تأملات في سفر ميخا 1 – أ. بولين تادري
نبوة ميخا بالدمار على إسرائيل ويهوذا:
“قول الرب الذي صار إلى ميخا المورشتي في أيام يُوئام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا الذي رآه على السامرة وأورشليم اسمعوا أيها الشعوب جميعكم أصغى أيتها الأرض ولؤها وليكن السيد الرب شاهدًا عليكم السيد من هيكل قدسه. فإنه هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل على شوامخ الأرض. فتذوب الجبال تحته وتنشق الوديان كالشمع قدام النار كالماء المنصب في منحدر. كل هذا من أجل إثم يعقوب ومن أجل خطية بيت إسرائيل. ما هو ذنب يعقوب. أليس هو السامرة. وما في مرتفعات يهوذا. أليست هي أورشليم. فأجعل السامرة خربة في البرية مغارس الكروم وأُلقى حجارتها إلى الوادي وأكشف أُسسها. وجميع تماثيلها المنحوتة تُحطم وكل أعقارها تُحرق بالنار وجميع أصنامها أجعلها خرابًا لأنها من عُقر الزانية جمعتها وإلى عُقر الزانية تعود. من أجل ذلك أنوح وأولول. أمشى حافيًا وعريانًا. أصنع نحيبًا كبنات آوى ونوحًا كرعال النعام. لأن جراحاتها عديمة الشفاء لأنها قد أتت إلى يهوذا وصلت إلى باب شعبي إلى أورشليم” (مى 1:1-9).
الرب يشهد بنفسه على أعمالنا:
اسمعوا أيها الشعوب جميعكم أصغى أيتها الأرض وملؤها وليكن السيد الرب شاهدًا عليكم السيد من هيكل قُدسه. فإنه هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشى على شوامخ الأرض، فتذوب الجبال تحته وتشق الوديان كالشمع قدام النار. كالماء المُنصب في منحدر” (مى 1: 2- 4).
يقول ميخا النبي أن الرب شاهدًا على الناس من هيكل قُدسه، وحينما يتحرك الرب فإن الجبال تذوب خوفًا من وجههِ، وتنشق الوديان كالشمع أمام النار، أي لا توجد.
إن موقف الرب دائمًا هو موقف الرحمة وإعطاء الفرصة بالتوبة، طالما نحن نعيش في هذا الجسد، ولكن بعد انتهاء العمر يكون الله شاهدًا على أعمالنا، ويفرز الشرير والصالح منها. وكثيرين من الأنبياء والرسل أكدوا هذا، فمثلا نجد:
*داود النبي يقول: “لك يا رب الرحمة لأنك أنت تُجازى الإنسان كعمله” (مز 62: 12) ويقول أيضًا: “الشاهد في السماء أمين” (مز 89:37). وأيضا يقول عن الرب: “المصور قلوبهم جميعًا. المنتبه لكل أعمالهم” (مز 33: 15).
* أما يوحنا الحبيب فيقول:”إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ” (1 ىو 5: 7). يقول أيضًا: “يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الأرض” (رؤ 1: 5).
* ويستنجد أيوب بالرب من ظُلم أصدقائه، ويقول: “هوذا في السموات شهيدي وشاهدي في الأعالي” (أى 16: 19).
* وتكلم الرب يسوع ذاته بأمثال كثيرة عن أعمال الناس الصالحة والشريرة، في مثل الزارع (مت 13:1-23)، ومثل الزرع والزوان (مت 13: 24 -30). ومثل العذارى الحكيمات والجاهلات (مت:25: 1- 13)، ومثل الوزنات (مت 25: 14- 30). وتكلم عن الحساب في اليوم الأخير في: (مت 25: 31 -الخ)، حيث يَجمع الخراف عن اليمين والجداء على اليسار، ويقول للذين عن يمينه: “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المُعد لكم منذ تأسيس العالم”، ويقول أيضا للذين على اليسار: “اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته”.
* إن “رأس الحكمة مخافة الرب” (مز111: 10)، ومن يحتفظ بمخافة الرب في قلبه، يتحفظ في كل أعماله، ويسلك بحسب المثل القائل: “الفطنة الجيدة تمنح نعمة. أما طريق الغادرين فأوعر. كُل ذكى يعمل بالمعرفة والجاهل ينشر حمقًا” (أم 13: 15، 16)، ” فليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره. لأن كُل واحد سيحمل حمل نفسه” (غل 6: (4، 5).
*الكنيسة أيضًا تشهد على أعمالنا من خلال كلمة الله المقروءة علينا فيها.
فخيمة الاجتماع في العهد القديم والتي ترمز للكنيسة في العهد الجديد، سُميت بخيمة الشهادة (2 أي 24: 6).
وسُمي تابوت العهد الذي يحتوى على”لوحي الشريعة” بتابوت الشهادة، وتابوت العهد هذا هو الذي يوضع في قدس الأقداس، ويرمز للسيد المسيح على المذبح (خر 30: 6، 39: 5).
ولوحي الشريعة اللذين استلمهما موسى من الرب سُميا “لوحي الشهادة” (خر 31: 18، 32: 15، 34:29).
فكُل واحد منًا يجب عليه أن يُقَيٍم أعماله في ضوء كلمة الله ووصاياه. فلا يُقارن نفسه بالآخرين، “لنفحص طُرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله في السموات” (مراثي 3: 40، 41).
وأيضًا الله يشهد في القلب من خلال ضمائرنا وقلق أرواحنا. فهو الذي قال: “ليس سلام قال إلهي للأشرار” (أش 48:22).
*ويقول ميخا النبي:“هوذا الرب يخرج من مكانه”. فكثرة الشر تجعل الرب يتحرك ليفعل شيئًا. فحينما رأى الرب شر الناس قد زاد في الأرض، تحرك وأرسل الطوفان.
يوجد أناس قلوبهم قاسية، فلا يفهمون تحذيرات الله التي تأتيهم بطرق لطيفة، فيضطر الله أن يتحرك بنفسه، مثلما فعل مع شاول الطرسوسي، وسدوم وعمورة حيث أحرقها بالنار، وغضبه الشديد على شاول الملك حينما لجأ إلى العرافة لتحُضر له روح صموئيل النبي لكي يستشيره في أمور مهمة.
أصحاب هذه القلوب القاسية، إما أن يكونوا بعيدين كُل البعد عن الله، فلا يهتمون أو ينتبهون لأصوات الله الخفيفة التي تهمس لهم. وإما أنهم متدينون جدًا فلا يقبلوا التوجيه ظانين أنهم يعرفون الله أكثر من غيرهم فلا يقبلوا الإرشاد ولا يحتملوا التأنيب، مع أن روح التلمذة وقبول التعليم يجب أن تُلازمنا طول العمر.
أما “ذوبان الجبال أمام الرب”، تجعلنا نفهم أيضًا أن أي خطية مهما عظمت وأي تقصير مهما طال، إذا وُضع أمام الرب في الصلاة، فالرب قادر أن يُذيبه من داخلنا، ويمحو كُل آثاره السيئة فينا.
ميخا النبي يبكي بسبب خطايا إسرائيل ويهوذا:
“كُل هذا من أجل إثم يعقوب، ومن أجل خطية بيت إسرائيل. ما هو ذنب يعقوب؟ أليس هو السامرة؟ وما هي مُرتفعات يهوذا؟ أليست هي أورشليم؟ ” فأجعل السامرة خربة في البرية للكروم، وأُلقى حجارتها إلى الوادي، وأكشف أُسسها. وجميع تماثيلها المنحوتة تُحطم وكل أعقارها تُحرق بالنار، وجميع أصنامها أجعلها خراباَ لأنها من عُقر الزانية جمعتها وإلى عُقر الزانية تعود”. من أجل ذلك أنوح وأولول أمشى حافيًا وعريانًا. أصنع نحيبًا كبنات آوى، ونوحًا كرعال النعام. لأن جراحاتها عديمة الشفاء، لأنها قد أتت إلى يهوذا، وصلت إلى باب شعبي إلى أورشليم“.
يخص النبي أورشليم والسامرة بالخطايا الكثيرة، لأنهما المدينتان الكبيرتان في إسرائيل ويهوذا. ولهاتين المدينتين أكبر الأثر على البلاد كلها من خلال تمركز السلطان فيهما. فقد اشتهرت السامرة بالوثنية وكثرة بنائها للتماثيل على المرتفعات، لذلك تنبأ عليها ميخا النبي قائلا: “جميع تماثيلها المنحوتة تُحطم”، “وجميع أصنامها أجعلها خرابًا”، وقد حدث ذلك بالفعل بواسطة جيش آشور، فقد أخرب سنحاريب السامرة وكل أصنامها (أش 10: 11)، وقد ألقى بكُل آلهتها إلى النار لأنها لم تكن آلهة (أش 37: 19).
ويبكى ميخا على يهوذا أيضًا، لأن آثام السامرة وصلت إلى يهوذا وصلت إلى باب شعبي إلى أورشليم. فقد وصلت المرتفعات إلى أورشليم أيضًا، حتى لو كانوا لم يعبدوها إلا أنهم سمحوا بوجودها وسطهم، لأنها ممكن تبُعدهم عن إلههم (1 مل 14: 4).
لذلك قال بولس الرسول: “المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة” (1 كو 15:33).
*ويقول ميخا النبي “جميع أصنامها أجعلها خرابًا لأنها من عُقر الزانية جمعتها وإلى عُقر الزانية تعود” (مى 1: 9). ويقصد أن أورشليم والسامرة جمعوا لأنفسهم ثروة بتحالفهم مع الشعوب الوثنية الذين أغروهم لعبادة الأصنام. وكل هذه الثروة تنهبها الأمم الوثنية أيضا (المتمثلة في ملك آشور)، وبهذا تكون من عُقر الزانية جُمعت والى عُقر الزانية تعود.
*إن ميخا النبي يُعبٍر عن حزنه على حال أورشليم والسامرة بالنحيب كبنات آوى ورعال النعام، وهي حيوانات ضارية تتقابل ليلًا وتُصدر أصوتًا مزعجة، وكل ذلك لأن حالة البلاد ميؤوس منها، إذ أن
” جراحاتها عديمة الشفاء”.
صلاة: يا رب لا تجعلني أصل في بُعدى عنك إلى هذا الحال، إلى أن تصير أخطائي وعاداتي بلا شفاء من كثرة ما تأصلت فيَّ مع طول الزمن. قوتك يا رب تُذيب الجبال، وقادر أن تمحو كل ضعف يُبعدني عنك، فأسرع ورُدني إلى خلاصك.
ميخا النبي ينادى بلاد متعددة في يهوذا للنوح والبكاء:
“لا تُخبروا في جت لا تبكوا في عَكاء تَمرغي في التراب في بيت عَفرة أُعبري يا ساكنة شافير عُريانة وخجلة الساكنة في صانان لا تخرج. نوح بيت هأيصل يأخذ عندكم مَقامة، لأن الساكنة في ماروث اغتمت لأجل خيراتها، لأن شرًا قد نزل من عِند الرب إلى باب أورشليم. شُدي المركبة بالجواد يا ساكنة لاَخيش، هي أول خطية لابنة صهيون، لأته فيك وُجدت ذُنُوب إسرائيل. لذلك تُعطين إطلاقًا لِمُورشة جَت تصير بيوت اُكزيب كاذبة لملوك إسرائيل. آتى إليك أيضًا بالوارث يا ساكنة مَريشة يأتي إلى عَدُلام مجد إسرائيل كُوني قَرعاء وجُزى من أجل بَني تَنعُمك. وسعى قَرعتك كالنسر، لأَنهم قد انتفوا عنك” (مى 1 10: 16).
واضح أن النبي من شدة حزنه على حال يهوذا، فهو يدعو بلادها كلها للنوح. انه يرى بعين النبوة الخراب الآتي على يهوذا بسبب خطاياه.
من كثرة الخراب، يدعو النبي يهوذا أن لا يصل بكاؤها إلى جت (جت بلدة في فلسطين) حتى لا يشمت فيهم الفلسطينيون.
“لا تُخبروا في جت، لا تبكوا في عكاء”. جت وعكا هي بلاد كبيرة في فلسطين، وهاتان البلدتان سيفرحون في بلية إسرائيل، لذلك يقول لهم النبي “لا تخبروا في جت لا تبكوا في عكاء “.
يدعوا ميخا النبي يهوذا قائلا: “تمرغي في التراب”، فهو بعين النبوة يرى أنها ستُهدم كلها وتصير ترابًا. وهي دعوة للتذلل، لعل الله يُدركهم بمراحمهِ، كما فعل مع أهل نينوي حينما تابو.
“أُعبري يا شافير عريانة وخجلة”. شافير (جبل جنوب قادش، وهي بلدة في يهوذا)، “والساكنة في صانان لا تخرج”. صانان بلدة في يهوذا كثيرة السكان، وسُكانها لن تخرج لأن البلية سوف تُداهمهم، ومن كثرة الحزن على ما يحدث لها لن تخرج. وأيضًا يزداد على حزنهم، حزن هأيصل (مدينة جنوب يهوذا، وقريبة من صانان)، لذلك يقول النبي: “نوح بيت هأيصل يأخذ عندكم مقامه”، أي سكان صانان سيحزنون على ما يحدث في هأيصل.
ويدعو النبي سكان لاخيش إلى الهروب، حيث يقول لهم “شدي المركبة بالجواد”، أي أسرعي بالفرار، لأن سنحاريب ملك آشور سوف يُحاصرها (اش 36: 1، 2). وذلك لأنها أدخلت الأصنام في بلدها متمثلة بإسرائيل، لأنهم كانوا جيرانهم المباشرين. وتُحاول لاخيش أن تُعطى هدايا لمورشة جت (وهى بلدة فلسطينية) لكي تُساعدهم ضد سنحاريب، ولكن مورشة جت سوف تأخذ منهم الهدايا وتخذلهم. لذلك سوف تخرب موريشة أيضًا، حيث يقول الوحي: آتى إليك بالوارث يا ساكنة موريشة“.
“يأتي إلى عدلام مجد إسرائيل”. عُدلام مدينة مشهورة، واستمرت شُهرتها إلى أيام ميخا النبي، وبالرغم من هذا المجد، فإن ملك أشور سوف يصل إليها، ويزول مجد إسرائيل. ويدعو النبي عدلام قائلًا: “كوني قرعاء وجُزى من أجل بنى تنعمك. وسعى قرعتك كالنسر لأنهم قد انتفوا عنك”، أي اجلسي واحزني وابكي لأن مجدك سوف يزول عنك.
إنها دعوة للتوبة من النبي لكُل بلدان يهوذا للتذلل والاتضاع أمام الرب. دعوة للبكاء والنحيب على خطاياهم وتهاونهم.
التوبة تحتاج قلبًا متضعًا:
“قريب هو الرب من منسحقي القلب. ويُخلص المتواضعين بالروح” (مز 34: 18) ” القلب المنكسر يا الله لا تحتقره” (مز 51: 17)، ويقول سليمان الحكيم “مكرهة الرب كل متشامخ القلب” (أم 16: 5).
وقال السيد المسيح لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين مثل الفريسي والعشار (لو 18:9-14)، وأراهم كيف أن العشار نزل إلى بيته مُبررًا دون ذاك الفريسي. وعلًق السيد المسيح قائلا:“لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع”.
ويوصينا بطرس الرسول قائلا:”تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ” (1 بط 5: 6).
ويقول صفنيا النبي: “اطلبوا التواضع. لعلكم تُسترون في يوم سخط الرب” (صف 2: 3).
* التوبة يصحبها دموع:
الدموع نعمة يمنحها الرب للقلب التائب. الدموع تعبير صادق عن شدة احتياجنا للرب. الدموع تغسل النفس من خطاياها. الدموع أيضًا تُعبٍر عن فرحنا بالرب ونحن في حضرته. العيون المملؤة دموع يتأثر بها الرب جدًا، فهو يقول لعروس النشيد: “حَولي عنى عينيك فإنهما قد غلبتاني” (نش 6: 5).
-لذلك تجد ميخا النبي يبكى وينوح، ويدعوا يهوذا وإسرائيل لكي يبكوا ويضعوا أنفسهم في التراب من أجل خطاياهم الكثيرة.
-وأرميا النبي يبكى على أورشليم ويقول: “يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكى نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي” (أر 9: 1).
ويدعوا أورشليم لتبكى على نفسها قائلًا: “يا سور بنت صهيون اسكبي الدمع كنهر ليلًا ونهارًا. لا تُعطى ذاتك راحة. لا تكف حدقة عينك. قومي اهتفي في الليل في أول الهُزُع. اسكبي كمياه قلبك قُبالة وجه السيد ارفعي إليه يديك لأجل نفس أطفالك المغشي عليهم من الجوع في رأس كل شارع ” (مراثي 2: 18، 19).
-نتذكر معًا المرأة الخاطئة التي علِمت أن السيد المسيح مُتكئ في بيت الفريسي، فجاءت ووقفت عند قدميه من وراءه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها. ومن أجل دموعها الكثيرة غفر لها الرب خطاياها الكثيرة (لو 7: 36-50).
– ونتذكر معًا داود النبي الذي كان يتذكر خطاياه دائمًا، ومن أجلها يقول: “أُعوم في كُل ليلة سريري بدموعي أُذوب فراشي (مز 6: 6). ويحكى اختباره على نفع الدموع، ويقول: “الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج ” (مز 126: 5).
– ويُخبرنا بولس الرسول عن بكاء السيد المسيح نفسه كحامل لخطايا البشرية كلها، قائلًا: “الذي (يسوع) في أيام جسده إذ قدًم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلصه من الموت. وسُمع له من أجل تقواه ” (عب 5:7).
– أما السيد الرب فلا يقف مكتوفًا أمام العيون الباكية، ” يَمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه ” (أش 25: 8).
– ولأن دموعنا محفوظة في زقِ عند الرب، كما يقول داود النبي (مز 6: 7)، فهو الذي سوف يمسحها بيده في أورشليم السمائية:
“بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يَعده، مِن كُل الأُمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف مُتسربلين بثياب بيض وفى أيديهم سعف النخل. وهُم يصرخون بصوت عظيم قائلين: “الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف”. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله قائلين: ” أمين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة إلى أبد الآبدين. أمين”. وأجاب واحد من الشيوخ قائلًا لي:”هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض، مَن هُم؟ ومِن أين أتوا؟ “. فقلت له” يا سيد أنت تَعلم”. فقال لي: ” هُم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسًلوا ثيابهم وبيًضوا ثيابهم في دم الخروف من أجل ذلك هُم أمام عرش الله ويخدمونه نهارًا وليلًا في هيكله والجالس على العرش يَحِل فوقهم لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم” (رؤ:9-17).
تفسير ميخا – مقدمة | ميخا 1 | تفسير سفر ميخا |
تفسير العهد القديم | تفسير ميخا 2 |
أ. بولين تادري | ||||
تفاسير ميخا 1 | تفاسير سفر ميخا | تفاسير العهد القديم |