تفسير المزمور 120 للقمص أنطونيوس فكري

 

آية (1): “إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيْقِي صَرَخْتُ فَاسْتَجَابَ لِي.”

هذه الآية نبوة عن آلام المسيح (عب7:5). هذه الآية هي بلسان المسيح في محنته وأن الآب استجاب له فأقامه، إذ لم يكن من الممكن أن يحجزه الموت. وهذه الآية هي صرخة إنسان شعر بأنه في خطيته هو في ألم وفي لعنة، فيصرخ لله برجاء.

 

الآيات (2، 3): “يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي مِنْ شِفَاهِ الْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ. مَاذَا يُعْطِيكَ وَمَاذَا يَزِيدُ لَكَ لِسَانُ الْغِشِّ؟”

شفاه الكذب.. لسان الغش= صاحب لسان الغش هو إبليس الذي خدع آدم وحواء فأسقطهما، ومازال يخدعنا إذ يصور لنا أن خطايانا هي بلا عقوبة ولسان الغش هو من يمدحنا بما ليس فينا وبرياء، وقد نكون سالكين في طريق الموت ونسمع من صاحب لسان غش ما يشجع على الاستمرار. ولسان الغش هو لسان الهراطقة. ولسان الغش هو لسان النمام وشاهد الزور والمفتري ظلمًا (كما حدث مع المسيح) وقد يكون لساني أنا حين أنافق ولا أقول الحق. وهنا يتساءل المرنم ما الذي يستفيده صاحب هذا اللسان الغاش، بل كل غش سيكون مصيره نار تحرق قلب الغشاش.

 

آية (4): “سِهَامَ جَبَّارٍ مَسْنُونَةً مَعَ جَمْرِ الرَّتَمِ.”

سِهَامَ جَبَّارٍ مَسْنُونَةً = هي سهام إبليس ضدنا. الرَّتَمِ = نوع من شجر الشيح ينمو في الصحاري وقد تؤكل جذوره، ويصنع منه أحيانًا الفحم. فحروب إبليس ضدنا هي كسهام جبار مسنونة محماة في هذا الفحم المشتعل = جَمْرِ الرَّتَمِ. ولكن الله لم يتركنا بلا أسلحة (أف11:6-18 + 2كو4:10، 5 + مز5:45).

 

آية (5): “وَيْلِي لِغُرْبَتِي فِي مَاشِكَ، لِسَكَنِي فِي خِيَامِ قِيدَارَ!”

ماشك = قبيلة من نسل يافث (تك2:10) يقطنون بجانب البحر الأسود ويمثلون روحيًا من هم في غربة وفي بعد عن أورشليم، أو بعيدين عن عشرة الرب ويذكر في (حز13:27) أنهم يتاجرون في نفوس الناس. وهكذا كل من يبتعد عن الرب يُستعبد. قيدار= أحد أحفاد إسماعيل، وكانت خيامهم سوداء من شعر الماعز (نش5:1). واللون الأسود يشير للخطية (أر23:13). فهنا نجد الخاطئ يتأوَّه من حاله وهو مستعبد في خطيته، متغربًا عن الرب. بل هو حالنا جميعًا طالما نحن في هذا الجسد (رو23:7، 24).

 

آية (6): “طَالَ عَلَى نَفْسِي سَكَنُهَا مَعَ مُبْغِضِ السَّلاَمِ.”

هنا يشعر بالغربة في العالم (عب14:13 + في23:1).

 

آية (7): “أَنَا سَلاَمٌ، وَحِينَمَا أَتَكَلَّمُ فَهُمْ لِلْحَرْبِ.”

هذه الآية نبوة عن المسيح ملك السلام، واهب السلام، أما أهل العالم فيبغضون السلام. لا سلام قال إلهي للأشرار (أش22:48).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى