رو9: 3 فإني كنت أود لو أكون انا نفسي محروما من المسيح لأجل أخوتي…
“فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ،“(رو9: 3)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
” إن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون انا نفسي محروما من المسيح لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد ” (رو2:9-3).
ماذا تقول يا بولس؟ هل المسيح الذي لم يفصلك عنه شيء، لا ملكوت السموات، ولا جهنم، ولا الأشياء المرئية، ولا غير المرئية، الآن تود أن تكون محروما منه؟ ماذا جرى؟ هل تغيرت وألغيت تلك المحبة؟ يجيبك بالنفي ، ويقول لا تخف، بل محبتي له قد أصبحت أكثر قوة. إذا كيف تود أن تكون محروما، وتطلب التغرب والإنفصال عن ذاك الذي ليس له مثيل ولا يمكننا أن ننفصل عنه؟
يجيبنا بقوله، لأنني أحبه كثيرا جدا. أخبرني كيف وبأي طريقة؟ بالحقيقة، هنا يوجد لغز. لكن من الأفضل، إن أردنا معرفة ذلك، علينا أن نعرف أولاً ماذا تعني كلمة محروم، وحينئذ لنسأله عن هذه الرغبة ، وسنعرف معنى هذه المحبة غير الموصوفة والعجيبة. ما هو معنى الحرمان؟ اسمع ما يقوله ” إن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح فليكن أناثيما (محروما). أي لينفصل عن الجميع، وليكن غريبا عن الكل. تماما مثلما لا يجرؤ أحد أن يلمس بيديه النذير المخصص لله، ولا أن يقترب منه، هكذا ذاك الذي ينفصل عن الكنيسة، فهو يدعوه بهذا الاسم محروما لكي يفصله عن الجميع، ويبعده بعيدا جدا، وبالعكس، يحث الجميع بخوف شديد، على الإنفصال والابتعاد عنه. لأن النذير من جهة الإكرام لا يجرؤ أحد أن يلمسه، بينما العكس هو الذي يحدث هنا، إذ ينفصل الجميع عن ذاك الذي قطع من الكنيسة.
وبناء عليه، فالإنفصال هو واحد، ومتشابه، وهذا وذاك قد إنفصل عن الكثيرين، لكن طريقة الإنفصال ليست واحدة، بل هما مختلفان. فهو قد ابتعد عن واحد، لأنه مخصص لله، وإنفصل عن الآخر لأنه تغرب عن الله وقطع من الكنيسة. إذا ولكي يعلن بولس هذا ، قال: “كنت أود لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح “. ولم يقل كنت أريد، بل مشددا على هذه الرغبة، يقول “كنت أود”. لكن إن كان ما قيل يسبب لك إزعاجا، إذ ربما تكون ضعيفا، ا، فيجب ألا تفكر في هذا الأمر فقط، أي أنه أراد أن ينفصل عن المسيح، بل فكر في السبب الذي من أجله أراد أن ينفصل، عندئذ ستفهم محبته الفائقة. فهو قد مارس الختان، وكان علينا أن ننتبه إلى الرغبة والسبب في هذه الممارسة، حينئذ سنعجب به أكثر. أيضا لم يمارس الختان فقط، بل حلق رأسه، وقدم ذبيحة، ومع هذا لم نقل أنه يهودي، بل من أجل هذا تحديدا وعلى وجه الخصوص نقول إنه تحرر من اليهودية، وأنه خادم نقي وحقيقي للمسيح.
هكذا مثلما تراه وهو يختتن ويذبح، فلا تحكم عليه لهذا السبب أنه متهود ، بل لأجل هذا السبب على وجه الخصوص تكرمه وتكلله، كما لو كان غريبا عن التهود. هكذا عندما تراه وهو يود أن يكون محروما، لا تنزعج من أجل هذا، بل من أجل هذا تحديدا وبصفة خاصة، يجب أن تعترف به منتصرا، طالما أنك عرفت السبب، الذي من أجله أراد هذا الأمر. لأنه إن لم نفحص الأسباب، ستقول عن إيليا أنه كان قاتلاً للناس، وعن ابرام أنه ليس فقط قاتلا للناس، بل قاتلاً لابنه، بل وفينحاس وبطرس، سنتهمهما بالقتل أيضا. وليس فقط من جهة القديسين، بل من جهة إله الكل، فإن الذي لا يحفظ هذا المنهج”، سيتشكك فيه، بسبب أمور كثيرة هي ليست موضع حديثنا الآن. إذا لكي لا يحدث هذا في كل الأمور المشابهة انظر إلى السبب، والرغبة، والزمن، وكل ما يبرر الأمور التي تحدث لنفحص الأمور على هذا النحو. هذا ما ينبغي أن نصنعه نحن الآن تجاه هذه النفس الطوباوية.
٢ ـ إذا ما هو السبب؟ لنرجع إلى يسوع، موضع حب الرسول بولس. “كنت أود”، يقول: ” لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح لأجل اخوتي أنسبائي حسب الجسد”. وهذا دليل على تواضعه، لأنه لا يريد أن يبدو، وكأنه قادر على التحدث عن عظائم، بل هو يعترف بهذه القدرة للمسيح. ولهذا قال “اخوتي أنسبائي”، لكي لا يظهر تميزه. بل من أجل محبته للمسيح لم يرد أي شيء، اسمع، فإنه بعدما قال “اخوتي أنسبائي” أضاف:
” الذين هم إسرائيليون لهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد آمين” (رو9: 4-5).
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“أقول الصدق في المسيح، لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس،
أن لي حزنًا عظيمًا ووجعًا في قلبي لا ينقطع،
فإني كنت أودّ لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح
لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد“ [1-3].
حُبّه لخلاص شعبه يؤكّد بالأكثر محبته للسيد المسيح، وشوقه لخلاصهم يثبت بالأكثر علاقته به، أمّا حديثه هنا فمن قبيل تأكيد مدى محبته لهم في الرب واهتمامه بهم، ومدى بذله لنفسه لحسابهم.
كان الرسول بولس أشبه بإبراهيم أب الآباء الذي رفع ابنه، الذي أخذ فيه المواعيد على مذبح المحبّة، حاملاً السكّين كصليب ليذبحه، مؤمنًا أن الله قادر أن يُقيمه له حيًا ويحقّق مواعيده فيه. هكذا يرفع الرسول بولس نفسه كما إسحق على مذبح الحب من أجل أنسبائه حسب الجسد ممسكًا بالصليب، مؤمنًا أن محبته لبني جنسه لن تحرمه من المسيح ولا تفقده خلاصه، بل بالعكس تزيد نفسه بهاءً ومجدًا في عيني الله، لأنه إنما يمارس حب المسيح ويقبل عمل روحه فيه. فإن أعلن الرسول أنه مستعدّ أن يخدم شعبه حتى النهاية، حتى لو كان على حساب نفسه، فإن هذه المشاعر الصادقة لا تكون إلا لحساب نفسه أكثر فأكثر.
لعل الرسول بولس وهو يكتب هذه الكلمات يتمثل بموسى حين أعلن محبته لشعب الله، إذ يصرخ: “والآن إن غفرت خطيتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبته” (خر 32: 32). وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن هذه الصلاة كانت أثمن ما قدّمه موسى النبي إذ يظهر خلالها أكثر بهاءً منه وهو يتمّم المعجزات، لأن الحب أعظم من عمل الآيات. هكذا لا يلوم أحد الرسول بولس في كلماته هذه، إذ يراه يحقّق الوصيّة الإنجيليّة: “بهذا قد عرفنا المحبّة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة“ (1 يو 3: 16).
لقد أُتهم الرسول بولس بخيانته لشعبه وعوائدهم وناموسهم (أع 21: 33؛ 22: 22؛ 25: 24)، لهذا يؤكّد الرسول محبته العميقة لهم مهما بدت الخسارة، معلنًًا ومؤكدًا أنه صادق في كلماته، إذ هو ملتزم أن ينطق “بالحق” لا “الكذب” بسبب اتحاده بالمسيح، مشهدًا الروح القدس الساكن فيه على ضميره الذي لا يدركه إنسان!
يقول الأب إسحق تلميذ القدّيس أنبا أنطونيوس: [أخيرًا إذ امتلأ الإناء المختار بهذه المشاعر رغب لو أمكن أن يكون محرومًا من المسيح من أجل نموّ الشعب المنتمي إليه وخلاص كل أمة إسرائيل لمجد أبيه… (برفضهم الفكر التعصبي وقبول الإيمان المسيحي بدل الجحود)… ويقول أيضًا: “لأننا نفرح حينما نكون ضعفاء وأنتم تكونون أقوياء“ (2 كو 13: 9) .]
الآن إذ يُعلن محبته الشديدة لخلاصهم قبل أن يعالج موضوع اختيارهم كشعب الله أراد أن يبرز جانبين:
أولاً: أنه لا يتحدّث كغريبٍ عنهم، أو عدوٍ يقاومهم، إنما يدعوهم هكذا “أنسبائي حسب الجسد“ [3]، أي إخوتي خلال رابطة الدم، إذ صار له إخوة أيضًا جدد خلال رابطة الإيمان الجديد والروح، فهو يُحدّث إخوته المحبوبين إليه.
ثانيًا: إنه لا يتجاهل امتيازاتهم، إذ يقول: “الذين هم إسرائيليّون، ولهم التبنّي والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد، ولهم الآباء، ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد آمين” [4-5]. وكأنه يقول أنا أعلم أنكم إخوتي شعب الله الذي ميّزكم الله بميزات دون سواكم، وقد أوضح لنا أن هذه الميزات كلها تكمل في شعب الله الجديد، إذ يقول:
أ. هم إسرائيليّون: فقد نال يعقوب هذا اللقب إسرائيل بأمرٍ إلهيٍ، لأنه “جاهد مع الله والناس وغلب“ (تك 32: 8). فإن كان كلمة “إسرائيل” تعني “يملك كالله”، فإن إسرائيل، وإن كان قد ملك ولكن إلى حين، أمّا إسرائيل الجديد قيقدّم ملوكًا حقيقيّين لا يملكون على الزمنيّات، إنما ينعمون بشركة المجد الإلهي مع ملك الملوك ورب الأرباب، يترنّمون قائلين:“جعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه“ (رؤ 1: 6).
ب. ولهم التبنّي: بمعنى أن الله اشتاق أن يتبنّاهم له ليكونوا كأهل بيته وخاصته؛ فعندما دعا الله موسى للعمل وسط شعبه قال له: “فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب، إسرائيل ابني البكر، فقلت لك أطلق ابني ليعبدني فأبيت أن تطلقه، ها أنا أقتل ابنك البكر“ (خر 4: 22-23). وعندما قدّم الله لشعبه وصايا تميّزهم عن الوثنيّين كان قول الرب: “أنتم أولاد الرب إلهكم“ (تث 14: 1)، وحين أعلن الله خلاصه لهم عند رجوعهم إليه، قال: “لأني صرت لإسرائيل أبًا وافرايم هو بكري“ (إر 31: 9). لكن إسرائيل لم يستطع أن يمارس البنوّة لله بل مارس العصيان (إش 1: 2) غير مقدم له كرامة الأبوة (ملا 1: 6)… لذا احتاج إلى تغيير شامل لقلبه وطبيعته بسكنى روح التبنّي فيه، فيمارس بنوّته لله، ويحق له التمتّع بالميراث مع المسيح الابن وحيد الجنس (رو 8: 14-17).
ج. لهم المجد [4]، وكان علامته ظهور عمود السحاب والنار في البرية وأيضًا في الخيمة والهيكل، إذ قيل: “ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن“ (خر 40: 34). وكان وجود تابوت العهد علامة وجود المجد الإلهي، لذلك عندما سمعت امرأة فينحاس باستيلاء الفلسطينيين عليه: قالت “زال المجد من إسرائيل، لأن التابوت قد أُخذ“ (1 صم 4: 21). أمّا بالنسبة لإسرائيل الجديد فصار “المسيح” نفسه هو مجده، يسكن وسط شعبه ويحل في قلوبهم، ويملأهم بروحه القدوس.
د. لهم العهود [4]، إذ أراد الله أن يرفع مؤمنيه دخل معهم في عهود مستمرة ليُقيم منهم شعبًا له، لكن هذا الشعب لم يلتزم بالعهود بل تجاوزها (هو 8: 1) ونقضها (حز 17: 18) وحُسب حانثًا للعهد وخائنًا له. لذا صار المؤمنون في حاجة إلى الالتقاء مع الله على مستوى عهد جديد، لا ليُنقش على حجارة كما في العهد القديم، وإنما داخل القلب بالروح القدس، يُعلن حب الله الباذل خلال دم ابن الله المبذول على الصليب (عب 12: 24).
ه. لهم الاشتراع [4]، إذ امتازوا بنوال الشريعة، لكنهم لم يحفظوها في حياتهم العمليّة، بل حُسبوا كاسرين لها.
و. لهم العبادة [4]، وقد جاءت الشريعة تقدّم الكثير من الطقوس الخاصة بالعبادة، كانت في الحقيقة ظلاً للعبادة الروحيّة.
ز. لهم المواعيد [4]، خاصة المواعيد التي تتنبأ عن مجيء المسيّا، هذه التي اهتم الأنبياء بإعلانها.
ح. ولهم الآباء [5]، إذ جاءوا من نسل الآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب.
ط. ومنهم المسيح حسب الجسد [5]. يكفيهم فخرًا أن السيد المسيح، كلمة الله، الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد قد جاء متجسدًا منهم.
يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على هذه الحديث الرسولي بقوله:
[ما يقوله الرسول لا يتحدّث به على المكشوف، فإنه إذ كان الكل يتكلّمون متهمين الله أنه بعد أن حسبهم أهلاً لاسم “الأبناء”، ولاستلام الشريعة، ولمعرفتهم له أكثر من كل البشر، والتمتّع بمجد عظيم كهذا، وخدمتهم له أكثر من كل العالم، وتقبّل المواعيد، ومنهم الآباء كأصدقاء له، وما هو أعظم من الكل أن من نسلهم جاء السيد المسيح، الآن قد صاروا مطرودين ومرذولين وحلّ محلّهم أناس لم يعرفوه من قبل قط، هم من الأمم.
إذ نطقوا بهذا كله وجدّفوا على الله، سمع بولس ذلك، فانعصر قلبه وغار على مجد الله واشتهى لو أمكن أن يُحرم هو ليخلصوا هم، وينقطع هذا التجديف، فلا يظهر الله كمخادعٍ لنسل أولئك الذين سبق فوعدهم بالنعم. ولكي تنظروا أنه للأسف وعد الله الذي قدّمه لإبراهيم “أعطيك الأرض ولنسلك“ لا ليسقط… قال: “ولكن ليس هكذا أن كلمة الله قد سقطت”[6].]
هكذا جاء الحديث في بقية الأصحاح أشبه بدفاع للرسول عن عدم سقوط كلمة الله أو مواعيده للآباء، إنما تتحقق ليس حسب المفهوم الحرفي الضيّق الذي التزم به اليهود إنما بالمفهوم الروحي العميق.
هذا وإذ أعلن لهم امتيازهم لم يداهنهم على حساب الحق، مؤكدًا أن الذي تجسد منهم هو “الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد” [5]. وكما يقول القدّيس هيبوليتس: [هذه الكلمة تعلن سرّ الحق باستقامة ووضوح، فإنه ذاك الكائن على الكل هو الله، القائل بدالة: “كل شيء قد دُفع إلىّ من أبي” (مت 11: 27). الكائن على الكل هو الله المبارك وقد وُلد إذ صار إنسانًا، لكنه هو الله إلى الأبد. في هذا يقول يوحنا أيضًا: “الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء“ (رؤ 1: 8). حسنًا دُعي المسيح بالقادر، إذ بهذا ينطق بما شهد به المسيح عن نفسه.]
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (3): “فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد.”
هذه العبارة تشير لمحبته الشديدة لإخوته. حسب الجسد= فهناك إخوة الآن حسب الروح. فالروح جمعنا كلنا في جسد المسيح الواحد. هذه الآية تؤكد رغبة الرسول الشديدة في رجوع اليهود وإيمانهم بالمسيح.
وفي نهاية ص8 سمعنا من الرسول أن لا شئ يفصله عن محبة المسيح، فهل يقصد بأنه مستعد لأن يضحي بالمسيح؟ قطعاً لا، فهو فرحان ويفتخر بما حصل عليه، ولكنه في محبته يقول أنه يتألم ألماً شديداً لحرمان إخوته مما يتذوقه هو. مثال:- أب ذهب في مأمورية في بلد بعيد وهناك تذوق أطعمة لذيذة جداً، هنا يقف ليفكر في زوجته وأولاده المحرومين من هذه الأطعمة، ويقول يا ليتني ما جئت إلي هنا حتي لا أتذوق هذا وأحبائي محرومين منه. وهناك تفسير لطيف للقديس فم الذهب لهذه العبارة، بأن إبراهيم قَدَّمَ إسحق إبنه ذبيحة وهو مؤمن أن الله قادر أن يقيمه، وبولس يقدم نفسه هنا ذبيحة عن إخوته مؤمناً أن الله لن يسمح لبولس أن يُحرم من المسيح، ولكنه سيزداد بهاءً ومجداً في عيني الله لأنه يمارس عمل محبة، بل في إيمان اليهود بالمسيح مجداً لله، فبولس بهذا يطلب مجد الله حتى لو علي حساب نفسه لمحبته في المسيح. هنا بولس يشبه موسي الذي قال إغفر خطيتهم وإلاّ فأمحني من كتابك (خر32:32).
- تفسير رسالة رومية 9 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة رومية 9 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة رومية 9 – القمص متى المسكين
- تفسير رسالة رومية 9 – القمص أنطونيوس فكري
- تفسير رسالة رومية 9 – الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف
- تفسير رسالة رومية 9 – د/ موريس تاوضروس
- تفسير رسالة رومية 9 – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة