تفسير سفر حزقيال ٤٥ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الخامس والأربعون
الآيات 1 – 8 :
آية 1 :- و اذا قسمتم الارض ملكا تقدمون تقدمة للرب قدسا من الارض طوله خمسة و عشرون الفا طولا و العرض عشرة الاف هذا قدس بكل تخومه حوالي
ما أعجب محبة الله فهو الذى أعطاهم الأرض ثم يعود يطلب منهم جزء، وهو الذى أعطانا المال ويعود يطلب العشور والبكور. وهذا يكون سر تقديس الأرض كلها والمال كله”وجربونى” وهذه الأرض سيجعل الله له فيها بيتاً يسكن فيه ليقدس شعبه. وهذا ما حدث فى التجسد فهو القدوس نفسه أخذ جسدنا وطبيعتنا فتتقدس فيه طبيعتنا. وهكذا فحين يسكن الله فى النفس يتقدس الجسد كله. ولاحظ أن الأبعاد المذكورة هنا لا يذكر لها وحدات فربما تكون الذراع أو القصبة. ولو إتفقنا أن كل ما هو خارج يقاس بالقصبة فتكون الأبعاد المذكورة 25000 × 6 ذراع = 150000 ذراع. والذراع حوالى 46.5سم أى حوالى 75 كم وهذا لا يعقل فبهذا نكون قد خرجنا عن حدود أورشليم وما حولها بقطعة أرض مساحتها 75 × 75 كم. ومدرسة التفسير الألفى تقول أن هذا الهيكل سيبنى بهذه المقاييس والله قادر على تغيير جغرافية الأرض وشق الجبال من جديد (وفى هذا يفسرون نبوة زكريا حرفياً). ولكن الأقرب للمنطق أن يكون القصد من هذه الأبعاد المعنى الروحى فقط. ونقطة أخرى فالتقسيم يتم حسب الأسباط فهل يوجد يهودى واحد اليوم يعرف سبطه هذا قدس بكل تخومة = هو نصيب الكهنة وفى وسطه الهيكل 25000 × 10.000
آية 2 : – يكون للقدس من هذا خمس مئة في خمس مئة مربعة حواليه و خمسون ذراعا مسرحا له حواليه.
الهيكل 500 × 500 وحوله 50 ذراع حوله مسرحاً أى أرض فضاء
آية 4 :- قدس من الارض هو يكون للكهنة خدام المقدس المقتربين لخدمة الرب و يكون لهم موضعا للبيوت و مقدسا للمقدس
وبيوت الكهنة حول الهيكل
آية 5 :- و خمسة و عشرون الفا في الطول و عشرة الاف في العرض تكون للاويين خدام البيت لهم ملكا عشرون مخدعا
ومساحة أرض اللاويين مساوية للكهنة
آية 6 :- و تجعلون ملك المدينة خمسة الاف عرضا و خمسة و عشرين الفا طولا موازيا تقدمة القدس فيكون لكل بيت اسرائيل.
وتكون مدينة أورشليم كما هو موضح ولها نصيب حولها 25.000 × 5000
آية 7، 8 :- و للرئيس من هنا و من هناك من تقدمة القدس و من ملك المدينة قدام تقدمة القدس و قدام ملك المدينة من جهة الغرب غربا و من جهة الشرق شرقا و الطول مواز احد القسمين من تخم الغرب الى تخم الشرق.تكون له ارضا ملكا في اسرائيل و لا تعود رؤسائي يظلمون شعبي و الارض يعطونها لبيت اسرائيل لاسباطهم.
ونصيب الرئيس يحيط بكل هذا بإمتداد حدود إسرائيل وهو بين يهوذا وبنيامين هو أخذ جسده من يهوذا، وبجسده جلس عن يمين الأب يشفع فى الكنيسة جسده. ولكن من هو هذا الرئيس غير السيد المسيح رأس الكنيسة. ولماذا يقع نصيبه بين يهوذا وبنيامين ؟ أولاً فيهوذا وبنيامين كانوا أكثر أمانة من باقى الأسباط أى مملكة إسرائيل وثانياً فالمسيح جاء من سبط يهوذا وهو الآن يشفع فى شعبه جالساً عن يمين الآب وكلمة بنيامين تعنى إبن اليمين. ومعنى ما سبق فإن قدس الأقداس هو القلب يسكنه المسيح فيتقدس الجسد كله. ووجود الكهنة ساكنين حول الهيكل يشير للعبادة المقدسة التى ينبغى أن تقدمها الكنيسة للمسيح. ووجود اللاويين الحراس معناه الإنتباه على نفوس أولاد الله حتى لا تدخل مبادئ غريبة. وأبعاد المدينة كلها مضاعفات للرقم 1000 فهى سمائية. وسيرتنا هى السماويات وأبونا هو فى السماء. ولأننا فى السماويات فالحرب التى يثيرها عدو الخير، هذه الحربهى فى السماويات التى نعيش فيها أف 6 : 12 وراجع الرسم لترى الرئيس محيطاً بقلب شعبه فهو ملك على قلوبنا بصليبه. وهو يحفظ حواسنا (ال5) بنعمته (يشير لها رقم 5) فيجعلنا فى السماويات (100) = 5 × 5 × 1000 = 25000
الآيات 9 – 12 :
هكذا قال السيد الرب يكفيكم يا رؤساء اسرائيل ازيلوا الجور و الاغتصاب و اجروا الحق و العدل ارفعوا الظلم عن شعبي يقول السيد الرب. موازين حق و ايفة حق و بث حق تكون لكم. تكون الايفة و البث مقدارا واحدا لكي يسع البث عشر الحومر و الايفة عشر الحومر على الحومر يكون مقدارهما. و الشاقل عشرون جيرة عشرون شاقلا و خمسة و عشرون شاقلا و خمسة عشر شاقلا تكون منكم.
قانون الأرض المقدسة العدالة وعدم الظلم أو الجور. هذه هى سمة النفس التى تقبل الله فى داخلها كسر تقديسها فلا شئ يحزن الله قدر الظلم والغش. وهذه العدالة تشير لطابع تعامل الله فى كنيسته فهو الذى يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسى الأرض أش 11 : 4. وهذا واجب على كل مسئول من الشعب أو الكهنة. وفى معاملات الناس مع بعضهم. ولاحظ أن هذا مقدمة لما سوف يقدمه الشعب لله من فرائض. والمعنى أن لا نعطى لله بالغش بل نعطى بالحق والعدل أيضاً. والإيفة = البث هذا معنى أنهم يكونون واحداً. والإيفة = = مكيال للحبوب الجافة والدقيق والبث = مكيال للسوائل مثل الخمر والزيت. و الحومر = 10 إيفة أو بث. والعمر = 1 / 10 إيفة والإيفة تعادل تقريباً الكيلة. أما حساب النقود فيكون هكذا = تكون مَنَكَم = 60 شاقلاً فالمعروف أن المَنْ = 60 شاقلاً والشاقل قديماً كان وزناً للذهب أو الفضة. ولكنة هنا لم يذكر رقم 60 مباشرة بل قال أنه 25 + 20 + 15 = 60 وذلك لأن النقود المستخدمة وقتها كانت هذه وحداتها. والمن يساوى تقريباً رطل 1 كجم = 2.2 رطل.
الآيات 13 – 17 :
هذه هي التقدمة التي تقدمونها سدس الايفة من حومر الحنطة و تعطون سدس الايفة من حومر الشعير. و فريضة الزيت بث من زيت البث عشر من الكر من عشرة ابثاث للحومر لان عشرة ابثاث حومر. و شاة واحدة من الضان من المئتين من سقي اسرائيل تقدمة و محرقة و ذبائح سلامة للكفارة عنهم يقول السيد الرب. و هذه التقدمة للرئيس في اسرائيل تكون على كل شعب الارض. و على الرئيس تكون المحرقات و التقدمة و السكيب في الاعياد و في الشهور و في السبوت و في كل مواسم بيت اسرائيل و هو يعمل ذبيحة الخطية و التقدمة و المحرقة و ذبائح السلامة للكفارة عن بيت اسرائيل.
كما قدم الشعب لله أرضاً، هكذا ينبغى أن يقدموا له مما يمتلكون، أو مما أنعم الله به عليهم من الحنطة والشعير والزيت، ومن كل 200 شاة يعطون واحدة من سقى إسرائيل= أى من أجود الأرض، فلا يعطون شاة بها عيب، بل من أسمن أى من أفضل ما عندهم وذلك لتقدم ذبيحة. وإذا الشعب يقدم عطاياه لله… لكن الرئيس هو الذى يقدم الذبيحة = وعلى الرئيس تكون المحرقات والسكيب… والرئيس كما قلنا هو المسيح، وهو الذى قدم نفسه محرقة وذبيحة خطية وسكب حياته الجسدية بإرادته عنا. وماذا قدمت له البشرية ؟ قدمت البشرية له جسداً أى حياة جسدية (حنطة وشعير). لقد قدمت البشرية له جسداً ليصير حمل الله الذى يرفع خطية العالم كله وليصير كشاة سيقت للذبح. وهو كان بلا عيب = شاة من سقى إسرائيل. شاة واحد من 200 شاة =( 200 = 2× 100) أو هى = 100 + 100 (قطيع المسيح من اليهود + قطيع المسيح من الأمم)، فهو أخذ جسد من البشرية كلها ليشترك معنا فى جسدنا… هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له فلنسبحه (من قطع التسبحة). وماذا أعطانا المسيح ؟ لقد صرنا شركاء الطبيعة الإلهية. وما معنى تحديد أرقام فى العطايا التى نقدمها لله 1 / 6 الإيفة من حومر الحنطة…. سبق الله فى الآيات السابقة وشدد على أن تكون معاملاتنا بالحق (آيات 9 – 12). والمفهوم أن كل ما نعطيه لله يكون بالحق وليس برياء، نعطيه حياتنا (حنطة وشعير) ونكون كشاة تساق للذبح. والمسيح بدمه يشفع فيمن يقدم نفسه لله بحق، وبذبيحة المسيح أيضاً تحقق العدل الإلهى، وعادت الأفراح الحقيقية للإنسان، فنجده هنا يتكلم عن الأعياد والشهور والسبوت والمواسم
الآيات 18 – 25 :
هكذا قال السيد الرب في الشهر الاول في اول الشهر تاخذ ثورا من البقر صحيحا و تطهر المقدس.و ياخذ الكاهن من دم ذبيحة الخطية و يضعه على قوائم البيت و على زوايا خصم المذبح الاربع و على قوائم باب الدار الداخلية. و هكذا تفعل في سابع الشهر عن الرجل الساهي او الغوي فتكفرون عن البيت. في الشهر الاول في اليوم الرابع عشر من الشهر يكون لكم الفصح عيدا سبعة ايام يؤكل الفطير. و يعمل الرئيس في ذلك اليوم عن نفسه و عن كل شعب الارض ثورا ذبيحة خطية. و في سبعة ايام العيد يعمل محرقة للرب سبعة ثيران و سبعة كباش صحيحة كل يوم من السبعة الايام و كل يوم تيسا من المعز ذبيحة خطية. و يعمل التقدمة ايفة للثور و ايفة للكبش و هينا من زيت للايفة. في الشهر السابع في اليوم الخامس عشر من الشهر في العيد يعمل مثل ذلك سبعة ايام كذبيحة الخطية و كالمحرقة و كالتقدمة و كالزيت
إن كان أساس الكنيسة هو القداسة التى صارت لنا فى المسيح القدوس وقانونها هو العدل الذى تحقق فى ذبيحته فإن علامتها هى الفرح فى الرب لذلك يأتى الكلام مباشرة هنا عن الأعياد فإن حياة الكنيسة فرح دائم سماوى وعيد دائم. وفرحنا لا يقدر أحد أن ينزعه منا. والعيد الأول هنا هو رأس السنة. والمسيح هم بدء حياتنا الجديدة. ولاحظ أنه فى كل الأعياد هناك ذبائح تقدم وهكذا فى كنيستنا لا توجد أعياد بدون قداسات فهذا سر فرحنا الحقيقى، ربنا يسوع المسيح بجسده ودمه معنا فى وسطنا. هو الذى يقدس الهيكل والناس وكل شئ يأخذ الكاهن من الدم ويضع على قوائم البيت. دم المسيح هو سر التقديس. وهذه الذبيحة تعطى غفراناً للخطايا = وهكذا تفعل فى السابع من الشهر عن الرجل الساهى. وهذا سر جديد للفرح. فلنا رجاء مستمر بغفران خطايانا. ثم يجئ عيد الفصح. والمسيح هو فصحنا الذى ذبح لأجلنا 1كو 5 : 7. وبعد الفصح يؤكل الفطير وهو بدون خمير والخمير يشير للخطية. فعلى المسيحى أن يعيش بلا خطية فى فطير دائم طالما المسيح فصحنا أعطانا الحرية من الشيطان أى فرعون. وأما العيد المشار له فى آية (25) فيشير لعيد المظال وهو يستمر ثمانية أيام
وكانوا يسكنون فيه فى مظال رمزاً للغربة عن هذا العالم ولمدة سبعة أيام. ثم فى اليوم الثامن أفراح كبيرة رمزاً لأفراح القيامة والأبدية.