رؤ21: 12 و كان لها سور عظيم و عال
“وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.” (رؤ21: 12)
+++
تفسير أنبا بولس البوشي
122- (12) ولها سور عظيم شاهق واثنا عشر بابا وعلى الأبواب اثنا عشر ملاكا وأسماء مكتوبة هي أسباط بني إسرائيل (13) إلى الشرق ثلاثة أبواب وإلى الشمال ثلاثة أبواب وإلى الجنوب ثلاثة أبواب وإلى الغرب ثلاثة أبواب (14) وسور المدينة مؤسس على اثنى عشر أساس مكتوب عليها أسماء رسل الحمل الاثنى عشر.
ذكر ارتفاع حصون المدينة وأن لها اثنى عشر بابا وأسماء أسباط بنى إسرائيل الاثني عشر مكتوبة عليها : أعنى أن الله اختار رسله أولا الاثنى عشر على عدد أسباط بنى إسرائيل ، وهم أبواب المدينة بالحقيقة ، لأنهم أرشدونا للطريق المفضية إلبها.
وقوله : «وسور المدينة مؤسس على اثنى عشر أساس» ، أعنى أيضا الرسل الأفاضل ، أسس الحق ، كما يقول بولس الرسول : «أنا الذي وضعت الأساس وآخر بنى عليه»
ثم قال : « مكتوب عليها أسماء رسل الحمل الاثني عشر» ، فحقق أنهم الأسس الثابتة المبنية على الصخرة التي لا تتزعزع ، المسيح الرب الحمل الذي بلا عيب ، الذي قدم ذاته عن الكل فطهرهم بدمه الكريم.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“وكان لها سور عظيم وعال”
من هو السور؟ يقول المرتل “لأنك أنتَ إله حصني” (مز 43: 2). الله هو حصن الكنيسة السماوية وملجأها، في ستره نسكن وفي ظله نبيت (مز 91). هذا السور يجمع شمل الكنيسة الجامعة في وحدة كاملة لا يدخلها عدو، أي إبليس وأعماله لكي يقسمها أو يفرق أعضاءها. وكما يقول القديس أغسطينوس: [طوبى للذي يسكن في المدينة التي لا يخرج منها صديق ولا يقتحمها عدو!]
هذه الكنيسة أو المدينة جامعة يجمع سورها شمل الكنيسة كلها. كنيسة العهد القديم وكنيسة العهد الجديد وهى رسولية على أساس سورها أسماء رسل المسيح إذ يقول:
“وكان لها إثنا عشر بابًا وعلى الأبواب إثنا عشر ملاكًا،
وأسماء مكتوبة هي أسماء أسباط بني إسرائيل الإثنى عشر.
ومن الشرق ثلاثة أبواب، ومن الغرب ثلاثة أبواب،
ومن الشمال ثلاثة أبواب، ومن الجنوب ثلاثة أبواب.
وسور المدينة كان له إثنا عشر أساسًا،
وعليها أسماء رسل الخروف الاثنى عشر” [12-14].
لقد جمعت بين أسماء الأسباط الإثنى عشر، أي رجال العهد القديم وأسماء رسل المسيح، أي رجال العهد الجديد لأنها كنيسة واحدة، أما اليهود المنشقون عنها برفضهم الإيمان، فلم يعد لهم مكان إذ انتزع عنهم نسبهم الروحي للأسباط وصاروا غير مؤمنين. وتشير الأبواب الإثنا عشر إلى افتتاح الأبواب من كل جانب لكل أبناء الملكوت. أما توزيع الأبواب في كل الجهات فذلك لكي لا يضل أحد من الراغبين في الميراث الأبدي عن البلوغ إلى داخله.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 12 “و كان لها سور عظيم و عال و كان لها اثنا عشر بابا و على الابواب اثنا عشر ملاكا و اسماء مكتوبة هي اسماء اسباط بني اسرائيل الاثني عشر”.
كان لها سور عظيم وعال = الله لها سور من نار (زك 5:2) إذا فالله هو الذى يحميها وهى أمنة تماما. ولا تعود تحارب إبليس أو تحارب من إبليس.
لها إثنا عشر بابا = 12 = 3 [ المؤمنين بالله مثلث الأقانيم ]
[ قاموا من موت الخطية ] × 4 (فى كل جهات الأرض)
[ عمل فيهم الأقنوم الثالث]
إذا رقم 12 هم شعب الله فى كل زمان وفى كل مكان، الذين هم لله، ويحيون حياة توبة (أف14:5) ومملوئين من الروح القدس الأقنوم الثالث.
على الأبواب إثنا عشر ملاكا = رأينا رقم 12 باب، حتى يدخل للمدينة السماوية كل شعب الله فى كل زمان ومكان. ووجود ملائكة على الأبواب إشارة لأنهم يمنعون دخول الشياطين وغير المستحقين كما وقف قديما كاروب على باب الجنة.
وأسماء مكتوبة هى أسماء أسباط بنى إسرائيل = لا تفهم بمعنى حرفى وإلا فلن يدخل إبراهيم وإسحق ويعقوب وايوب ونوح فهم ليسوا من نسل الأسباط ولكن المعنى أن شعب العهد القديم الأبرار منهم، سيدخلون والأبواب مفتوحة لشعب العهد القديم والجديد. هى كنيسة واحدة. هى إسرائيل الله (غل16:6) ولكن هذه الكنيسة تبدأ من العهد القديم، هى بدأت بآدم ثم نسله ثم الأسباط ثم كنيسة العهد الجديد التى يمثلها ايضا 12 تلميذا بنفس المعنى.
فكنيسة العهد الجديد هى إمتداد لإسرائيل أما اليهود الذين لم يؤمنوا بالمسيح بعد أن أتى المسيح فهم حكموا على أنفسهم بالخروج من إسرائيل الله. ولفظ إسرائيل الله يعنى الكنيسة التى بدأت بشعب العهد القديم وممتدة حتى الآن وبالتالى فاليهود غير المؤمنين غير مستطيعين الدخول من الأبواب الـ12.
تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ع12-13: سور عظيم عال : السور هنا له أكثر من دلالة أو معنى:
- يرمز لإحاطة الله بنفسه لشعبه المفدى في المدينة فالله هو الحصن والملجأ (مز43: 2)
- يرمز السور أيضًا للكنيسة الواحدة الوحيدة فالسور الواحد يحيط كله بالمدينة الواحدة.
- إرتفاع السور “عالٍ” يرمز لسمو شأن المدينة إذ كانت المدن قديمًا تقاس عظمتها بعظمة ارتفاع واتساع أسوارها.
اثنا عشر بابًا: يتفق هذا القول مع ما ذكره أيضًا حزقيال في رؤياه(حز48: 31-34) ووجود اثنى عشر بابًا (ثلاثة أبواب من كل جانب إشارة إلى):
- إتساع مراحم الله، فإذا كان طريق الجهاد على الأرض بابه ضيق إلا أن المكافأة السمائية أبوابها رحبة ومتسعة.
- قبول الأمم من كل الأجناس ومن كل جهات الأرض.
- الأبواب مثل السور تعطى الإحساس بالأمن والحراسة.
“اثنا عشر ملاكا” : جعل الله على كل باب ملاكًا، وهذا يذكرنا “بالكاروب المظلل” على تابوت العهد، ووجود الملائكة على الأبواب يرمز للرعاية والحماية والتظليل على شعب الله.
أسماء أسباط بنى إسرائيل : إشارة إلى دخول مؤمنى وقديسى العهد القديم إلى هذه المدينة فالله حفظ عهده لشعبه وكل من كان أمينًا فيهم له بابًا يدخل من للأبدية. والمعنى العام للعددين (ع12، 13) هو قبول كل المؤمنين من كل الجهات وتمتعهم بخصوصية وجود الله “سورهم” وخدمة الملائكة لهم.
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للأنبا بولس البوشي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 لابن كاتب قيصر
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للقمص أنطونيوس فكري
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
رؤ21: 11 | سفر الرؤيا | رؤ21: 13 | |
الرؤيا – أصحاح 21 | |||
تفسير رؤيا 21 | تفاسير سفر الرؤيا |