تفسير سفر يونان المقدمة – أ. بولين تدري

كاتب السفر:

هو يونان النبي. يونان كلمة عبرية معناها “حمامة”. هو مِن جت عابر التي في ناصرة الجليل. كان يونان نبياً للرب ولكنه لمْ يكُن أميناً، وعدم أمانته جلبت عليه التأديب. فقد كان يونان يُفكر مثل باقي اليهود الذين لمْ يحتملوا أن نعمة الرب مُمكن أن تشمل الأمم مثل اليهود، كما قال بولس الرسول عنْ اليهود: “يمنعوننا عنْ أن نُكلٍم الأمم لكي يخلصوا حتى يُتمموا خطاياهم كُل حين. ولكن قد أدركهم الغضب إلى النهاية” (1تس2: 16).

وربما كان تعصُب يونان ضد نينوى لأن ملكهم “شلمناصر الثالث” 859 – 824 ق.م. ذلًل إسرائيل في أيام آخاب وياهو، إذ أنه في سجل انتصاراته المدونة على المسلة السوداء بالمتحف البريطاني يذكر أنه هزم آخاب ملك إسرائيل وبنهدد ملك آرام المتحالفين معاً في موقعة كركر (على نهر العاصي) سنة 854 ق.م.. كما هزم ياهو بن عمري، وعلى المسلة السوداء صورة لياهو راكعاً أمام شلمناصر وخلف ياهو 13 حمالاً عبرانياً يحملون الهدايا: ذهب وفضة… وأسفل الصورة مكتوب تفسير لها “تقدمة ياهو بن عمري”. وربما كان إذلال الأشوريين لإسرائيل هو سبًب تعصب يونان النبي ضد نينوى، إذ كان يُريد أن الرب يقلب نينوى لا أن يعفو عنها.

زمن النبوة:

تنبأ يونان في أيام يربعام الثاني ملك السامرة، الذي حكم مدة 41 سنة مِن سنة 836 ق.م.، وكان مُعاصراً ليونان وعاموس. وعلى ذلك كان يونان نبياً لإسرائيل “مملكة الشمال” حوالي عام 825- 784 ق.م.، وكان مُعاصراً لعاموس النبي.

وكانت النبوة في زمن “شمش-رمون” 824- 811 ق.م.، وهو ابن شلمناصر الثالث. وقد تأثر هذا الملك بمناداة يونان، ولم يقُم بحروب نظير خلفه وسلفه.

نينوى:

هي عاصمة المملكة الأشورية القديمة التي أسسها نمرود، الذي جاء ذكره في (تك10: 6- 11). وقد أرسل الرب يونان النبي إليها بعد 1300 سنة مِن تأسيسها لكي يُنذرها بالهلاك وكانت في ذلك الوقت “مدينة عظيمة لله” وهذا واضح أن يونان وصفها بأنها مسيرة ثلاثة أيام على الأقدام. وكان عدد سُكانها 120 ألف نسمة، وهذا العدد لا يشمل الأطفال.

كان الأشوريون قُساة جداً في معاملتهم للشعوب المغلوبة والأسرى، وقد بلغت قسوتهم أنهم سلخوا جلد ملك حماة وهو حي، وقد شهد ناحوم النبي عنْ قسوتهم هذه: نينوى كبركة ماء منذ كانت ولكنهم الآن هاربون… الأسد المفترس لحاجة جرائه والخانق لأجل لُبواته حتى ملأ مغاراته فرائس ومآويه مُفترسات” (نا2: 8، 12).

صفنيا النبي قد تنبأ عنْ كبرياء نينوى وهلاكها فقال: “وأنتم أيها الكوشيون. قتلى سيفى هُم. ويمد يده على الشمال ويُبيد أشور ويجعل نينوى خراباً يابسة كالقفر. فتربض في وسطها القطعان كُل طوائف الحيوان. القوق أيضاً والقنفذ يأويان إلى تيجان عُمُدها. صوت ينعب في الكوى. خراب على الأعتاب لأنه قد تعرى أرزيها. هذه هي المدينة المبتهجة الساكنة مُطمئنة القائلة في قلبها أنا وليس غيرى. كيف صارت خراباً مربضاً للحيوان. كُل عابر بها يصفر ويهز يده” (صف2: 12- 15).

كانت نينوى قضيب غضب في يد الرب لتأديب شعبه، لكن غضب الرب على شعبه سينتهي بتحطيم الآلة التي استخدمها الرب لتأديب الشعب. إذ يذكر ديودور الصقلي المؤرخ أن الميديين المتحالفين مع البابليين حاصروا نينوى لمدة سنتين بدون جدوى ، لكن حدث أن فاض نهر دجلة فجأة فأكتسح جزءاً من أسوار المدينة فدخلها الميديون، وإذ يأس ملك نينوى أحرق نفسه داخل قصره. كما أن المهاجمين أحرقوا المدينة بأكملها سنة 606 ق.م.

** ترشيش: مدينة ساحلية بعيدة جداً عن أرض كنعان وقد ضاعت معالمها، ويظن البعض أنها ترتيسوس الواقعة جنوب أسبانيا، وهي المدينة التي هرب إليها يونان النبي. وإليها تُنسب السفن التي كان سليمان الملك وحيرام يُرسلانها من ميناء عصيون جابر (إيلات) على البحر الأحمر، ولبعدها كانت السفن تأتى كُل ثلاث سنين مرة، حاملة ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس، كما جاء في (1مل10: 22)، (2أخ9: 21). وكانت مدينة صور لها تبادل تجارى مع مدينة ترشيش (حز27: 12)، وكان خراب صور خراباً عليها (أش23: 1، 4).

أقسام السفر:

1- إرسال الرب يونان إلى نينوى وهروبه منه (الأصحاح الأول).

2- صلاة يونان في بطن الحوت (الأصحاح الثاني).

3- ذهاب يونان إلى نينوى وتوبة أهل نينوى (الأصحاح الثالث).

4- معاملات الله مع يونان (الأصحاح الرابع).

فهرس سفر يونان النبي  تفسير سفر يونان
تفسير العهد القديم تفسير يونان 1
أ. بولين تدري
تفاسير يونان – مقدمة  تفاسير سفر يونان تفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى