اسألوا تعطوا
“اسألوا تُعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتح لكم” (مت ۷ : ۷)
على من يتقدم إلى الله بالصلاة بإحدى هذه الدرجات الثلاث : السؤال ، والطلبة ، وقرع الباب ، إن كان يريد حقا أن يفوز بالاستجابة ، أن يثق في إيجابية الله ووعوده ثقة كاملة . ولكي يصل إلى هذه الثقة الكاملة عليه أن يثبت ذلك بأن يتصور نفسه وقد نال ما يريده ويرسخ هذا التصور لعدة أيام وهو يسأل ويطلب ويقرع الباب . أي يعيش حالة استجابة لصلاته بالفعل شاكراً مهللاً معترفاً بفضل الله عليه . بهذا الوضع يكون الإنسان قد بلغ مستوى عطية الله بالفعل فيأخذها ، لأنه يكون في نظر الله قد استحقها بلجاجته الواقعية والعملية على أساس إيمانه الواثق بصدق وعود الله.
قانون الاستجابة عند المسيح هو : « اذهب وكما آمنت ليكن لك » . قليل جداً من انتبه إلى هذا القانون ، فقائد المائة آمن في قلبه فعلاً أنا المسيح سيشفي أو قد شفى ابنه ثقة منه بالمسيح ، فكان إيمانه – فعلاً – فعَّالاً تقدم به إلى المسيح فقُبل في الحال.
إذن ، مرة أخرى : علينا أن نؤمن أننا أخذنا قبل أن نأخذ وبهذا نأخذ ، أي أن مستوى إيماننا باستجابة الصلاة هو الذي يتحكم في الاستجابة ، لأن هذا معناه أننا نوقع صدق الله على إيماننا فيفوز الإيمان في الحال ، لأنه مُدعم بصدق الله . والروح القدس سيكون هو أول مهنئ للإنسان بنوال طلبته قبل أن يأخذها ، إذ يُسر إلى القلب ” هنيئا قد أخذت “. ومنها يبدأ الإنسان فرحه وتهليله وتمجيد الله ، كل ذلك قبل أن يأخذ!! وهذا حق وجيد أن تكون ثقتنا في الله أكبر من الطلب الذي نطلبه.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين