تفسير المزمور 23 للقديس أغسطينوس
عظة في المزمور الثاني والعشرين
(بحسب السبعينية)
مراعي الرب
الكنيسة، بفم النبي ، تفرح وتُهلّل بأنّها القطيع الذي توجّهه عصا الراعي الصالح، وتقوده إلى مراعي الإفخارستيا المقدّسة.
مزمور لداود
1- هي الكنيسة تُخاطب المسيح وتقول : «الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.» (23: 1).
۲ – «في مراع خصيبة يُقيلُني» (23: 2) يُقيلُني في مراع خصيبة، لكي يُطعمني ويبدأ فيقودني إلى الإيمان. «ومياه الخلاص يوردني». بمياه المعموديّة نماني، بالمياه التي تُقوّي الواهنين وتهبهم العافية.
3- «يردّ القوّة إلى نفسي، ويهديني إلى سبل البرّ من أجل مجد اسمه» (23: 3) قادني في سبل برّه الضيقة، حيث لا يقوى على السير إلا القليلون، لا لاستحقاقاتي، بل لمجد اسمه.
4- «إني ولو سلكت في وادي ظلال الموت»: أي حتى ولو اضطررت إلى السير وسط هذه الحياة، التي هي ظلّ الموت. «لا أخاف سوءًا لأنك معي» (23: 4). لا أخاف سوءًا لأنك تسكن في قلبي بالإيمان، وأنت الآن معي، لكي أصير معك بعد ظلال الموت. «عصاك وعكازك هما يُعزّيانني» (23: 4). تأديبك لي هو كالعصا التي تعيد النعاج إلى الحظيرة، وكالعصا التي تُحفّز البنين المتفوقين، الذين ينتقلون من الحياة الحيوانية إلى الحياة الروحية. لا تحزنني، بل تُعزّيني، لأنك تعتني بي.
5 – «هيأت أمامي مائدة تجاه مُضايقي» (23: 5). بعد العصا التي كانت ترعى القطيع في الحظيرة وفي المرعى، طفولتي وحياتي الحيوانية؛ بعد تلك العصا، أتتني العكازة، فهيأت أمام عيني مائدة من أجل ألا يبقى طعامي لبن الطفولة ،وأتناول، إذ غدوتُ شابا، طعامًا يُقوّيني، فأصدّ مُضايقي مسحت بالدهن الذكي رأسي. ملأت قلبي فرحًا روحيا . «يا للنشوة اللذيذة في الكأس التي أعطتنيها» (23: 5). لذيذ شرابك فإنّه يُنسينا الملذات الباطلة.
6- «جودتك ورحمتك تتبعانني جميع أيام حياتي» (23: 6)، أي طالما أنا في هذه الحياة الفانية، التي ليست حياتك، بل حياتي. لكي أسكن في بيت الربّ طول الأيام الأبدية. تتبعانني لا في هذه الدنيا فقط، بل تسكنني بيت الربّ إلى الأبد.