تفسير سفر اللاويين ٦ للقمص أنطونيوس فكري

شرح اللاويين – الإصحاح السادس

 

الأيات 1 – 7 :

و كلم الرب موسى قائلا. اذا اخطا احد و خان خيانة بالرب و جحد صاحبه وديعة او امانة او مسلوبا او اغتصب من صاحبه. او وجد لقطة و جحدها و حلف كاذبا على شيء من كل ما يفعله الانسان مخطئا به. فاذا اخطا و اذنب يرد المسلوب الذي سلبه او المغتصب الذي اغتصبه او الوديعة التي اودعت عنده او اللقطة التي وجدها. او كل ما حلف عليه كاذبا يعوضه براسه و يزيد عليه خمسه الى الذي هو له يدفعه يوم ذبيحة اثمه. و ياتي الى الرب بذبيحة لاثمه كبشا صحيحا من الغنم بتقويمك ذبيحة اثم الى الكاهن. فيكفر عنه الكاهن امام الرب فيصفح عنه في الشيء من كل ما فعله مذنبا به.

نجد فيها النوع الثانى أى الخطايا الموجهة للآخرين. ولاحظ تسمية الخطية هنا خيانة بالرب = نفس التسمية الخاصة بالخطية ضد الأقداس فخطيتى تجاه الآخرين هى خطية تجاه الله أولاً. والخطايا المشار إليها معناها أن يودع إنسان أمانة أو وديعةعند شخص ويأتى ليستردها فينكر أن له شيئاً. ويدخل فى هذا قطعاً من يستأمنوه على أموال اليتامى والقصر فيبتلعها. أو من لا يوفى لعامل حقه. وقد يدخل تحت هذه الخطية الإستهتار بما أودعه الله فى روحى ومواهبى فهى وديعة على أن استثمرها لمجد الله “1تى 6 : 20” الله يطلب صورته فينا فأى صورة سنقدمها له فى اليوم الأخير. ويندرج أيضاً تحت هذا البند الوديعة التى سلمها الآباء لكنيستنا أعنى التقليد وحافظت عليه كنيستنا وبنعمة المسيح تحفظ الوديعة لليوم الأخير. هنا التقييم لا يكون بشاقل القدس فهذا بين إنسان وإنسان. وقوله فى آية (7)  فيصفح عنه فى الشئ من كل ما فعله مذنباً به = له ترجمة أخرى “فيصفح عنه فى أى شئ يكون قد فعله” هذه فاعلية دم المسيح. وذبيحة الإثم دائماً كبش. كما فدى الكبش إسحق هكذا فدانا المسيح. ولاحظ هنا أننا لا نرى الشخص الخاطئ من هو؟ أو ما هو مركزه ؟ لكننا نرى تصنيفاً للخطية بأنواعها. وفى أى خطية نجد ذبيحة الإثم نوع واحد. فأى خطية عقوبتها الموت مهما كانت صغيرة. والمسيح مات عن كل الخطايا فكل خطية تحتاج لنفس التكفير فهى موجهة لشخص الله الغير محدود (خيانة) فتحتاج لكفارة غير محدودة.

 

الأيات 8 – 13 :

و كلم الرب موسى قائلا. اوصي هرون و بنيه قائلا هذه شريعة المحرقة هي المحرقة تكون على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح و نار المذبح تتقد عليه. ثم يلبس الكاهن ثوبه من كتان و يلبس سراويل من كتان على جسده و يرفع الرماد الذي صيرت النار المحرقة اياه على المذبح و يضعه بجانب المذبح. ثم يخلع ثيابه و يلبس ثيابا اخرى و يخرج الرماد الى خارج المحلة الى مكان طاهر. و النار على المذبح تتقد عليه لا تطفا و يشعل عليها الكاهن حطبا كل صباح و يرتب عليها المحرقة و يوقد عليها شحم ذبائح السلامة. نار دائمة تتقد على المذبح لا تطفا.

 

شريعة ذبيحة المحرقة

إوصى هرون وبنيه = لأن هذا الكلام موجه للكهنة لا للشعب. لذلك لم يقل كلم بنى إسرائيل المحرقة تكون على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح = كان هناك محرقة صباحية ومسائية راجع خر 29 : 38`، 39. وكانت المحرقة المسائية توضع على المذبح حوالى الساعة السادسة مساءً لكى تظل على نار المذبح حتى الصباح. حيث كان يلزم أن تبقى النار مشتعلة بغير إنقطاع. هى علامة تكريس إسرائيل لله وهذه كانت وظيفة الكاهن أن يحفظ الشعلة دائماً بتغذيتها بالشحم والحطب. وهذه المحرقة تشير لحياتنا التى نقدمها بنار الروح القدس ذبيحة حب لله. فالنار الإلهية تحرق أشواك الخطية من قلوبنا ثم تشعلها بنار المحبة. وفى هذا يقول بولس الرسول “من يفصلنى عن محبة المسيح… رو 8” “حسبنا كغنم سيقت للذبح” “من أجلك نمات النهار كله”. ولماذا الإشارة هنا للمحرقة المسائية دون الصباحية ؟

1- من المفهوم أن فى النهار هناك كهنة كثيرين مستيقظين فلن تطفأ النار أمامهم. أما فى الليل الذى يشير للنوم أو التراخى والكسل فالغالبية أنهم نيام. إذن هى دعوة أن يكونوا متيقظين “أنا نائمة وقلبى مستيقظ” وهذا واجب الكهنة السهر على الآخرين.

2-  تشير إلى أننا ينبغى أن نظل مشتعلين بالحب الإلهى طول ليل هذا العالم حتى يأتى شمس البر.

3- هى نار مشتعلة فى الليل يراها البار فينام فى فرح شاعراً بقبول الله له ويراها الخاطئ فيرى فيها صورة لليل فى جهنم (مر 9 : 44) حيث النار لا تطفأ.

ورفع الرماد = عمل مقدس، يستلزم الكاهن أن يلبس ثيابة الكهنوتية البيضاء. هذا فيه إشارة لقدسية الذبيحة، فحتى رمادها مقدس. وهذا ما حدث مع مخلصنا فهو دفن مع غنى “وكان محله مجداً” اش 11 : 10. والرماد يشير إلى أن الذبيحة لم تتلاشى بل هى تحولت لرماد (الرماد إشارة لجسد المسيح فى القبر) لذلك فالمكان الذى يذهب فيه الرماد يسمى مكان طاهر = إشارة لقبر المسيح. وكما قام المسيح بجسده الممجد سيعطينا نحن الرماد والتراب بعد أن نموت ونتحول لتراب ورماد، جسداً ممجداً مثله. وكان الكاهن يرفع الرماد من على المذبح ويضعه على جانب المذبح الشرقى ثم يستبدل ملابسه البيضاء بملابسه العادية (فلا يصح أن يخرج خارج الخيمة بملابس الخدمة) ثم يخرج الرماد إلى خارج المحلة. وهكذا يفعل الكاهن القبطى فلا يظهر بملابس الخدمة البيضاء خارج الكنيسة، إشارة إلى أننا سنلبس ملابس البر والبهاء فى السماء وليس على الأرض. وكانوا يلقون الرماد فى مكان مقدس دعى مرمى الرماد (4 : 12) وهو محاط بسور حتى لا تذريه الرياح وما كان لأجنبى أن يمسه. هى صورة لجسد المسيح المقدس فى القبر. وراجع أر 31 : 40 وادى الجثث والرماد يتحول لقدس وغالباً كان هذا الوادى قريباً جداً من الجلجثة يو 19 : 41 (ولاحظ أننا حينما نحمل الذبيحة فينا الأن نصير نحن التراب مقدسين) والمعنى أننا نحن الجثث والرماد بصليب المسيح نتحول إلى مقدسين. والنار على المذبح تتقد عليه = هذه جاءت من لدن الله مع مسح هرون وبنيه (9 : 24) ثم إحتفظ بها اليهود (بالشحم والحطب). وكان يوجد على المذبح ثلاث شعلات واحدة منها وهى الكبيرة، هذه للتقدمات اليومية، لحرقها والثانية تسمى شعلة البخور يؤخذ منها لإحراق البخور صباحاً ومساءً والثالثة كان يشعل منها الشعلتين السابقتين وهذه الشعلة الثالثة كانت هى الشعلة الدائمة. وهنا نرى على المذبح ناراً متقدة هى نار غضب الله التى تأكل جسد الذبيحة. وهى النار التى إشتعلت فى جسد المسيح على الصليب وفيها أيضاً نرى حب المسيح النارى الذى قبل هذا لأجلنا، ومن هنا نفهم كيف أن المحبة قوية كالموت. راجع (2مل 1 : 19 – 36) لترى إستمرار هذه الشعلة بعد هدم المذبح فى أيام سبى بابل.

آية (12) تشير للمحرقة الصباحية. وإيقاد ذبائح السلامة عليها معناه أننا حصلنا على السلام بواسطة تقديم المسيح نفسه ذبيحة محرقة أى بطاعته الكاملة للآب فى تدبير الفداء وذبائح السلامة تقدم على المحرقة الصباحية فلن يأتى أحد بذبيحة سلامة ليحتفل ليلاً.

 

الأيات 14 – 18 :

و هذه شريعة التقدمة يقدمها بنو هرون امام الرب الى قدام المذبح. و ياخذ منها بقبضته بعض دقيق التقدمة و زيتها و كل اللبان الذي على التقدمة و يوقد على المذبح رائحة سرور تذكارها للرب. و الباقي منها ياكله هرون و بنوه فطيرا يؤكل في مكان مقدس في دار خيمة الاجتماع ياكلونه. لا يخبز خميرا قد جعلته نصيبهم من وقائدي انها قدس اقداس كذبيحة الخطية و ذبيحة الاثم. كل ذكر من بني هرون ياكل منها فريضة دهرية في اجيالكم من وقائد الرب كل من مسها يتقدس.

 

شريعة تقدمة الدقيق

ويأخذ منها بقبضته = الذراع واليد يشيران إلى كلمة الله المتجسد. فالمسيح هو قوة الله وحكمته 1كو 1 : 24. وكون أحدهم يقول فلان ذراعى الأيمن يقصد أنه يعمل ما أريد كما أريد وهكذا المسيح تجسد لينفذ ما يريده الآب. اش 51 : 9 + 52 : 10 + 59 : 1، 16. والأصابع تشير للروح القدس، راجع مت 12 : 28، لو 11 : 20 فالمسيح يخرج الشياطين بسلطان الروح القدس الذى أسماه أصبع الله لأن القوة فى الذراع أما الذى ينفذ العمل فهى الأصابع. والروح القدس هو الذى يعمل فى الأسرار ليؤسس كنيسة المسيح وذلك بإستحقاقات وقوة دم المسيح. وقد بدأ الروح القدس عمله فى تجسد المسيح فى بطن العذراء حين حل على العذراء. وكان جسد المسيح الذى تكون فى بطن العذراء هو بداية تكون جسد الكنيسة. ولنرى منظر الكاهن وهو يمسك فى قبضته بالدقيق ويضعه فى النار ويأكل الباقى لنرى هذه الصورة، وهى أن المسيح أصبح يمسك طبيعتنا (عب 2 :16) كما بقبضته ونصير تقدمة حب لله. وما يوضع فى النار يشير للمسيح والباقى يأكله الكاهن يكون طاهراً ويشير للكنيسة جسد المسيح. واللبان كله لله = فالله له وحده كلالتسبيح والتمجيد والكهنة لهم الدقيق والزيت أى لهم التعزية وعطايا الله الوفيرة والشبع الروحى والمعرفة حتى يستطيعوا أن يعلموا الشعب. والزيت كان على الدقيق المقدم على المذبح وعلى الدقيق نصيب الكاهن فالروح القدس حل على المسيح لحساب كنيسته.

رائحة سرور = هذه هى حياة المسيح على الأرض رائحة سرور لقداسته وكماله. وأكل الكهنة من تقدمة الدقيق تشير لتمتعنا بالإتحاد مع المسيح خلال جسده المبذول وهذا لا ينعم به سوى المعمدون أى من لهم الكهنوت العام. كل من يمسها يتقدس = أى كل من يمسها يصير قدساً للرب أى مكرساً له ولخدمته. وكان هناك مكان مخصص لأكل هذه التقدمة = يؤكل فى مكان مقدس فى داخل الخيمة. هذا يشير لتمتعنا بالحياة السماوية خلال هذه الذبيحة. ويشير هذا أن معرفتنا بالمسيح تستلزم أن نعتزل شرور العالم فريضة دهرية = بالنسبة لليهود يستمر هذا الطقس ما دام الكهنوت اللاوى قائم. وبالنسبة للكنيسة فهى فريضة حتى يوم القيامة. فطير = أى بدون خمير والخمير رمز للشر

ملحوظة :- كان الكاهن الذى يأكل من هذه التقدمة خارج الخيمة يجلد 39 جلدة. وقوله كل من يمسها يتقدس ينطبق على الآنية فتصبح أنية مكرسة للرب لإستعمال الهيكل.

 

الأيات 19 – 23 :

و كلم الرب موسى قائلا. هذا قربان هرون و بنيه الذي يقربونه للرب يوم مسحته عشر الايفة من دقيق تقدمة دائمة نصفها صباحا و نصفها مساء. على صاج تعمل بزيت مربوكة تاتي بها ثرائد تقدمة فتاتا تقربها رائحة سرور للرب. و الكاهن الممسوح عوضا عنه من بنيه يعملها فريضة دهرية للرب توقد بكمالها. و كل تقدمة كاهن تحرق بكمالها لا تؤكل.

 

تقدمة الكهنة

العجيب أن الكاهن وهو يتمتع بنصيب من هذه التقدمة، إذ به يلتزم هو أيضاً أن يقدم للرب تقدمة. وكان الكاهن يقدم هذه التقدمة يوم تكريسه فقط ككاهن أما رئيس الكهنة فيقدم هذه التقدمة يومياً صباحاً ومساءً. ويقول يوسيفوس أن رئيس الكهنة كان يأتى كل صباح بعشر إيفة دقيق = 1.75 كيلوجرام ويقدسه ثم يقسمه قسمين بمكيال محفوظ فى القدس ثم يأتى بثلاثة مكاييل زيت ويعرف مكيال الزيت باللج وهو يساوى 110 درهم ويعجن الدقيق بالزيت ويقسم العجين إلى 12 قرص ويخبزها قليلاً ويحترس ألا تيبس بل تستمر رخوة. ثم يقسمها إلى قسمين فيقرب 6 أقراص صباحاً و6 أقراص مساءً. هى فريضة دهرية = لاحظ أن عطية الكاهن تحرق كلها فهنا يتكلم عن المسيح الرأس الذى قدم نفسه تماماً وكلية ولا يتكلم عن الكنيسة كما فى آية (16). وتعنى أن الكهنة ملزمون بينما هم متمتعون بخيرات الله أن يقدموا شكرهم لله هم أيضاً. وكيف يقدمون شكرهم للرب ؟ بتكريسهم الكامل هم أيضاً وأنهم يعطوا الله كل حياتهم. هذا وحده يملأهم من عطايا الله. لذلك قيل فى عطايا الكهنة وتملأ يد هرون وأيدى بنيه خر 29 : 9. ثرائد تقدمة فتاتاً هذه هى الأرغفة الإثنى عشر التى يقدمها رئيس الكهنة

 

الأيات 24 – 30 :

و كلم الرب موسى قائلا. كلم هرون و بنيه قائلا هذه شريعة ذبيحة الخطية في المكان الذي تذبح فيه المحرقة تذبح ذبيحة الخطية امام الرب انها قدس اقداس. الكاهن الذي يعملها للخطية ياكلها في مكان مقدس تؤكل في دار خيمة الاجتماع. كل من مس لحمها يتقدس و اذا انتثر من دمها على ثوب تغسل ما انتثر عليه في مكان مقدس. و اما اناء الخزف الذي تطبخ فيه فيكسر و ان طبخت في اناء نحاس يجلى و يشطف بماء. كل ذكر من الكهنة ياكل منها انها قدس اقداس. و كل ذبيحة خطية يدخل من دمها الى خيمة الاجتماع للتكفير في القدس لا تؤكل تحرق بنار

 

شريعة ذبيحة الخطية

نلاحظ أنه فى (25) ينص على أن ذبيحة الخطية تذبح فى نفس المكان الذى تذبح فيه المحرقة :-

1 – لأن كل الذبائح تشير لشخص المسيح المصلوب الواحد           2 – غفران الخطية يتبعه قبول الله لنا

قدس أقداس = هناك فرق بين الخاطئ وحامل الخطية. فالذبيحة ليست خاطئة لكنها حاملة خطية فهى قدس أقداس ولأنها تمحو خطايا الآخرين وهى ترضى العدل الإلهى. هى تشير للمسيح الذى مع أنه حمل خطايا البشر إلا أنه قدوس.  وفى (26) الكاهن الذى يعملها للخطية يأكلها = الله الذى يرفع خطية الخاطئ لذلك يقبل جزء من الذبيحة على المذبح. والكاهن أيضاً يأكل كعلامة للصلح ولكن مقدم الذبيحة لا يأكل فهو لا دخل له فى الكفارة ولم يعمل شيئاً سوى إعترافه بالخطية. الدم الذى يغفر هو دم المسيح والكاهن واسطة المغفرة. إذاً هو له عمل. وهو كوسيط يأكل جزء من الذبيحة. أما دم وجسم الذبيحة للنار. وتعتقد كنيستنا أن الله والمذبح والكاهن يشتركوا فى مغفرة خطاياى. المسيح ذبح من أجلى والكاهن خادم للأسرار، عن طريقة مسحت بالدم، دم المسيح. فخطاياى غفرت بالدم والذى مسحنى هو الكاهن.

لاحظ أن بعض الدم كان يوضع على قرون مذبح المحرقة وباقى الدم يسكب عند قدمى المذبح إشارة إلى أنه لا يمكن إرضاء الله إلا بالدم وإشارة إلى أن حياتنا كان ينبغى أن تسكب سكيباً تاماً أمام الله من أجل خطايانا. وحينما نتأمل هذه الصورة ونحن لا نستطيع أن نسكب دمائنا من أجل خطايانا ينبغى أن نسكب أنفسنا فى إنسحاق أمام الله على مذبح الصلاة

وفى (27) من مس لحمها يتقدس = أى لا يجوز أن يأكل منها إلا من كان مستعداً ومن جانب آخر أن من يمسها يحسب فى ملكية الرب نفسه. وقارن هذه الأية بـ رؤ 7 : 14 فنحن نلبس الثياب البيض ثياب البر بواسطة دم المسيح. ويغسل الثوب الذى إنتثر عليه الدم فى مكان مقدس= واليهود خصصوا بئراً مخصوصة فى دار الهيكل وغرفة خاصة للغسيل. وكان الكهنة هم الذين يقومون بهذا العمل (أنظر التأمل أسفل الصفحة)

آية (28) الإناء الخزف الذى تطبخ فيه يكسر = فهو يمتص الدم. وهو خزف فهو رخيص الثمن. وهذا يشير لجسدنا المأخوذ من طين الأرض وهو إناء خزف 2كو 4 : 7 ونحن إمتصصنا دمه فى تناولنا من جسده ودمه. وهذا الجسد لابد وسينكسر بالموت وكذلك الأرض التى أرتوت بدم المسيح  تختفى وتباد ويكون أرض جديدة بعد ذلك وسموات جديدة أيضاً. وإن طبخت فى إناء نحاس يجلى ويشطف بماء هذا يشير لطبيعتنا الجديدة التى حصلنا عليها بالمعمودية وهذه الطبيعة طبيعة جديدة  كأنها جليت أى أصبحت منيرة وهى ثابتة فالنحاس رمز للثبات. قطعاً هذا الثبات إختيارى بدليل قول المسيح “إثبتوا فى وأنا فيكم” وقارن مع “وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد” 1يو 2 : 17.

آية (30) كل ذبيحة يدخل بدمها إلى خيمة الإجتماع… لا تؤكل = وهذه الذبائح هى الذبائح التى يقدمها رئيس الكهنة عن نفسه أو عن الجماعة وهذه لا يأكل منها رئيس الكهنة فهو هنا أما خاطئ أو مسئول عن خطية الشعب كله فلا يصلح أن يقوم هنا بدور الشفاعة. تحرق بالنار = والذبيحة تحرق كلها فالخطية لوثت الإنسان كله وهذا المعنى يوضحه إشعياء “أش 1 : 5، 6 كل الرأس مريض وكل الجسم سقيم” جلد الذبيحة يرمز لمظهرنا وكبريائنا والرأس يمثل الأفكار الخاطئة والشريرة. والأكارع تمثل الأقدام التى تسعى للخطية والأحشاء تمثل القلب الذى يشتهى من الداخل وباقى الأعضاء تشترك فى الخطية

تأمل :- الثوب المتسخ يشير لحياتى التى تلوثت بالخطية وأصبحت لا تليق بالسماء “مت 22” وكيف تتطهر ثيابى؟ بدم المسيح رؤ 7 : 14. وفى طقس غسل الثياب التى إنتثر عليها الدم نرى الدم الذى يقدس مع ماء (هذا ما خرج من جنب المسيح) فالدم يقدس والماء إشارة للروح القدس الذى يعمل فى الأسرار (المعمودية والإعتراف) حتى يظل الثوب طاهراً    

فاصل

تفسير لاويين 5 تفسير سفر اللاويين تفسير العهد القديم
تفسير لاويين 7
 القمص أنطونيوس فكري
تفاسير سفر اللاويين تفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى