تفسير يشوع بن سيراخ ٥ للقس أنطونيوس فكري

 

الإصحاح الخامس

الآيات (1-10): “1 لا تعتد بأموالك ولا تقل لي بها كفاية. 2 لا تتبع هواك ولا قوتك لتسير في شهوات قلبك. 3 ولا تقل من يتسلط على فان الرب ينتقم منك انتقاما. 4 لا تقل قد خطئت فأي سوء أصابني فان الرب طويل الأناة. 5 لا تكن بلا خوف من قبل الخطيئة المغفورة لتزيد خطيئة على خطيئة. 6 ولا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي. 7 فان عنده الرحمة والغضب وسخطه يحل على الخطاة. 8 لا تؤخر التوبة إلى الرب ولا تتباطأ من يوم إلى يوم. 9 فان غضب الرب ينزل بغتة ويستأصل في يوم الانتقام. 10 لا تعتد بأموال الظلم فأنها لا تنفعك شيئا في يوم الانتقام.

من له أموال يثق بها وأنها تحميه يصعب دخوله للسماء، إذ هو لا يتكل على الرب (مر24:10،25) لا تقل بها كفاية= أي لا أحتاج إلى الله. ولا تغتر بقوتك وشبابك فتتبع شهوات قلبك ولا تقل من يتسلط عليّ.. فعقاب هذا الرب ينتقم منك. ولا تنخدع بطول أناة الله فإنه لأجل أن يقودنا الله للتوبة فإنه يطيل أناته (رو4:2). ولا تستهتر إذ يغفر الله لك خطاياك، كمن يفعل الخطية بإستهتار معتمداً أنه سيأتي ويعترف بها فيغفرها له الله فهذا يزيد خطاياك خطيئة على خطيئة. ولا تؤخر التوبة فمن يضمن عمره. وهناك من يأخذ أموال الآخرين ظلماً ظناً أن في كثرة أمواله طمأنينة له من غدر الزمان. والحكيم يقول أبداً فهي ستكون دينونة لك في يوم الإنتقام.

الله لا يرفض الغني وكثرة الأموال ولكنه يراقب كيف نتصرف في أموالنا وأين قلوبنا من الله؟! وهل لنا إشتياق للسماء وإستعداد لهذا اليوم أم سنسمع “يا غبي في هذه الليلة ستؤخذ نفسك”.

 

الآيات (11-18): “11 لا تنقلب مع كل ريح ولا تسر في كل طريق فانه كذلك يفعل الخاطئ ذو اللسانين. 12 بل كن ثابتا في فهمك وليكن كلامك واحدا. 13 كن سريعا في الاستماع وكثير التاني في احارة الجواب. 14 أن كان لك فهم فجاوب قريبك وإلا فاجعل يدك على فمك. 15 في الكلام كرامة وهوان ولسان الإنسان تهلكته. 16 لا تدع نماما ولا تختل بلسانك. 17 فان للسارق الخزي ولذي اللسانين المذمة الشديدة. 18 لا تكن جاهلا في كبيرة ولا في صغيرة.

لا تنقلب مع كل ريح= تتكلم في الكنيسة بلسان الأبرار وتتكلم مع الأشرار بلسانهم فهذا رياء ونفاق. كن سريعاً في الإستماع= لتتعلم وتفهم جيداً ما يقال. وكثير التأني في إحارة الجواب= فكر كثيراً قبل أن تجيب حتى لا تخطئ. ولا تجيب إلاّ فيما تفهمه وإلاّ فاسكت= فإجعل يدك على فمك. فإذا كان كلامك عن علم فالناس تستفيد ويكون لك كرامة والعكس. لا تتكلم كثيراً فتدعى نماماً (من يتكلم عن الناس في غيبتهم بالسوء) ولا تختل بلسانك= من يتكلم بالمدح لشخص أمامه ليستفيد منه. وقال معلمنا يعقوب نفس الكلام “ليكن كل واحداً مسرعاً إلى الإستماع مبطئاً في التكلم” (يع19:1)

 

زر الذهاب إلى الأعلى