صياد النفوس


ليس النجاح الحقيقى فى أن تنتصر على الناس. وليست هذه هى الشجاعة ولا القوة… إنما النجاح الحقيقى هو أن تكسب الناس، تربحهم لأن رابح النفوس حكيم (أم 11: 30). 

ربما تنتصر على الناس وتخسرهم! ولا تكون بهذه الخسارة قد نجحت. فالسيد المسيح كان فى ملىء القوة على الصليب، وقد ربح كل الناس. 

وهناك قواعد هامة، عليك أن تتبعها لكى تكسب محبة الناس، ونحاول هنا أن نعرض البعض منها: 

1- ليكن كسب واحترام الآخرين هدفًا لك:  

كما علمنا القديس بولس الرسول: “فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ… صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا” (1كو 9: 19). 

ضع هدفًا واضحًا أمامك، أن تكسب محبة الناس، حتى لو أدى الأمر أن تضحى فى سبيل ذلك.. 

 هناك أشخاص يهمهم ذواتهم فقط، ولا يهتمون بالآخرين. لا يبالون إن غضب فلان أو رضى. أما أنت فاحرص على شعور كل أحد، وحاول أن تكسب الكل، لأن الكتاب يقول: “وَرَابِحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ” (أم 11: 30). وإن عرفت أن واحدًا من الناس متضايق منك، فلا يهدأ قلبك حتى ترضيه. اجعل كل أحد يحبك، وكما قال الكتاب: “إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ” (رو 12: 18). لذلك قدم للناس محبتك، واكتسب محبتهم، واعتبر أن محبة الناس كنز ثمين يجب أن تحرص على إقتناؤه. 

وفى سبيل محبة الناس، احترم كل أحد، حتى من هو أصغر منك وأقل شأنًا. 

 كثير من الناس يحترمون من هم أكبر منهم أو من هم أعظم مركزًا، ولكنهم يتجاهلون من هم أقل منهم، وبهذا يخسرون الكثير. أما أنت فتدرب على احترام الكل وتوقير الكل. لا تقل كلمة فيها إقلال من شأن أحد، أو جرح لشعور إنسان. ولا تعامل أحدًا باستصغار أو باحتقار، ولا تتجاهل أحدًا مهما كان مجهولاً. درب نفسك على عبارات تقدير وتوقير بالنسبة إلى أولادك أو أخوتك الصغار أو مرؤوسيك أو خدمك… فهذه العبارات سوف لا تنسى، سيتذكرها أولئك الصغار طول العمر، وسترفع من روحهم المعنوية، وستجعلهم يحبونك. إن كثيرًا من الكبار ينسون احترامك لهم لأنه شئ عادى بالنسبة إليهم. أما الصغار فلا ينسون. احترامك لهم عمل باق لا يضيع. واعرف أن الله لا يحتقرنا على الرغم من الفارق اللانهائى بين عظمته وضآلتنا، والله مع ذلك يتنازل ويكلمنا، ويتضع مستمعًا إلينا ساعيًا لخلاص أنفسنا. 

2- عامل الناس باتضاع: 

لذلك فإن تواضعك للناس هو عامل هام فى كسب محبتهم لك. 

قال ماراسحق: “الشجرة الكثيرة الأثمار, تنحنى أغصانها من كثرة أثمارها, ولا تتحرك مع كل ريح. والشجرة العادمة الثمر تتشامخ أغصانها, ومع كل ريح تتحرك”. 

 لا تكلم أحدًا من فوق، ولا تتعال على أحد، بل عامل الكل باتضاع، فإن الناس يحبون المتضعين. ” كن ابنًا وسط أخوتك، ولكن أخًا وسط أبنائك”، ذلك لأن الأتضاع يستطيع أن يفتح حتى القلوب المغلقة. ولا تظن أن تواضعك للناس، يقلل من شأنك، بل على العكس إنه يرفعك أكثر.. تذكر قول الشيخ الروحاني: “فى كل موضع حللت فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم”.. وقد قال السيد المسيح: “فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.” (مت 23: 12).. وما أجمل تلك النصيحة التى وجهها الشيوخ الحكماء لرحبعام الملك ابن سليمان الحكيم حينما قالوا له: “إِنْ صِرْتَ الْيَوْمَ عَبْداً لِهَذَا الشَّعْبِ وَخَدَمْتَهُمْ وَأَجَبْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَماً حَسَناً، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيداً كُلَّ الأَيَّامِ” (1مل 12: 7). 

3- اخدم الكل وأنت مبتسم: 

الإبتسامة لغة لا تخطئها العين وهى لغة لا تحتاج لترجمة الإبتسامة تشيع الفرح والإبتسام فى قلب كل آحد. 

إن أردت أن يحبك الناس، اخدمهم، وساعدهم، وابذل نفسك عنهم.. أشعرهم بمحبتك بما تقدمه لهم من معونة ومن عطاء ومن بذل. أن الذين يحبون ذواتهم، يريدون باستمرار أن يأخذوا وأن ينالوا وأن يكسبوا. أما أنت فلا تكن كذلك. درب نفسك على البذل والعطاء. لتكن علاقتك بالناس تهدف إلى مصلحتهم هم لا إلى مصلحتك أنت. انظر كيف تريحهم، وكيف تجلب السرور إلى قلوبهم، وتدخل الفرح إلى حياتهم.. بهذا يحبونك.. 

إن أكثر إنسان مكروه هو الشخص الأنانى، وأكثر إنسان محبوب هو الشخص الخدوم، الباذل المعطى. 

 لا تظن أن الطفل هو فقط الذى تعطيه فيحبك، بل حتى الكبير أيضًا.. الله نفسه علاقته مع الناس علاقة إعطاء وبذل، وكذلك الرسل.. الأم محبوبة جدًا لأنها باستمرار تعطى وتبذل  حتى دون أن تأخذ. 

 وإن لم يكن لك شئ تعطيه للناس، أعطهم ابتسامة لطيفة وكلمة طيبة. أعطهم حبًا، أعطهم حنانًا أعطهم كلمة تشجيع.. أعطهم قلبك.. أظهر لهم أنك تريد، وأنك مستعد، لكل تضحية من أجلهم.. 

4- لا تنتهر أو توبخ أحد: 

إن إردت أن تكسب محبة الناس، لا تكن كثير الانتهار، أو كثير التوبيخ… إن الكلمة القاسية موجعة تتعب الناس. والكلمة الجارحة قد تضيع المحبة وتبددها، فإن أردت أن توجه لومًا أو نصيحة، فليكن ذلك بهدوء ووداعة وفى غير غلظة. ولا تشعر الناس بكثرة توبيخك أنك تكرههم. وإن أردت أن تقول كلمة توبيخ، فلتسبقها عبارة تقدير أو عبارة مديح أو مقدمة لطيفة تمهد الجو لقبول التوبيخ. أو على الأقل تخير الألفاظ فى توبيخك فلا يكن جارحًا مهينًا، ولا يكن أمام الناس حتى لا يشعر من توبخه بالذل والخزى.. كذلك لا توبخ على كل صغيرة وكبيرة وإنما على الأمور الهامة فقط، إذ لا يوجد إنسان يخلو من الزلل. ولا توبخ كل أحد، لأن سليمان الحكيم يقول: “لاَ تُوَبِّخْ مُسْتَهْزِئًا لِئَلاَّ يُبْغِضَكَ. وَبِّخْ حَكِيمًا فَيُحِبَّكَ” (أم 9: 8). 

 وإذا انتقدت فلا تكن قاسيًا فى نقدك، إنما تكلم عن النقط الحسنة قبل أن تذكر السيئة. إذا انتقدت أحدًا لا تحطمه بل كن رفيقًا به. وليكن هدف النقد هو البناء وليس الهدم.. 

5- امتدح الناس ودافع عنهم: 

وإن أردت أن يحبك الناس، دافع عنهم، وامدحهم.. حساس جدًا هو القلب المسكين الذى يجد الكل ضده، ووسط هؤلاء يعثر على إنسان يدافع عنه. إنه يهبه كل قلبه.. لذلك دافع عن الناس، وبخاصة من تجده في مأزق أو من تجد الضغط شديدًا عليه، أو من تراه مظلومًا أو فى حاجة إلى من يدافع عنه.. 

 وفى تعاملك مع الناس تذكر حسناتهم وانس سيئاتهم. وتأكد أن كل إنسان مهما كانت حياته مظلمة، لا بد ستجد فيه بعض نقط بيضاء تستوجب المديح.. ابحث عن هذه النقط البيضاء وامتدحها وأبرزها واظهر له أنك تعرفها وتقدرها. عندئذ سيحبك ويكون مستعدًا لقبول توجيهك أو توبيخك بعد أن أظهرت له حبك.. 

 لتكن ألفاظك بيضاء، حاول أن تكثر من ألفاظ المديح لمن يستحقها.. لا تكن شتامًا، ولا هدامًا، ولا مستهزئًا، ولا متهكمًا على الآخرين.. اضحك مع الناس، ولكن لا تضحك على الناس. اشعر كل أحد بتقديرك له، وأعلن هذا التقدير أمام الكل.. استفد من الخير الذى في الناس قبل أن تنقد الشر الذي فيهم. اعتبر أن الشر الذى فى الناس دخيل عليهم، وواجبك أن تنقذهم منه لا أن تحطمهم بسببه. 

يجب أن تعلموا أن كل شخص يوجد بحياته نقاط بيضاء ونقاط سوداء. فإذا كنت تريد أن تخسر الناس أنظر للنقاط السوداء التى فى حياتهم وركز عليها ولا تنظر للنقاط البيضاء التى فى حياتهم. أما إذا كنت حليمًا ومسالمًا فأنظر إلى النقاط البيضاء وأنظر إلى الخير الذى فى الناس وامتدحه. وبهذه الطريقة تكسب الناس. 

6- “مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ” (رو 17:12) 

إن أردت أن يحبك الناس فلتكن إنسانًا فاضلاً فيه الصفات المحببة إلى الناس. لا تكن عثرة لأحد, لا تظن أن الناس يحبون عبثًا أو بلا مقابل، بل يحبون الشخص الذى تتركز فيه الصفات التى يحبونها.. يحبون الإنسان القديس، والإنسان الشجاع والإنسان الناجح والإنسان الذكى.. فلتكن فيك صفات جميلة.. عندئذ سيحبك الناس بسببها.. لذلك إن أردت أن يحبك الناس قوم نفسك أولاً.. 

 أصلح العيوب التى فيك التى يكرهها الناس، عندئذ يحبك الناس.. إن واجهك أحد بعيب فلا تغضب، بل اختبر نفسك جيدًا فربما يوجد هذا العيب فيك. حينئذ اشكر من وجهك إليه ولا تحزن منه.. 

7- احتمل الناس وكن مخلصًا: 

إن أردت أن يحبك الناس، احتمل الناس.لا تنتقم لنفسك، ولا تقابل السيئة بمثلها، ولا تغضب على مَنْ يسئ إليك.. كل إنسان له ضعفات فاحتمل الناس. لا تتضايق بسرعة، ولا تخسر الناس بسبب أخطائهم، بل اغفر لكل من يخطئ إليك.. وعندما يرجع لنفسه ويذكر احتمالك له ستزداد محبته لك.. وحتى الذين لا يرجعون لا تخسرهم أيضًا بل اذكر قول القديس يوحنا ذهبي الفم حينما قال: (من لا توفقك صداقته، فلا تتخذه لك عدوًا). 

و إن أردت أن يحبك الناس كن مخلصًا لهم، وكن حكيمًا فى إخلاصك.عامل الناس بكل إخلاص، واحذر من أن تكون محبتك لهم ضارة بهم. بل لتكن محبتك فى حكمة استخدم المديح ولكن لا تستخدم التملق ولا الرياء. واستخدم الحنو، ولكن ابعد عن التدليل الضار.. كن مخلصًا فى حبك للناس، هدفك صالحهم وليس مجرد أن يحبوك. والله المحب قادر أن يسكب المحبة في قلوبنا جميعًا لنحب بعضنا بعضًا كما أحبنا هو في قلبه الواسع الكبير. 

8- انتقل  من مجال الأخذ إلى مجال العطاء: 

تدرب على أن تعطى الغير، تعطيهم خدمة، تعطيهم وقتًا، تعطيهم حبًا وجهدًا ومساعدة… وإذا نما الإنسان في تدريب العطاء، فإنه يعطى حتى نفسه. وهذا أسمى ما يصل إليه فى الإنطلاق خارج الذات. 

 وإن كان من أخطاء (الأنا): البخل. فالعلاج هو العطاء. حيث يتدرب الإنسان على اليد المفتوحة باستمرار. الممدودة بالعطاء إلى الغير، فى سعة، وفى رفق وحنان… شكرهم سوف يشبعه. ومساعدتهم ستغير قلبه وتلمؤه بمشاعر نبيلة، فيعطى أكثر، ويزداد فى خدمة الآخرين وفى إسعادهم وفى إراحة الناس وربحهم يكون الأمر على مستوى إيجابى وسلبى. إيجابى أى تنفع الناس، وسلبى أى لا تضر الناس. لذلك من الأشياء الهامة فى كسب الناس المجاملات التى يقول عنها الرسول: “فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ، وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ” (رو 12: 15) فيجب أن تتعلموا مجاملة الناس فى أفراحهم وأحزانهم.  وفى كل مناسبة مثل مناسبات الزواج، عيد الزواج، نجاح الأطفال، زيارة المرضى حتى لو كانت المجاملة مجرد تليفون أو برقية أو كلمة لطيفة تدل على المشاركة فى الشعور كل هذه الوسائل تترك تأثير كبير في النفس. 

كثيرًا أزور المرضى. وأشعر فى كل مرة أزور مريض أنى أزور المسيح نفسه. لأنه قال: “كنت مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي” (مت 25: 36)، متى زرناك يا رب؟ فنجده يقول: “بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ” (مت 25: 40). فزيارة المرضى لا شك أنك تكسب بها ناس. والعكس نتيجته سيئة. فعندما لا تجامل الناس لا ينسون ذلك، سواء كنت شخص عادى أو من الآباء الكهنة. فتجد الشخص يعاتبك وعدم المجاملة تترك فى نفسه تأثير سئ. يجب أن تتعلموا أن تهتموا بالمجاملات لأنه بقليل تستطيع أن تكسب الناس. 

9- كن بشارة مفرحة: 

 ما أجمل قول الكتاب في ذلك: “مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ” (رو 10: 15). 

إن الناس فى حاجة إلى من يفرحهم، ويخفف عنهم متاعبهم، وبالرجاء الذى فيه يفتح طاقة من نور، تشرق وسط ضيقاتهم فتبددها وتعطيهم أملاً جديدًا.. فكن أنت كذلك: إن كانت لديك كلمة مفرحة، قلها للناس. واٍن كانت لديك كلمة متعبة، أجل اللفظ بها، حتى لا تتعب غيرك. 

– كن بشوشا فى وجه كل أحد، واعمل كل ما تستطيعه لتشيع البشاشة فى وجوه الناس، وقابل الناس بابتسامة لطيفة، وبكلمة حلوة، لأن الناس لا يحبون الملامح المقطبة والوجوه العابسة التى تفقدهم سلام القلب وهدوء المشاعر. اجعل الناس يفرحون بلقائك، ويشعرون أنك سبب فرح لهم واٍن قدومك إليهم هو بشارة خير. 

– وتأمل كيف إن كلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة.والكرازة بالإنجيل، كانت هى الكرازة بهذه البشارة المفرحة، التى فيها قال الملاك للرعاة: “َهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ” (لو 2: 10). 

– وانظر كيف قال السيد المسيح للناس: “تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ” (مت 11: 28).فاٍن كنت لا تستطيع أن تحمل عن الناس متاعبهم، فعلى الأقل لا تكن سببا فى أتعابهم. 

– وتأمل كيف أن المصورين يطلبون من الناس أن يبتسموا قبل التقاط الصورة لكى يكون المنظر مبهجًا! كن أنت أيضًا مبتسمًا، لكى يكون وجهك مبهجًا للناس.. 

– البعض يظن خطأ أن الدين هو كآبة وجه، واٍن الكآبة دليل الجدية! بينما الدين هو فرح. والفرح واللطف هما من ثمار الروح (غل 5: 22). 

10 – تكلم حين تكون الأذن مستعدة لأن تسمعك: 

فإن وجدت من تكلمه غير مستعد لسماعك، اسكت. فلا تكلم شخصا يكون مرهقًا ومتعبًا نفسيًا وجسديًا، وتحيط به ظروف ضاغطة.. ولا تكلمه إن كان مشغولاً وليس لديه وقت لسماعك، وليس لديه وقت يتفهم فيه رأيك ويناقشه معك . وكما قال الحكيم: “تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا.” (ام 25: 11). 

تخير لمحدثك أفضل أوقاته، وأليق حالاته وأحسن المناسبات لكى تعرض عليه رأيك ويكون مستعدًا قلبيًا وذهنيًا لسماعك وفهمك وقبول كلامك..  

وان كنت تريد أن تصل إلى نتيجة من كلامك: كثيرون يهدفون إلى كسب المناقشة بأية الطرق ولو بخسارة من يحدثونه..!  فتكون النتيجة أنهم يخسرون كل شيء. فالمنطق وحده لا يكفى بدون النفسية.. 

1- إن مَنْ يحطم مُنَاقِشه ويثبت له أنه مُخطئ وبخاصة أمام الناس لا يمكن أن يكسب منه خيرًا.. 

2- ومن يقاطع محدثه، ولا يعطيه فكرة للكلام ويرد على كلامه قبل أن يكمله ويشعره بأنه خصم، هذا لا يمكن أن يجد فى قلب محدثه قابلية للاستجابة وللاقتناع مهما كان رأيه منطقياً. 

3- ومن يتهكم على أفكار محدثه ويشرح له كيف أنها ضعيفة وتافهة وغير عملية وغير منطقية، هذا أيضًا لن يصل إلى نتيجة..لذلك احترم رأى من تكلمه مهما كنت ضده..وبكل أدب وبكل لياقة يمكنك أن ترد عليه..حاول أن تصل إلى قلب من تكلمه قبل أن تصل إلى عقله.وثق أنك إن كسبت القلب، تكسب العقل أيضًا. 

زر الذهاب إلى الأعلى