تفسير سفر أيوب ٤١ للقمص أنطونيوس فكري

تفسير سفر أيوب – الإصحاح الحادي والأربعون

 

بهيموث ولوياثان ربما يكونان وصف لفرس النهر (سيد قشطة) وللتمساح. ولكن نجد في أوصافهما مبالغات شديدة والسبب في ذلك:-

  1.       قد يكون بهيموث ولوياثان حيوانات منقرضة تشبه سيد قشطة والتمساح.
  2.       قد يكون كاتب السفر إستفاد من أوصاف شعرية مصرية لحيوانين مرعبين لهما هذه الأسماء،

 وبحسب الثقافة المصرية وجد الكاتب هذه المواصفات فإقتبسها.

  1.       قد يكون كلاهما رمز لقوي غير مرئية كما سبق وقلنا.

والله الذي أوحي للكاتب بما كتب وافق علي هذه الإقتباسات لأنها معبرة عن مدي قوة القوي المعادية للإنسان وإمكانية هذه القوي أن تدمره لولا يد الله التي تعين الإنسان. ونري أنه بنفس الفكر صور سفر الرؤيا ضد المسيح الذي سيكون له قوة الشيطان كاملة بأن له قوائم دب وفمه كفم أسد وهو شبه نمر. إذاً التشبيهات موجودة في الكتاب المقدس. والأسد نفسه مشبه بالشيطان 1بط 8:5. وبولس يقول حاربت وحوشاً في أفسس 1كو 32:15. والمسيح يقول أرسلتكم كحملان وسط ذئاب. فتكون هذه التشبيهات كلها للشرح.

وفي هذا الإصحاح يكلمنا الوحي عن لوياثان، وهو إقتبس صورة لوحش مصري أو تشبيه للتمساح مبالغ فيه ليرمز للشيطان وفيه نري بعض مواصفات الشيطان.

  1.       أنه جبار في قوته. . . . دائرة أسنانه مرعبة (آية 14). . . والمسيح قال عن إبليس أنه كان قتالاً للناس

 منذ البدء (يو 44:8)

  1.       الإنسان وحده غير قادر عليه “أتصطاد لوياثان بشص(1) = بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شئ. . . ويكمل بولس الرسول “أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني.
  2.       قاسى جداً. . . قلبه صلب كالحجر (24)
  3.       من يسير وراء ينخذع. . . . هوذا الرجاء به كاذب آية (9)
  4.       هو في حمآية من أعدائه. . . مطاوي لحمه متلاصقة (23) فالبشر وحدهم لا يطولونه.
  5.       رغبته الشديدة في هلاك البشر، هذه هي إرادته، فهو في حالة حقد وغليان ضد الإنسان. . . . من فيه تخرج مصابيح. شرار نار تتطاير منه الأيات (18-21)

وهذه المواصفات قطعاً لا توجد في أي حيوان معروف أو غير معروف، فلا يوجد حيوان خلقه الله يتطاير منه الشرار، أو يخرج دخان من منخريه، إنما هو تعبير شعري أو رمزي لقوة حقد إبليس ضد البشر وأنه لا يهدأ إن لم يسقط القديسين في خطايا مهلكة، ولنري مثالاً لقوته، لو لم يقصر الرب تلك الأيام لم يخلص جسد. لكن يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً. مر 20:13، 22. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين مت 12:24.

وكلمة لوياثان LEVIATHAN وأصل الكلمة من LAVA بمعني ينشق أو يقرض. وهذا ينطبق تمام الإنطباق علي إبليس الذي يقرض الإنسان الخطايا التي تشتهيها نفسه، ثم يطالبه بسداد الدين عبودية له “أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لي” وفي السجود لإبليس إنشقاق وإنفصال عن الله. ولكن كان البشر قبل المسيح في موقف العاجز أمام إبليس، حتي جاء المسيح وإشترانا وسدد الديون عنا

آية 1:- “اتصطاد لوياثان بشص او تضغط لسانه بحبل”.

 أتصطاد لوياثان بشص أو تضغط لسانه بحبل= نلاحظ هنا اللهجة التهكمية بمعني هل تستطيع أن تفعل هذا يا أيوب مع التمساح، أو هذا اللوياثان، أنت لا تقدر. وبنفس المعني، أنت يا أيوب لا تقدر أن تخلص نفسك من يد إبليس، فكل الضربات التي أتتك هى منه، وأنت لا تقدر علي أن تخلص نفسك منه سوي بواسطتي. وهذا الكلام موجه لكل البشر فنحن أعجز من أن نخلص من يده سوي بواسطة المسيح. وإذا كان سفر أيوب قد بدأ بضربات موجعة وجهها إبليس لأيوب، فها هو السفر ينتهي وأيوب أفضل حالاً بالضعف عن حالته أولي، وهذا بالضبط ما عمله المسيح، فالمسيح بكرنا جاء ليجعلنا أبكاراً لنرث معه وهو حررنا لنصير أبناء وارثين. فنحن كبشر ضعاف لا يمكننا أن نصطاد لوياثان بشص ولكنه هو صنع حين قيده بصليبه 1000 سنة بعد معركة الصليب رؤ 1:20-3

ونلاحظ أن كلمة لوياثان عبرية معناها الملتوي أو الملتف، لذلك نفهم أنها قطعاً تشير إلى الثعبان، ولكن المواصفات مواصفات تمساح. فإبليس له قوة التمساح ومكر وسم الحية. ولقد ترجمت كلمة لوياثان بالتنين كثيراً (أي 8:3). والترجمات المختلفة للكلمة راجعة غالباً لأن المترجمين لم يعرفوا بالضبط معناها، أو لأن التصوير اليهودي لهذا اللوياثان أنه وحش بحري له مواصفات مخيفة أسموه اللوياثان أو التنين. والتمساح يوجد في أنهار إفريقيا وأمريكا وطوله يصل إلي 10 أمتار وجسمه مغطي بحراشيف قرنية تمنع دخول الرماح والسهام فيه، وفمه كبير جداً وأسنانه كثيرة وحادة يأكل الحيات ولكنه يبلعها كما هي بلا مضع. ويتنفس كحيوانات اليابس ولكنه غالباً يطفو علي وجه الماء ولا يري فوق الماء، إلا الماء المندفع منه. ويقدر أن يبقي تحت الماء زماناً. وقوله أتصطاده بشص= الشص لا يصلح سوي لصيد السمك الصغير وقطعاً لا يصلح للتمساح. تضغط لسانه بحبل= حبل يوضع في فمه لإذلاله.

الأيات 2-11:- “اتضع اسلة في خطمه ام تثقب فكه بخزامة، ايكثر التضرعات اليك ام يتكلم معك باللين، هل يقطع معك عهدا فتتخذه عبدا مؤبدا، اتلعب معه كالعصفور او تربطه لاجل فتياتك، هل تحفر جماعة الصيادين لاجله حفرة او يقسمونه بين الكنعانيين، اتملا جلده حرابا وراسه بالال السمك، ضع يدك عليه لا تعد تذكر القتال، هوذا الرجاء به كاذب الا يكب ايضا برؤيته، ليس من شجاع يوقظه فمن يقف اذا بوجهي، من تقدمني فاوفيه ما تحت كل السماوات هو لي”.

 الأسلة= الأسل عيدان تنبت بلا ورق يعمل منها الحصر في مصر والمفرد أسلة. ويصنع منها حبال. والمعني أن الإنسان لا يستطيع أن يضع حبلاً في خطم التمساح أي أنفه. أو خزامة في فكه ليقوده مثل باقي البهائم. هل يقطع معك عهد أي هل تستأمنه في عهد ليخدمك كما تفعل مع الحيوانات المستأنسة. الكنعانيين= هو لفظ يطلق علي التجار= أي أن صيد التمساح والتجارة فيه خطر جداً. إلال السمك= الحراب الصغيرة التي تستخدم في صيد السمك. ونعرف أن جسمه مصفح ضد الحراب. ضع يدك عليه لا تعود تذكر القتال= هي سخرية، فمن يحاول أن يقترب من التمساح سيمزقه ويموت. [ولكن بالمفهوم الروحي، فمن يقترب من إبليس ينسى الجهاد الروحي. مثال إنسان قديس، ظن بجهل أنه صار قوياً غير قابل لأن يخطئ، فيذهب لأماكن خاطئة هي عرين إبليس الأسد الزائر. وهنا لا يعود يذكر جهاده وقتاله ضد إبليس. “كل من يظن أنه قائم فليحذر لئلا يسقط”.

هوذا الرجاء به كاذب= من يظن أنه في أمان ويأتي ليلعب مع التسماح يخدعه ويقتله وهكذا كل من يظن أنه يسير في طريق إبليس ويتصور أنه قادر علي النجاة.

ألا يكب ايضاً برؤيته= يُكَبْ أي يقلب علي وجهه ويسقط علي الأرض من يراه فقط.

من يقف إذا بوجهه= إذا كنت لا تستطيع أن تقف أمام خليقتي يا أيوب فهل تقف أمامي. والله يدعوه أن يلتمس سلامه مع مخلوق كهذا، وبالأولي أن يتصالح مع الله ليلتمس سلامه. فعليك يا أيوب أن تتصالح معي ولاتهاجمني فهذا أفضل لك. من تقدمني فأوفيه= هي نفسها رو 35:11 فالله ليس مديناً لأحد، بل هو الذي أعطانا كل شئ، فكيف نناقشه.

الأيات 12-34:- “لا اسكت عن اعضائه وخبر قوته وبهجة عدته، من يكشف وجه لبسه ومن يدنو من مثنى لجمته، من يفتح مصراعي فمه دائرة اسنانه مرعبة، فخره مجان مانعة محكمة مضغوطة بخاتم، الواحد يمس الاخر فالريح لا تدخل بينها، كل منها ملتصق بصاحبه متلكدة لا تنفصل، عطاسه يبعث نورا وعيناه كهدب الصبح، من فيه تخرج مصابيح شرار نار تتطاير منه، من منخريه يخرج دخان كانه من قدر منفوخ او من مرجل، نفسه يشعل جمرا ولهيب يخرج من فيه، في عنقه تبيت القوة وامامه يدوس الهول، مطاوي لحمه متلاصقة مسبوكة عليه لا تتحرك، قلبه صلب كالحجر وقاس كالرحى، عند نهوضه تفزع الاقوياء من المخاوف يتيهون، سيف الذي يلحقه لا يقوم ولا رمح ولا مزراق ولا درع، يحسب الحديد كالتبن والنحاس كالعود النخر، لا يستفزه نبل القوس حجارة المقلاع ترجع عنه كالقش، يحسب المقمعة كقش ويضحك على اهتزاز الرمح، تحته قطع خزف حادة يمدد نورجا على الطين، يجعل العمق يغلي كالقدر ويجعل البحر كقدر عطارة، يضيء السبيل وراءه فيحسب اللج اشيب، ليس له في الارض نظير صنع لعدم الخوف، يشرف على كل متعال هو ملك على كل بني الكبرياء”.

 إستمرار لوصف قوة التمساح كخليقة قوية مرعبة تثبت قوة الله وقدرته علي الخلق. ورمزاً لإبليس بقوته الهائلة ودمويته وحقده علي البشر.

لا أسكت علي أعضائه= دعني أحدثك عن وصف قوة أعضاء لوياثان. بهجة عدته أي حراشفه وهي مبهجة لأنها توافق حاجته في الحمآية ضد أعدائه، وترد ضرباتهم كأنها من نحاس ومع ذلك فهي خفيفة ولينة ولا تمنع التمساح من الدوران والسير في الماء بسرعة عجيبة. من يكشف وجه لبسه= لبسه أي حراشفه، فهل يقدر أحد أن يجرده من حراشفه أولاً ليحاربه. من يدنو من مثني لجمته= فللتمساح صفان من الأضراس (36 ضرس من فوق، 30 من تحت) وهي كأسنان المنشار وحينما يغلق فمه تشتبك الأسنان بعضها ببعض فلا يمكن الخلاص منه. مثني لجمته= صفي أضراسه

وفي (15-17). وصف لحراشفه، فهي كالمجن (الترس الذي يستخدمه المحارب للدفع عن نفسه). وهي محكمة مضغوطة بعضها علي بعض، ومختومة فلا تدخل الريح منها. فهو في حمآية حراشفه في أمان تام، وكان إبليس يظن قبل الصليب أنه في أمان تام. ونحن لا نستطيع أن نهاجم إبليس بدون المسيح فهو اقوي بما لا يقاس بالمقارنة مع البشر ولكنه أضعف بما لا يقاس من الله. وإذا كان الله معنا فمن علينا.

وفي (18-21) يتنفس التمساح ويمسك في داخله الهواء الذي تنفسه، وهو يأخذ كمية كبيرة من الهواء حتي ينتفخ ثم يغطس في الماء، ويخرج نفسه من منخريه، فيظهر هذا في نور الشمس¨ كأنه شرار نار ومصابيح. وفي الكتابات المصرية وجد أنهم يقولون عن عيني التمساح أنها كنآية عن الصبح. والهواء الخارج من منخريه يكون ساخن بسبب سخونة جسمه. ولكن واضح أن الوصف فيه مبالغات شعرية مأخوذة من الأساطير المصرية. والله سمح بهذا لأن فيه رمزاً لحقد إبليس وغضبه علي البشر. ويل لساكني الأرض والبحر لأن إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم رؤ 12:12 (ومازلنا حتي الأن نقول عن الإنسان الغضوب أن عينيه يخرجان شراراً)

ملحوظة:- إذا كان غضب إبليس بهذا الكم المخيف وهذا التصوير المرعب فكم وكم يكون غضب الله علي الأشرار. وراجع مز 7:18، 8 + أش 33:30 + 2تس 8:2.

وفي (22-28) أمامه يدوس الهول= في ترجمات أخري “أمامه يرقص الهول” أو في ترجمة اليسوعيين أمامه يعدو الهول أي الحيوانات تجري أمامه وتعدو كمن يرقص أو كمن يترنح من الهول أو يتخبط في عدوه من شدة هلعه. فالتصوير هنا كأن الخوف هو خادم يمشي أمام التمساح فيهرب منه كل حي. مطاوي لحمه متلاصقة= أي ما تحت عنقه وبطنه، وهذه ليست لينة كما في باقي الحيوانات. بل هي لا تتحرك عند مشيه كالرحي= حجر الطاحونة صلب جداً، وهذا وصف لشجاعته في الهجوم علي فريسته يتيهون= يدهشون ويتيهون لإضطراب أفكارهم من الخوف. سيف الذي يلحقه لا يقوم أي إذا حاول إنسان أن يلاحقه ويضربه بسيف، لن يقوم سيف هذا الشخص مرة أخري، لأن في هذه المحاولة ستكون نهآية هذا الشخص. وحتي الأسلحة العادية مثل السيف والرمح والمزراق لا تصلح لضربه. والدرع لا يصلح في الحمآية منه وفي آية(29)المقمعة= خشبة يضربه بها الإنسان علي رأسه ليذله ويهينه.

ولنلاحظ أن الإنسان الخاطئ المستهتر يكون بلا قوة أمام إبليس وتصير أسلحته بلا نفع

وفي (30) تحته قطع خزف حادة، يمدد نورجاً علي الطين= بطنه كقطع الخزف الحادة تترك أثراً في الطين كأثر النورج. وإبليس لا يترك أثاره، ولا سلطة له إلا علي من عاش في الخطية (كالطين). فالله قال للحية “تراباً تاكلين كل أيام حياتك” وقال لآدم “إلي التراب تعود” بسبب خطيته فكل من يرجع لخطيته تاركاً طريق التوبة يكون للحية لوياثان سلطان عليه ويدوسه ويأكله.

وفي (31) المقصود بالبحر 1) النهر لو كان التمساح. . . . أو 2) العالم لو كان إبليس

فالتمساح بحركته العنيفة يهيج الطين في النهر ويجعله كقدر به أنواع من العطارة فيغلي فيقلب هذه التوابل داخله (أي ماء غير نقي). وهكذا إبليس في حركاته في هذا العالم فهو يجعله مضطرب كأنه قدر يغلي، ولكنه يخدع الذين ينجذبون له ببعض الملذات التي هي كعطور العطار، ولكن ما فائدتها في عالم يغلي. العطور في هذه الحالة تكون كقدور اللحوم والكرات لشعب الله بينما هم مستعبدين في مصر.

يضئ السبيل وراءه فيحسب اللج أشيب= من سرعته في حركته في المياه يترك وراءه خطاً من زبد أبيض فيخيل للناظر أن البحر قد وخطه الشيب (من رغاوي الماء).

وإبليس خداع يصور للخاطئ أن طريق الخطية طريق حلو كأنه مضئ.

وفي (33) صنع لعدم الخوف= حسب ترجمة اليسوعيين “وقد طبع علي عدم الخوف”

وفي (34) يشرف علي كل متعال. هو ملك علي كل بني الكبرياء= إن كان الكلام علي التمساح فهذا يعني أنه أقوي من كل الوحوش، لا يخافها بل يملك عليها. لكن الكلام يكون أوضح عن إبليس المتكبر والذي يملك علي كل متكبر. فكل متكبر هو تابع (لإبليس) والعكس فالله عند المنسحق يسكن وعند المتواضع يجد منزلاً أش 15:57. فالله يملك علي المتواضعين.

إلي هنا إنتهي رد الله علي أيوب لكن لم يوضح الله الأسباب والأمور التي أقلقت أيوب فلماذا؟

  1.       لا أيوب ولا أصدقائه كانوا في ذلك الوقت قادرين علي فهم هذه الأمور. ونحن حتي الآن غير قادرين

 أن نفهم كل شئ.

  1.       لم يكن الوقت مناسباً لشرح قضايا روحية كالقيامة والفداء وعمل الروح القدس المعزي.
  2.       طالما لن يستطيع بشر أن يفهم كل أمور الله فعلينا أن نسلم لله.
  3.       الله غير مطالب بتقديم تفسير عن كل تصرف، وما علينا إلا أن نقبل من يده كل شئ فهو بالتأكيد

 في صالحنا. وما حدث هنا أن الله أثبت لأيوب صلاحه ومحبته له. فما كان من أيوب إلا أن إستسلم

 ليدي الله كما يستسلم المريض ليدي جراح ماهر دون أن يسأله، ودون أن يدري ما يفعل الجراح، بل

 كل ما يعرفه أن فيما يفعله الشفاء. ومناقشات أيوب مع أصحابه زادته هياجاً، فالمنطق البشري لا

 يعزي إنسان، ولكن أيوب كان له سلام حينما تكلم معه الله، فالله ألقي سلامه عليه ليتقبل إرادته.

  1. ونلاحظ أن الله تكلم مباشرة مع أيوب مستخدماً التشبيهات الطبيعة فلم يكن هناك كتاب مقدس.
  2. لو قال الله مثلاً لأيوب ” أنا فعلت كذا وكذا فيك بسبب كذا وكذا. . . . . ” لصار الله مطالباً بأن يرد على كل إنسان عبر العصور عن كل تصرف يعمله. ولكن هذا ضد كرامة الله. وكان رد الله على أيوب ملخصه ” ثق فىَ وإن وثقت فىَ ستقبل أى شىء أفعله”. ونحن ما علينا سوى أن نؤمن بالله صانع الخيرات القدير الذى يحبنا، وبذل إبنه عنا فكيف لا يهبنا معه أيضاً كل شىء رو 32:8. وبهذا نقبل أى أمر من الأمور التى يسمح بها الله فى حياتنا واثقين بأن هذا الأمر مهما كان صعباً فهو للخير ولخلاص نفوسنا.

فاصل

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى