إثنان في الطريق

 

فـى طريق حياتك تكوّن لك علاقات، وتكون هذه العلاقات هى المؤثرة فـى مستقبلك، وكثيراً مـا تؤثر على أبديتك… تفتكر مـن هما اللذان يمكن أن نتقابل معهما فـى طريق حياتنا..؟

كيف نتحكم فى علاقاتنا وسلوكنا لتقودنا لمستقبل جميل ونكسب بها أبديتنا؟ وكيف تكون علاقاتنا سوية مع الجميع فلا نخسر أحداً، ولا نسمح لأحد أن يضرنا؟

أولاً: علاقاتنا مع الأصدقاء 

اختيارك لأصدقائك اليوم سيحدد ما ستكون عليه فى المستقبل، وهذا ما يؤكد عليه الكتاب المقدس.
اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ.” (أم 13 :20)

والكتاب المقدس يذكر لنا عدة أشخاص كان لهم أصدقاء

? ومنهم من كانت صداقته سبباً فى نجاته مثل: داود ويُوناثان (1 صم19).

? ومنهم من كان أصدقاؤه سبباً فى ضياعه مثل: رحبعام وأصدقائه (1مل 12).

الصداقة هي: علاقة محبة ومودة بين اثنين أو بين مجموعة صغيرة، يتوفر فيها التوافق.. لأن من شروط المرافقة الموافقة.. لذلك عليك فى اختيار الصديق أن تراعى:

  1. أن تختار المقارب لك فى السن والثقافة والبيئة الاجتماعية.
  2.  ابحث عن من له ميول واهتمامات وأهداف مقاربة لميولك واهتماماتك وأهدافك.
  3. لا ترفض وجهة نظر والديك فى أصدقائك.
  4. أطع الله فى قطع الصداقات التى لا ترضيه، فصديقك يجب أن يقودك فى طريق الفضيلة والحياة الأبدية.

عرفنى صديقك فأقول لك من أنت ؟

 لذلك يجب أن تدقق فى اختيار أصدقاؤك… من وجهة نظرك ما هى سمات الصداقة الناجحة؟

  1.  عطاء متبادل: العطاء من جانب واحد يؤدى إلى إفلاس المعطى، وهذا نوع من الاعتمادية. وفى عيد الفوريم (من أعياد اليهود فى العهد القديم) كان كل واحد يرسل لصاحبه أنصبة (أس9: 19).
  2.  تصمد وقت الأزمات: وقت الأزمات هو أكثر وقت يحتاج فيه الصديق لصديقه، ليقف بجواره فى محنته مثل أصحاب أيوب (أى 2: 11- 13).
  3.  الصداقة درجات: فمن الخطأ أن نقترب من الكل بدرجة واحدة، وننفتح على الكل وندخل الكل فى ظروفنا، والرب يسوع كان له اثنا عشر تلميذاً، ولكن واحد منهم فقط إتكأ على صدره.
  4.  الصداقة علاقة مشروطة: وأهم شروطها أن لا يكون صديقى سبباً فى إلحاق الضرر بى، أو إعاقة نموى الروحى، وعلاقتى بالرب يسوع، وإن كان السيد المسيح قد أوصانا بقطع اليد التى تعثرنا (مر 9: 43) فهو يقصد الابتعاد عن الصديق المعثر.
  5. الصداقة مع شخص من نفس الجنس: بما أن الصداقة فيها انفتاح نفسى وعاطفى بين الطرفين، فهى يجب أن تكون بين اثنين من نفس الجنس، والصداقة بين الجنسين سريعاً ما تتحول إلى علاقة عاطفية غير مرغوبة. والله أوصى موسى عند خروج الشعب من مصر، أن يطلبوا من المصريين كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها. (خر 11: 2).

ثانياً: العلاقة مع الجنس الآخر

عندما خلق الله الإنسان لم يفكر أبداً فى الفصل بين الرجل والمرأة، إنما منذ البدء جمعهما معاً فى أعمال مشتركة (تك 1: 28- 30).

وفى العائلة يحدث التعامل الطبيعى بين الأقارب من الجنسين (أبناء العم أو الخال والعمة أو الخالة و….) إذن.. فالتعامل بين الشاب والفتاة أمر طبيعى، ولا يجب أن ننظر له على أنه شئ غريب… وكما أن التعامل مع الجنس الآخر له مزايا، أيضاً له شروط، فإن كنا نريد أن نعرف المزايا.. علينا أيضاً أن نعرف الشروط:

شروط التعامل بين الجنسين

  1.  تعامل جماعىّ:  فى وسط مجموعة دون التركيز على شخص محدد، وتكون الصداقة متساوية مع الكل بقدر الإمكان.
  2. تعامل وقور: يقوم على الاحترام المتبادل بيننا، ولا نكثر من الهزل والمزاح لان ذلك يفسد الصداقة، ويجعل مستواها هابطاً، ولا تحاول الفتاة أن تلفت نظر من حولها بملابسها وما إلى ذلك، مما قد يجعل الشباب ينظرون لها نظرة حسية، وربما قد يدفع إلى تجاوزات غير مقبولة.
  3.  تعامل فى حدود: أوقات المقابلات والمدة التى نجلس فيها سوياً والأماكن التى نتقابل فيها معاً تختلف، فالأصدقاء من نفس الجنس قد يتقابلا فى المنزل ويظلوا معاً لفترات طويلة، لكن يختلف هذا إن كانت المجموعة من الجنسين، أيضاً الموضوعات التى نتحدث فيها تختلف، فلا يكون الحديث فى أمور شخصية، بل يكون الحديث فى أمور عامة مشتركة، ويجب فى تعاملاتنا معاً أن نراعى تقاليد مجتمعنا..
  4. تعامل مسيحى: التعامل المسيحى يتميز بعدة أشياء منها: أولاً النظرة البسيطة التى تتعامل بها مع الآخر كإنسان على صورة الله، وليس كجسد مثير للشهوة، والحديث بيننا حديث مقدس، ليس فيه أى إيحاءات غير مقبولة، وكلماتنا مناسبة وغير خارجة، ووجود المساواة بين الجنسين، وعدم التظاهر بما ليس فينا، وعدم محاولة لفت الأنظار.

ثالثاًً: التعامل مع الأشياء… ( الميديا)

ما رأيك أن تعمل معنا صحفى لفترة قراءتك لهذه الصفحات القليلة وتنفذ ما بها وإذا أعجبتك هذه الفكرة مارسها كما تعلمتها.

اقرأ معنا هذه الإحصائية

تقول: إن 61% من الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون، ليست لوالديهم أية قواعد خاصة فيما يتعلق بما يشاهدون، واعترف أولياء أمورهم أنهم يشاهدون 5% فقط من الوقت.

? خلال عام يقضى الطفل العادى حوالى 900 ساعة فى المدرسة، وما يقرب من 1500 ساعة أمام التلفزيون.

? تستخدم الألفاظ الخارجة مرة كل ست دقائق فى التلفزيون، بينما تستخدم مرة كل دقيقة فى القنوات المشفرة.

? لقد أصبحت إعلانات الأفلام فى التلفزيون، تحتوى على قدر متزايد من المشاهد الخارجة، وذلك وفقاً لما ذكرته إحدى المنظمات التى تهتم، بأن تكون صورة الفتاة فى وسائل الإعلام جيدة.

? تمثل أفلام ومسلسلات التلفزيون فى هذا القرن ما تمثله الأطعمة السريعة بالنسبة لنا، فضغطة واحدة على جهاز الريموت كنترول، تجعلك جزءاً من الحدث المعروض. وكأن ما تشاهده هو كل ما تدور حوله الحياة بالنسبة لك.

? ما رأيك فى هذه الإحصائية من وجهة نظرك؟

من جانب انتشارها… تأثيرها .. مـواجهتها وما هو السبب الأساسى لهــذه النتائج؟

هذه الإحصائية جاءت نتيجة الاستخدام السلبى لوسائل الإعلام، رغم أن لها جوانب ايجابية كثيرة، إلا أن لها جانب سلبى قوى ويظهر فى:

  1.  التأثير الروحى: لا شك أن الجلوس طويلاً أمام التلفزيون أو الانترنت، استنزاف طويل للوقت والحماس الروحى، وهذا ما لاحظه الكثيرين من المثقفين والناقدين، حيث يحدث أحياناً أن يتحول فيلم ساعتين، إلى مسلسل من ثلاثين حلقة لنفس الموضوع والأحداث، لكن مع التطويل فى المشاهد مما ينذر بالخطر، إذ يعمل ذلك على تسطيح الفعل، ودفعه إلى الركود الفكرى، كما أن استنزاف الوقت لا يعطى فرصة للقراءة أو الثقافة، أو الإبداع الروحى أو خدمة الآخرين..
    بالإضافة إلى التأثيرات السلبية التى يمكن أن تحدثها بعض المشاهد الإباحية، وما تعرضه شاشات القنوات الفضائية، التى لا يمكن أن تخضع لأجهزة الرقابة.. هناك أيضاً الاتجاهات المنحرفة فى المادة المعروضة (مثلا: شخص متزوج يحب امرأة أخرى).
  2.  التأثير الثقافى: إن أخطر ما فى التلفزيون والانترنت ثقافياً، ما يسمونه الترويج السلبى، إذ يجعل المشاهد أمام هذه الشاشات لساعات طويلة، بها حركة جسمية أو فكرية فى سلبية خطيرة، تؤذى العقل وتجعله مستقبلاً سلبياً، بدل أن يكون عقلاً ناقداً ايجابياً.
    الإنجيل يوصينا أن نصلى لكى يعطينا الرب: “الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِى مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ” (أف 1: 17، 18).
    اختار ما يبنى حياتى، وأرفض ما يهدمه وهذا مبدأ: “اختر وارفض” select and reject وذلك عملاً بوصية الرسول بولس: “امْتَحِنُوا كُلَّ شَىْءٍ، تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ” (1تس 15: 21).
    لذلك نحتاج إلى تنمية روح القراءة لدينا، أو ما يسمونه “تدليك عضلة القراءة” فالقراءة كالعضلة إما أن نستخدمها وننميها، أو نهملها فتضمر فينا.
  3. التأثير السلوكى: لا شك أن السلوك المعروض على التلفزيون، يلتقطه الشباب ويعيشونه فعلاً، كما يتأثر الشباب من جهة استخدام أساليب لا تليق، أو ألفاظ غير محببة، أو كلمات تتسلل إلى حديثنا شيئاً فشيئاً، هذا بالإضافة إلى الأغانى الهابطة أو العلاقات المنحرفة أو تكوين جماعات غير بناءة.

قوة تأثير وسائل الإعلام

  1.  الحضور المكثف: فهى حاضرة بكميات هائلة من الصحف ومواقع شبكة الاتصالات والمعلومات.
  2.  استخدام أكثر من حاسة فالعين تنظر، والأذن تسمع، والأصابع تلمس الأزرار.
  3. المشاهدة الرخيصة: إذ يمكن أن يتابع الشاب عدد كبير من المواقع أو القنوات أو الصحف والإذاعات بمبالغ زهيدة للغاية، مجرد ساعات كهرباء أو حساب تليفون.
  4. التأثير الوجدانى: لما للدراما والكوميديا وأفلام العنف من تحريك للمشاعر الإنسانية فى اتجاهات الضحك أو الحزن أو رغبة الانتقام.

 

من المسابقة الدراسية – المرحلة الثانوية –  مهرجان الكرازة 2010

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى