تفسير سفر أيوب ٤٢ للقمص أنطونيوس فكري

تفسير سفر أيوب – الإصحاح الثاني والأربعون

 

قال سليمان “نهآية أمر خير من بدايته” جا 8:7. ونري هنا في هذا الإصحاح إثبات ذلك.

  1.       عودة أيوب إلي الله وندمه عن كل الكلام الصعب الذي قاله. فكان من المحزن حقاً أن رجلاً كاملاً

 كأيوب يتخاصم مع الله.

  1.       عودة الصداقة بين أيوب وأصحابه وإنتهاء الجدال بالمصالحة فكان من المحزن أيضاً أن

 هؤلاء الأصدقاء وكلهم كاملين نجدهم في إختلاف وخصام.

  1.       نهآية أحزان وآلام أيوب، بل عاد له كل شئ مضاعفاً.

آية 1:- “فاجاب ايوب الرب فقال”.

فأجاب أيوب الرب= لقد قال أيوب سابقاً أنه لن يتكم ثانية 4:40، 5 ولكنه كان يقصد أنه لن يتكلم كلام إحتجاج أو جدال مع الله، أو يبرر نفسه ثانية. ونجده هنا يتكلم كلمات توبة وشهادة لله. وما أحلي كلمات التوبة في أذني الله.

آية 2:- “قد علمت انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك امر”.

 لقد وصلت رسالة الله، وعلم أيوب أن الله يستطيع كل شئ. لقد بدأ أيوب كلمات التوبة في 4:40، 5. وهنا هو يكملها ليفرح السمائيين. فالسماء كلها تفرح بخاطئ واحد يتوب، وتفرح بكل متمرد علي الله حين يعلن خضوعه لله.

قد علمت أنك تستطيع كل شئ= هنا أيوب ينسب لله المعرفة والقوة اللانهائيين. فالتصرفات الفاسدة والإحتجاج ضد الله ينشئ مبادئ فاسدة منها عدم تصديق الحقائق الإلهية. أما التوبة الصادقة فعلامتها تصديق المبادئ الإلهية والحق الإلهي، 2تي 25:2. لقد أمن أيوب أنه من الصعب أن يتخاصم مع الله القدير. وإذا كان أيوب قد إعترف هنا بأن الله يستطيع كل شئ، فقد إعترف ضمناً أن الله قادر أن يرفع عنه آلامه، الأمر الذي كان ينكره قبل ذلك. ولقد سبق أيوب في مرارته السابقة أن قال هذا المعني أن الله يستطيع كل شئ ولكنه قالها بنوع من اليأس والشكوي من إله جبار يسحق من يريد 13:23. ولكنه يقولها الآن بفرح علي أن الله قادر أن يخلصه.

آية 3:- “فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة ولكني قد نطقت بما لم افهم بعجائب فوقي لم اعرفها“.

 لقد وبخ الله أيوب في 2:38 حين قال “من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة” وهنا يرد أيوب علي الله معترفاً بإنسحاق وخجل بأنه هو هذا الشخص، فهو يعترف بغبائه وجهله أنه فعل هذا. وإعترف بخطيته السابقة. لقد شعر أيوب هنا بفظاعة خطيته التي عملها حين إتهم الله بالظلم في قضائه ضده، وفي أنه تشاجر مع الله ليبرر نفسه. فأمور الله وقضائه أعلي من أن نفهمه. ولكن علينا أن نقر بأن الله لا يخطئ فيما يفعل ولكننا نحن الذين لا نفهم. وهنا كأن أيوب يقول”أنا أعترف بخطأي فأنا الذي أخفيت القضاء” وبدآية طريق الشفاء من الخطية أن يدرك الإنسان خطورتها وأنها قاتلة.

آية 4:- “اسمع الان وانا اتكلم اسالك فتعلمني”.

إسمع الآن= يقولها أيوب ليس بكلمات إحتجاج بل بروح الصلاة والتضرع. وهنا يقولها بروح مخالفة لما قاله من قبل في 22:13 + 15:9. فما قاله من قبل كان يريد أن يتكلم أمام الله كخصم ليبرر نفسه أمام الله. ولكنه هنا يتكلم كتائب يريد أن يتعلم وليس كمن يريد أن يُعَلِم. وكأن لسان حاله يقول “لا تلقي عليَ يارب مزيداً من الأسئلة المحيرة فقد إقتنعت بجهلي وأريد أن أقف أمامك كجاهل لتعلمني”

آية 5:- “بسمع الاذن قد سمعت عنك والان راتك عيني”.

يسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني. ما أحلي التوبة وأقواها، فهي تنقي القلب فيعاين الله “طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله

لقد سمع أيوب عن الله من الآخرين، سمع عن قدرته وعظمته ومراحمه والآن هو قد إختبر هذا كله= رأتكعيني. فالسمع فقط يكون للعقل، وهذا وحده يثير الجدل الذي ينشأ من البر الذاتي، والسمع فقط لا يمنع البر الذاتي. أما الرؤيا فهي للقلب، وهي بعكس السمع تدعو التائب الحقيقي ليصمت في حضرة الله شاعراً بعدم استحقاقه فالرؤيا تدعو للتواضع، وكلما إزداد الإنسان معرفة بالله إزداد تواضعاً فهو سوف يري حقارته بالنسبة لعظمة الله، وسيدرك جهله فيكف عن المناقشة والجدال.

حين كان أيوب في الماضي يسمع فقط عن الله طلب في بره الذاتي أن يتناقش مع الله. والآن بعد توبته وبعد أن رأي الله وإختبره سكت ولم يتكلم حتي يتعلم من الله.

وعمل الخدام أن يعلموا الناس عن الله، أن يسمعوهم عن الله. أما عمل الروح القدس فهو أن يفتح أعين قلوبنا لنري الله. بل أن يعلن المسيح فينا غل 16:1 فيحولنا إلي صورته 2كو 18:3. عمل الخدام أن يعطوننا معرفة ولكن عمل الله نفسه يذهب إلي أبعد من المعرفة النظرية، يذهب إلي حد الإعلان عن نفسه داخلنا فكأننا رأيناه. وأيوب وصل لهذا الإختبار بعد أن أدبه الله، فالله إذا سمح بعصاه لتؤدب أولاده فهي تعطي حكمة وإستنارة.

وهناك كثيرين سمعوا عن الله من العائلة ومن الكنيسة ولكن قليلين هم الذي رأوا الله، قليلين هم الذين صنع الله عندهم منزلاً وأعلن ذاته لهم، وحتي يصنع الله ذلك هناك شرط أن نحفظ وصاياه. هنا يعلن الله له ذاته (يو 21:14-26) + (مت 8:5).

آية 6:- “لذلك ارفض واندم في التراب والرماد”.

 لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد= في آية (5) كانت عينا أيوب علي الله الذي رآه وهنا نجد عينيه علي نفسه، فرأي حقيقة حاله فندم في التراب. ورفض نفسه كما قيل في حزقيال 9:6 + 43:20 + 31:36. ومن تكرار هذه الجملة في نفس السفر نفهم أنها علامة من علامات التوبة أن يكره الإنسان نفسه بسبب نجاساته.

هنا نجد أن روح الله الذي بكت أيوب قد أقنعه إقناعاً كاملاً. فكانت توبته من قلبه وليس من شفتيه. لقد كان رفضه لحالته الخاطئة شعوراً داخلياً وليس شعوراً سطحياً. لقد سبق ورقد أيوب في الرماد حزناً علي آلامه والأن كتائب حقيقي يندم في التراب والرماد، فمن المؤكد أن التائب الحقيقي يشعر أن خطاياه محزنة جداً أكثر من آلامه الجسدية. والتائب الحقيقي يندم علي أنه صار هكذا أمام الله القدوس. وبقدر ما نري مجد الله وحقيقة أنفسنا سنحتقر أنفسنا.

ولقد جاءت كلمة أرفض في الأنجليزية(يمقت بشدة ويشمئز). والكلمة في أصلها العبري جاءت بمعني أختفي أو أسحب نفسي وأختفي. هنا نري أيوب ينكمش أكثر وأكثر. هو سبق وقال أنا حقير. ولكنه هنا يقول”أريد أن أتلاشئ نهائياً” أمسح نفسي من الوجود وأخلي نفسي من المركز الذي إتخذته سابقاً أو ظننت نفسي فيه. لقد سبق أليفاز ونصحه بأن يلقي التبر علي التراب ليرى الله ويعرفه ولكنه هنا لم يكتفي بأن يلقي التبر فقط بل ألقي نفسه وتلاشي بالكلية أمام الله القدير. وهذا لا يأتي لنا سوي بالتوبة. ولكن هذا ليس نهآية الطريق. . . فأيوب توقف عند الجانب السلبي من التوبة ولكن بولس وصل للجانب الإيجابي منها حين قال “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَ. فبالتوبة تشرق رؤيا الله علي الإنسان فيأتي وجهاً لوجه أمام الله فيشعر أنه لا شئ وتتلاشي ذاته أمام الله. ولكن المسيح سيحيا فيه ليرفعه من التراب إلي ملء الحياة. فلا قيامة بدون صليب(صلب الأهواء والشهوات)

آية 7:- “و كان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لاليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك وعلى كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب”.

 إبتداء من هذه الآية عاد الكاتب يكتب نثراً لا شعراً.

ونري هنا الله يشهد ببر أيوب. ونلاحظ أن الله يكرر قوله “عبدي أيوب” 4مرات في الأيتين (8، 7) وقبل ذلك قالها في 8:1، 3:2. وهذا يشير لرضا الله، وأن الله يفرح بأن عبده أيوب يعبده بأمانة وها هو يشهد له. وإذا شهد الله لإنسان فماذا يهم هذا الإنسان إذا قال عنه الآخرون أي شئ، فإذا مدحوه فلن يزيدوه كرامة بعد أن كرمه الله وإذا إتهموه بالشر فهذا لن ينقصه شيئاً بعد أن شهد له الله. والله شهد لأيوب ببره ولكنه كان يؤدبه كإبن، كان يؤدبه بينما هو يشهد لبره أمام الأخرين. وفي أثناء التأديب قد تخفي سحب التأديب والآلام بر البار. لكن سريعاً ما يسمح الله ويزيل هذه السحب ليبرر الله عبده البار أمام الآخرين “مز 6:37”

قد إحتمي غضبي عليك وعلي كلا صاحبيك= لأنهم أدانوا أيوب بلا مبرر والله لا يحب أن أحداً يدين الآخرين فالدينونة هي عمله وحده فهو الديان العادل، بل هم بدلاً من أن يقوموا بدور المصالحة بين الله وبين أيوب حولوا جدالهم وتعزيتهم إلي صراع شخصي مع أيوب حاولوا من خلاله الإنتصار عليه بلا مبرر. وكلام أصحاب أيوب كان كله حكمة وشهادة لله، لكن الله رأي خطأ الإدانة في قلوبهم فلامهم علي ذلك. ولقد نطق أيوب ببعض الأخطاء لكنه شهد لله ولم ينكره ولم يجدف، والله سامحه إذ قالها في مرارة آلامه العنيفة، ولكنه لام الأصحاب بشدة علي إتهاماتهم لأيوب فهم لم يكونوا في مرارة نفس مثله، بل وهم في كامل صحتهم وإزدهارهم كانوا في منتهي القسوة علي أيوب بلا أي محبة أو شفقة. وربما كان كلام أيوب أفضل منهم فهو بروح النبوة رأي خلاص المسيح، وهو رأي أن مكافأة الأبرار تكون في العالم الآخر بينما أصر الأصحاب أنها لابد أن تكون هنا علي الأرض. وكان كلام أيوب أفضل فهو في كل جداله كان يبحث عن الحق وكان سؤاله “لماذا يسمح الله بالآلام للأبرار” هو حقاً في إحتداده فقد الرؤية الصحيحة، لكنه كان يبحث عن الحق بينما كان كل هم أصحابه أن يدينوه. والله لم يوجه أي إدانة لأليهو لأنه شهد للرب وكان خادماً أميناً. بل هو وحده الذي أجاب علي سؤال أيوب، أن الله يسمح بالتأديب للبار. فالألم هو للتأديب.

آية 8:- “و الان فخذوا لانفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا الى عبدي ايوب واصعدوا محرقة لاجل انفسكم وعبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب“.

 نري هنا أيوب بعد أن كان كشحاذ وسط أصدقائه وكانوا هم كأمراء، أن الله قلب الأوضاع. فرفع أيوب من المزبلة بعد أن جعله تائباً متواضعاً (لو 52:1). فرفعه وكرمه وعزاه. وهكذا لكي نتعزي بتعزيات الله علينا أن نخضع أولاً لتبكيت الروح القدس داخلنا ونتواضع أمام الله. بل جعل الله أيوب كاهناً وشفيعاً عن أصحابه، وهكذا عمل مع إبراهيم تك7:20. فالله يكرم الذين يكرمونه. هنا أعاده الله لسابق عهده حين كان يقدم ذبائح عن أولاده، بل جعله رمزاً للمسيح الذي يشفع في البشر

حسب حماقتكم= لأنهم كانوا معجبين بأنفسهم وبكلامهم، يظنون أن كلامهم هو منتهي الحكمة ولكنه إذ كان مملوءاً عداوة وإدانة لأيوب كان في نظر الله حماقة. فعلينا أن نتواضع. ولا نسمع هنا عن ذبائح خطية فهذه بدأت مع موسي. ورقم 7 هو رقم الكمال.

آية 9:- “فذهب اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وفعلوا كما قال الرب لهم ورفع الرب وجه ايوب”.

حينما قدم أيوب ذبائح عن أصحابه علم الله الأصحاب التواضع فهم كانوا يظنون أنهم الأقرب للسماء، فأظهر الله لهم العكس. هم ظنوا أنهم أحباب الله المقربين منه لأنهم في صحة ولم يمسهم شر بينما أيوب هو رجل شرير لذلك ضربه الله بهذه الألام. فأظهر الله عدم صحة نظريتهم. ولاحظ أن الصراع بين أيوب وأصحابه لم ينتهي بجدال جديد بل الكل تصالح في الذبيحة(لذلك نبدأ قداساتنا بصلاة الصلح) هي صلح بين الله والإنسان وبين الإنسان وأخيه الإنسان. وأصحاب أيوب نراهم هنا لا يترددوا في تقديم الذبيحة طالما أن هذه هي إرادة الله وهذا يثبت صلاحهم.

ونري هنا قوة الشفاعة، فأيوب تشفع في أصحابه حتي لا ينصب عليهم غضب الله وهل الشفاعة تتوقف بموت البار؟ أبداً بل هي تصبح أقوي. فداود في مزموره يقول الصديق كالنخلة يزهو كالأرز في لبنان ينمو مز 11:92 والأرز لا تظهر فائدته كخشب ثمين إلا بعد أن يقطع. وعموماً فإله إبراهيم وإسحق ويعقوب هو إله أحياء وليس إله أموات. فكل القديسين الذين نتشفع بهم هم أحياء وشفاعتهم قوية. ونلاحظ أنه بمجرد توبة أيوب سامحه الله علي كل أخطائه

آية 10:- “و رد الرب سبي ايوب لما صلى لاجل اصحابه وزاد الرب على كل ما كان لايوب ضعفا”.

الله كافأ أيوب ببركات أرضية فالبركات الروحية السماوية لم تكن مفهومة في العهد القديم. وكانت البركات المادية الأرضية علامة لرضا الله ورمزاً للبركات الروحية. بل أن العهد الجديد نري فيه أن الآلام هي طريق المجد وهي لا شئ بجانب المجد المعد لنا رو 18:8 ومعلمنا يعقوب يعطينا أيوب كمثال علي الصبر(يع 11:5). بصبره كافأه الله. والكتاب يعلمنا “بصبركم تقتنون أنفسكم” فالله سيعطينا مجداً إذا صبرنا وإحتملنا الصليب الموضوع علينا في هذا العالم. والله كعلامة علي رضاه علي أيوب أعاد له الضعف. فالله لا يريد أن يخسر أحد بسببه. وكان هذا مكافأة علي صبره وشهادة أمام الكل علي رضا الله عليه

ضعفاً= الضعف هو نصيب الأبكار تث 17:21. وفي هذا فأيوب كان يرمز للمسيح البكر وسط إخوة كثيرين، وأعطانا الميراث وصرنا فيه أبكاراً نرث ملكوت السموات معه راجع عب 23:12 + رو 16:8، 17 + عب 2:1، 6 + عب 11:2 + رو 29:8. وكل من يصبر ويحتمل التجربة يرث مع المسيح يع 12:1. ويكون له نصيب الأبكار في السماء، ونصيب من يرث السماء بمجدها وأفراحها سيكون أضعاف الأفراح الأرضية العالمية. لقد بدأت آلام أيوب بحسد الشيطان وشره وإنتهي في مجد بدأ بمراحم الله ومحبته وهذه لا يستطيع الشيطان أن يقاومها. لقد إشتكي أيوب سابقاً من أن الله ضده ولكننا ها نحن نري الله معه ويحبه ويباركه.

ورد الرب سبي أيوب= هو بفقده كل شئ صار كمسبي في بلاد بعيدة، وهو في خصومته مع الله كان كمسبي. وبرؤيته الرب رُدَ سبيه من يد إبليس.

ونلاحظ أن الله لم يطلب من أيوب في مقابل كل ما أعطاه له من بركات إلا أن يصفح عن أصحابه ويصلي لأجلهم. والله سامح أصحاب أيوب إذ إتضعوا

آية 11:- “فجاء اليه كل اخوته وكل اخواته وكل معارفه من قبل واكلوا معه خبزا في بيته ورثوا له وعزوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه واعطاه كل منهم قسيطة واحدة وكل واحد قرطا من ذهب“.

 شكا أيوب سابقاً أن أصدقاؤه قد تركوه في ضيقته. والله نجده هنا قد عزاه بعودتهم ومشاركتهم القلبية والمادية، وربما كانت عطاياهم المادية هي بداءة بدأ بها أيوب وبارك الله في القليل فصار كثيراً. بل صار ضعف ما كان عنده قبلاً. وربما كانت عودة أصحابه له حينما عرفوا أن الله قد قبله وكانوا قد إبتعدوا إذا شعروا أن نكباته علامة غضب الله. قسيطة= تك 19:33 + يش 32:24 وهي وزنة أو عيار للذهب

آية 12:- “و بارك الرب اخرة ايوب اكثر من اولاه وكان له اربعة عشر الفا من الغنم وستة الاف من الابل والف فدان من البقر والف اتان”.

 واضح أن ما صار له هو ضعف ما كان له سابقاً بالتمام.

آية 13:- “و كان له سبعة بنين وثلاث بنات”.

أولاده لم يتضاعفوا والسبب أن من ماتوا هم أحياء. وبذلك يصير عدد الأولاد الكلي هو ضعف ما كان لأيوب قبل التجربة. فهو كان له سبعة بنين وثلاث بنات وهؤلاء ماتوا في التجربة. والآن صار له سبعة بنين وثلاث بنات. ويصير العدد الكلي 14 ولد، 6 بنات أي ضعف ما كان له قبل التجربة. النصف في السماء والنصف الآخر علي الأرض مثال لكنيسة المسيح الواحدة فهي جزئين كنيسة منتصرة في السماء وكنيسة مجاهدة علي الأرض.

آية 14:- “و سمى اسم الاولى يميمة واسم الثانية قصيعة واسم الثالثة قرن هفوك”.

 نساء جميلات= في العهد القديم كانت المرأة تمدح لجمالها والرجل لقوته وثروته، وقد تكرر وصف بعض النساء بأنهن جميلات مثل سارة/ رفقة/ راحيل ثم بنات أيوب لكننا لم نسمع في العهد الجديد أن هناك إمرأة جميلة، ولم يقال هذا حتي علي العذراء. فجمال المرأة في نظر العهد الجديد هو جمال قداستها. بل أن المسيح وحده هو الذي قيل عنه أنه أبرع جمالاً من بنى البشر. وصارت كنيسته هي أيضاً جميلة بسببه “أنا سوداء وجميلة” نش 5:1 فالعروس سوداء أي قبيحة بسبب خطاياها ولكنها صارت جميلة بمسيحها سبب جمالها.

يميمة= معني الأسم يمامة/ نهار/ فجر. بسبب بزوغ فجر بركات الله عليه بعد ليل آلامه. والإسم يشير للجمال وأيضاً لبركات الله.

قصيعة= هي عطر ذو عبير ورائحة جميلة ويسمي سنا. وهذا في مقابل رائحة قروحه سابقاً. والإسم يشير لبركات الله وأفراح أيوب.

قرن هفوك= قرن الدهن. وتعني أيضاً أن الله أعاد ورمم وأصلح بوفرة والإسم يشير لأن الله حول آلامه لأفراح بمراحم كثيرة.

آية 15:- “و لم توجد نساء جميلات كبنات ايوب في كل الارض واعطاهن ابوهن ميراثا بين اخوتهن”. أعطاهن أبوهن ميراثاً= رمز للميراث الذي أعطاه المسيح لكنيسته.

آية 16:- “و عاش ايوب بعد هذا مئة واربعين سنة ورأى بنيه وبني بنيه الى اربعة اجيال”.

 عاش أيوب 140 سنة= قيل في السبعينية أن عمر أيوب وقت التجربة كان 70 سنة. وعموماً فرأي كثيرين أن ما دام كل ما لأيوب قد تضاعف فمن المنطقي أن عمره أيضاً قد تضاعف ليصير العمر الكلي لأيوب 210 سنة وهذا يوافق الأعمار في أيام إبراهيم.

فاصل

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى