نش 7:1 اخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة

 

 أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى، أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ ٱلظَّهِيرَةِ. لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟ (نش 7:1)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

إذا تحدثت الكنيسة عن عريسها “المسيا المتألم”، فرأت في آلامه جاذبية حتى انسحبت كثيرات معها إليه، هاج العدو عليها… لهذا تستنجد الكنيسة بذات العريس بكونه “الراعي الصالح”، الذي يدخل إلى حياتها ويرعاها بنفسه، أنها تناجيه، قائلة:

“أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى؟ أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ؟” [7].

في وسط مرارة قلبها بسبب شدة حرب العدو ضدها تشعر النفس البشرية بعذوبة عناية الله راعيها، فتدعوه “يا من تحبه نفسي”. وكأنها تقول مع القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [هذا هو الاسم الذي أدعوك به (يا من تحبه نفسي)، لأن أسمك فوق كل الأشياء، وهو غير مدرك حتى بالنسبة لكل الخلائق العاقلة. هذا الاسم يعلن عن صلاحك، ويجذب نفسي إليك. كيف أقدر ألا أحبك، يا من أحببتني هكذا وأنا سوداء (نش ١: ٤)، فبذلت حياتك من أجل القطيع الذي هو موضوع رعايتك؟![40]].

 

موضوع الرعاية:

أنها تسأل الراعي الذي أحبته من كل القلب والنفس عن موضع راحته، لتستريح معه وبه… تسأله الطريق حتى لا تسلك حسب أهوائها الشخصية.

في القديم إذ اشتدت شمس التجارب على داود النبي التجأ إلى بيت الله بكونه الموضع الذي فيه يرعى الله ويربض عند الظهيرة، إذ قال:

“إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي، 

إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ، فَفِي ذَلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ. 

وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، 

لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ، 

أَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ،

يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ، 

عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي. 

وَالآنَ يَرْتَفِعُ رَأْسِي عَلَى أَعْدَائِي حَوْلِي، فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ” 

(مز ٢٧: 1-٦).

حقًا، ما أحوجنا أن يمسك الراعي نفسه بأيدينا ويدخل بنا إلى كنيسته، موضع راحته، مرعى الخلاص… هناك نلتقي بالسيد المسيح نفسه سرّ راحتنا وسلامنا، وننعم بمواهب روحه القدوس الذي يعزينا. في بيته نلنا البنوة لله خلال المعمودية، وقبلنا روحه القدوس، ساكنًا فينا خلال سرّ الميرون. في بيته نجد غفران الخطايا وننتعش بالذبيحة المحيية، جسد ابن الله ودمه المبذولان من أجلنا… في بيته نجلس تحت ظلال صليبه، سرّ مصالحتنا مع الله وسلامنا الداخلي. متى قسى العدو الحرب ضدنا، ومتى ثارت الخطية داخلنا، نجري إلى بيته بدموع التوبة فنجد الراعي نفسه يبحث عنا، وروحه القدوس يشتهي تقديسنا!

 

الظهيرة:

لماذا اختارت العروس أن تلتقي بعريسها الراعي في وقت الظهيرة، قائلة “أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ؟”

إن كنا نلتقي بالراعي الصالح في كنيسته الواحدة الممتدة عبر العصور إنما تدخل إليه لنراه متجليًا فيها كشمس الظهيرة… فلا يعرف أعضاؤها الظلمة أو الظلال، بل يعيشون على الدوام في ذروة نور راعيهم، يستنيرون به فيصيرون بدورهم نورًا للعالم. في هذا يقول الحكيم: “أما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل، أما طريق الأشرار فكالظلام” (أم ٤: ١٨-١٩).

يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص[41]: [إنك تجعلني أربض في الظهيرة… في النور لا يعرف ظلًا، إذ لا يجد ظل في الظهيرة حيث تكون الشمس عمودية علينا].

لا يمكن لأحد أن يتأهل لراحة الظهيرة ما لم يكن ابن النهار والنور… تقول العروس: “أرني كيف أربض؟ عرفني طريق راحة الظهيرة لئلا أضل عن قيادتك الأمينة، ويصيبني جهل للحق، الأمر الذي يصيب القطعان المضادة لقطيعك!”.

ويقول القديس أغسطينوس[42]: [ماذا تعني الظهيرة؟ حرارة شديدة وضياء عظيم! إذًا، أنيّ أتعرف عليك يا من حكماؤك هم حارين في الروح، مضيئين في التعليم].

ويرى العلامة أوريجانوس في الظهيرة رمزًا لكمال بهاء الله، فالعروس تُريد أن تلتصق بالرب في ملء عظمته، إذ تناجيه هكذا، قائلة: “يحلو ليّ أن أبحث عنك في هذا الوقت بالذات، فلا أجد في طلبك مساءً أو عندما ترعى في الصباح، أو عند مغيب الشمس، إنما أبحث عنك في هذا الوقت… في وسط النهار حيث تكون أنت في ملء نورك… في ضياء عظمتك!”.

وللعلامة أوريجانوس تفسير آخر لكلمة “الظهيرة”، ألا وهو إدراك كمال معرفة أسرار كلمة الله، إذ يقول[43]: [ما تدعوه بالظهيرة يُشير إلى مواضع القلب الخفية، حيث تقتفي النفس أثر نور معرفة كلمة الله الأكثر وضوحًا، لأن الظهيرة هي الوقت الذي تكون فيه الشمس في ذروتها. لذلك إذ يظهر السيد المسيح – شمس العدل – أسرار قوته العالية والسامية لكنيسته يُعرفها مواضع مراعيه المفرحة وأماكن راحته عند الظهيرة. فالكنيسة في البداية إذ تتعلم الأمور “الأولية” تتقبل منه أشعة المعرفة الخفية، لذا يقول النبي: “يعينها الله عند إقبال الصباح” (مز ٤٥: ٦)، أما الآن وهي تبحث عن الأمور الأكثر كمالًا ونشتاق إلى أشياء أكثر علوًا، فأنها تطلب نور المعرفة الذي للظهيرة]. 

لقاء مع الراعي عند الظهيرة:

تُريد الكنيسة أن تلتقي بعريسها وقد الظهيرة، لأن لهذا الوقت ذكريات فعالة في حياتها، نذكر على سبيل المثال:

  1. في وقت الظهيرة ظهر الرب لإبراهيم ومعه ملاكان، وبشره هو وسارة امرأته أنه يقيم لهما نسلًا، يكون بركة لأمم كثيرة (تك ١٨)… يقيم لهما من مستودع سارة الذي في حكم الموت ومن شيخوخة إبراهيم حياة جديدة. هذا هو ما تطلبه الكنيسة من راعيها وقت الظهيرة، أن تلتقي به محوط بملائكته، تدخل معه في شركة الأمجاد السمائية، ليهبها اسحاقها الداخلي، أي يهبها “الحياة الجديدة”، يقيم فينا هذه الحياة رغم ما كنا فيه… إننا تحت حكم الموت وبلا ثمر، وكما اختبر إبراهيم وسارة “قوة القيامة”، إذ أقام لهما الرب من موتهما حياة، هكذا نطلب من راعينا أن نختبر على الدوام قوة القيامة فينا.

كما التقى إبراهيم أب الآباء بالله وقت الظهيرة خارج الخيمة، هكذا يلتزم أولاد إبراهيم الذين يعملون أعمال إبراهيم (يو ٨: ٣٩)، أي أن يخرجوا خارج حدود خيمة الجسد الوقتية طاردين عنهم بالروح القدس كل فكر جسداني وشهوة جسدية حتى ينعموا برؤية الله والتمتع برعايته.

  1. وفي وقت الظهيرة التقى يوسف بأخيه الأصغر بنيامين، فحنت أحشاؤه إليه، ولم يقدر إلاَّ أن يدخل المخدع ويبكي (تك ٤٣). هذه هي صورة اللقاء التي نشتهيها حيث يلتقي الراعي الحقيقي البكر بيسوع المسيح بنا نحن اخوته الأصاغر، يرانا فتحن أحشاؤه علينا، ويدعونا “بنيامين” أي “أبناء اليمين”.
  2. عند الظهيرة سخر إيليا بكهنة البعل، قائلًا: “أدعوا بصوتِ عال لأنه إله العله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه” (١ مل ١٨: ٢٧)، هكذا تُريد الكنيسة أن تقترب من راعيها وقت الظهيرة لتراه إيليا الحقيقي، أي “إلهي”[44]الذي يسخر من إبليس وكل جنوده… وقد تحقق ذلك حيث ارتفع المسيا على الصليب في الظهيرة ليسحق الشيطان وكل جنوده، معطيًا إيانا سلطانًا أن ندوسه تحت أقدامنا.
  3. في وقت الظهيرة أعلن الراعي الحقيقييسوع المسيحذاته لشاول الطرسوسي الذي كرس طاقاته لإباده أسم يسوع (أع ٢٢: ٩)، فاكتشف شاول حقيقة الراعي الحيّ الذي لا يموت، وتحولت حياته إلى إناء مختار يشهد باسم يسوع المسيح بين أمم كثيرة. هذه هي رعاية المسيا أن يحول المضطهدين إلى كارزين وخدام للكلمة.
  4. أخيرًا، فإن تعبير العروس “أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ“، يُذكرنا بنبوة أبينا يعقوب ليهوذا، قائلًا: “يهوذا جرو أسد… جثا وربض كأسد… من ينهضه؟ لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب” (تك ٤٩: ٩، ١٠). تحققت هذه النبوة حين ربض الأسد الخارج منسبطيهوذا ونام على الصليب وقت الساعة السادسة لا ليستريح بل ليرعى بالحب البشرية، مقدمًا دمه فدية وخلاصًا. 

مراع غريبة:

تسأل الكنيسة راعيها: “ أَيْنَ تَرْعَى؟ أَيْنَ تُرْبِضُ…؟ لَئِلاَ أَكُونُ خَفيفَة[45] مُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟” [٧].

يعلق العلامة أوريجانوس على هذه العبارة هكذا: [إنها تشتاق أن تتعلم الطريق الذي يلزمها أن تسير فيه، لئلا بسبب عدم معرفتها لمنحنياته تعرج إلى قطعان أصحابه… فيراها كثيرون غيره. وكأنها تقول: أُريد ألا يراني أحد غيرك أنت وحدك. أود أن أعرف الطريق الذي يحضرني إليك… ولا يدخل أحد بيننا].

إنها تُريد أن تعرف الطريق الحقيقي فتنعم برعاية المسيح، لئلا تصير “خفيفة”، تهزها رياح التعاليم الغريبة، فترتمي عند قطعان الرعاة الذين يعملون لحسابهم الخاص وليس لحساب السيد المسيح. بهذا تصير “مُقنعة”، يحجب وجهها خلف القناع بدلًا من أن تلتقي براعيها بوجه مكشوف بمعنى آخر تُحرم من كونها العروس المتحدة بعريسها دون وجود حجاب يحجز بينهما.

ويرى القديس چيروم أن القناع هنا يُشير إلى “برقع الشريعة القديمة[46]، فإنه إذ تلتقي العروس براعيها عند الصليب وقت الظهيرة لا تعود تلبس قناعًا، إذ أنشق الحجاب وزال عهد الظلال، ودخلنا في عهد جديد فيه نلتقي مع الله بوجه مكشوف، أي بدالة الحب البنوي أو الحب الزوجي. لا نعود نحتاج إلى برقع نضعه على وجهنا مثل موسى، بل ندخل إلى أسرار الله، ونكون في حضرته متحدين معه. 

فاصل

تأملات للبابا شنوده الثالث

أين ترعى؟ أين تربض وقت الظهيرة؟

إنه نداء من النفس البشرية، التي بعدت عن حظيرة الرب، ولكنها ما تزال تحبه وتبحث عن طريقه..

فهي تناديه قائلة: أين ترعى؟ أين أجدك؟ أين الطريق إليك “يا مَنْ تحبه نفسي”.

أنا وإن بعدت عنك بالعمل لم أبعد عنك بالحب.

ما أزال احن إليك، وأشتاق إلى الأيام التي عشتها معك، واسأل أين أنت؟ كيف أصل إليك؟ أين ترعى؟ وأين تربض وقت الظهيرة.

وقت الظهيرة:

“وقت الظهيرة”، عندما تشتد حرارة الحر، ولا تستطيع الطبيعة أن تحتمل، أين أجدك لتحميني من ضربة الشمس بالنهار؟ هذه الشمس التي لوحتني، فصرت سوداء، أين ظللك الذي يحميني منها، لأنه “تحت ظلك اشتهيت أن أجلس” (نش 2: 3). أنا أعرف أنك تحمى رعيتك في ذلك الوقت، فلا تضربها الشمس، فأين تربض وقت الظهيرة.

إنها نفس بعيدة عن الله، ولكن تشتاق إليه..

هناك نفوس متمتعة بالرب ولذة عشرته، تقول في غمرة الحب الإلهي “شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني” (نش 2: 6)، “أنا لحبيبي وحبيبي لي” (نش 2: 6)، “أنا لحبيبي وحبيبي لي” (نش 6: 3). وهناك نفوس أخرى بعيدة عن الرب، ولكنها غير مهتمة، لا تشتاق إلى الله، وإن اشتاقت إلى الله، وإن اشتاقت يدركها اليأس..

أما هذه فتشتاق إلى الرب، على الرغم من الخطية.

هذه النقطة تجعلنا لا ندين الآخرين، ولا ننظر في اشمئزاز إلى البعدين عن الرب.

فهناك نفوس تحبه على الرغم من بعدها.

مثل بطرس الذي أنكر الرب ثلاث مرات، ومع ذلك قال له “أنت يا رب تعلم كل شيء، أنت تعلم إني أحبك” (يو 21: 17). كذلك هذه النفس تقول “يا من تحبه نفسي”.

كيف تحبه وهي بعيده والرب يقول “من يحبني يحفظ وصاياي”.

إن الخطية عندها قد يكون سببها الضعف، وليس عدم الحب.

أين تربض وقت الظهيرة، عندما أحتاج إلى ظلك، أنا الذي قد يفرحني ظل يقطينه (يون 4: 6)، فكم بالأولى ظلك أنت؟!

أولادك في وقت التجربة ولهيبها، أنت تظلل عليهم بجناحيك فيستريحون في كنفك. كيف أستريح أنا أيضًا؟

هذه العذراء بعدت عن الرب بالجسد، ولم تبعد بالروح، بعدت بالعمل ولم تبعد بالعاطفة.

الأخطاء التي تقع فيها دخيلة عليها، وليست في طبيعتها.

إن طبيعتها على صورة الله ومثاله، لذلك تشتاق إلى الله بالطبع، وإن كانت تخطئ بالضعف وبالضغط الخارجي.

حسن أن الإنسان في فترات فتوره وضعفه، يتذكر أيامه الجميلة الحلوة مع الله، ويقول له أين ترعى؟

أنت يا من ترعى الكل، إرعاني أنا أيضًا معهم.

هناك أشخاص في حالة الخطية يقطعون صلتهم بالله، ويبعدون عنه، ويهربون منه، فلا كنيسة، ولا صلاة، ولا اجتماعات، ولا أية واسطة من وسائط النعمة. وحجة الواحد منهم بأي وجه أكلم الله في خطيتي؟

مثال ذلك آدم الذي هرب من الله عندما أخطأ..

اختفى وراء الشجرة، وقال له “سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت” (تك 3: 10).

أين ترعى؟

أما هذه النفس ففي بعدها تبحث عن الرب: أين يرعى؟

نسمع إجابة عن هذا السؤال في آيات كثيرة من سفر النشيد تقول “الراعي بين السوسن” (نش 2: 16)، “حبيبي نزل إلى جنته، إلى خمائل الطيب، ليرعى في الجنات ويجمع السوسن” (نش 6: 2).

أنا عارف يا رب أنك نزلت إلى خمائل الطيب، وسط قديسيك.

هؤلاء الذين لحياتهم رائحة ذكية، نشتم منهم رائحة المسيح. خميلة منهم اسمها “خميلة التأمل والعبادة” نزلت إليها. وأخرى اسمها “خميلة التعب والجهاد” نزلت إليها. وثالثة اسمها “خميلة الخدمة والسعي وراء النفوس الضائعة”. وخمائل أخرى خاصة بالفضائل الجميلة.

 أنت يا رب وسط قديسيك، في خمائل الطيب ، ترعى في الجنات. كل قديس منهم عبارة عن شجرة موثقة ثمرًا، تطرح ثلاثين وستين ومائة (مت 13: 23).

 ولكن ماذا عن شخص مثلى، يعيش في الأشواك؟ هل تنزل إلى أشواكه يا رب كما نزلت إلى الجنات وخمائل الطيب؟

 أم هذا الإنسان لا نصيب له عندك، إذ ليس في حياته شيء من السوسن؟

أنا أومن يا رب أنك في بحثك عن الخروف الضال مشيت على الجبال والتلال والأشواك..

أنا لست في مستوى الجنات وخمائل الطيب. ربما أصل إليها عندما أصطلح معك، وأتحول إلى خميلة طيب، وإلى غصن في شجرة مثمرة في جناتك. أما الآن، فكيف الطريق إليك! أين ترعى؟

يجيب الرب في محبته: أنني أرعى في كل مكان..

كنت في أتون النار، أرعى الثلاثة فتية، في أرض بابل.

اهتممت بهم، فلم تحترق شعرة من رؤوسهم، ولم تدخل رائحة النار في ثيابهم، ولم ينزعجوا. أم يرَ الناس مع الثلاثة فتية شخصًا رابعًا شبيهًا بابن الآلهة؟! (دا 3: 25).

لا تخف إذن يا حبيبي إن كنت في أتون النار، كم بالأولى إن كانت مجرد ضربة شمس وقت الظهيرة..!

إنني أرعاك وسط النار. ولست أرعى فقط وسط السوسن.

قيل عن يهوشع في سفر زكريا إنه “شعلة منتشلة من النار” (زك 3: 2). كاد يحترق وسط النار، ولكن يد الله الذي يرعى وسط النار انتشلته..

مبارك أنت يا رب، حتى الذين يقعون في النار ويشتعلون، لا تتركهم، بل ترعاهم هناك وسط النار، وتنتشلهم..!

وليس وسط النار فقط، بل أيضا وسط الوحوش..

قال بولس الرسول “حارَبت وحوشا في أفسس”. ووسط الوحوش قال له الرب “لا تخف. لا يقع بك أحد ليؤذيك” (أع 18: 10).

إن الله يقوم بعمله الرعوي في جب الأسود أيضا، كما قام به في أتون النار، كما كان يرعى يونان النبي حتى وهو في بطن الحوت (يون 2)!! أتسأل أين ترعى؟

إنني أرعى حيثما توجد أنت. حيث الرعية هناك الراعي.

كنت في أتون النار، في جب الأسود، في جوف الحوت، أنا معك، أرعاك، “لا أهملك ولا أتركك”.

“ها أنا معكم كل الأيام، وإلى انقضاء الدهر”.

في وسط البحر الهايج، السفينة تلاطمه الأمواج، وتكاد تغرق. ولكن الرب أيضا يرعى وسط الأمواج، ينتهرها، وينتهر البحر والرياح، وينقذ التلاميذ (مت 14: 24 33)..

الله كان يرعى في وسط البحر الأحمر، وفي البرية، وفي أرض السبي. أتسأل أين يرعى؟ هناك في قلبك..

إنه يبحث عنك، أكثر مما تبحث عنه. وفيما ترفع صوتك، هو يستجيب ومهما كنت مغتربا، هو يرعاك في أرض غربتك، كما رعى يوسف في أرض مصر، ودانيال وحزقيال في أرض السبي. كل الأرض هي له..

أين ترعى؟ سؤال تسأله نفس تريد الوصول إلى الله. هل أصل إليك بالمعرفة، بالقراءة، بالصلاة، بالطقس، بالألحان، بالاجتماعات؟..

أين ترعى؟ أين تربض وقت الظهيرة؟ لقد جربت كل هذه الوسائل ولم أصل إليك! فما السبب؟

غالبا تكون قد طلبت الطريق، ولم تطلب الله الذي يوصل إليه هذا الطريق ّ طلبت العبادة والمعرفة ولم تطلب الله!

كثير من الناس ينشغلون بالوسيلة عن الهدف! يصلون ويصومون ويرنمون ويقرأون، ولكن الله ليس في قلوبهم، وليس في أهدافهم. فاطلب الله وحده، حينئذ تجده..

يقول الرب للنفس التي تبحث عنه ” إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على أثار الغنم” (نش 1: 8).

تتبعي آثار الغنم التي مشت قبلك في الطريق نحوى.

القديس موسى الأسود، كان واحدًا من الغنم التي تاهت، ثم عرفت الطريق فتتبعي آثاره. كذلك أوغسطينوس وبلاجيوس، ومريم القبطية.

هناك غنيمات سارت في طريق التأمل ووصلت، وأخرى في طريق الخدمة ووصلت.. كل طريق روحي تحبينه ستجدين آثار الغنم فيه، فتتبعيها. وسير القديسين لا تنتهى..

كما سلك هؤلاء، فلنسلك نحن أيضًا..

“اخرجي على آثار الغنم، ارعي جداءك عند مساكن الرعاة”.

قال لها جداءك ولم يقل خرافك، لأنها نفس خاطئة. ثم حولها إلى مساكن الرعاة، لأنه أقام قادة روحيين لشعبه..

 أين ترعى؟ أين تربض عند الظهيرة؟ (نش 1: 7)

قالت العروس للرب، الذي هو الراعي الصالح: “أخبرني يا من تحبه نفسي: أين ترعى؟ أين تربض عند الظهيرة؟. فأجابها إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء, فأخرجي على أثار الغنم, وأرعى جداءك عند مساكن الرعاة” (نش1: 7،8).

أين ترعى؟

هنا نجد نفسا تبحث عن الله, وتسأل عن طرقة, وتقول له: “أين أنت يا رب؟” إنني أبحث عنك؟ أين أجدك؟”.

العجيب إن هذه النفس التي تبحث عن الله، ليست باستمرار نفسا خاطئة، إنما هي نفس تحب الله وقد دعاها “الجميلة بين النساء”. إنها تذكرني بداود النبي الذي قال الرب: “عرفني يا رب طرقك, فهمني سبلك,، أين تربض وقت الظهيرة؟ طلبت وجهك, ولوجهك يا رب ألتمس. لا تحجب عني”..

هذا النداء. هو نفس نداء النفس التي في مفترق الطرق.

أخبرني يا من تحبه نفسي, أين ترعى؟ أين أجدك؟ هل في البتولية أم في الزواج؟ في العمل أم في التكريس؟ في الخلوة أم في الخدمة؟ في الدير أم في العالم؟ أين تربض.. ؟ أين ألتقي بك. في الصلاة؟ في الصوم؟ في التداريب الروحية؟ في التناول؟ في الكنيسة؟ أين ترعى.. ؟

وقد تقول هذا الكلام النفس البعيدة عن الله.

إنها تذكرني بأوغسطينوس الذي كان بعيدًا لفترة طويلة، ثم أخذ يبحث عن الله، أين يجده؟ هل بالعقل؟ بالفلسفة بالمنطق؟ أم بالإيمان, بالقلب؟ أين ترعى؟ فأجابه الرب: هناك في داخلك, تجدني. وأعترف أغسطينوس قائلًا: نعم لقد كنت معي، ولكني من فرط شقاوتي لم أكن معك..

حقًا هناك أشخاص يسألون أين الرب. وهو معهم.

كان المسيح مع تلميذيّ عمواس, ولم تكن عيونهما منفتحة لمعرفته, كذلك ظهر لمريم المجدلية، وهي لا تزال تسأل عنة: أين هو. وقيل عن معاصري السيد وقت ميلاده أن “النور أضاء في الظلمة، والظلمة لم تدركه”.. حقًا, كثيرًا ما تسأل الرب (أين ترعى), ويكون الرب في داخلنا ونحن لا ندري!

ما أعجب قول المسيح لفيلبس “أنا معكم زمانًا هذه مدته, ولم تعرفني يا فيلبس”؟ وكذلك المولود أعمى قال له السيد “أتؤمن بابن الله؟ فأجابه ” من هو يا سيد؟ كان الرب يكلمه, وقد شفاه, ومع ذلك لم يكن يعرفه, ويسأل أين يرعى؟ (يو9).

أين ترعى؟ أين تربض وقت الظهيرة؟

لوط لم يقل للرب أين ترعى؟ وإنما اختار لنفسه مكانًا معشبًا يعيش فيه, لذلك ضاع منه كل شيء, بعكس إبراهيم الذي ترك للرب أن يختار له، فقال له “أترك أهلك وعشيرتك, وأذهب للأرض التي أريك إياها (تك 12: 1). سأذهب إليه يا رب, مادمت سترعاني هناك. نعم هناك “أباركك وتكون بركة, وبك تتبارك جميع قبائل الأرض” (تك12: 2, 3).

حينما تسأل عن الله أين ترعى؟ يقول أحيانًا: هناك عند الجلجثة. ويرينا طرقًا ما كنا نظن إطلاقًا إنه سيرعانا فيها..

وكأنه يقول ليوحنا الحبيب: أتسألني أين أرعى.. هناك في المنفى في جزيرة بطمس, سأرعاك, وسأكشف لك بابًا مفتوحًا في السماء, وأريك العرش الإلهي والقوات السمائية, وما لابد أن يكون.

وكأني بالثلاثة فتية قد سألوه أين ترعى؟ فقال لهم هناك في أتون النار.. وفرحوا بالأتون, وعندما ألقوهم فيه رأوا معهم رابعًا شبيهاُ بابن الآلهة, يتمشى معهم في الأتون. وشعرة من رؤوسهم لم تحترق, ولا رائحة النار كانت في ثيابهم.. (دا 3).

وبنفس الوضع كان جب الأسود بالنسبة إلي دانيال النبي. رعاه الله هناك، وأرسل ملاكه فسد أفواه الأسود. (جا 6).

في إحدى المرات أثناء المجاعة, لم يقل إبرام للرب ” أين ترعى؟ أين تربض وقت الظهيرة؟” بل ذهب من تلقاء نفسه إلي مصر يلتمس المعونة. وهناك أخذوا امرأته سارة, وكاد يضيع لولا تدخل الرب لإنقاذه..

ونفس الوضع عندما سكن بين قادش وشور وتغرب في جرار (تك 20: 1) دون أن يسأل هل يرعى الرب هناك فكانت النتيجة أنه وقع في تجربة ثقيلة, وأخذوا امرأته سارة. لأن ذلك الموضع لم يكن فيه خوف البتة” (تك 20: 1).

هناك عبارة جميلة في سفر النشيد، يقول فيها الرب: “تعال يا حبيبي لنخرج إلي الحقول, ونبيت في القرى”.. هناك أريك حبي (نش2: 12).

نعم هناك وليس في أي مكان أخر.. إذن يا رب فليكن لي كقولك .. سأذهب إلي الحقول وإلي القرى وإلي أقاصي الأرض, مادمت هناك ستريني حبك. سأدخل إلي أتون النار, وسأنزل إلي جب الأسود, مادمت أعرف أين ترعى..

سأسير بمبدأ “حيث قادني أسير” سأترك كل شيء من أجلك, وأتبعك حيثما كنت.. مثلما تركت رفقة بلادها وأهلها وذهبت وراء إسحق (تك24: 58), وكما يقول المزمور للنفس البشرية: أسمعي يا ابنتي، وأصغي, وإنسي شعبك وبيت أبيك, فأن الرب قد أشتهى حسنك, وله تسجدين (مز 45: 10،11).

أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى, لأنك في مراع خضر تربضني, وإلي ماء الراحة توردني. ترد نفسي وتهديني إلي طرق البر (مز 23).. لقد التحقت نفسي وراءك فقل أين ترعى, وأنا سأتبعك حتى إن سرتُ في وادي ظل الموت لن أخاف شرًا، لأنك ستكون معي, هناك تريني حبك..

أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض وقت الظهيرة؟

أين تربض وقت الظهيرة؟

في وقت الظهيرة, حيث يريد كل إنسان أن يستظل, وأنا تحت ظللك اشتهيت أن أجلس, وأخشى من شيطان الظهيرة (مز 91: 6), وأتعب من هذا اللهيب, لأن الشمس قد لوحتني وقت الظهيرة.

أحيانًا يستغيث الإنسان بهذه العبارة, أين ترعى؟ يقولها في أوقات الفتور والجفاف, وفترات تخلي النعمة الإلهية..

يشعر الإنسان إن نفسه ليست كما كانت قبلًا، لم تعد لهل الحرارة الأولى, ولا الصلة ولا الدالة الأولى, ولا الحب القديم, فتقول نفسه للرب: “لماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك” (نش1: 7)

أين أيام شبابي الروحي, حينما كنت أقول “شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني”.. أين الأيام التي كنت أصلي فيها بعمق وكلماته حلوة في حلقي (نش2: 3), كالعسل والشهد في فمي. أيام كنت أرفع يدي, فتشبع نفسي كما من لحم ودسم (مز63: 4).. أشعر كما لو كنت ضللت الطريق, فاخبرني يا من تحبه نفسي: أين ترعى؟ أين تربض..؟

أريد يا رب أن أرجع إليك, فأخبرني أين ترعى؟

أنا بعيد عنك, ولكني أحبك, بعدت عنك سلوكًا, ولم أبعد عنك قلبًا “أنت تعلم يا رب كل شيء, أنت تعلم إني أحبك”.. من الجائز أنني تركت نشاطي, وتركت ممارستي, وعباداتي، وخدمتي, ولكني لم أترك محبتك.. ربما تكون صورتي قد تشوهت, ولكن لا تزال تشتاق إلي شبهك ومثالك, أنا أحبك على الرغم من خطيئتي, ليتك تردني إليك, وتخبرني أين ترعى..

ربما تقول هذه العبارة “نفوس في السبي، قد جلست على أنهار بابل، ولكنها تبكي كلما تذكرت صهيون” (مز 137: 1).

لم تعد تستطيع أن تسبح تسبحة الرب في أرض غريبة، قيثارتها على الصفصاف (مز 137: 2, 4). وهي تصرخ من عمق القلب, ومن عمق الرغبة, استغاثة غريق إلي قارب النجاة, تقول اخبرني يا من تحبه نفسي, أين ترعى؟ أين تربض عند الظهيرة..

أريد أن أدخل إلي هيكلك, إلي مذابحك, لكي تنضح عليَ بزوفاك فأطهر، وتغسلني فابيض أكثر من الثلج..

أين ترعى أيها الراعي الصالح؟ ضللت مثل الخروف الضال, فأطلب عبدك (مز 119: 176).

أسرع وأعني, لأنه على ظهري جلدني الخطاة وأطالوا إثمهم (مز 129: 3).. أحاطوا بي مثل النحل حول الشهد, والتهبوا كنار في شوك (مز 118: 12).. في الطريق التي أسلك أخفوا لي فخًا (مز140: 5)..

ولكنني مشتاق إليك, أريد أن أصل إليك, ولا أعرف..

ما أعجب الله الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع إليه, الذي كل من يقبل إليه، لا يخرجه خارجًا, إنه يقول لهذه النفس الباحثة عنه, على الرغم من إن الشمس قد لوحتها: إن لم تعرفي أيتها الجميلة بيت النساء, فأخرجي على أثار الغنم, وإرعي جداءك عند مساكن الرعاة..

عجبًا يا رب أن تسميها “جميلة” وهي خاطئة! أنا أسميها جميلة, ليس من أجل خطيئتها, وإنما من اجل توبتها.. من أجل سعيها وطلبها, من أجل عبارة أين ترعى؟

أخرجي على أثار الغنم:

غنيمات كثيرة, سرن في طريقي من قبل, ووصلن إليَ, أثار هذه الغنيمات لا تزال ثابتة على الطريق, فتتبعيها (ومن سار على الدرب, وصل).

وما أثار الغنم, سوى سير القديسين.. وقت ترك لنا القديسين نموذجًا في كل مجال لكي نحتذي به. متشبهين بأعمالهم.

وقد يجد إنسانًا نفسه بلا مرشد في الطريق, والذين بلا مرشد يسقطون كأوراق الشجر.. هذا الإنسان لا ييأس، هناك أثار الغنم إن تعذر وجود الرعاة..

لم يطلب إلينا الرب أن نقبع في مكاننا, وندرس سير القديسين, إنما أن نخرج ونسير متبعين أثارهم.

لا تجلسي في مكانك متأملة وتقولي ما أجمل الغنيمات القديسات, وما أحلى طرقها, كلها بر وكمال, وتعب وجهاد.. ! كلا, بل أخرجي على أثار الغنم, وأرعى جداءك عند مساكن الرعاة.. جداءك هي خطاياكِ, اذهبي إلي مساكن الرعاة, تجدي هناك حلًا وحلًا.

أخرجي على أثار الغنم, لا تبتدعي طريقًا جديدًا, ولا تنقلي التخم القديمة, وإنما اتبعي ما رسمه الآباء من طرق..

“إن بشرناكم نحن وملاك من السماء, بغير ما بشرناكم به, فليكن أناثيما” (غل1: 8).

“إن كان احد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم, فلا تقبلوه في البيت, ولا تقولوا له سلامًا, لأن من يسلم عليه, يشترك في أعماله الشريرة (2يو1: 11).

إذن ماذا نفعل؟ “كونوا متمثلين بيَّ, كما أنا أيضًا بالمسيح” (1كو11: 1). نعم أيتها الجميلة “أخرجي على أثار الغنم”.

وإن لم تسيري على أثار الغنم, لا تكوني جميلة بين النساء.

“إن لم تعرفي أيتها الجميلة.. فأخرجي على أثار الغنم”. ترينا هذه العبارة, أنة حتى النفس الجميلة, هناك أشياء لا تعرفها, هناك جداء قد اختلطت بغنمها, تحتاج أن تذهب بها إلي مساكن الرعاة. لا تعتمدي على نفسك, فهؤلاء الرعاة قد أقامهم الرب, لأجلك.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (7): “اخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة لماذا أنا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك.”
حينما تذكرت شدتها وسوادها وهياج الأعداء عليها، بحثت عن الراعي، المسيح الذي يقودها للمراعي الخضراء. يا من تحبه نفسي= فهي تحبه لأنه أحبها أولاً بالرغم من سوادها. وهو القادر أن يشبعها ويعزيها= أين ترعي. ويحميها= أين تربض. وقت اشتداد التجارب= عند الظهيرة= عندما تشرق الشمس التي تلوحها. ونجد العروس هناتلوم نفسها أنها في بعض الأحيان تترك راعيها الحقيقي وتكون كمقنعة عند قطعان أصحابك= كلمة مقنعة تعني من ترتدي قناعاً وبالتالي تكون غير قادرة على الرؤية جيداً لذلك تترجم الكلمة أيضاً “تائهة” أو “مغشى عليها” أو في السبعينية “خفيفة” أي تهزها التعاليم الغريبة للآخرين، هي إنجذبت وراء فكر آخر غير فكر المسيح الواحد، خرجت من كنيسته الواحدة الوحيدة وذهبت وراء قطعان آخرين، وهنا نجدها تلوم نفسها على ذلك. ومن إنجذبت وراءهم يدّعون أنهم أصحاب عريسها= قطعان أصحابك (1يو19:2،22).

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى