إش54: 3 لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار…

 

“لأَنَّكِ تَمْتَدِّينَ إِلَى الْيَمِينِ وَإِلَى الْيَسَارِ، وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَمًا، وَيُعْمِرُ مُدُنًا خَرِبَةً.”(إش54: 3)

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

اوسعي مكان خيمتك، ولتبسط شقق مساكنك؛ لا تمسكي. أطيلي أطنابك وشددي أوتادك، لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أممًا ويُعْمِرُ مدنًا خربة” [2-3].

تطلع النبي إلى كنيسة العهد الجديد كخيمة اجتماع مع الرب وقد جاء إليها أعداد بلا حصر من اليمين (اليهود) ومن اليسار (الأمم) في فيض لا ينقطع حتى ضاق الموضع جدًا فطلب توسيع مكان الخيمة وبسط الشقق المصنوعة منها واطالة اطنابها… فإنها تمتد لتصير الأرض للرب ولمسيحه؛ إنها تحول أممًا وثنية إلى مقادس للرب، وتعمر مدنًا خربة إلى مساكن مقدسة لشعب الله.

هذه هي صورة النفس التي تلتقي بالصليب، تصير بالحق خيمة الرب التي يتسع قلبها يومًا فيومًا ليحمل صورة المخلص محب البشر. يفتح أعماقه للصالحين (الذين من اليمين) والطالحين (الذين من اليسار) لكي يضم بالحب كل نفس إلى حياة الشركة مع الله في ابنه بالروح القدس. كأن عمل الصليب المثمر هو سكب روح الحب فينا لنشارك المصلوب حبه؛ نبسط أذرع قلوبنا لنحتضن الكل، ليتحقق فينا قوله الإلهي: “ليعلم الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضًا لبعض” (يو 13: 35).

إن كان الصليب قد فتح أبواب الرجاء أمام كل الأمم بالحب الإلهي فإن شهادتنا للمصلوب لن تتحقق مادامت خيمة قلوبنا ضيقة وأبوابها مغلقة وأطنابها قصيرة وأوتادها متراخية… لنَهَب قلوبنا للمصلوب فيقيمها مملكة حبه المتسع لكل البشرية الدائمة النمو!

كثيرًا ما نُدين الآخرين كمدن خربة مع أنه كان يليق بنا أن نُدين أنفسنا لأننا لم نحمل حب المصلوب فينا الذي يعمر المدن الخربة!

 

v لا يليق بالإنسان أن يهتم بنفسه فقط بل يلزمه أن يهتم بالآخرين أيضًا… فإنه أي فائدة لمصباح لا يضيء للجالسين في الظلمة؟! وأي نفع للمسيحي الذي لا يفيد غيره، ولا يرد أحدًا إلى الفضيلة؟!

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (3) لأنك تمتدين إلى اليمين و إلى اليسار و يرث نسلك أمما و يعمر مدنا خربة.

امتداد الكنيسة والمدن المخربة (قد تكون أورشليم وقد تكون إشارة للنفوس التي خربها إبليس) ستعمر وتصبح الكنيسة هي أورشليم الروحية.

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى