تفسير سفر أيوب اصحاح 18 للقديس يوحنا ذهبي الفم

الإصحاح الثامن عشر
الحديث الثاني لبلدد
اصمت قليلاً لنستطيع أن نتكلم

1 – ” فأجاب بلدد الشوحى وقال: إلى متى ستستمر بعد (فى الكلام)؟ توقف قليلا لنتكلم نحن أيضاً لماذا احتفظنا بالصمت أمامك كالبهائم، بينما أنت أطلقت العنان للغضب؟” (18: 1-4)

انظر (أيها القارئ) إلى من يحاكمون، انظر إلى من يريدونه أن يغلق فمه. إن هذا ليس موقف من يسعون إلى تعزيته بل على العكس هو موقف من يسعى لإثارته والاستهزاء به.

إن قال بلدد: «توقف لنتكلم نحن أيضاً». فلماذا أنتم حاضرون (يا بلدد)؟ أليس لكى تتكلموا أنتم أيضاً.

قال بلدد: «لماذا احتفظنا بالصمت أمامك كالبهائم؟»

أتنظر إلى غيرتهم (أيها القارئ)؟ إنهم يعتبرون الصمت كإهانة بل وأسوأ الحماقات. إن هذا ليس موقف من يسعى لتعزيته.

قال بلدد: إن أيوب بمفرده سيفعل أكثر من هذا ، ونحن على كثرتنا سينتصر علينا ويغلبنا.

انظر إلى من يسعون إلى توجيه اللوم له على مدى كل أحاديثهم. انظر إلى من يوبخونه ويلومونه (بلا مبرر).

هل موتك له أهمية كبيرة ؟
2- “فهل ستصير المسكونة بلا سكان لو مت أمر الأرض ستنزع من أساساتها؟” (18: 4)

حيث أن أيوب لم يتوقف عن النحيب بقوله إنه يريد الموت… لذلك قال بلدد متسائلاً: أي نوع من التعزية فى الموت؟ وما هي الطريقة الأخرى التي نستطيع أن نثنيه بها عنه؟

ألعل البسيطة ستصير بلا سكان أم أن أيوب ذكر موته ( بإلحاح) وكأن حياته المشتركة معنا لها قيمة عظمى؟

لكن في الحقيقة فإن أيوب قال العكس، لماذا تقول هذا يا بلدد مع أن أيوب قال: إن الإنسان لا شيء، وهو لا يستحق أي ذكر.

ثم أن بلدد أتهم الأشرار أيضاً بطريقة حمقاء وعرضاً ليشدد على مقولته الحالية. إن أصدقاءه لم يفلحوا فى أن يوبخونه على عمل شرير. لكن انظر إلى ضلالهم، فهم في قولهم أن البلايا العظيمة تحدث للأشرار، يأخذون كمثال لها البلايا التي يعانيها أيوب ويمزجون بلاياه في أحاديثهم كما لو كانوا يريدون إظهار أنهم يلمحون عليه. فليلاحظ وينتبه من يحكم، فليحكم على ما يخص الآخرين كما إلى نفسه.

حسن للأشرار أن يعرفوا بليتهم
3
– قال بلدد: “نعم نور الأشرار ينطفى” (5:18).

لأنهم كانوا سابقاً في السعادة “ولا يضئ لهيب ناره النور يظلم في خيمته وسراجه فوقه ينطفئ وليستولى على أملاكه أناس تافهين” (17: 5-8). هذا أيضاً حدث لأيوب. لتفشل خططه وليسقط قدمه في الفخ! (18: 7-8)، أي يُمسك ولا يستطيع الإفلات “ليُمسك في الشبكة!” (8: 18)

4-” ولتقتنصه شباك وتحيطه، وأناس متعطشون لهلاكه يتفوقون عليه، وفخ مطمور في الأرض مخصص له، وكمين موجه ضده معد له فى طريقه، وأيضاً تحيط به أوجاع وتهلكه. وليسقط تحت أقدام الكثيرين فريسة الجوع شديد؛ وزلة على الملأ في انتظاره، ولتتأكل بطن قدميه وليأكل الموت حُسنه” (18: 9-13).

هذا ما حدث لأيوب.

5 – لتختفى الصحة من مسكنه (14:18).

هذا أيضاً واقع أيوب الحالى.

“لتستولى البلية عليه وبقرار من الملك” (14:18).

اعتقد أن الله هو المقصود في عبارة «بقرار من الملك لكن لو تحدث بلدد هنا عن قرار بشرى، فإنه (قصد) خلط الكلام أيضاً بما لم يحدث له لكي لا يبدو أنه يتكلم ضد أيوب.

6- ” إنه سيقطن في خيمة جسده، وجماله سيشوه، وأصوله تيبس من عمقها، وضربة من السماء ستهبط عليه ولينقطع ذكره من الأرض” (18: 15-17)

قال بلدد: إن أبناءه لن يعرفوه، وهذا بالضبط ما حدث لأيوب. والكتاب يقول: “أحبائى وأصدقائي اقتربوا منى وقاموا عليَّ” (مز 11:38 بحسب النص).

7- “وليلفظ اسمه علانية، وليسقط من النور إلى الظلمة ولا يكون معروفاً لشعبه، ولا يحفظ بيته على الأرض (له) بل يعيش على خيراته غرباء المتأخرون يتأوهون وتصيب الدهشة الأولين” (18: 17- 20)

أي الآتين أولاً ، ولكن (تشمل) أيضاً من كانوا بمعزل عنها (ومعاصرين لحدوثها).

“هكذا تكون مساكن الأشرار، وهكذا يكون موضع من لا يعرفون الرب” (18: 21).

تفسير أيوب 17سفر أيوب 18تفسير سفر أيوب
تفسير العهد القديم
تفسير أيوب 19
القديس يوحنا ذهبي الفم
تفاسير سفر أيوب 18تفاسير سفر أيوبتفاسير العهد القديم

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى