رؤ1: 8 انا هو الالف و الياء البداية و النهاية…
“«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (رؤ1: 8)
+++
تفسير ابن كاتب قيصر
5- (8) أنا الألفا وأنا الأء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي كان والذي يأتي والضابط الكل.
في هذا الفص تقديم وتأخير وتقديره يقول الرب الإله : « أنا الألفا وأنا الأء» إنه الأول والآخر على سبيل التشبيه ليفهم ، وهو كما أن الألفا أول الحروف اليونانية والأء آخرها ، كذلك الله سبحانه وتعالى أول كل الموجودات وآخرها . وأما «الضابط الكل» فهو الذي يحفظ على كل حقيقة بقاءها مع أنه علة وجودها . وأما وجه اتصال هذا الفص بما قبله ، فإنه لما قال : « وتنظر إليه جميع قبائل الأرض» ، أخبر أنه هو ذاك الأول والآخر.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“أنا هو الألف والياء،
البداية والنهاية،
الرب الكائن والذي كان والذي يأتي،
القادر على كل شيء” [8].
وقد سبق لنا فهم قوله “الكائن والذي كان والذي يأتي“[4].
وهو “الرب” أيّ الإله الديان الذي له أن يحكم.
وهو “القادر على كل شيء” فلا يليق بنا أن نشك في مجيئه أو إمكانياته!
وهو “الألف والياء” وكما يقول العلامة أوريجينوس: [إنه لو وجدت لغة إلهية لقراءة السمائيات فإننا نجد الابن هو أول حروفها وآخرها… فبدونه لا ندرك شيئًا عن السماء، وبغيره لا يقدر الفم أن ينطق بالتسابيح السماوية.]
وهو “البداية والنهاية” وكما يقول القديس أغسطينوس: [الابن هو البداية الذي فيه خلقت السماء والأرض، إذ قيل “في البدء (البداية) خلق الله السماوات والأرض“، إذ “به كان كل شيء“، ويقول المرتل: “كلها بحكمة (أيّ في المسيح الحكمة) صُنعت” (مز 104: 24).]
ويقول العلامة أوريجينوس [أنه البداية إذ كان منذ البداية حالاً مع آدم في الفردوس وقد صار النهاية أيّ “آدم الأخير“، محتضنًا بهذا كل البشرية منذ البداية إلى نهاية الدهور، مهتمًا بالجميع إلى انقضاء الدهر.]
ويقول القديس أمبروسيوس: [ليس لابن الله أية بداية، ناظرين إلى أنه هو فعلاً البداية، وليس له نهاية ذاك الذي هو “النهاية”.]
فبكونه البداية كيف يمكن أن يتقبل أو يأخذ له ما هو عليه (بداية وجود مادام هو فعلاً موجود، إذ هو البداية). وكيف تكون له نهاية ذاك الذي هو نهاية كل الأمور حتى أننا في هذا “النهاية” نجد لنا مسكنًا نستقر فيه بلا نهاية.
ويقول القديس جيروم والعلامة ترتليان أن هذا يطابق قول الرسول “ليجمع كل شيء في المسيح” (أف 1: 10)، أيّ نجد فيه كل احتياجاتنا، يجمع فيه كنيسته ويحفظها ويصونها ويقدم لها كل مطالبها.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 8 “انا هو الالف و الياء البداية و النهاية يقول الرب الكائن و الذي كان و الذي ياتي القادر على كل شيء”.
أنا هو الألف والياء = إن كان هناك لغة نعرف بها السماويات ونعرف بها محبة الآب، فهذه اللغة هى المسيح يسوع نفسه، فالمسيح يسوع هو كلمة الله، هو ألف وياء هذه اللغة (ألفا)، (أوميجا) باليونانية أى أول ونهاية الحروف فى اللغة فالمسيح أتى ليعلن لنا عن محبة الآب، لذلك قال من رآنى فقد رآى الآب، المسيح أتى ليعرفنا على الآب فهو حينما أقام الموتى أعلن أن الآب يريد لنا حياة أبدية ولا يريد لنا الموت، وحينما فتح أعين العميان أعلن لنا أن الآب يريد لنا البصيرة المفتوحة التى ترى وتعرف الآب نفسه وترى مجد السمائيات وليست تلك التى ترى وتدرك الفانيات وحينما علق على الصليب أعلن لنا محبة الآب غير المحدودة للبشر التى بها بذل إبنه عن الخطاة. إذاً كان المسيح هو اللغة، الألف والياء التى بها أعلن الله ذاته وأعلن عن إرادته وعن فكره، هو اللغة التى بها عرفنا الآب.
وحرف الألفا، أوميجا نجدها رمزاً للسيد المسيح فى رسومات كثيرة فهما أول وآخر حروف الأبجدية اليونانية ويشيرا أننا كنا لا يمكننا تصور محبة الآب ومداها إلا عندما رأينا المسيح على الصليب. وهل كان يمكننا أن نتصور تواضع الله إلا حينما رأينا المسيح يغسل أقدام تلاميذه ويقبل أن يضرب من عبد رئيس الكهنة. وهل كان لنا أن يحل فينا الروح القدس الذى يعرفنا أسرار الله مالم يتم المسيح فداؤه على الصليب (1كو9:2-13) +(يو39:7) ونحن لن نفهم ولن نرى مجد الله إلا بالمسيح الذى آتى من السماء ليحملنى فيه إلى السماء. إذاً المسيح هو الألف والياء وكل الحروف التى بينهما، بل كل ما تعبر عنه كل الكلمات فى تشكيلاتها جميعاً من أفعال ومعانٍ وأوصاف وتعبيرات خرجت وتخرج من الله لتعبر عن الله وتعلنه لنا وتعرفنا محبته ومشيئته.
البداية والنهاية = كل شىء قد بدأ بالمسيح، فالمسيح هو الكلمة عقل الله الذى به كان كل شىء (يو1:1-3) وكل شىء راجع له ولمجد إسمه.
والمسيح هو محرك التاريخ، لا شىء يجوز من وراء ظهره، بل عبر مشيئته المقدسة. وهو رأس الكل أى خالق الكل، لا يوجد شىء خارجاً عنه هو الذى يحتوى كل شىء ولا شىء يحويه = غير المحوى. وهو تجسد ليجمع فيه كنيسته ويحتوى الكل فيه، هو جمع الكنيسة كلها فيه. هو البداية والنهاية فى الزمان والمكان. هو الخالق خلق كل شىء لمجده وهو تجسد ليحوى كل الكنيسة وقوله البداية والنهاية أى لم يبدأ قبله شىء ولن يبقى بعده شىء فهو الأزلى الأبدى الذى لا يحصره الزمن لأنه واجب الوجود.
القادر على كل شىء = لو أراد أن ينهى حكم دومتيانوس أو حتى حياته لأنها ها ولو أراد أن يوقف أى إضطهاد لأوقفه فوراً. والكلمة الأصلية ” بانطوكراطور” أى ضابط الكل.
تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ع8: من أقوى الآيات التي تثبت لاهوت المسيح …
الألف والياء: تشبيه جاء في صورة الكناية ويزداد وضوحًا في الجملة اللاحقة “البداية والنهاية” فكما أن لحروف اللغة حرف أول وأخير هكذا الله هو أول ومصدر كل شيء ونهاية وآخر كل شيء، فلا شيء قبله ولا شيء بعده، وهو ما نُعَبِّر عنه لاهوتيًا بأزلية وأبدية الله.
الكائن والذي كان: تعبير يدل على الذات الإلهية “أقنوم الآب” كما في (خر3: 14) عندما أعلن الله عن ذاته لموسى بنفس الكلمات، وهنا يستخدم نفس التعبير عن المسيح “الابن” أيضًا، لأنه قال بعد ذلك “الذي يأتي” وهو ما يخص المسيح فقط.
القادر على كل شيء: إثبات لاهوته بكونه الخالق وضابط الكل.
يوضح المتكلم أنه هو المسيح الأزلي الأبدي والذي تجسد في ملء الزمان والقادر على كل شيء أي هو الله.
† أخي الحبيب: إن مشهد مجيء المسيح الثاني لمشهد رهيب ومرهوب، جعله أباؤنا القديسون أمام أعينهم فاستقامت حياتهم، وتجاهله آخرون، فغُلِبوا من شهواتهم ولكل منهم مصير يختلف تمامًا عن الآخر. سؤال يا صديقى أوجّهه لنفسى معك … أين نقف نحن؟
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 1 للأنبا بولس البوشي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 1 لابن كاتب قيصر
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 1 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 1 للقمص أنطونيوس فكري
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 1 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
رؤ1: 7 | سفر الرؤيا | رؤ1: 9 | |
الرؤيا – أصحاح 1 | |||
تفسير رؤيا 1 | تفاسير سفر الرؤيا |