يو2: 8 ثم قال لهم: استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ، فقدموا

 

1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ:«لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ:«مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». 6وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:«اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ:«كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». 11هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. (يو2: 1-11)

+++

تفسير الأب متى المسكين 

 

8:2- ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا.

«الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً» (2كو17:5)

«استقوا الآن»:

هذه الكلمة أحدثت ضجة في عقول الشراح, وأكثرهم العلامة وستكوت, فهي تعني في الأصل اللغوي «اسحبوا». فما كان من هذا العالم والذين تشيعوا له أن ظن أنهم يسحبون من النهر أو البئر أو من مصدر أخر، لأن كلمة «اسحبوا» لا تصلح إلا للرفع بالجردل أو بآنية بحبل من البئر أو خلافه. وقد فات على هؤلاء العلماء المتمدينين أن الأجران الحجرية الكبيرة ذات فوهة واسعة وليس لها أي وسيلة لرفع الماء منها إلا بسحبها بالكوز ذي اليد المعروفة، سواء كان من النحاس وهذا هو غالب الأمر جداً، أو من الفخار، والكلمة ( ) باليونانية هي نفس الكلمة بالعربية الدارجة «ينظل» و «نظل» الماء أي أخذه من مصدر عميق بالكوز أيضاً وليس ‏فيها أي لبس أو إبهام .

‏رئيس المتكأ:

‏وأيضاً هذه الكلمة لم تُفهم عند علماء الغرب، لأنها عادة شرقية أن يخدم ويضبط الحفلة بأكملها رجل يتبرع بذلك ويكون غالباً من أهل العرس، ويكون مرموق الكرامة، وهو يصنع ذلك تكريماً منه وتنازلاً لأهل العرس. ولذلك تكون له الكرامة الاولى في الحفل، وكلمته تكون نافذة على الجميع. لأن في حفلات العرس عند الشرقيين غالباً ما يخرج الشباب عن حدودهم إما بالتهليل أو بالشرب الكثير أو بالتذمر، وهذا يحتاج إلى قدرة عالية جداً من الضبط. فبحسب الاصول الشرقية, أوعز المسيح للخدم أن يقدموا من الخمر لهذه الشخصية، أي لرئيس المتكأ، ‏فقدموا.
‏وقد يحدث أن يكون رئيس المتكأ أحد رؤساء الدين الذي يجري طقوس الزواج، وقد يبقى في العرس كمدعو فوق العادة وهنا تكون له كرامة مضاعفة.
وكان يهم المسيح جداً أن يشرب رئيس المتكأ من الخمر الجديدة، وذلك أولاً: حسب طقس العشاء, فالمسيح هنا اعتبر نفسه رب الأسرة أو العريس الإلهي, وأن كل المدعوين وأهل البيت بمثابة أولاده أو مدعويه. وكان الطقس يحتم أن المسيح يذوق ويعطي لأكبر الموجودين وبعد ذلك يدور الدور حتى الأصغر، وهذا هو طقس العشاء العادي عند اليهود. أما السبب الثاني فلكي ينتزع منه المسيح الشهادة لنوع الخمر الإلهي الذي صنعه المسيح بنفسه أو على الأصح من نفسه. لأن كل أية كان يصنعها المسيح كانت تحتاج إل قوة إلهية تخرج منه. «لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء ومست ثوبه. لأنها قالت إن مسست ولو ثيابه شُفيت. فللوقت جف ينبوع دمها وعلمت في جسمها أنها قد برئت من الداء. فللوقت التفت يسوع بين الجمع شاعرأ في نفسه بالقوة التي خرجت منه وقال من لمس ثيابي…»« (مر27:5-30‏)
‏كان الخمر الجديد الذي صنعه يسوع يحمل قوة إلهية, فالكرمة الحقيقية تعطي من عصيرها خمراً حقيقياً, هذه القوة ظهرت عند رئيس المتكأ تحت إحساس الجودة ليس إلا، وعند كثيرين ظهرت مُبهجة للغاية كبهجة حضور الله في القلب، وعند التلاميذ فتحت أعينهم وعاينوا حضور الله ومجد المسيح فأمنوا. وهذا شأن كل سر الله حتى اليوم.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب

 

“ثم قال لهم:

استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ،

فقدموا”. (8)

لم نسمع أنه استدعى اسم الله أو صلى على الماء، لكنه أصدر أمرًا بملء الأجران، وفي الحال طلب تقديم ما بالأجران. لم يطلب حتى أن يقدموا له لكي يذوق ما بها.

لم يصنع المعجزة لكي يظهر ذاته علانية، بل لكي يشبع احتياجاتهم. وقد أمر الخدام أن يقدموه في الحال. فإنه لا يهب الوزنة لكي ندفنها، بل كي نعمل دومًا، منتهزين كل فرصة للخدمة.

لم يكن السيد المسيح “رئيس المتكأ” بل كان صديقًا للعروسين، وخادمًا للكل. هذا هو كرسي الرئاسة الحقيقية، أن يبذل الإنسان نفسه بالحب وبروح التواضع من أجل الآخرين.

فاصل
تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية8): رئيس المتكأ= هي عادة شرقية أن يدير الإحتفال رجل مرموق الكرامة من أهل العريس، يتشرفون به ويقدمون له الأكل والشراب أولاً، وهو يتبرع بتنظيم وضبط حفل العرس ولذلك فهو يظل بدون أن يسكر حتى يضبط الحفل، فشهادته لها قيمتها. وقد يكون رجل الدين الذي يجري مراسم الإحتفال. وكان بحسب طقس العشاء يتذوق هو أولاً الطعام والشراب. وكون المسيح هو الذي يطلب أن يشرب رئيس المتكأ فهذا يشير لأن المسيح هو العريس الحقيقي والكل مدعويه. والمسيح أيضاً أراد أن يعترف رئيس المتكأ بنوعية الخمر التي تحمل قوة إلهية قادرة أن تعطي فرحاً حقيقياً لوجود الله.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى