الملاك يبشَّر الرعاة
«برج القطيع» مجدال عدار Migdal Eder
بجوار بيت لحم في الطريق إلى أُورشليم يوجد أكمة عليها برج قديم غاية القدم، وفي التقليــــد كانت هناك نبوة تقول: إن من فوق مجدال عدار ستُعلن بشارة المسيَّا (مي 8:4). كذلك مذكور في المشناه أن الخراف المحيطة ببرج مجدال عدار هي الخراف التي تُربى بعناية خاصة لتكــــون ذبــــائح للهيكل، وبالتالي فإن رعاتها المنوطين بتربيتها وحراستها يكونون من المدربين على شروط معاملة هذه الخراف تحت رعاية الربيين. على أن خراف الفصح ينبغي أن تبقى في البريـــة ثلاثين يومــــا قبــــل الذبح. هذه البيانات تعطينا ملامح جيدة على أن ميلاد المسيح قد تعيَّن في هذا المكان من تحت برج القطيع – باعتباره حمل الله الذي للفصح الأبدي! وأن استعلانه سيتم من فوق البرج للرعـــــاة الذين يحرسون قطعان غنم الفصح، وهذا ما قد تم:
+ «وكان في تلك الكورة رُعاةٌ مُتَبَدِّينَ يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك: لا تخافوا. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخــــص هــــو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمَّطَاً مضجعاً في مذود. وظهر بغتةً مع المــلاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين:
المجد لله في الأعالي .. وعلى الأرض السلام … وبالناس المسرة.» (لو 2: 8-14).
ويقول العالم اليهودي المتنصر إدرزهايم إن هذا النشيد من ثلاثة مقاطع في مقابل الثلاث نفخات التي تدوي في الهيكل من الأبواق الفضية بواسطة الكهنة إشارة إلى أن الذبيحة قد وضعت على المذبح!! وهي متوازية مع منطوق البشارة المثلث: وُلد لكم اليوم .. مخلص … .. مخلص .. هو المسيح الرب!! وكأنه معبر عن نوع الحدث ومعناه ونتيجته. وهكذا عبر الملائكة عن مجيء الملكوت بظهور الملك.
وحينما انسحبت الملائكة، انطلق الرعاة إلى بيت لحم وكان الظلام حالكـــاً يلف المدينة؛ إلا مصباحاً كالنجم يضوي، وضعه أصحاب الخان على مدخل المغارة. فهداهم المصباح إلى حيث كان الصبي في المذود بحسب وصف الملاك. وقدَّم الرعاة مما رزقهم الله جبناً وزبداً مع صوف ولحم. ثم أخذوا يقصون على يوسف – والعذراء تسمع ـ عن بشارة الملاك وتسبيح جند السماء، وكل الذين سمعوا تعجبوا من كلام الرعاة، لأنه يبدو أن مجيء الرعاة أثار فضول الناس الذين تجمهروا ليسمعوا قصة فرحهم كقول الملاك.
فشاعت الأخبار في المحيط الذي يعمل فيه الرعاة في الهيكل، وبلغت الأخبار سمعان الشيخ والأم حنَّة النبيَّة، فاستعدا لرؤياه. أما مريم فقد احتفظت بهذا الكلام في قلبها.