فلنخرج إذاً إليه … حاملین عاره
“فلنخرج إذاً إليه … حاملین عاره” (عب 13:13)
منظر المسيح خارجاً من أورشليم حاملاً الصليب وحوله بعض من أقربائه وتلاميذه يشيعونه حيث تعيَّن أن يُصلب ، منظر كله عار وفضيحة ؛ ولكن المسيح احتمله من أجل السرور الموضوع أمامه . هذه كانت أحرج ساعة في حياة يسوع ، ساعة الخروج من أورشليم وعلى أن لا يعود إليها.
كان خروجه هذا بمثابة خروج من العالم المنظور، وكان الصليب هو آلة العبور من العالم إلى خارج العالم . فالخروج لا يتم طبيعياً بالنسبة اللذين أبغضوا العالم وجحدوه، لابد أن ينتقم العالم من الذين يحتقرونه ويستهزئون به.
يسوع لم يستغرب من سلوك العالم ضده ، بل هو نفسه أعلم تلاميذه أنه لابد أن يصطدم العالم بكل من يخرج عليه ، ولابد أن يحتقر كل من يحتقره ، ويستهزئ بكل من يستهزئ به ، هذا هو عار الخروج الحتمي.
هذا العار حمله يسوع وهو راض عنه كل الرضى ، لأنه قد وضع في نفسه منذ البدء أن يقف ضد العالم ويبغض أعماله الشريرة ، لذا فهو قد علم مسبقاً ما هي الضريبة التي كان عليه أن يدفعها.
والذين يريدون أن يتبعوا بسوع عليهم ألا يستعفوا من صليبهم ، بل ويزيدون عليه ويزينونه بأنواع أخرى!!
ولكل إنسان صليب معين ، ولكل إنسان عاره الذي يتفنن العالم كيف يصيغه له من كل صنوف الهوان التي يكرهها.
وأخيراً، بقدر ما يذلل الإنسان نفسه ويموت بغير إرادته وإرادته معاً؛ بقدر ما يحس بالحياة الأبدية تنبعث من أعماقه ويعيشها يوماً فيوماً.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين