يو11: 16 فقال توما الذي يقال له التوام للتلاميذ رفقائه: لنذهب نحن أيضًا، لكي نموت معه
“فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!».” (يو11: 16)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“فقال توما الذي يقال له التوام للتلاميذ رفقائه:
لنذهب نحن أيضًا، لكي نموت معه”. (16)
“توما” تعني توأم، يُقال له باليونانية ديديموس Didymus وتعني “توأم”. أثار اخوته التلاميذ بقوله هذا. يصعب إدراك نيته، هل كان يتحدث بشجاعة، فلا يبالي بالموت، مفضلاً أن يذهبوا جميعًا ليتعرضوا مع يسوع المسيح للموت الذي ينتظره، وكأنه يقول مع راعوث: “حيثما مت أموت وهناك أدفن” (را ١: ١٨). مفضلاً أن يكون في رفقة المسيح وإن كانت تكلفة ذلك هو “الموت”، عن أن يحيا وليس في رفقة السيد المسيح. أم تحدث هكذا عن خوفٍ كما بنوع من الدعابة أو عن تبرمٍ.
v لقد ارتاع التلاميذ من ملاقاة اليهود، أما توما الرسول فكان أكثرهم رعبًا، لذلك قال: “لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه“، ولأنه كان أضعف عزمًا من التلاميذ الآخرين وأقلهم إيمانًا.
v يقول البعض أنه رغب في أن يموت (مع يسوع) لكن الأمر ليس كذلك، فإن التعبير هنا يصدر عن شخص في جبنٍ. إلاَّ أن المسيح لم يوبخه بل سند ضعفه، وبعد ذلك صار أكثر قوة من الجميع، لا يُقهر. فالعجب في هذا أننا نرى شخصًا كان ضعيفًا هكذا قبل الصلب، صار بعد الصلب وبعد إيمانه بالقيامة أكثر غيرة من أي شخصٍ. عظيمة هي قوة المسيح! ذات الشخص الذي لم يجسر أن يذهب مع المسيح إلى بيت عنيا هو بعينه وهو لا يرى المسيح يجري وحده في العالم المسكون، ويقطن بين الأمم المملوءة بالقتل والذين يطلبون قتله.
تفسير القمص متى المسكين
16:11 فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضاً لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ».
كان سهلاً على توما أن يموت, استجابة لمحبة المسيح؛ ولكن كان صعباً عليه أن يؤمن بالقيامة من الموت!
كان سهلاً عليه أن يقدم الذي يملكه بالفعل، وهو المحبة. واستحال عليه أن يقدم ما ليس عنده وهو الإيمان. توما كاك يسير وإصبعه يسبق عقله، وعقله يسبق قلبه.
ولكن العجيب حقاً أن تلقائية الإستجابة عند توما لقول المسيح: «لكي تؤمنوا (بقيامة لعازر)»، جاءت لتكون: «لنموت معه» عوض أن نحيا معه!! ولكن كم صار هذا التلميذ الشكاك مؤمناً قويا بعد رؤيته المسيح قائماً من الأموات بلمس إصبعه، فصار مبشراً ورسولا لأكبر بلاد العالم عدداً آنئذ وهي الهند، لأنه صار رسولاً لها.
يبقي أن ننبه ذهن القارىء بخصوص إصرار الإنجيل على تعريف اسم توما «الذي يقال له التوأم». ذلك هو بسبب أن «توما» بالعبرية تعني التوأم، وقد ترجت كلمة «توما» إلى اليونانية بالكلمة «ديديموس». لهذا يحاول الإنجيل دائماً التعريف بأصل الاصطلاح اليوناني» لأنه وان كان عبرانياً وطناً ولغة، إلا أنه يكتب للأمم.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
الآيات (14-16): “فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات. وأنا افرح لأجلكم أني لم اكن هناك لتؤمنوا ولكن لنذهب إليه. فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه.”
هنا تكلم المسيح بوضوح وبدون تورية، تاركًا المعنى الروحي للموت أي أنه نوم، إلى المعنى الواضح المباشر وأن لعازر قد مات. وهذا ليكشف لتلاميذه أنه عالم بكل شيء. ثم ليزداد إيمانهم بعد المعجزة وإيمانهم هو ما يفرح الرب= أنا أفرح لأجلكم= فالمسيح لم يفرح لأن لعازر قد مات، لكن لأن التلاميذ سيرون سلطانه على الموت فلا يتشككوا من أحداث الصليب. لنذهب إليه= هذه تعني أن لعازر ظل حيًا أمام الرب (وهذا معنى أنه نام). لكي نموت معه= المعنى أن التلاميذ كانوا يعلمون أن الذهاب إلى أورشليم فيه خطورة على حياة المسيح وتلاميذه ومعنى كلام توما لو ذهبنا مع المسيح سنموت معه، أي مع المسيح الذي لا بُد وأن اليهود سيقتلوه، أو مع لعازر الذي هو الآن ميت وهم سيلحقوا به. فتوما إستصعب فكرة القيامة وإستسهل فكرة أن يموت مع المسيح لمحبته له. فكر توما كان تعبيرًا عن الحزن الشديد الذي يفقد صاحبه كل رجاء. ونلاحظ أن اليهود حاولوا رجم المسيح في الزيارة السابقة ولكن هذه المخاطر لم تثنى توما ولا التلاميذ أن يظلوا مرافقين لمعلمهم الذي أحبوه، ولكن لا يتركونه. توما قدم المحبة ولكنه لم يستطع أن يقدم الإيمان. ولأن يوحنا يكتب للأمم فقد ترجم اسم توما لليونانية.
- الإنجيل بحسب القديس يوحنا – أصحاح 11
- تفسير إنجيل يوحنا 11 للقمص متى المسكين
- تفسير إنجيل يوحنا 11 للقمص تادرس يعقوب
- تفسير إنجيل يوحنا 11 للقمص أنطونيوس فكري