إش54: 8 بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة
“بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً، وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ.”(إش54: 8)
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
إذ تلتقي بعريسها وتنعم بأمجاده تنسى فترة ترملها بكل مرارتها فتحسب الماضي كله بالنسبة لها أقل من لحظة أو طرفة عين. نعمة رب المجد وإحساناته التي تجعلنا معه وتوحّدنا مع ابيه تجعلنا ندرك بفرح كلماته لنا: “لُحيْظة تَركتُك وبمراحم عظيمة سأجمعك، بفيضان الغضب حجبتُ وجهي عنكِ لحظةَ وبإحسانٍ أبديٍّ أرحمُك قال وليُّك الرب” [7-8].
أمام مراحم الله الأبدية نحسب كل أيام ضيقنا أشبه بلحيظة عبرت لندخل الأمجاد السماوية. أما قولـه “سأجمعك” فهي تعني جمع الكنيسة المقدسة معًا من كل الأمم والشعوب والألسنة كجسد واحد للرأس، أو كعروس واحدة لعريسها السماوي. أيضا فيها يجتمع المؤمنون معًا، كل رجال العهد القديم مع رجال العهد الجديد، وفيها يجتمع السمائيون مع الأرضيين، ويجتمع الكهنة مع الشعب الخ… هذا كله لن يتحقق ما لم يجتمع الإنسان مع نفسه ككل حيث تخضع النفس مع الجسد بكل حواسه ومشاعره والعقل مع القلب والمواهب الخ… فيصير بكُلّيته مقدسًا للرب.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (7، 8) لحيظة تركتك و بمراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة و بإحسان ابدي أرحمك قال وليك الرب.
التأديب لمدة محددة = لحيظة. أما المراحم فأبدية = بإحسان أبدى والغضب كغيمة تحجب عنا نور الشمس ولكنها سرعان ما تزول.
سأجمعك = من اليهود والأمم وكل الشعوب.