1بط 23:1 مولودين ثانية لا من زرع يفنى

 

مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

يركز الرسول حديثه على “الولادة الثانية“.، لأن خلالها نتمتع بعظمة الخلاص، وخلالها يكون لنا حق الميراث، ونجتاز الآلام والأتعاب ببهجة قلب.

هنا يقارن بين الميلاد الروحي والميلاد الجسدي. فالميلاد الروحي من زرع لا يفنى، مصدره كلمة الله الحيّة الباقية إلى الأبد. ويعني بهذه الكلمة:

1. “اللوغوس” أو الكلمة المتجسد إذ خلال صليبه ودفنه وقيامته صار لنا أن ندفن معه بالمعمودية ونقوم لابسين المسيح (غل ٣: ٢٧).

2. كلمة الكرازة “التي بشرتم بها” وهي تدور حول الصليب الذي بدونه ما كان الميلاد السماوي أن يقوم. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [لأن الماء بعد أن تكرس بسرّ صليب الخلاص يصبح مناسبًا لاستعماله في الجرن الروحي وكأس الخلاص. إذ كما ألقى موسى النبي الخشب في تلك العين، هكذا أيضًا ينطق الكاهن على جرن المعمودية بشهادة صليب الرب، فيصبح الماء عذبًا بسبب عمل النعمة.]

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 23:- مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الابد

مولودين ثانية = لقد حصلنا على الولادة الثانية بالمعمودية أى من الماء والروح (يو 5:3). لا من زرع يفنى = أى ليست من زرع بشرى أى نتيجة علاقة جسدية عادية. أى العلاقة التى بين أب وأم، فولادتنا هكذا أعطتنا جسد يموت، أى زرع يفنى. أما المعمودية فهى أعطتنا حياة زرعت فينا هى حياة المسيح وهذه الحياة لا تفنى. فالزرع الناشىء عن الولادة الجديدة لا يفنى فهو حياة المسيح فينا، ولذلك يقول بولس الرسول ” فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى (غل 20:2).

ويقول “لى الحياة هى المسيح” (فى 21:1). فالزرع الذى زرع فينا هو حياة المسيح، لذلك يقول مولودين ثانية… مما لا يفنى بكلمة الله.

وكلمة الله تفهم كالآتى:-

  1. اللوغوس أو الكلمة المتجسد الذى بفدائه صار للمعمودية قوة. وبالمعمودية زرعت فينا حياة المسيح (كلمة الله) فصارت لنا حياته.
  2. وعود الله (كلمات الله فى النبوات والعهد القديم) بأنه ستكون لنا طبيعة جديدة (أر31:31-34) + (حز 19:11)
  3. كلمة الله فى الكتاب المقدس. وهذه تنقى من يسمعها (يو 3:15) فكلمة الله هى سيف ذى حدين (عب 13:4) الحد الأول ينقى بأن يقطع محبة الخطية من قلوبنا، وكأننا بهذا نولد من جديد. أما الحد الثانى فهو لمن يرفض هذه التنقية ويسمى حد الدينونة (يو 48:12) + (رؤ 16:2). فكلمة الرب فى كتابه المقدس تدخل فى نفوس البشر الميتة فتحييها فيعودوا لحياة المحبة الطاهرة الإلهية

نفهم مما سبق أن كلمة الله هى وعده بأن تكون لنا حياة جديدة، قلب لحم عوضا عن قلب الحجر. قلب مكتوب عليه وصايا الله بالحب.(أر 31:31-34) + (حز 19:11) وهذه الطبيعة الجديدة حصلنا عليها بالمعمودية فزرعت فينا حياة كلمة الله. ولكن بإختلاطنا بشهوات العالم نفقد هذه الطبيعة الجديدة ونستعيدها بدراسة كلمة الله التى تنقى (يو 3:15). ولذلك علينا بالإنتظام فى دراسة الكتاب المقدس.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى