2كو 6:1 فان كنا نتضايق فلاجل تعزيتكم وخلاصكم
فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ.
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“فإن كنا نتضايق فلأجل تعزيتكم وخلاصكم العامل في احتمال نفس الآلام التي نتألم بها نحن أيضًا،
أو نتعزى، فلأجل تعزيتكم وخلاصكم” [6].
يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على الآيتين ٦ و٧ مؤكدًا دور الكارز وأيضًا المستمعين، فالكل يلزمهم أن يحتملوا الآلام من أجل الخلاص. ومن جانب آخر يعلق على تعبير “العاملwhich energizes itself“، إذ لا تعني مجرد “العامل” وإنما “العامل في ذاته“، ليظهر أن النعمة تعمل فيهم وتساهم بالأكثر مع رغبة ذهنهم. هكذا يؤكد الرسول دور المؤمن وقبوله الآلام بإرادته، فتحل نعمة اللَّه فيه بالأكثر. إذ تتجاوب النعمة بالأكثر مع من يريد خلاص نفسه.
v ما يقوله هو هذا: إن خلاصكم ليس من عملنا نحن وحدنا، وإنما هو عملكم أنتم أيضًا. فإذ نكرز لكم بالكلمة نحتمل أحزانًا، وأنتم إذ تقبلونها تحتملون ذات الأمور.
نحن نحتمل لكي نهبكم ما تتسلمونه، وأنتم تحتملون لكي تقبلوا ما يوُهب لكم ولا يضيع منكم…
فإن خلاصكم يتحقق لا بالإيمان المجرد، وإنما بالآلام واحتمالكم معنا ذات الشيء…
خلاصكم يشبه ملاكمًا في الحلبة مملوء طاقة “العامل في ذاته” أعظم، هذه الطاقة تُعلن وتزداد وتعلو عندما تشعرون بالحاجة إلى التألم واحتمال كل شيءٍ بنبلٍ.
إذ يكرس الخادم حياته لحساب ملكوت اللَّه، ويشتهي خلاص كل إنسان، يصير أداة مقدسة في يد اللَّه الذي يعمل به في ضيقاته كما في تعزياته، يعمل بكلماته كما بتصرفاته، يعمل بنقاوة قلبه الداخلية كما بسلوكه الظاهري، يعمل بكل كيانه.
إن كانت آلام الرسول تبعث فيه تعزيات التمتع برؤية المصلوب ومشاركته صلبه، فإنه في وسط الألم أو التعزية لن تفارقه أبوته لشعبه. إن كان يئن فلأجل خلاصهم، وإن كان يتعزى فلكي يشاركوه تعزياته التي ينالها من قبل الرب.
v أي تواضع يمكن مقارنته بهذا، حيث يرفع بولس الذين سقطوا بطريقة واضحة إلى مستواه كمساوين له. يتحقق خلاصنا بأكثر وضوح عندما نحتمل كل شيء بنبل،ٍٍ لا يحوي عمل الخلاص الإيمان وحده بل واحتمال الشرور التي تصيبنا.
v حمل بولس هذا الصليب، لا لأجل نفسه فحسب، وإنما لكى يتعلم الكل أن يمتثلوا به. لهذا يقول:
“كونوا متمثلين بي معًا أيها الاخوة، ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة” (في 17:3).
وأيضًا: “ما تعلَّمتموه وتسلَّمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فهذا افعلوا” (في 9:4).
وأيضًا: “لأنه قد ُوهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضَا أن تتألموا لأجله” (في 29:1).
تظهر الكرامات البشرية بصورةٍ أفضل عندما تجتمع في شخصٍ واحدٍ، لكن الأمر مختلف في الروحيات، فإن الكرامات تكون أكثر بهاءً حينما يشترك فيها كثيرون ولا تقتصر على شخصٍ واحدٍ بل يتمتع بها كثيرون.
v إن كان الرسل قد تألموا فكم بالأكثر يليق بالآخرين أن يتألموا مثلهم.
سفيريان أسقف جبالة
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 6 :- فان كنا نتضايق فلاجل تعزيتكم وخلاصكم العامل في احتمال نفس الالام التي نتالم بها نحن ايضا او نتعزى فلاجل تعزيتكم وخلاصكم.
إن كنا نتضايق = نتحمل ألام الكرازة لتصل إليكم كلمة الله فتتعزوا = فلأجل تعزيتكم. وآلامنا هذه ستكون سبباً في إيمانكم وبالتالي خلاصكم. فكان بولس يمكن له أن يترك الكرازة ويستريح من كل الهجوم عليه وآلامه التي يواجهها، ولكن لو فعل، لما آمنوا ولما كانوا تعزوا ولا كان لهم خلاص. ولكن الإيمان الذي تقبلونه والتعزية التي ستفرحون بها ليس معناها أنه لن يقع عليكم أي ضيقات بل ستحتملوا ألاماً مثلنا = خلاصكم العامل في إحتمال نفس الآلام أو نتعزى فلأجل تعزيتكم =
1) فإذا تألمت فالله لا يتركني بل يعزيني فأفيض عليكم تعزيات (يو7 :37-39)
2) حينما تنظرون إلينا ونحن في حالة تعزية بالرغم من آلامنا فإنك تتشجعون وتثبتون وهذا يساعد على خلاصكم.
3) الخادم المتألم الذي إختبر التعزية يكون أكثر مقدرة على تعزية المتألمين فرقة الأحاسيس تأتى عن طريق الآلام، ومن لم يتألم يكون عادة خشناً جداً، لم يدخل ولم يتهذب في مدرسة الألم.