1كو5:1 إنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم
أَنَّكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ عِلْمٍ،
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
“أشكر إلهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح. أنكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة و كل علم”( ع 4 ، 5 )
لقد علمنا بولس الرسول دائماً أن نشكر الله قبل كل شيء لأنه لا يكون محبوبًا عند الله هكذا كالذي يشكر عن ذاته وعن غيره أيضا ولذلك كتب بولس الرسول هذا في كل رسالة تقريباً.
وعلينا أن نشكر الله دائمًا ليس على النعمة المعطاة حتى الآن فقط بل وعلى الخير الذي يعطيه فيما بعد أيضًا.
كما ذكر بولس الرسول هنا أن النعمة ليست دينًا ولا جزاء ولا مكافأة بل هي هبة.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
يشكر اللَّه إلهه من أجل فيض المواهب الروحية التي تمتعت بها الكنيسة في كورنثوس. فلا ينقصها شيء من المواهب ولا تخلفت عن الكنائس الأخرى، خاصة موهبة الكلمة والعلم، أي الشهادة لإنجيل المسيح والمعرفة الروحية. ارتبطت الكلمة أو القدرة على الكرازة بالعلم والمعرفة.
يميز العلامة أوريجينوس بين الكلمة والعلم أو المعرفة فيقول: [المعرفة تظهر ما أنت تعرفه. والكلمة تمتد لتوضح ما تعرفه.] كثيرون لهم موهبة الكلام لكن بعدم معرفتهم تصير أحاديثهم فارغة بلا ثمر، بل ومعثرة. ويوجد أيضًا من لهم العلم والمعرفة في مخزن عقولهم ويعجزون عن تقديمها للغير والشهادة لما في فكرهم. أما كنيسة كورنثوس فتمتعت بالصورة الكاملة للكلمة المرتبطة بالمعرفة، أي القدرة على التعليم الصادق المؤسس على الحق الإلهي. هكذا يود الرسول أن تنفتح أعينهم ليروا فيض الغنى الداخلي، فلا ينشغلوا بالانقسامات والأشخاص، بل بالخدمة والكرازة والتأمل الدائم في اللَّه.
v “في كل كلمة وكل معرفة“. يوجد كثيرون لهم معرفة، لكن ليس لهم قوة الحديث، وذلك مثل غير المتعلمين العاجزين عن توضيح ما بأذهانهم بجلاء. يقول: أنتم لستم مثلهم وإنما قادرون أن تفهموا وأن تنطقوا.
v الشخص الكسول والمرتبك بأخطاء متنوعة يكون بالتأكيد مشغولاً، ويكون دومًا غريبًا عن التأمل في اللَّه وعن الغنى الروحي الذي يقول عنه الرسول: “في كل شيء استغنيتم فيه، في كل كلمة وفي كل معرفة“.
القديس يوحنا كاسيان
v لنُضطهد لكي نركض، ولكننا إذ نركض فلا نجري باطلاً. لندخل السباق من أجل المكافأة عن العمل السماوي.
إذن لنركض فنقتني. ماذا نقتني؟ ما هي المكافأة؟ ما هو الإكليل؟
يبدو لي أن ما نرجوه ليس إلا الرب نفسه. فهو ديّان المجاهدين. وإكليل الفائزين.
هو الذي يقوم بتوزيع الميراث. وهو نفسه الميراث الصالح.
هو النصيب وهو مقدم النصيب، هو يجعلنا أغنياء وهو الغنى.
إنه يظهر لك الكنز وهو نفسه الكنز. إنه يجتذبك لتشتهي اللؤلؤة الجميلة، وهو يقدمها لك كما لو كانت للبيع إن كنت تود أن تتاجر حسنًا.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
نجد الرسول هنا يمدحهم قبل أن يلومهم. وهذا أسلوب السيد المسيح (رؤ 2: 2 –4). استغنيتم فيه = كان غناهم في المواهب باتحادهم وشركتهم مع المسيح، فلا بركة خارجة عن المسيح. وإذا كان الله قد أغناهم بمواهب كثيرة فعليهم أن يستغلوها لمجد أسمه عوض التحزب والشقاق ولكن هناك مشكلة أن يشعر أحد بأن غناه في المواهب راجع لاستحقاقه ويشعر أنه ما عاد محتاجاً للمسيح (رؤ 3 : 17)، مثل الإنسان الفاتر نجد أن الله يقول عنه أنه مزمع أن يتقيأهُ. ولكن من يشعر أن الكل من الله وأنه عطشان، ويلجأ للمسيح ليحصل على المزيد، مثل هذا فطوباه (مت 5 : 6) ومثل هذا يمتلئ ويفيض (يو 7 : 37 – 39).
كل علم = معرفة حقائق الخلاص، هذه تشير للمعرفة والفهم.
كل كلمة = هؤلاء لهم موهبة الشرح والتفسير للكتب المقدسة. والرد على الهراطقة هؤلاء قادرين على التعبير عما يعرفون