تفسير سفر إشعياء ٣٩ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح التاسع والثلاثون

الآيات

1- في ذلك الزمان ارسل مرودخ بلادان بن بلادان ملك بابل رسائل و هدية الى حزقيا لانه سمع انه مرض ثم صح.

 2- ففرح بهم حزقيا و اراهم بيت ذخائره الفضة و الذهب و الاطياب و الزيت الطيب و كل بيت اسلحته و كل ما وجد في خزائنه لم يكن شيء لم يرهم اياه حزقيا في بيته و في كل ملكه.

 3- فجاء اشعياء النبي الى الملك حزقيا و قال له ماذا قال هؤلاء الرجال و من اين جاءوا اليك فقال حزقيا جاءوا الي من ارض بعيدة من بابل.

 4- فقال ماذا راوا في بيتك فقال حزقيا راوا كل ما في بيتي ليس في خزائني شيء لم ارهم اياه.

 5- فقال اشعياء لحزقيا اسمع قول رب الجنود.

 6- هوذا تاتي ايام يحمل فيها كل ما في بيتك و ما خزنه اباؤك الى هذا اليوم الى بابل لا يترك شيء يقول الرب.

 7- و من بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهم ياخذون فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل.

 8- فقال حزقيا لاشعياء جيد هو قول الرب الذي تكلمت به و قال فانه يكون سلام و امان في ايامي

 

 

بدأ هذا الإصحاح في الإشارة إلى سبى بابل، وكان من قبل يتكلم عن سبى أشور وما بعد هذا الإصحاح تحول الكلام إلى بابل كعدو للشعب، ولسبى بابل ثم الخلاص منه.

 

آية (1،2)  في ذلك الزمان أرسل مرودخ بلادان بن بلادان ملك بابل رسائل و هدية إلى حزقيا لأنه سمع انه مرض ثم صح. ففرح بهم حزقيا و أراهم بيت ذخائره الفضة و الذهب و الاطياب و الزيت الطيب و كل بيت أسلحته و كل ما وجد في خزائنه لم يكن شيء لم يرهم إياه حزقيا في بيته و في كل ملكه.

كانت بابل في ذلك الوقت مازالت تحت حكم أشور ولكن نجمها بدأ يبزغ وبدأت تتمرد على أشور، وأرسل ملك بابل حزقيا يهنئه بالشفاء، بل ويستفهم عن الأعجوبة الفلكية في رجوع الظل، فهم في بابل كانوا يعبدون الشمس وكانت فرصة لحزقيا أن يشهد لإلهه. ولكن بكبريائه فشل. فكأنه نجح أمام ربشاقى ونشر رسائله وصلى طالباً معونة الرب أما هنا فرسب في هذه التجربة اليمينية (هنا نرى فائدة للتجارب المؤلمة مثل حصار أشور فقد قربت حزقيا لله ) ولكن مع التجربة اليمينية التي فيها تمجيد للذات لم يستشر الرب ولم يشهد له لان الرسائل كانت تمجد الملك بسبب ما حدث للشمس بسببه، وبسبب هزيمة أشور عدو بابل على أسوار أورشليم، بل وأتى رسل بابل معهم بهدايا فلم يسأل الرب عن الرسائل التي كان من المحتمل أنها تتضمن تجاديف على الله. وربما فكر حزقيا أن بابل لها مستقبل قوى ويمكن الإعتماد عليها أو التحالف معها. ولنسأل حزقيا ونسأل أنفسنا بعد كل ما ناله حزقيا من الله ماذا كان سيضاف إليه من هؤلاء الأمراء البابليين. بل كان يجب أن يشفق عليهم في وثنيتهم إذ هم لا يعرفون الله.

 

آية (3)  فجاء اشعياء النبي إلى الملك حزقيا و قال له ماذا قال هؤلاء الرجال و من أين جاءوا إليك فقال حزقيا جاءوا إلي من ارض بعيدة من بابل.

كلام إشعياء فيه تحقير لهم من أين جاء هؤلاء الرجال. وجواب حزقيا فيه افتخار جاءواإلىَ من أرض بعيدة.. فأنا أستحق هذا.

 

آيات (6، 7) هوذا تأتي أيام يحمل فيها كل ما في بيتك و ما خزنه إباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل لا يترك شيء يقول الرب.و من بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهم يأخذون فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل.

هذه نبوة واضحة بسبي بابل، وسبى بابل لم يحدث نتيجة هذه الخطية ولكن بسبب خطايا منسى ومن جاءوا بعده بل وخطايا الشعب كله ولكن ذكر السبي هنا كتوبيخ لحزقيا كمن يقول “هؤلاء الذين تفكر في التحالف معهم سيفعلون كذا….”.

 

آية (8)  فقال حزقيا لاشعياء جيد هو قول الرب الذي تكلمت به و قال فانه يكون سلام و أمان في أيامي

هنا حزقيا يعترف بخطيته ويسلم الأمر لإرادة الرب بعد أن أعطاه إشعياء درساً في التواضع.

 

ملحوظة : إظهار كل مخازن حزقيا ضد قول داود أن كل مجد ابنة الملك من داخل. لذلك علينا أن نحتفظ بعلاقتنا بالله سرا.ً

ص 1 – ص 35 نرى فيهم ما وصلت إليه البشرية من إنحطاط وموت

ص 36 – ص 39 نرى فيهم حزقيا سينتصر على الموت إشارة لان عدونا الأول أي الموت سيتم الانتصار عليه    ولكن كيف ننتصر ؟

ص 40 – ص 66 نرى المسيح المخلص الذي سينقذنا من الموت مؤسساً كنيسته.

 

كورش الملك

فى الإصحاحات  40 – 66 يتكلم كثيراً عن كورش الملك فمن هو كورش

كورش من مملكة مادى وهو متسلسل من أستياجيس ملك ميديا. على أن البعض يقولون أنه لقيط. و أنه كان معرضاً للموت لولا أن أنقذته زوجة أحد الرعاة ولكن على أي الأحوال، كان رجلاً عبقرياً نشيطاً. وسريعاً ما صار معتبراً حين حاول ملك ليديا امتلاك بلاده فثار عليه حتى أمتلك هو ليديا نفسها المملكة الغنية جداً فاغتنى هو جداً. وكان غنى ملك ليديا (كروسيس) مضرباً للأمثال. ثم أستعمر باقي الممالك التي تتبع ليديا، وهذا شجعه على أن يهاجم بابل نفسها مع خاله داريوس الفارسى وبهذا أتحدت مادى وفارس. و كانت بابل محيطها 45 ميلاً أو أكثر وسورها 32 قدماً وارتفاعه 100 ذراع والبعض يصل تقديراته لضعف هذه الأرقام. ويقولون أنه كان يمكن ل 6 مركبات حربية أن تسير على سور بابل متوازية. وكان لبابل 100 باب نحاسي لها مزاليج من حديد. وعظمة بابل أغرى كورش على أن يخطط ويصمم على غزو بابل القوية الغنية. وهذه النبوات عن كورش قيلت قبل حدوثها ب 210 سنه وهكذا كان الله يعد الخلاص لشعبه حتى قبل أن يسقط في السبي ومن ناحية أخرى كان الله يعد زربابل قائد مسيرة العودة من السبي وكورش في كل ما سنقرأه عنه هو رمز للمسيح. فكما حرر كورش اليهود من سبى بابل حررنا المسيح من السبي الشيطاني الرهيب “إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً” وكما بني المسيح هيكل جسده (الكنيسة)  أصدر كورش أمراً ببناء الهيكل، وكما كسر كورش الأبواب الرهيبة المنيعة لبابل (رمز مملكة الشيطان) هكذا فعل المسيح إذ كسر مصاريح الهاوية وحرر الأموات، وكسر كل تحصينات إبليس وقال المؤرخين عن كورش أنه مثال أعلى للقوة مع البساطة والطهارة وضبط النفس أسماه الكتاب مسيح الرب فهو معين من قبل الرب لعمل خلاص لشعبه رمزاً للمسيح المخلص. و معنى أسم كورش شمس (المسيح شمس البر) وبالآرامية (راعي) رمز للمسيح.

 

خطة فتح بابل بواسطة كورش

                                                                                                                                        

كانت بابل قد أقامت أسوار حسب الرسم فيما عدا منطقة النهر إذ أن النهر هو عائق طبيعي. وأقامت مخازن للطعام تكفيها 20 سنة، ونهر الفرات يمدها بالماء. لذلك كان من العبث حصارها فمن الذي سيحاصر مدينة لمدة 20 سنة

 ولكن جاء كورش بخطة عجيبة إذ وجد بحيرة جافة حفرتها

إحدى ملكات بابل لإقامة بحيرة صناعية. فحول مجرى النهر إليها

 ولما جف مجرى نهر الفرات دخل جنود الفرس من خلال النهر إلى داخل بابل وفتحوا الأبواب من الداخل ليدخل بقية الجيش. وكانت بابل في هذه الليلة في حالة سكر من الملك للحراس. فضربهم كورش وجنوده ضربة عظيمة (دا 5) وهذه الخطة العسكرية تنبأ عنها إشعياء (ص 44، 45)

زر الذهاب إلى الأعلى