَالذِّرَاعُ مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الْفَاضِلِ فِي طُولِ شُقَقِ الْخَيْمَةِ، تَكُونَانِ مُدَلاَّتَيْنِ عَلَى جَانِبَيِ الْمَسْكَنِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ لِتَغْطِيَتِهِ.”

شقق شعر المعزي (الخيمة):

هذه الشقق عددها 11 وكل شقة أبعادها 30×4 إذًا هي تصل للأرض. وهي أيضًا مصنوعة من موصلين أحدهما 6 شقق والآخر 5 شقق.

الأولى تغطى القدس بجوانبه ويتدلى منها جزء على المدخل والثانية تغطى قدس الأقداس. وهم مرتبطين معًا بخمسين شظاظ نحاس. وكما كانت الأشظة الذهبية مناسبة للشقق الملونة فكلاهما يحدثنا عن البر والمجد والسماويات. هكذا الأشظة النحاسية هنا تحدثنا عن الخطية. والأشظة النحاسية أيضًا تشير للروح القدس الذي يبكت على خطية (يو8:16) وكلمة يبكت في هذه الآية لها عدة معاني (يبكت/يوبخ/يدين). ولاحظ أيضًا أن الأشظة النحاس تقع فوق الأشظة الذهب وفوق الحجاب فعمل الروح القدس مبنى على فداء المسيح. والنحاس يشير للدينونة. والمسيح دان الخطية بجسده “فَٱللهُ إِذْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلِأَجْلِ ٱلْخَطِيَّةِ، دَانَ ٱلْخَطِيَّةَ فِي ٱلْجَسَدِ” (رو8: 3). ونلاحظ أن كلمة خطية وكلمة ذبيحة خطية هي كلمة واحدة في العبرية. فحينما يقول بولس الرسول أن المسيح “صار خطية لأجلنا” (2كو5: 21). فهذا يعني ضمنًا أن المسيح قدَّمَ نفسه ذبيحة خطية لأجلنا. هنا نرى أن من هو خارج الخيمة سيرى الجزء المدلى الأسود على باب الخيمة، ومن يقرر التوبة ويدخل ليحتمي بالخيمة سيجد الجمال والنور بالداخل. لذلك قال المسيح “أدخلوا إلى العمق” (لو5: 4).

وطالما نتكلم هنا عن الخطية وإدانتها، لم نسمع أن العرى من إسمانجونى الذي يشير للحياة السماوية. وهذا يعني أنه علينا أن نترك خطايانا لنستمتع بالحياة السماوية.

معنى الأرقام:

هم 11 شقة من شعر المعزى. وموصلين على هيئة موصلين (ستارتين كبيرتين) إحداهما 5 شقق والأخرى 6 شقق. ولاحظ أن رقم 30= 5×6.

ورقم 6 يشير للإنسان الذي خُلِقَ في اليوم السادس ويشير له من حيث أنه أراد أن يحيا في انفصال عن الله. فهو رقم يشير للخطية. ومن حيث أن المسيح صار خطية لأجلنا فهذا الرقم يتكلم أيضًا عن المسيح كذبيحة خطية. ورقم 5 يحدثنا عن المسئولية ويصبح رقم 30= 5×6 يعني المسيح الذي صار خطية ليتحمل المسئولية عنا كخطاة، وليهبنا نعمته تساندنا. ولذلك هو بدأ خدمته في سن الثلاثين وهكذا كان كل كاهن يبدأ خدمته في سن الثلاثين. وكل شقة 30×4 ذراع ونعود لرقم 4 لنرى المسيح المتجسد وقد دخل إلى العالم ليعيش حياته على الأرض في ضعف كأي إنسان.

وأبعاد شقق المعزى=30 (طول الشقة) = 5×6 × (عرض الشقة) (4×11).

ومعنى رقم11 يشير للتعدي على وصايا الله. ورقم4 يشير لتعدى كل العالم، كما يقول القديس بولس الرسول “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ، أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلَا وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ ٱللهَ. ٱلْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلَاحًا لَيْسَ وَلَا وَاحِدٌ” (رو3: 10-12).

ومعنى رقم 30 أن المسيح صار خطية (6) ليتحمل مسئولية (5) خطأ العالم (4).

وذلك لتعدي العالم كله على وصايا الله (11).

ويمكن تفسير الرقم 30 أيضًا كما يلى:

30= 4×7,5 ونعود لرقم 1/2 حيث نرى المسيح الكامل (7) يأخذنا كعروس ويدفع المهر بدمه ليأخذنا لمجده ويظهره لنا.

وقد حصر أحدهم المناسبات التي تقدم فيها ذبائح خطية مثل (رؤوس الشهور، عيد الفصح، عيد الخمسين، عيد هتاف البوق، عيد المظال، تقديس الكهنة..) فوجدها (11) مناسبة.

والستارة السادسة تطوى في المقدمة فتختفي الشقق الملونة الداخلية تمامًا. مما يظهر لكل إنسان في الخارج أن الله الذي يعرف كل خطايا الإنسان، هو يحمل الكل، وحملها عنه كحامل خطية أو كذبيحة خطية. وهذه الستارة المطوية هي دعوة لكل إنسان أن لا ييأس من خطيته فقد نسيها الله وأن خطيته ليست أكبر من أن تغفر. لكن الأشظة النحاسية تحدثنا عن دينونة الروح القدس وتبكيته للخطية، فلو لم نقاومه واستجبنا لهذا التبكيت واعترفنا بخطايانا يغفرها لنا. ونجد من يحتمي في هذه الخيمة (اثبتوا فيَّ وأنا فيكم) تغفر له خطاياه. هذه هي صورة شقق شعر المعزى. فمن يأتي بعد أن آمن بغفران خطاياه، يأتي ليحتمي بالخيمة يفاجأ بأن هناك مجد في الداخل والموضوع ليس فقط شعر معزى (أي غفران خطية) بل شقق ملونة وذهب أي مجد ابنة الملك الذي في الداخل.

 

آية (14): “وَتَصْنَعُ غِطَاءً لِلْخَيْمَةِ مِنْ جُلُودِ كِبَاشٍ مُحَمَّرَةٍ، وَغِطَاءً مِنْ جُلُودِ تُخَسٍ مِنْ فَوْقُ.”

المنظر الخارجي جلود كباش محمرة (تشير للفداء والموت) وجلود تخس سوداء، هي تشير للحماية من أجواء العالم الفاسدة. لكن من يرى هذه الأغطية الخارجية يتصور أن المسيحية ألم وعذاب، هذا لأنه لم يرى الأمجاد التي في الداخل. هكذا من ينظر للوصية (الناموس) يجدها صعبة التنفيذ لكن إذا عاش الوصية وإذا عاش الإنجيل ودخل للعمق سيكتشف جمال ومجد تنفيذ الوصية. وهذه الأغطية ليس لها مقاسات فآلام الرب وفداؤه لا يقاس ولا يوصف (جلود كباش محمرة) وحمايته لنا (جلود التخس) أيضًا ليس لها أبعاد.

 

تفسير الآية (13):

والذراع من هنا والذراع من هناك.. يقصد أن شقق شعر المعزى وطولها 30 ذراع تغطى الذراع المتبقي من الألواح من هنا ومن هناك لأن الشقق الملونة طولها 28 ذراعًا فقط.

ولاحظ أن لا إشارة لتثبيت الشقق والأغطية فهي ترمز للمسيح والمسيح ثابت.

 

تعليق عل الشقق والأغطية:

1) الشقق الملونة:

أسس المسيح كنيسته، جسده، بموته وقيامته وبمعموديته (ألوان تطريز الغطاء) والتي بها تخرج الكنيسة من المعمودية في بر (الغطاء الأبيض) لا دنس فيها ولا غضن (أف5: 27). وثبت فيها قيام غير المتجسدين في البشر أي الملائكة (نقش الكاروبيم على الغطاء) (القداس الغريغورى). وجمع كل إثنين المتفرقين والمتخاصمين بل الملائكة والبشر = (الموصلين) إلى واحد في محبة صنعها الروح القدس (أف2: 14). وبهذا جمعت الكنيسة الآن البشر وهم جسد المسيح والملائكة، والمسيح رأس للجميع (أف1: 10). هذه الكنيسة التي قال عنها صاحب النشيد “دوائر فخذيك مثل الحلى، صنعة يدي صناع” (نش7: 1) إشارة للروح القدس الذي جمع الكنيستين المنتصرة في السماء والمجاهدة على الأرض في وحدة ومحبة (الأشظة). وكان الكهنة في داخل القدس يعدون الخبز على المائدة ويبخرون ويصلحون الفتائل، وهذا عمل الكنيسة الآن. وهذه الكنيسة معزولة عن خطايا العالم (الأغطية ترتفع عن تراب الأرض بمقدار ذراع). والله يحل بمجده غير المنظور وسط كنيسته، لذلك نجد تابوت العهد في المسكن داخل قدس الأقداس. وكما ترى فهذه الكنيسة مجدها في الداخل.

2) شقق شعر المعزى:

وهذه لونها أسود وتتلامس مع الأرض، إشارة للكنيسة التي تعيش في العالم فتخطئ “إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا” (1يو1: 8-10). ولكن ما زال المسيح في كنيسته كذبيحة خطية، حاملا لخطاياها، هذا لكل من يأتي إليه تائبًا.

ومازال الروح القدس في الكنيسة ويدين الخطية (الأشظة صارت نحاسًا). كانت الأشظة الذهبية والعرى الإسمانجونية تشير للروابط والعلاقات السماوية التي تربط بين أفراد جسد المسيح في محبة. ولكن في وجود الخطية نجد أشظة نحاسية، والنحاس يشير للدينونة. ودينونة الخطية تعني خنق أسبابها (راجع تفسير رو8: 3) ليتمكن أبناء الله الذين هم جسد المسيح من أن يعودوا مرة ثانية لعلاقات المحبة.

3) الأغطية:

جلود تخس سوداء = هي تشير للحماية الإلهية من أجواء العالم الفاسدة. جلود كباش محمرة = تشير للفداء والموت وللكفارة.

وتأتي هنا الأغطية (رمز الكنيسة جسد المسيح) لأنه لا اقتراب الآن إلا عن طريق الإيمان بالمسيح المتجسد وعن طريق الكنيسة. والمسيح تجسد ليُكوِّن الكنيسة هيكل جسده.

الآيات (15-30): “«وَتَصْنَعُ الأَلْوَاحَ لِلْمَسْكَنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ قَائِمَةً. طُولُ اللَّوْحِ عَشَرُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُ اللَّوْحِ الْوَاحِدِ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ. وَلِلَّوْحِ الْوَاحِدِ رِجْلاَنِ مَقْرُونَةٌ إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى. هكَذَا تَصْنَعُ لِجَمِيعِ أَلْوَاحِ الْمَسْكَنِ. وَتَصْنَعُ الأَلْوَاحَ لِلْمَسْكَنِ عِشْرِينَ لَوْحًا إِلَى جِهَةِ الْجَنُوبِ نَحْوَ التَّيْمَنِ. وَتَصْنَعُ أَرْبَعِينَ قَاعِدَةً مِنْ فِضَّةٍ تَحْتَ الْعِشْرِينَ لَوْحًا. تَحْتَ اللَّوْحِ الْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ، وَتَحْتَ اللَّوْحِ الْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ لِرِجْلَيْهِ. وَلِجَانِبِ الْمَسْكَنِ الثَّانِي إِلَى جِهَةِ الشِّمَالِ عِشْرِينَ لَوْحًا. وَأَرْبَعِينَ قَاعِدَةً لَهَا مِنْ فِضَّةٍ. تَحْتَ اللَّوْحِ الْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ، وَتَحْتَ اللَّوْحِ الْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ. وَلِمُؤَخَّرِ الْمَسْكَنِ نَحْوَ الْغَرْبِ تَصْنَعُ سِتَّةَ أَلْوَاحٍ. وَتَصْنَعُ لَوْحَيْنِ لِزَاوِيَتَيِ الْمَسْكَنِ فِي الْمُؤَخَّرِ، وَيَكُونَانِ مُزْدَوِجَيْنِ مِنْ أَسْفَلُ. وَعَلَى سَوَاءٍ يَكُونَانِ مُزْدَوِجَيْنِ إِلَى رَأْسِهِ إِلَى الْحَلَقَةِ الْوَاحِدَةِ. هكَذَا يَكُونُ لِكِلَيْهِمَا. يَكُونَانِ لِلزَّاوِيَتَيْنِ. فَتَكُونُ ثَمَانِيَةَ أَلْوَاحٍ، وَقَوَاعِدُهَا مِنْ فِضَّةٍ سِتَّ عَشْرَةَ قَاعِدَةً. تَحْتَ اللَّوْحِ الْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ، وَتَحْتَ اللَّوْحِ الْوَاحِدِ قَاعِدَتَانِ. «وَتَصْنَعُ عَوَارِضَ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، خَمْسًا لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكَنِ الْوَاحِدِ، وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكَنِ الثَّانِي، وَخَمْسَ عَوَارِضَ لأَلْوَاحِ جَانِبِ الْمَسْكَنِ فِي الْمُؤَخَّرِ نَحْوَ الْغَرْبِ. وَالْعَارِضَةُ الْوُسْطَى فِي وَسَطِ الأَلْوَاحِ تَنْفُذُ مِنَ الطَّرَفِ إِلَى الطَّرَفِ. وَتُغَشِّي الأَلْوَاحَ بِذَهَبٍ، وَتَصْنَعُ حَلَقَاتِهَا مِنْ ذَهَبٍ بُيُوتًا لِلْعَوَارِضِ، وَتُغَشِّي الْعَوَارِضَ بِذَهَبٍ. وَتُقِيمُ الْمَسْكَنَ كَرَسْمِهِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ.”

 

الألواح والعوارض:

الألواح تشير للمؤمنين. فكل فرد في الكنيسة قائم بذاته كما أن اللوح قائم بذاته. إذًا ثبات اللوح بمفرده يشير لأن كل مؤمن ثابت كفرد ولكن غرض الله أن يَبْنى المؤمنين جميعهم كمسكن واحد. ولا يوجد من هو قائم بذاته في انفصال عن المجموعة كلها.

ولاحظ أن كل لوح أبعاده 5,1 × 10 ذراع وهو من خشب مغشى بذهب. وقلنا أن الخشب المغشى بذهب يشير للمسيح المتجسد. ولكن هنا نفهم أن كل مؤمن هو خشب في حد ذاته (الخشب يشير للجسد الإنسانى)، ولكنه مختبئ داخل المسيح السماوي الذي تجسد (وإتحد لاهوته (الذهب) بناسوته (الخشب) حتى يأخذنا فيه للمجد. وذلك بأن صرنا مع المسيح جسدًا واحدًا (1كو10: 16-17).

ومرة أخرى نعود للرقم ½ فعرض كل لوح ½1 ذراع = هو المسيح المختبئ فيه الشخص كعروس له. وارتفاع اللوح 10 ذراع هو مسئولية كل فرد أمام المسيح في أن يلتزم بوصاياه. ولكن شكرًا للرب فإنه حتى من يفشل في حفظ وصية، فالمسيح الكامل يغطينا ببره وبدمه، فنوجد نحن الذين نثبت فيه مقبولين أمام الآب. فنحن فيه نحسب كاملين (كو1: 28). ولكن رقم 10 يشير للمسئولية تجاه الله والناس. فعلينا أن نجاهد حتى الدم تجاه حفظ الوصية (عب12: 4 + رو12:14).

والألواح ما كان ممكنًا أن تستقر في رمال الصحراء دون قواعد. والقواعد فضية إذًا المقصود أننا نثبت في برية هذا العالم على أساس الفداء. ولكن لاحظ أنه لا يوجد بيت يبنى على الرمل ويثبت (مت7: 24-27). والمقصود إذًا أن المؤمن عليه أن يقف أمام الله كخاطئ محتاج للفداء ومعتمد على دم المسيح “وَأَمَّا ٱلْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لَا يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: ٱللهُمَّ ٱرْحَمْنِي، أَنَا ٱلْخَاطِئَ” (لو13:18). واختفاء الخشب داخل الذهب لنفهم أن المؤمن لا يرى نفسه إلا في المسيح، والآب يرانا في المسيح كاملين. وأساس البيت كله هو المسيح، راجع (أف2: 19-22). هذا هو البيت المؤسس على المسيح أي كل المؤمنين كبيت. وراجع أيضًا في رسالة أفسس (11:4- 12). ولاحظ أن القواعد فضية تشير للفداء. فالفضة جاءت من فضة الفداء. إذًا هذه الألواح الثابتة تشير أننا في المسيح لنا أساس ثابت كامل وفداء كامل ووقفة ثابتة.

وعجيب أن يشار للمؤمنين بألواح لها مظهر ذهبي فكما نقول في التسبحة “أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له” وراجع (كو6:2-10 + أف6:1 + يو22:17) هذا معنى أننا نلبس المسيح.

 

48 لوح:

  • 48= 12×4 هم المؤمنين (12= 3×4) ولكنهم مازالوا يحيون في الأرض فمع كل ما أخذناه من أمجاد فما زلنا في الأرض متوقعين أن يستعلن المجد الذي فينا (رو18:8).
  • 48= 8×6 و6 رقم الإنسان الناقص ولكن بضرب رقم 8 رقم القيامة والحياة الجديدة المقامة في المسيح يكون للإنسان المسيحي إمكانيات القيامة.

 

ترابط الألواح:

يوجد بكل لوح ثلاث حلقات تدخل فيها عوارض من خشب السنط المغشى بالذهب وطالما العوارض خشب مغشى بالذهب فهي تشير للمسيح المتجسد الذي أعطانا جسده ودمه لنصبح كلنا جسدًا واحدًا. والمسيح يرسل لشعبه من يعمل في كرمه سواء في العهد القديم (كهنة وأنبياء) أو في العهد الجديد (رسل وتلاميذ وكهنوت). ونجد أن الله بنفسه يرعى شعبه “أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبّ. وَأَطْلُبُ ٱلضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ ٱلْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ ٱلْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ ٱلْجَرِيحَ” (حز34: 15-16). والله يفعل ذلك عن طريق خدامه “وَأُعْطِيكُمْ رُعَاةً حَسَبَ قَلْبِي، فَيَرْعُونَكُمْ بِٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْفَهْمِ (إر3: 15).

معنى الثلاثة حلقات

حقًا أن جسد المسيح الذي نأكله يعطينا كلنا أن نكون جسدًا واحدًا. ولكن هذا العمل اشترك فيه الأقانيم الثلاثة، الآب بمقتضى علمه السابق وتدبيره والابن بذبيحة نفسه والروح القدس بتقديسه (1بط2:1)

فالآب يريد والابن والروح القدس ينفذان.

وكون العوارض خمسة من كل جانب فهذا عمل النعمة المسئولة، نعمة الله وعمل الروح القدس في جمع الكنيسة في جسد واحد هو جسد المسيح (أف20:2-22). وهم خمسة فالخليقة رقمها 4 والمسيح الواحد مع الخليقة يصير الرقم خمسة، هذا هو عمل نعمة الله. وغالبًا فالعارضة الطويلة تشير لجسد ودم المسيح في التناول والعوارض الأربعة القصيرة تشير لخدام المسيح في كل العالم (4) الذين يقومون بخدمة المصالحة.

الألواح الزاوية

وصف هذه الألواح في الكتاب غامض فعلا. وأعتقد أن الله يريده هكذا غامضًا. فإن قلنا أن الألواح تشير للمؤمنين وأن هناك ثلاثة جوانب للمسكن، وقد تمثل اتجاهات مختلفة للمؤمنين (ليس في العقيدة أو الإيمان قطعًا) بل كما اختلف بولس مع مرقس أو مع برنابا، وهكذا بولس مع بطرس. وهذه الاتجاهات يجمعها الله ويجمع بين المؤمنين بطريقة خفية لا ندريها حتى تستمر الكنيسة في وحدة، كنيسة واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية. والزاوية هي أهم جزء في المبنى بعد الأساس، والمسيح كان حجر الزاوية (مت42:21). وهذه الألواح الزاوية تربط الحوائط معًا حتى لا ينهار المبنى.

ولاحظ قوله أن الألواح مزدوجين من أسفل ومن عند الرأس. فمن هم ضعاف في إيمانهم ومن هم أقوياء عند القمة. الجميع يحتاج لأن يعمل روح الله في جمعه للجسد الواحد. ومهما كان إنسان عند القمة فهو يحتاج لمن يربطه للجسد الواحد.

الرجلين والقواعد الفضية

القواعد الفضية تشير لفداء المسيح فالفضة تشير للكفارة والقواعد عددها 48 لوح × 2 (قاعدة لكل رجل) = 96+4 قواعد لأعمدة الحجاب فيكون الكل 100 قاعدة فضية، كل منها وزنة من فضة الكفارة (خر27:38). و100 رقم قطيع المسيح، إذًا ففداء المسيح هو القاعدة التي يستند عليها المؤمنون. أما الرجلين فهما جهاد المؤمن لكنه جهاد مؤسس على دم المسيح فبدون دم المسيح فأي جهاد فهو بلا قيمة. ودم المسيح يكفر (يغطى) من يجاهد، أي يغصب نفسه على عمل ما هو صالح، ومثل هذا يختطف ملكوت السموات (مت11: 12). إذًا الرجلين هما الإيمان والطاعة للوصايا، أو ما نسميه الجهاد والنعمة، أو “الإيمان العامل بالمحبة” كما أسماه بولس الرسول (غل5: 6)، أو الإيمان الحي “فالإيمان بدون أعمال ميت” (يع2: 20) كما قال القديس يعقوب. وعمل المسيح هو الذي يسند احتياج الخاطئ الذي يلجأ إليه. فالقاعدة هي نفس مقاس الرجل. والقاعدة مخفية، فعمل المسيح داخلي. وراجع إصحاح 30 في موضوع فضة الكفارة لشرح الفكرة .

القواعد

نسمع هنا عن القواعد الفضية (فداء المسيح)، والمنارة لها قاعدة (25: 31) والمرحضة لها قاعدة (30: 18) والمنارة تشير للروح القدس الذي يعطي الاستنارة، والمرحضة تشير للروح القدس الذي يدين الخطية (يبكت) داخلنا، فالروح يسكن ويعمل فينا بناء على استحقاقات دم المسيح في الفداء.

الآيات (31-34): “«وَتَصْنَعُ حِجَابًا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ. صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِق يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ. وَتَجْعَلُهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَعْمِدَةٍ مِنْ سَنْطٍ مُغَشَّاةٍ بِذَهَبٍ. رُزَزُهَا مِنْ ذَهَبٍ. عَلَى أَرْبَعِ قَوَاعِدَ مِنْ فِضَّةٍ. وَتَجْعَلُ الْحِجَابَ تَحْتَ الأَشِظَّةِ. وَتُدْخِلُ إِلَى هُنَاكَ دَاخِلَ الْحِجَابِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ، فَيَفْصِلُ لَكُمُ الْحِجَابُ بَيْنَ الْقُدْسِ وَقُدْسِ الأَقْدَاسِ. وَتَجْعَلُ الْغِطَاءَ عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ.”

 

الحجاب:

الحجاب هنا هو لعزل القدس عن قدس الأقداس. وفي كنيستنا لا نضع الحجاب حتى يحجز الهيكل عن الشعب. بل نسمى الحجاب “حامل الأيقونات” فكأن القديسين مشتركين معنا في الصلاة. هذا يعطي إحساس بأن الكنيستين هما كنيسة واحدة، الكنيسة المنتصرة والكنيسة المجاهدة. وللحجاب أو حامل الأيقونات ستر (ستارة) يفتحها الكاهن ممسكًا في يده بصليب عند بدء الصلاة ليعلن أنه بكهنوت المسيح الذي قَدَّمَ نفسه ذبيحة على الصليب حدث الصلح بين السماء والأرض، بين الله والناس (لذلك فالذي يفتح الستر هو الكاهن ممسكا الصليب في يده). الكنيسة تحفر في أذهان شعبها مراحم الله ونعمته الذي عمل الصلح بدم صليبه في كل مرة يأتي الشعب للكنيسة، فنظل نسبح الرب العمر كله. وهذا يشرح جمال الطقس. الحجاب لا يعني أن هناك فاصلًا بين الله وشعبه بل هو تطبيق لقول الرب “إصنعوا هذا لذكري”.

ودائمًا في كنائسنا نصلي نحو الشرق:-

[1] لنذكر الفردوس المفقود الذي كان جهة الشرق (تك8:2) وهذا يعطي دافعًا للمصلين للجهاد حتى لا تفوتهم الفرصة ثانية.

[2] لنذكر المسيح الذي ولد لأجل خلاصنا وظهر نجمه في المشرق (مت2:2).

[3] مع كل صباح تشرق الشمس من الشرق، وهذا يذكرنا بالمسيح الذي سيأتي من المشارق (مت17:24). وهو شمس البر (مل2:4). وهذا يعطينا رجاء في المسيح بل انتظار وشوق للمسيح الذي سيأتي “آمين تعال أيها الرب يسوع”.

ثلاثة أبواب للوصول لقدس الأقداس:

1) باب الخيمة الخارجي وله أربعة أعمدة وعرضه 20 ذراعًا (27: 16). ورقم 4 يشير لكل المسكونة، هو رقم العمومية، والباب عريض وكأن الله يريد أن يقول أن الكل مدعو بنعمته للدخول (20=5×4). هذا معنى وجود رقم 5 في باب المدخل. (خر 27: 16-19).

2) باب المسكن وله خمسة أعمدة لها 5 قواعد من نحاس (الآيات 36-37). القواعد نحاسية وليست فضية، إذًا هي لا تشير للمؤمنين بل للمسيح الذي تحمل هو الدينونة (النحاس) بالصليب، ودان الخطية في الجسد (رو8: 3) ليفتح لنا بنعمته (خمس أعمدة) الطريق للدخول إلى الأقداس “إِذْ لَنَا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِٱلدُّخُولِ إِلَى «ٱلْأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِٱلْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ” (عب10: 19-20).

3) ثم باب أو حجاب قدس الأقداس وله أربعة أعمدة. والأعمدة لها قواعد فضية. والمعنى أنه لا للدخول لقدس الأقداس والسبب خطية العالم (4). فحب الناس للعالم وشهوات الجسد والتراب هو الذي أقام هذا الحجاب. ومن المعروف أن الحجاب يشير للمسيح (عب20:10) فلمن تشير الأعمدة؟ طالما ذكر أن لها قواعد فضية فهي تشير للمؤمنين وليس للمسيح. المؤمنين الذين لهم رجاء في الفداء الذي سيشق الحجاب وينفتح المسكن كله ويصبح القدس مفتوحًا على قدس الأقداس بلا حواجز. هم أربعة أعمدة إشارة للبشرية الخاطئة التي أحبت العالم فإحتجب عنها الله. ولكن لنرى عمل الله فالحجاب يغطى الأعمدة. وهي مقامة على قواعد فضية. فكل من إعتمد على الفداء وغلب يجعله عمودًا في هيكله “عمودًا في هيكل إلهي” (رؤ12:3) ويغطيه المسيح. وكونهم أعمدة فهم بهذا ثابتين ولهم عمل شهادة للمسيح. وهم واقفين مسبحين فرحين أمام الله. وكون الكنيسة في وقفتها الثابتة هي شهادة للمسيح فهذا عملها “كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضًا” (يو19:20-23).

  • والرزز الذهبية هي حلقات تعليق الحجاب وهي ذهبية إشارة لمجد المسيح الإلهي.
  • وهنا لا نجد أكاليل للأعمدة فهي تمثل المؤمنين وليس المسيح.
  • في (1تي15:3) الكنيسة هي عامود الحق وقاعدته فهي التي تعلن حق المسيح في العالم، والمسيح هو الحق فهي تعلن المسيح للعالم. فهي الدعائم والأعمدة التي يقام عليها الحق. وفي (1تي16:3) يردف الرسول “عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد” هذا هو الحجاب.

* والثلاثة أبواب تشير للمسيح الذي بدونه لن نُعاين الأقداس.

مواد صنع الحجاب:

بوص مبروم وإسمانجوني وأرجوان وقرمز يصنعه بكاروبيم. هذه المواد تشير لجسد المسيح في نقاوته وأنه سماوي وأنه ملك. والكاروبيم على الحجاب يماثل الكاروبيم على باب الجنة يمنع الدخول. هو من ناحية يمنع الدخول بسبب الخطية ليعلن قداسة الله الرافض للخطية، وهو يمنع الدخول بسبب مراحم الله حتى لا يموت الإنسان ويهلك “فالإنسان لا يراني ويعيش”. وهو بهذا أيضًا يعلن مراحم الله الذي لا يريد للإنسان أن يحيا للأبد بعد أن فسدت طبيعته وتشوهت حينما سقط. وأيضًا فالكاروبيم شاهد على مراحم ومحبة الله الذي سيغفر بدمه (الكاروبيم الموجودين فوق تابوت العهد). وذلك في انتظار الفداء وشق الحجاب.

وهناك ملحوظة أن الكتاب في ذكر مواد الحجاب ذكر الإسمانجوني أولًا وانتهى بالبوص المبروم. وفي ذكره للشقق بدأ بالبوص المبروم وتلاه الإسمانجوني.

  • الحجاب: الحجاب يشير للمسيح الذي جاء من السماء وتجسد وعاش وسطنا في طهارة وقال “من منكم يبكتنى على خطية” (يو8: 46). وظهرت قداسته بقيامته من الأموات (رو1: 4) فهو البار الذي لم يعرف خطية مات لأجلنا ليكون فداء لنا. أما لو كان له خطية ومات فيكون موته هو عن نفسه وليس عن آخرين.
  • الشقق: أما في حالة الشقق فتشير للمسيح في حياته على الأرض في طهارة (البوص المبروم). وفي نهاية حياته إكتشفنا أنه السماوي الآتي من السماء. ثم بعد ذلك صعد للسماء ثانية.
  • إذًا الحجاب يشير للمسيح الذي من السماء وتجسد وجاء إلينا على الأرض. والشقق تشير للمسيح الذي جاء إلينا على الأرض وأسس كنيسته ثم صعد ثانية إلى السماء. وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ إِلَّا ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي هُوَ فِي ٱلسَّمَاءِ” (يو3: 13). “خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَأَيْضًا أَتْرُكُ ٱلْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى ٱلْآبِ” (يو16: 28).

آية (35): “وَتَضَعُ الْمَائِدَةَ خَارِجَ الْحِجَابِ، وَالْمَنَارَةَ مُقَابِلَ الْمَائِدَةِ عَلَى جَانِبِ الْمَسْكَنِ نَحْوَ التَّيْمَنِ، وَتَجْعَلُ الْمَائِدَةَ عَلَى جَانِبِ الشِّمَالِ.”

 

الآيات (36-37): “«وَتَصْنَعُ سَجْفًا لِمَدْخَلِ الْخَيْمَةِ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ صَنْعَةَ الطَّرَّازِ. وَتَصْنَعُ لِلسَّجْفِ خَمْسَةَ أَعْمِدَةٍ مِنْ سَنْطٍ وَتُغَشِّيهَا بِذَهَبٍ. رُزَزُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَتَسْبِكُ لَهَا خَمْسَ قَوَاعِدَ مِنْ نُحَاسٍ.”

 

ستارة مدخل الخيمة:

سجفًا تعني ستارة. وهذه الستارة هي لباب المسكن أي باب القدس. وهي من نفس المواد إسمانجوني.. إلخ لذا فهي تشير للمسيح وهي بدون كاروبيم= إذن الطريق مفتوح فلا كاروبيم يغلق الطريق بسيف من نار. فالمسيح تَحَمَّلَ السيف الناري وحده أي كل غضب الله ليفتح لنا طريق الأقداس. فالمسيح هو الباب. والستارة معلقة على خمسة أعمدة لها قواعد نحاسية. وهذه الأعمدة حيث أنها لم تؤسس على الفداء فهي لا تشير للمؤمنين بل للمسيح الذي احتمل دينونة الله عوضًا عنا، ودان الخطية في الجسد (رو8: 3) (هذا معنى القواعد النحاسية) كما يظهر هذا في مذبح النحاس. وفتح بنعمته طريق الأقداس (معنى رقم 5). ولأن هذه الأعمدة الخمسة تشير للمسيح فهي لها رؤوس مغشاة بالذهب (خر38:36) هنا لا نجد الكاروبيم بل شخص المسيح الذي أتى لا ليدين بل ليخلص العالم (يو47:12).

ملحوظة على القواعد والأرجل:

سبق أن ذكرنا أن كرسي الرحمة مقاس التابوت وأن القواعد الفضية نفس مقاس الأرجل وقلنا أن هذا يعني أن فداء المسيح إستوفى مطاليب العدالة الإلهية فما هي النظرة الأرثوذكسية لهذا؟ الفداء بدم المسيح إستوفى مطاليب العدالة الإلهية لكن الذي يستفيد منه هو من يجاهد حتى الدم، أي أن يكون له الإيمان العامل بالمحبة (الأرجل) حتى تسنده القواعد (فداء المسيح) فبدون الجهاد (أرجل) لن يثبت اللوح لوحده. وبدون الفداء (القواعد) يكون اللوح مثبتًا على الرمل فيسقط. بدون فداء لا معنى لأي جهاد. لذلك يقول بولس الرسول عن الجهاد “قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرّ” (2تى4: 7-8) + ِ”وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلًا يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلًا لَا يَفْنَى. إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هَكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هَكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لَا أَضْرِبُ ٱلْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلْآخَرِينَ لَا أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا” (1كو9: 25-27). ويقول عن النعمة لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ”. فالنعمة تعمل مع من يجاهد. ولكن الخطورة أن يفتخر أحد بما تعطيه له النعمة. وهذا ما أطلق عليه القديس بولس الرسول الجهاد القانوني “وَأَيْضًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُجَاهِدُ، لَا يُكَلَّلُ إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيًّا” (2تى2: 5). والجهاد القانوني هو الجهاد حتى الدم ولكن عند الانتصار علينا أن ننسب الفضل للمسيح، ولذلك فأكاليل انتصاراتنا تذهب للمسيح (رؤ19: 12) (راجع التفسير في مكانه). والذي ينعم بهذه البركات هو من يؤمن ايمان حي بالمسيح أي يقبل أن يموت مع المسيح فيحيا معه (غل2: 20)، ويعتمد ليبدأ طريق الموت والقيامة في المسيح، ممارسا لأسرار الكنيسة، مجاهدا حتى الدم ليظل ثابتا في المسيح وبهذا يخلص.

 

تعليم الرب يسوع عن الثبات هو:-

  1. تنفيذ وصاياه “فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلصَّخْر. فَنَزَلَ ٱلْمَطَرُ، وَجَاءَتِ ٱلْأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ ٱلْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لِأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلصَّخْرِ” (مت7: 24-27).
  2. المسيح يعين من يجاهد فهو يعلم أننا بدونه لا نقدر أن نعمل شيئًا “أَنَا ٱلْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ ٱلْأَغْصَانُ. ٱلَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ” (يو15: 5).
  3. وكيف نحصل على هذه المعونة “إثبتوا فيَّ” (يو15: 4).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى