1تي 23:5 لا تكن في ما بعد شراب ماء بل إستعمل خمرا قليلا من اجل معدتك و أسقامك الكثيرة
لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ. (1تي 23:5)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“لا تكن فيما بعد شراب ماء،
بل استعمل خمرًا قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة” [23].
أظهر الرسول أبوة حانية نحو تلميذه، فألزمه ألا يشرب بعد ماءً، بل يستعمل القليل من الخمر كدواء لمعدته وأمراضه الأخرى. حقًا يظهر الرسول بولس كإنسانٍ متسع القلب، لا يُستعبد للحرفية القاتلة. عندما يجد إنسانًا يتعثر بسبب أكله اللحم المستخدم كذبائح وثنية يحرم نفسه من اللحم، قائلاً: “حسن أن لا تأكل لحمًا ولا تشرب خمرًا ولا شيئًا يصطدم به أخوك أو يعثر أو يضعف” (رو ١٤: ٢١)، وعندما يجد أسقفًا يمتنع عن الخمر نهائيًا بالرغم من حاجته إلى استخدام القليل منه لظروفه الصحية يلزمه بالشرب.
يقول العلامة ترتليان أن تيموثاوس [كان ممتنعًا عن الخمر ليس عن قانون، وإنما بسبب تكريسه.] فالخمر في ذاتها ليست محرمة بقانون لكنها غير لائقة خاصة بالنسبة للمكرسين لخدمة الرب. ويرى القديس إكليمنضس السكندري أن تيموثاوس استخدم الخمر كمقوٍ يناسب جسده المريض الخائر، أما تأكيد استخدام “القليل” منه فخشية أن ينسى المرضى بكثرة الخمر.
يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم: لماذا لم يشفه الرسول من أمراض معدته بدلاً من السماح له بشرب القليل من الخمر؟ وجاءت الإجابة: [لكي إذا ما رأينا عظماء وفضلاء مصابين بالضيقات لا نعترض، فإن هذه بالنسبة لهم افتقاد مفيد. إن كان بولس قد أرسل إليه ملاك الشيطان حتى لا يفتخر فوق القياس (٢ كو ١٢: ١١) فبالأكثر يليق أن يصاب تيموثاوس بالضعف. لقد كانت المعجزات التي فعلها كافية أن تسقطه في الكبرياءk لذا ترك للخضوع لعمل الدواء (دون الشفاء المعجزي) حتى يتواضع، وحتى لا يتعثر الغير إذ يتعلمون أن الذين يقومون بأعمال عظيمة هم أناس يشاركونهم طبيعتهم الضعيفة.] هكذا ترك القديس تيموثاوس الذي وهبه الله صنع الآيات والعجائب يئن من المرض ويلتزم بشرب القليل من الخمر علامة ضعفه الشخصي.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 23 :- لا تكن في ما بعد شراب ماء بل إستعمل خمرا قليلا من اجل معدتك و أسقامك الكثيرة.
واضح أن تيموثاوس كان مريضاً بتليف الكبد أو الإستسقاء. وشرب الماء يضاعف المرض وغالباً فإن القديس لوقا الطيب كان وراء هذه المشورة الطبية، فالماء يتجمع في بطن المريض ويضاعف من آلامه، بولس هنا نراه أباً حانياً متسع القلب في محبة للجميع بلا استعباد للحرفية القاتلة. وواضح أن بولس لم يستطع عمل معجزة لشفائه كما لم يستطع شفاء أبفرودتس من قبل، فالمعجزة إن لم تكن تمجد الله فلا داع لها. ولو شفي كل أسقف مثل تيموثاوس وكل كاهن وكل خادم فكيف يشعرون بآلام الناس.