2كو7:12  ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع

 

وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. (2كو7:12 )

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“ولئلا ارتفع بفرط الإعلانات،

أُعطيت شوكة في الجسد، 

ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع” ]7[.

كما كان الرسول يحرص على تمتعه بروح التواضع فلم يشر إلى رؤياه هذه لمدة ١٤ عامًا، حرص اللَّه نفسه أن يبقى الرسول متواضعًا، فسمح لو بشوكة في الجسد تجعله دائمًا يشعر بضعف الجسد. 

ما هي هذه الشوكة التي في الجسد؟ 

يرى العلامة ترتليان أنها ألم في الأذن، والقديس يوحنا الذهبي الفم أنها صداع، والشهيد كبريانوس آلام جسدية كثيرة وخطيرة. ويرى البعض أنها إهانات لحقت به من المعلمين الكذبة خاصة من جهة قدرته على الكلام، إذ يفسرون “ملاك الشيطان” أو “الرسول الشيطان” أنه “الرسول الكاذب”. فكما أرسل يسوع المسيح بولس رسولاً للحق هكذا أرسل الشيطان رسولاً مقاومًا للحق، يبث روح الكذب ويحول كنيسة المسيح إلى مجمع للشيطان. 

v حتى الكائنات العقلية تمامًا في طبيعتها معرّضة للزلل والسقوط.

القديس مقاريوس الكبير 

v يقول البعض انه يعني نوعًا من الألم في الرأس أصابه الشيطان. ربما لم يكن الأمر هكذا. لأن جسم بولس لا يُمكن أن يُسلم للشيطان، متطلعين إلى أن الشيطان نفسه خضع للشخص نفسه كما أمر بولس… 

بقوله “ملاك الشيطان” يقصد به كل مقاومي الكلمة، الذين صارعوا وحاربوا ضده، الذين ألقوه في السجن، والذين ضربوه لكي يموت… فإنهم مارسوا عمل الشيطان… كل واحد كان يقاومه. لذلك يقول: “اعطيت شوكة لئلا انتفخ“، ليس كما لو أن اللَّه وضع أسلحة في أيدي هؤلاء الناس، ليس كذلك! ولا إن اللَّه يؤدب ويعاقب بل إلى حين سمح لهم بذلك.

v تألم عندما ضُرب، ولكن استخف بالضربات مثل الملائكة الذين لا يتألمون، وهذا تراه واضحًا في كلماته التي يمكن تطبيقها على طبيعتنا: “الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غلا 14:6) وأيضًا: “فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ” (غلا 20:2) فما الذي يقوله عن تركه الجسد: “أُعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع” (2 كو 7:12)، وهذا دليل على أن الألم يمس الجسد فقط.

هذا لا يعني أنه لا يمس الداخل، بل يُرفض بالقوة الأسمى التي للإرادة. وحينما يقول تلك الكلمات الرائعة مثل بهجته بالجَلد ومجده في وثقه، فماذا يعني ذلك غير كل ما سبق ذكره حينما يقول: “بل أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا” (1 كو 27:9). إنه يتحدث عن ضعف الطبيعة الذي يصل لسمو الإرادة بالطريقة التي سبق ذكرها. 

القديس يوحنا الذهبي الفم

v يظن كثيرون ان هذا كان نوعًا من الصداع (حلَ بالرسول)، لكن الحقيقة هي أن بولس يشير إلى الاضطهادات التي تحملها، إذ صدرت من القوات الشيطانية. 

سيفيريان أسقف جباله

v بقوله “ملاك (رسول) الشيطان” يعني بولس الشتائم والهجوم والثورات التي واجهها.

ثيؤدورت اسقف قورش

إن كان المؤمنون الحقيقيون ينتفعون حتى من التجارب التي يثيرها الشيطان ضدهم، فهل يُحسب الشيطان صالحًا لأنه نافع؟ 

v على العكس إنه شرير بكونه إبليس، ولكن اللَّه الصالح القدير يُخرج أمورًا كثيرة صالحة من مكر إبليس. فإنه يُحسب للشيطان ما هو حسب إرادته فقط التي بها يحاول أن يصنع شرورًا، ولا يُحسب له حسب عناية اللَّه التي تخرج منه صلاحًا.

القديس أغسطينوس

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 7 :- ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع.

ترتبط كثرة الإعلانات بالضيق حتى لا يسقط الرسول في الكبرياء. إذن الضيقات هنا تعتبر حارس لهُ حتى لا يغتر بنفسه وربما هذه الشوكة كانت :- 

1) ضعف في بصره، فكان لا يكتب رسائله بنفسه بل يمليها (رو 16 : 22 + غل 4 : 15 + غل 6 : 11). وفى بعض الأحيان يكتب السلام بيده في آخر الرسالة (2تس 3 : 17)

2) قروح في جسده (أع 19 : 11، 12 + غل 4 : 14).

3) ربما هي الاضطهادات المستمرة التي أثارها ضده الشيطان في كل مكان.

ونرى أن بولس أسلم زاني كورنثوس للشيطان (1كو 5 : 5) وبولس نفسه سمح الله للشيطان أن يلطمه. بهذا نفهم فائدتين للتجارب :-

1) التنقية من خطية معينة… كما في حالة زانى كورنثوس وحالة أيوب

2) الحماية من السقوط…. كما في حالة بولس

ليلطمنى = وردت في صيغة المضارع إشارة إلى أن عملية اللطم كانت تحدث على الدوام ولاحظ أن الرسول أشار إلى الرؤيا التي رآها ولكنه لم يدخل في تفاصيلها، بل في تواضعه لم يقل رأيت ولكن قال أعرف إنساناً. وسريعاً ما تحول للشوكة التي في جسده ولم يطيل الحديث عن المناظر والإعلانات.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى