متى صليتم

” متى أردتم أن تصلوا ” . الصلاة إرادة قبل كل شيء ، كما حينما تجوع تريد أن تأكل في الحال . هكذا الصلاة جوع روحي ، إذا اشتد على الإنسان أراد في الحال أن يصلي.

ما معنى هذا ؟ معناه أن الصلاة حاجة مُلحة على الإنسان ، لا يرتاح حتى يكملها. وهذا معناه أيضا أننا إذا كنا نصلي بدون إرادة الجوع الحقيقي بالروح لله تكون صلاة كاذبة ، كالأكل لإنسان ليس جوعاناً، كما يقولون إن الأكل للشبعان – أي الذي ليس جائعاً – خسارة !  فالصلاة خسارة لمن لا يكون جوعاناً وعطشاناً بالروح لله وللرب يسوع.

ولكن ، ومن أين يأتي الجوع الروحي والعطش الروحي؟

قال أيوب الصديق : “في الجوع يفديك من الموت” ( أي 5 : 20) ، فكما أنه في الجوع الجسدي يتعرض الإنسان للموت ويموت فعلاً إذا اشتد عليه ؛ كذلك يرى أيوب أن في الجوع الروحي يتقدم الله ويفديك بنفسه . هذا ا الجوع الروحي هو الحاجة الشديدة لله وقت الضيق . فالخلاص من الجوع الروحي فداء ، حيث الإحساس بالفداء يكون كالإحساس بالشبع ، وراحة النفس وفرح الجسد ؛ هكذا يكون فرح الروح بالصلاة شبع ، بل أعظم شبع : « طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون » . وللعطشان بالروح يقول الرب : « لأني أسكب ماء على العطشان » ( إش 44 : 3 ) ، والمسيح نادي من عطش إليه : « إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب » .

هذا هو الجوع والعطش الحقيقي إلى الله في مضمون الصلاة ومضمون : ” إن أردتم أن تصلوا” ، فهي إرادة ناشئة من جوع وعطش حقيقيين.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى