تفسير سفر يشوع ٢٢ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح الثانى والعشرون
آيه (1): “حينئذ دعا يشوع الراوبينيين والجاديين ونصف سبط منسى.”
وهذا حدث غالباً بعد إنتهاء الحرب وليس بعد التقسيم وهذا سيحدث لكل منّا بعد أن تنتهى معاركنا وجهادنا على الأرض ضد قوات الشر يرسلنا الله للراحة.
الآيات (2،3): “وقال لهم أنكم قد حفظتم كل ما أمركم به موسى عبد الرب وسمعتم صوتي في كل ما أمرتكم به، ولم تتركوا اخوتكم هذه الأيام الكثيرة إلى هذا اليوم وحفظتم ما يحفظ وصية الرب إلهكم.”
حفظتم ما يحفظ = أى ما يجب حفظه وهو وصية الرب. وإذا كان السبطين والنصف يمثلون كنيسة العهد القديم فهم سيرثون مع كنيسة العهد الجديد، كل من حفظ الوصايا الإلهية وجاهد سواء فى عهد الناموس أو عهد النعمة. وهنا يشوع يدعوهم ليهبهم الميراث.
آيه (4): “والآن قد أراح الرب إلهكم اخوتكم كما قال لهم فانصرفوا الآن واذهبوا إلى خيامكم في ارض ملككم التي أعطاكم موسى عبد الرب في عبر الأردن.”
خيامكم = من كثرة سكنهم فى خيام أسموا بيوتهم خيام. وروحياً فنحن فى جسدنا هذا كمن يسكن الخيام لأن الخيمة تدل على زوال كل شئ وعلى الغربة (2كو 5 : 1).
الآيات (5-7): “و انما احرصوا جدا ان تعملوا الوصية و الشريعة التي امركم بها موسى عبد الرب ان تحبوا الرب الهكم و تسيروا في كل طرقه و تحفظوا وصاياه و تلصقوا به و تعبدوه بكل قلبكم و بكل نفسكم. ثم باركهم يشوع و صرفهم فذهبوا الى خيامهم. و لنصف سبط منسى اعطى موسى في باشان و اما نصفه الاخر فاعطاهم يشوع مع اخوتهم في عبر الاردن غربا و عندما صرفهم يشوع ايضا الى خيامهم باركهم.”
آيه (8) :- وكلمهم قائلا بمال كثير ارجعوا إلى خيامكم وبمواش كثيرة جدا بفضة وذهب ونحاس وحديد وملابس كثيرة جدا اقسموا غنيمة أعدائكم مع اخوتكم.
يشوع لم يردهم فارغين والله لا يردنا فارغين. ورجال العهد القديم لهم عطايا كثيرة فضلاً عن الميراث الأبدى وهكذا نحن لنا عطايا روحية ومادية فضلاً عن الميراث الأبدى.
الآيات (9-29): “فرجع بنو راوبين و بنو جاد و نصف سبط منسى و ذهبوا من عند بني اسرائيل من شيلوه التي في ارض كنعان لكي يسيروا الى ارض جلعاد ارض ملكهم التي تملكوا بها حسب قول الرب على يد موسى. وجاءوا إلى دائرة الأردن التي في ارض كنعان وبنى بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى هناك مذبحا على الأردن مذبحا عظيم المنظر، فسمع بنو إسرائيل قولا هوذا قد بنى بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى مذبحا في وجه ارض كنعان في دائرة الأردن مقابل بني إسرائيل، ولما سمع بنو إسرائيل اجتمعت كل جماعة بني إسرائيل في شيلوه لكي يصعدوا إليهم للحرب، فأرسل بنو إسرائيل إلى بني رأوبين وبني جاد ونصف سبط منسى إلى ارض جلعاد فينحاس بن العازار الكاهن، وعشرة رؤساء معه رئيسا واحدا من كل بيت أب من جميع أسباط إسرائيل كل واحد رئيس بيت آبائهم في ألوف إسرائيل، فجاءوا إلى بني رأوبين وبني جاد ونصف سبط منسى إلى ارض جلعاد وكلموهم قائلين، هكذا قالت كل جماعة الرب ما هذه الخيانة التي خنتم بها اله إسرائيل بالرجوع اليوم عن الرب ببنيانكم لأنفسكم مذبحا لتتمردوا اليوم على الرب، أقليل لنا إثم فغور الذي لم نتطهر منه إلى هذا اليوم وكان الوبا في جماعة الرب، حتى ترجعوا انتم اليوم عن الرب فيكون أنكم اليوم تتمردون على الرب وهو غدا يسخط على كل جماعة إسرائيل، ولكن إذا كانت نجسة ارض ملككم فاعبروا إلى ارض ملك الرب التي يسكن فيها مسكن الرب وتملكوا بيننا وعلى الرب لا تتمردوا وعلينا لا تتمردوا ببنائكم لأنفسكم مذبحا غير مذبح الرب إلهنا، أما خان عخان بن زارح خيانة في الحرام فكان السخط على كل جماعة إسرائيل وهو رجل لم يهلك وحده بإثمه، فأجاب بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى وقالوا لرؤساء ألوف إسرائيل، اله الآلهة الرب اله الآلهة الرب هو يعلم وإسرائيل سيعلم أمروهم كان بتمرد وأمروهم كان بخيانة على الرب لا تخلصنا هذا اليوم، بنياننا لأنفسنا مذبحا للرجوع عن الرب آنية لإصعاد محرقة عليه آنية تقدمة آنية لعمل ذبائح سلامة عليه فالرب هو يطالب، وأمروهم كنا لم نفعل ذلك خوفا وعن سبب قائلين غدا يكلم بنوكم بنينا قائلين ما لكم وللرب اله إسرائيل، قد جعل الرب تخما بيننا وبينكم يا بني رأوبين وبني جاد الأردن ليس لكم قسم في الرب فيرد بنوكم بنينا حتى لا يخافوا الرب، فقلنا نصنع نحن لأنفسنا نبني مذبحا لا للمحرقة ولا للذبيحة، بل ليكون هو شاهدا بيننا وبينكم وبين أجيالنا بعدنا لكي نخدم خدمة الرب أمامه بمحرقاتنا وذبائحنا وذبائح سلامتنا ولا يقول بنوكم غدا لبنينا ليس لكم قسم في الرب، وقلنا يكون متى قالوا كذا لنا ولأجيالنا غدا أننا نقول انظروا شبه مذبح الرب الذي عمل آباؤنا لا للمحرقة ولا للذبيحة بل هو شاهد بيننا وبينكم، حاشا لنا منه أمروهم نتمرد على الرب ونرجع اليوم عن الرب لبناء مذبح للمحرقة آنية التقدم آنية الذبيحة عدا مذبح الرب إلهنا الذي هو قدام مسكنه.”
مذبح بلا ذبيحة :- كان رأى السبطين والنصف أن هذا المذبح ليس لتقديم ذبيحة بل هو شاهد أنهم جزء من جماعة الرب ولهم نصيباً فى مذبح الرب وحتى لا ينسى أبناؤهم صلتهم بالأسباط عبر النهر. فحينما يسأل الأولاد ما هذا المذبح الذى لا يقدم عليه ذبائح يرد الأباء أن أبائنا أباء السبطين والنصف هم من شعب إسرائيل وهم مفصولين عن هذا الشعب فقط بواسطة نهر الأردن لكنهم شعب واحد. ويكون هذا المذبح إعلاناً عن وحدتهم واشتراكهم فى مذبح الله الواحد فى كنعان. ونلاحظ اسلوب حديث أباء السبطين والنصف عن الله بكل توقير إثباتا لإخوتهم أنهم لا يؤمنون ولا يعبدون ولا يحبون سوى الله يهوه إله الألهه. ويرى البعض فى هذا التصرف نبوة عن عودة اليهود إلى الإيمان المسيحى فى الأيام الأخيرة بعد ملء كنيسة الأمم، أى عودة رجال السبطين ونصف إلى أراضيهم. وبناء المذبح يشير للإيمان الواحد بين كنيسة المسيح والبقية اليهودية المؤمنة. ويكون هذا المذبح بلا ذبيحة إشارة لإنتهاء دور الذبيحة الحيوانية. وفى 16:- تتمردوا = أى يقدموا ذبائح لألهه غريبة على مذبحهم هذا أو على الأقل يقدموا ذبائح على مذبح آخر غير مذبح خيمة الإجتماع مخالفين وصية المذبح الواحد وفى 17،18،20 المقصود أن خطية فرد تجلب غضب الرب على الجماعة كلها فيأتى عليهم كلهم الشر. وتكون مخالفتهم بإقامة هذا المذبح سبباً لشر عظيم على كل إسرائيل وفى (19) نجسة أرض أى إذا كنتم تتصورون إن أرضكم نجسة لأنكم بلا هيكل فى وسطكم فتعالوا اسكنوا فى وسطنا غرب الأردن. وفى (23) بنياننا = أى أن كان بنياننا هذا.
الآيات (30-34): “فسمع فينحاس الكاهن و رؤساء الجماعة و رؤوس الوف اسرائيل الذين معه الكلام الذي تكلم به بنو راوبين و بنو جاد و بنو منسى فحسن في اعينهم. فقال فينحاس بن العازار الكاهن لبني راوبين و بني جاد و بني منسى اليوم علمنا ان الرب بيننا لانكم لم تخونوا الرب بهذه الخيانة فالان قد انقذتم بني اسرائيل من يد الرب. ثم رجع فينحاس بن العازار الكاهن و الرؤساء من عند بني راوبين و بني جاد من ارض جلعاد الى ارض كنعان الى بني اسرائيل و ردوا عليهم خبرا. فحسن الامر في اعين بني اسرائيل و بارك بنو اسرائيل الله و لم يفتكروا بالصعود اليهم للحرب و تخريب الارض التي كان بنو راوبين و بنو جاد ساكنين بها. وسمى بنو رأوبين وبنو جاد المذبح عيدا لأنه شاهد بيننا أمروهم الرب هو الله.”
عيداً = الكلمة تعنى شهادة.