1كو 4:8 ليس إله آخر إلا واحداً
“فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبحَ لِلأَوْثَانِ: نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ، وَأَنْ لَيْسَ إِلهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدًا.“(1كو 4:8)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
«فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم وأن ليس إله آخر إلا واحداً» (ع4).
نصح بولس الرسول أولاده أن يبتعدوا عن مثل هذه الموائد التي يوجد فيها ما ذبح للأوثان ، حيث كانوا يبادرون إليها بغير تمييز ، وإذا ما منعوا بالابتعاد عنها كانوا يتوهمون أن لهذه الموائد قدرة تضرهم.
والمقصود من قوله “ليس إله آخر إلا واحداً” ، أي أن الأوثان ليست شيئاً في العالم ولا هي آلهة بل هي حجارة ، لأنه ليس أحد آخر إلها إلا واحداً.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم،
وأن ليس إله آخر إلا واحدا” [4].
“ليس وثن في العالم”، إذ لا يستطيع الوثن أن يفعل شيئًا في العالم. ليس فيه لاهوت، فهو أشبه بالعدم، لا كيان حقيقي له، يدعوه العهد القديم كذبًا وباطلاً. الأوثان هي آلهة وهمية، ليس لها أية قوة، عاجزة عن أن تدنس أولاد اللَّه وخدامه.
من جهة الطعام، فإن كل خليقة اللَّه صالحة إن أُخذت بشكر (1 تي 4 :4).
ربما ورث بعض اليهود الذين تنصروا الخلاف الذي كان قائمًا بين والحرفيين والمتسعي الفكر. الفئة الأول كثيرة الوساوس في الحرفية بخصوص المقدسات، حتى أنهم لم يسمحوا حتى باستخدام الحيوانات التي استخدمت لحساب العبادة الوثنية. بينما سمح الفريق الثاني باستخدامها بشرط ألا يكون عليها علامة الوثن, فالحيوانات التي لم توضع عليه علامة الوثن وقدمت ذبائح يمكن أكلها.
أما الأمم فبوجه عام كانوا يدركون أن الأكل من اللحوم إن لم يرتبط بالعبادة الوثنية لا يمثل مشاركة في هذه العبادة.
v وإن كان الإنسان يصنع آلهته مع ذلك صار أسيرًا لها متى سًلم للشركة معها بعبادته لها… لأنه ما هي الأوثان إلا كما يقول الكتاب أشياء لها أعين ولا تنظر؟
v انظروا أي مأزق سقط فيه! فإنه بالحق كان ذهنه ملتزم بتأكيد أمرين: أنه يليق بالشخص أن يمتنع عن مثل هذه الوليمة، وأن هذه الوليمة لا قوة لها لأذية الذين يشتركون فيها؛ أمران يصعب التوافق بينهما.
v كما أن الإنسان يفكر أنه إن لمس جثمان ميت يلتزم أن يحسب نفسه نجسًا حسب العادات اليهودية، وفي نفس الوقت يرى آخرون لهم ضمير نقي وليس لهم ذات الفكر بأنهم يتدنسون إن لمسوا جثة. هذه هي مشاعرهم في ذلك الحين. يقول: “بل أناس بالضمير نحو الوثن إلى الآن“؛ ليس بدون سبب يضيف “إلى الآن” إنما يشير أنهم بدون أساس لرفضهم أن يتواضعوا، ولكن يجعل حواره كاملاً ليمنع أي شك مثل هذا.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 4 :- فمن جهة اكل ما ذبح للاوثان نعلم ان ليس وثن في العالم و ان ليس اله اخر الا واحدا.
إذاً ما قدموه للأوثان لا شئ فيه من معنى الديانة، فلا إله آخر سوى الله، فلا تفترضوا أن هذه الذبائح قدمت لإله آخر غير الله، فليس غير الله إله. وبالتالى فلا فرق بين لحوم هذه الذبائح وباقي الأطعمة.