كل من عنده هذا الرجاء به يُطهر نفسه

 

” كل من عنده هذا الرجاء به يُطهر نفسه ، كما هو طاهر” (1یو 3:3)

ما هو هذا الرجاء ؟

الإجابة هي في الآية السابقة : “أنه إذا أُظهر نكون مثله ، لأننا سنراه كما هو” ( 1یو 3: 2). فإن كان رجاؤنا أننا سنكون يوماً مثل الرب ونراه كما هو ، فكم يكون هذا دافعاً لنا لأن نسلك الآن بما يليق بهذا الوضع الذي سنكونه؟ فلا أن نحفظ أنفسنا أطهاراً فقط ، ولكن أن نُطهر أنفسنا أي أن نكون قديسين، ولا يكون فينا شي غير مقدس. لأنه أن يكون لنا مثل هذا الرجاء ، هذا يعني أننا ناظرون إلى فوق باجتهاد ومثابرة وشوق ملتهب حتى نحصل على هذه اللُّقيا ونرى الحبيب ويرانا ، ويفرح بنا ونفرح به . أي عزاء هذا للذين عندهم هذا الرجاء ؟ هذا الرجاء نفسه هو صلب الإيمان ودافعه الحار الملتهب ، يُجدد كل يوم العهد والوعد أن يكون حقاً هو أبانا ونحن نكون حقاً أولاد الله.

فالرجاء هو قوة الحياة المسيحية الدافعة التي تنقلنا من درجة إلى درجة ، لا نكتفي بالقليل الذي حصلناه ، ولكن أعيننا على الأفضل والأكثر الذي قد وضع لنا ووضعنا له ، لنبلغ رضى الله وسعادة الحياة في رضاه . فالذي عنده رجاء بأنه مدعو لمقابلة الملك يستعد ليلاً ونهاراً للمقابلة على أحسن وجه ، وينتظر ليكون له الوجود في حضرته ، فما بالك بالوجود مع ملك المجد الذي ينتظرنا بأكثر مما ننتظره !؟

أما معيار التطهير فهو عن كل ما لا يليق بأولاد الله ، وكل ما لا يتناسب وأبوته ، كما قال : « وتكونون لي قديسين لأني قدوس » ( ۲۰۷ : ۲۹ ) . وبهذا النداء المقدس نحيا للرب في عيشة لائقة بالقديسين ، لا يعيبها شيء من هذا العالم ، ولا تشوبها شهوة ما أو نقيصة يشتكي بها الشيطان علينا أمام الرب. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى