تفسير سفر يشوع ١٢ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الثاني عشر
نجد هنا تسجيل حدود الأرض شرق الأردن وغرب الأردن. وهذا كمقدمة لتقسيم الأرض وتقسيم الممالك على شعب إسرائيل. وتقسيم الأرض يأتي بعد سلسلة متوالية من الحروب ثم الراحة. وفي حياتنا الآن جهاد وحروب روحية يعقبها فترة من الراحة بعد الموت ثم يأتي بعد ذلك ميراث السماء (كنعان السماوية).
ولقد حصل السبطين والنصف على أرض جلعاد رمزاً لكنيسة العهد القديم التى لم تتمتع بأردن المسيح. أما التسعة أسباط ونصف فيرمزون لكنيسة العهد الجديد. ولقد أراد الوحي الإلهي أن يضم الحديث عن الميراث شرق وغرب الأردن معاً ليعلن وحدة الكنيسة. وإن كان أعضاؤها الأولون (2.5سبط واليهود) قد تمتعوا بالميراث خلال موسى (الناموس) الذي قادهم إلى الرجاء في مجيء يشوع الحقيقي. فلقد تمتعت الكنيسة كنيسة العهد الجديد (9.5 سبط) بالميراث في المسيح.
الآيات (1-9): “ و هؤلاء هم ملوك الارض الذين ضربهم بنو اسرائيل و امتلكوا ارضهم في عبر الاردن نحو شروق الشمس من وادي ارنون الى جبل حرمون و كل العربة نحو الشروق. سيحون ملك الاموريين الساكن في حشبون المتسلط من عروعير التي على حافة وادي ارنون و وسط الوادي و نصف جلعاد الى وادي يبوق تخوم بني عمون. والعربة إلى بحر كنروت نحو الشروق وإلى بحر العربة بحر الملح نحو الشروق طريق بيت يشيموت ومن التيمن تحت سفوح الفسجة. و تخوم عوج ملك باشان من بقية الرفائيين الساكن في عشتاروث و في اذرعي. و المتسلط على جبل حرمون و سلخة و على كل باشان الى تخم الجشوريين و المعكيين و نصف جلعاد تخوم سيحون ملك حشبون. موسى عبد الرب و بنو اسرائيل ضربوها و اعطاها موسى عبد الرب ميراثا للراوبينيين و الجاديين و لنصف سبط منسى. و هؤلاء هم ملوك الارض الذين ضربهم يشوع و بنو اسرائيل في عبر الاردن غربا من بعل جاد في بقعة لبنان الى الجبل الاقرع الصاعد الى سعير و اعطاها يشوع لاسباط اسرائيل ميراثا حسب فرقهم. في الجبل و السهل و العربة و السفوح و البرية و الجنوب الحثيون و الاموريون و الكنعانيون و الفرزيون و الحويون و اليبوسيون. ملك اريحا واحد ملك عاي التي بجانب بيت ايل واحد.”
بحر كنروت= أو بحر الجليل أو بحيرة طبرية. بحر العربة= بحر لوط فالبحر غمر سدوم وعمورة.
الآيات (10-24): “ملك أورشليم واحد ملك حبرون واحد. ملك يرموت واحد ملك لخيش واحد. ملك عجلون واحد ملك جازر واحد. ملك دبير واحد ملك جادر واحد. ملك حرمة واحد ملك عراد واحد. ملك لبنة واحد ملك عدلام واحد. ملك مقيدة واحد ملك بيت ايل واحد. ملك تفوح واحد ملك حافر واحد. ملك افيق واحد ملك لشارون واحد. ملك مادون واحد ملك حاصور واحد. ملك شمرون مراون واحد ملك اكشاف واحد. ملك تعنك واحد ملك مجدو واحد. ملك قادش واحد ملك يقنعام في كرمل واحد. ملك دور في مرتفعات دور واحد ملك جوييم في الجلجال واحد. ملك ترصة واحد جميع الملوك واحد و ثلاثون.”
ملك أورشليم واحد= يشوع أكتفى بقتله ولكن أورشليم سقطت في يد يهوذا في عهد القضاة بعد ذلك (قض8:1) ثم استردها اليبوسيين إلى أن أخذها داود بعد ذلك ولكن يشوع نفسه لم يسقط المدينة.
ذكرت أسماء المدن وملوكها القدامي الذين غلبهم يشوع ليسلمها للأسباط وكأن الوحي يؤكد أن الله الآب عنده منازل كثيرة. ولقد طرد الرب الملوك رمز لطرد الشياطين لكي نرث للأبد. وكل مدينة لها معناها الرمزي الذي يشير لميراثنا الأبدي. وكل ملك يشير لخطية معينة أو شيطان معين يلزمنا أن نسحقه حتى لا يرث فينا بل نسترد الميراث الذي لنا في المسيح. ونلاحظ هنا ذكر الشعوب الآتية الحثيون والأموريون والكنعانيون والفرزيون والحويون واليبوسيون (آية 8) ويقول التقليد اليهودي أنه بالمقارنة مع (تك20:15) ينقص هذه الشعوب الجرجاشيين الذين إذ رأوا قوة الشعب أدركوا أنه لا أمل في الصراع معهم فانسحبوا ليعيشوا في إفريقيا.
تقسيم الممالك على الأسباط.
- يهوذا: حبرون/ يرموت/ لخيش/ عجلون/ دبير/ عراد/ لبنة/ عدلام/ جزء من أورشليم وجادر.
- بنيامين: أريحا/ عاي/ جزء من أورشليم/ مقيدة/ بيت إيل/ الجلجال.
- شمعون: حرمة/ جزء من جادر.
- إفرايم: جازر/ ترصة.
- نصف سبط منسى: تفوحة/ حافر/ تعنك/ مجدو.
- أشير: أفيق/ أكشاف.
- زبولون: لشارون/ شمرون مرأون/ يقنعام.
- نفتالي: مادون/ حاصور/ قادش.
- يساكر: دور.
-
تفاسير أخرى لسفر يشوع أصحاح 12