رو4: 15 لأن الناموس ينشئ غضباً إذ حيث ليس ناموس ليس أيضاً تعدٍ

 

أَنَّ النَّامُوسَ يُنْشِئُ غَضَبًا، إِذْ حَيْثُ لَيْسَ نَامُوسٌ لَيْسَ أَيْضًا تَعَدٍّ.“(رو4: 15)

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

” لأن الناموس ينشئ غضبا إذ حيث ليس ناموس ليس أيضا تعد” (رو15:4).

فإذا كان الناموس ينشئ غضبا، ويجعل الناس مسئولين عن المخالفات التي يرتكبونها ، فمن الواضح جدا أنه جاء للعنة. لذلك فإن أولئك المخالفون الذين استحقوا اللعنة والعقاب، ليسوا مستحقين أن يصيروا ورثة، بل أن يدانوا وأن يستبعدوا من الميراث. ماذا حدث إذا؟ الذي حدث هو أن الإيمان أتى بالنعمة، لكي يتحقق الوعد. لأنه حيث توجد النعمة يوجد غفران، وحيث يوجد غفران، لا توجد أي إدانة. وعندما تبطل الإدانة ثم يأتي بعد ذلك البر الذي بالإيمان، عندئذ لا يوجد أي شيء يمكن أن يعيقنا عن أن نصير ورثة للوعد الذي يأتي بواسطة الإيمان. لذلك يقول الرسول بولس:

 ” لهذا هو من الإيمان كي يكون على سبيل النعمة ليكون الوعد وطيداً لجميع النسل ليس لمن هو من الناموس فقط بل أيضا لمن هو من إيمان إبراهيم الذي هو أب لجميعنا ” (رو16:4).

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

الاتّكال على أعمال الناموس ليس فقط يفقد الإنسان عمل الإيمان الذي لإبراهيم، ويحرمه التمتّع بالوعد الإلهي، وإنما يدخل به إلى غضب الله، لأنه وهو يمارس الأعمال الظاهرة كالخِتان والغسالات يكسر شرائعه السلوكية، كالوصايا العشر، ولو وصية واحدة فيُحسب متعديًا. لذلك يقول الرسول: “لأن الناموس ينشيء غضبًا، إذ حيث ليس ناموس ليس تعدٍ” [15]. فبدون الناموس يخطئ الإنسان، لكن الغضب ينشأ بالأكثر حيث يوجد الناموس، كاشفًا للخطايا التي يرتكبها الإنسان متعديًا الوصيّة، وكما قيل: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به (غل 3: 10).

يقدّم لنا القدّيس أغسطينوس تفسيرا لهذه العبارة، قائلاً: [قبل الناموس كان يمكن أن يدعى الإنسان خاطئًا ولم يكن ممكنًا أن يُدعي متعديًا. أمّا وقد أخطأ بعد استلامه الناموس فلم يعد خاطئا فحسب وإنما متعديًا أيضًا. وهكذا أضيف “التعدي” إلى “الخطيّة” فكثرت الخطيّة جدًا.]

إن كان اليهود بفهمهم الحرفي لأعمال الناموس فقدوا تمتعهم بالوعد ودخلوا إلى الغضب، لا كخطاة فحسب وإنما كمتعدين، فإنه من الجانب الآخر الإيمان يفتح لهم كما لأهل الغُرْلة التمتّع بالبنوة لإبراهيم المؤمن.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (15): “لأن الناموس ينشئ غضباً إذ حيث ليس ناموس ليس أيضاً تعدٍ.”

الناموس كامل ومقدس، وليس هناك عيب في الناموس، لكن بسبب ضعف الإنسان لم يوجد من يلتزم بالناموس، وأصبح من يخطئ مع وجود الناموس فهو يتعدّى علي وصايا الله، ومن يتعدّى علي وصايا الله يغضبه = الناموس ينشئ غضباًإن كسر وصية واحدة كافٍ لإغضاب الله فبدون الناموس يخطئ الإنسان، ولكن الغضب ينشأ بالأكثر حيث يوجد ناموسفربما مع عدم وجود ناموس يبرر الإنسان نفسه ويقول لا أعلم، ولكن ما عذر الإنسان بعد أن أعطي الله الناموسفمع وجود الناموس فالخطية بالإضافة لكونها خطية صارت تعدي علي الناموس (غل10:3). ونلاحظ أن الوعود كانت في ظل إيمان إبراهيم وليس الناموس فالناموس مثل القانون، لا يكافئ من لا يقتل، لكنه يعدم من يقتل.

 

  •  

زر الذهاب إلى الأعلى